موقع الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
  • الرئيسية

  • الدروس

  • الخطب

  • المحاضرات

  • الفوائد

    • الفوائد اليومية

    • الفوائد النحوية

    • الفوائد الرمضانية

    • الفوائد الوادعية

      المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية
  • الفتاوى

  • الرئيسية

  • جديد الموقع

  • الدروس

  • الخطب

  • المحاضرات

  • الكتب

  • الفتاوى

  • الفوائد

    • الفوائد اليومية

    • الفوائد النحوية

    • الفوائد الرمضانية

    • الفوائد الوادعية

      المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية
  • نبذة عن الشيخ

  • شبكة علماء اليمن

  • شبكة العلم الشرعي

6 ذو الحجة 1446 هـ
  • Twitter
  • Facebook
  • Telegram Broadcast
  • RSS
  • شبكة العلم الشرعي

  • شبكة علماء اليمن

  • الإذاعة

الرئيسية / الفوائد، الفوائد اليومية / 066- الحقوق الزوجية / الحلقة الثانية / حقوق الزوج

066- الحقوق الزوجية / الحلقة الثانية / حقوق الزوج

الثلاثاء ۹ ذو القعدة ۱٤۳۸ هـ الموافق ۱ أغسطس ۲۰۱۷ مـ | الفوائد، الفوائد اليومية | شارك بتعليقك

** قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {  وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ }

 ** و قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }

 ** وفي : ( تفسير ابن كثير ) ، ط العلمية (1/ 459):

**  وَقَوْلُهُ : { وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } أَيْ فِي الْفَضِيلَةِ فِي الْخُلُقِ والخلق وَالْمَنْزِلَةِ وَطَاعَةِ الْأَمْرِ وَالْإِنْفَاقِ وَالْقِيَامِ بِالْمَصَالِحٍ وَالْفَضْلِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{ الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ } [النِّسَاءِ: 34] .

**  وَقَوْلُهُ : { وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }أَيْ عَزِيزٌ فِي انْتِقَامِهِ مِمَّنْ عَصَاهُ وَخَالَفَ أَمْرَهُ، حَكِيمٌ فِي أمره وشرعه وقدره .

 ** وقال أيضا في (2/ 256) :

يَقُولُ تَعَالَى: { الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ } أَيِ : الرَّجُلُ قَيِّمٌ عَلَى الْمَرْأَةِ، أَيْ : هُوَ رَئِيسُهَا ،وَكَبِيرُهَا،وَالْحَاكِمُ عَلَيْهَا ،وَمُؤَدِّبُهَا إِذَا اعْوَجَّتْ،

{ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ } أَيْ : لِأَنَّ الرِّجَالَ أَفْضَلُ مِنَ النِّسَاءِ، ، وَالرَّجُلُ خَيْرٌ مِنَ الْمَرْأَةِ، وَلِهَذَا كَانَتِ النُّبُوَّةُ مُخْتَصَّةٌ بِالرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ الْمُلْكُ الْأَعْظَمُ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَكَذَا مَنْصِبُ الْقَضَاءِ وَغَيْرُ ذَلِكَ.

{ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ }أَيْ : مِنَ الْمُهُورِ وَالنَّفَقَاتِ وَالْكُلَفِ الَّتِي أَوْجَبَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَهُنَّ فِي كِتَابِهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالرَّجُلُ أَفْضَلُ مِنَ الْمَرْأَةِ فِي نَفْسِهِ، وَلَهُ الْفَضْلُ عَلَيْهَا وَالْإِفْضَالُ، فَنَاسَبَ أَنْ يَكُونَ قَيِّمًا عَلَيْهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [الْبَقَرَةِ: 228] ، . . . الخ كلامه ، رحمه الله . اهـ

 

** عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَةٍ لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ ابْنَتِي قَدْ أَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطِيعِي أَبَاكِ ،

فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَوْ كَانَتْ قَرْحَةٌ فَلَحَسَتْهَا ، أوِ انْتَثَر مِنْخَراهُ صَديداً أوْ دَماً ثمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أدَّتْ حَقَّهُ )

قَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  لا تُنْكِحوهُنَّ إلاَّ بإذْنِهِنَّ )

رواه ابن حبان وغيره ، وقال الشيخ الألباني [حسن صحيح]

وعن معاذ رضي الله عنه قال:، قال النبيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – :

” لوْ أَمْرتُ أحَداً أنْ يسجُدَ لأحَدٍ؛ لأمْرتُ المرأَةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها؛ مِنْ عِظَمِ حقِّه عَليْها، ولا تَجدُ امْرأَةٌ حلاوةَ الإيمان؛ حتى تُؤَدِّيَ حقَّ زوْجِها، ولو سَألها نَفْسَها وهيَ على ظَهْرِ قَتَبٍ ” . رواه الحاكم وغيره ، وقال الشيخ الألباني [حسن صحيح]

** وفي كتاب : ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) ، (4/ 11) :

** ( القَتَب ) للجَمل كالإِكاف لِغَيْرِهِ .

** وَمَعْنَاهُ الحثُّ لَهُنَّ عَلَى مُطاوعة أزواجِهن، وَأَنَّهُ لَا يَسعُهُنّ الِامْتِنَاعُ فِي هَذِهِ الْحَالِ، فَكَيْفَ فِي غَيْرِهَا . اهـ

 

** والإكاف، ويقال: الوكاف: برذعة الحمار، وهي كالسرج للفرس.

 

** وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَوْ تَعْلَمُ الْمَرْأَةُ حَقَّ الزَّوْجِ مَا قَعَدَتْ مَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ وَعَشَاؤُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ»  رواه الطبراني في المعجم الكبير ، وصححه الألباني .

 

** وحقوق الزوج على زوجته كثيرة نذكر منها ما تيسر .

 

** (( الحق الأول )) :

** أن تطيعه إذا أمر .

 

** عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهَا قَالَ: «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: «فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟» قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا أَعْجَزُ عَنْهُ قَالَ: «انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ »

رواه النسائي في السنن الكبرى (8/ 184) ، وصححه الألباني .

 

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ: « الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ » رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 161)، وقال الشيخ الألباني [حسن صحيح]

 

**  وفي كتاب : ( الفتاوى الكبرى ) لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/ 145):

وَلَيْسَ عَلَى الْمَرْأَةِ بَعْدَ حَقِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَوْجَبَ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ . اهـ المراد

 

** وطاعة المرأة زوجها من موجبات دخول الجنة .

** عن عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “إذا صلَّتِ المرَأةُ خَمْسَها، وصامَتْ شَهْرَها، وحَفِظَتْ فرْجَها، وأطاعَتْ زَوْجَها، قيلَ لها: ادْخُلي الجنَّةَ مِنْ أي أَبوابِ الجنَّةِ شِئْتِ”. رواه أحمد وغيره ، وقال الشيخ الألباني [حسن لغيره]

 

** وطاعة المرأة زوجها مشروطة بكونها في غير معصية الله ،

 

** فإن أمرها بمعصية الله سبحانه وتعالى فلا سمع له ولا طاعة :

كأن يأمرها بترك الصلاة ، أو الفطر في رمضان ، أو خلع الحجاب ، أو مصافحة إخوانه ، أو يطلب منها جماعها في دبرها ، أو في أثناء حيضتها ، أو غير ذلك من المعاصي .

 

** عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ الْآخَرُونَ: إِنَّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: «لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، وَقَالَ لِلْآخَرِينَ قَوْلًا حَسَنًا، وَقَالَ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ » متفق عليه

 

 

** وقد بوب البخاري في صحيحه من كتاب النكاح (7/ 32) فقال :

بَابُ لاَ تُطِيعُ المَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي مَعْصِيَةٍ .

 

** وساق بسنده إلى عَائِشَةَ رضي الله عنها ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَهَا، فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا،

فَقَالَ: « لاَ ، إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ المُوصِلاَتُ »

وأخرجه مسلم أيضا .

 

 

** ((الحق الثاني )) :

** أن تجيبه إذا دعاها إلى فراشه إذا لم يوجد مانع من حيض أو نفاس أو مرض أو نحو ذلك من الأعذار الشرعية .

 

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ، هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ »  رواه مسلم

 

** وعَنْه أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا، فَتَأْبَى عَلَيْهِ، إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا » متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم .

 

** وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “اثْنانِ لا تُجاوِزُ صلاتُهما رُؤوسَهما: عبدٌ أبَق مِنْ مَواليه حتى يرجعَ، وامْرأَةٌ عَصَتْ زوْجَها حتى تَرْجعَ”.

رواه الطبراني وغيره ، وصححه الألباني .

 

** والمراد باللعن هنا : الدعاء عليها بالطرد من رحمة الله ،

فأي أمرأة عاقلة ترضى لنفسها أن تدعو عليها الْمَلَائِكَة بالطرد من رحمة الله ، ومن هذه التي تتحمل ذلك ؟!

 

** وفي كتاب: ( المفهم) ، للقرطبي (13/ 24):

** وقوله : (( ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها )) ؛

** دليل على تحريم امتناع المرأة على زوجها إذا أرادها . ولا خلاف فيه ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : {وللرجال عليهن درجة } ،

** والمرأة في ذلك بخلاف الرَّجل ، فلو دعت المرأة زوجها إلى ذلك لم يجب عليه إجابتها ، إلاَّ أن يقصد بالامتناع مضارَّتها ، فيحرم ذلك عليه.

** والفرق بينهما : أن الرَّجل هو الذي ابتغى بماله ، فهو المالك للبضع . والدرجة التي له عليها هي السلطنة التي له بسبب ملكه .

** وأيضًا : فقد لا ينشطُ الرَّجل في وقت تَدْعُوه ، فلا ينتشر، ولا يتهيأ له ذلك ، بخلاف المرأة .

** وقوله : (( الذي في السماء )) ؛

ظاهره : أن المراد به : الله تعالى ؛ ويكون معناه كمعنى قوله تعالى :

{ أأمنتم من في السماء } ، وقد تكلمنا عليه في كتاب الصلاة .

** ويحتمل أن يراد به هنا : الملائكة . كما قد جاء في الرواية الأخرى : (( إلا لعنتها الملائكة حتى تُصْبح )).اهـ

 

** وفي كتاب : ( سبل السلام ) للصنعاني (2/ 210):

إخْبَارٍ بِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ إجَابَةُ زَوْجِهَا أَيْ إذَا دَعَاهَا لِلْجِمَاعِ لِأَنَّ قَوْلَهُ إلَى فِرَاشِهِ كِنَايَةٌ عَنْ الْجِمَاعِ كَمَا فِي قَوْلِهِ «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ» ،

** وَدَلِيلُ الْوُجُوبِ لَعْنُ الْمَلَائِكَةِ لَهَا إذْ لَا يَلْعَنُونَ إلَّا عَنْ أَمْرِ اللَّهِ، وَلَا يَكُونُ إلَّا عُقُوبَةً، وَلَا عُقُوبَةَ إلَّا عَلَى تَرْكِ وَاجِبٍ . اهـ المراد

 

** ولماذا استحقت المرأة هذا الوعيد الشديد ؟

 

** لأنها بامتناعها قد تضطر الزوج إلى البحث عن الحرام – عياذا بالله –

** ؛ فإن صبر الرجل على ترك الجماع أضعف من صبر المرأة ؛

** ولأنها قد تتسبب بهذا الامتناع إلى هدم بناء الأسرة .

 

** ((الحق الثالث )) :

** أن تشكره ولا تكفره .

 

** عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ » رواه النسائي في السنن الكبرى (8/ 239) ، [وصححه الألباني]

 

** فدل هذا الحديث على وجوب شكر المرأة لزوجها المحسن إليها ، خاصة إذا كان قائما بأمورها التي لا تستغني عنها .

 

** ولا يقصد بالشكر هنا مجرد شكر اللسان فقط ، ثم تؤذيه بمساوئ أخلاقها وأفعالها ، بل يقصد به قيامها بحقه على أتم الوجوه وأكملها .

 

** فالحذر الحذر من كفران العشير ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذلك غاية التحذير ، وأخبر أن كفران العشير وكفران الإحسان سبب من أسباب دخول النار .

 

**  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ» قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: ” يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ” متفق عليه

 

** ((الحق الرابع )) :

** أن تقر في البيت ، فلا تخرج إلا بإذنه .

 

** قال الله تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى }

 

**  وفي ( تفسير ابن كثير ) ، ت سلامة (6/ 409):

**  وَقَوْلُهُ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} أَيِ: الْزَمْنَ بُيُوتَكُنَّ فَلَا تَخْرُجْنَ لِغَيْرِ حَاجَةٍ.

**  وَمِنِ الْحَوَائِجِ الشَّرْعِيَّةِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ بِشَرْطِهِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلْيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلات” وَفِي رِوَايَةٍ: “وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ” اهـ المراد

 

**  وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتِ؛ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ ، وَإِنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ: أَقْرَبَ مِنْهَا في قعر بيتها)) .

رواه ابن حبان (8/ 156) [وصححه الألباني]

 

**  وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ أَنْ تَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَمْنَعْهَا “

**  وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «صَلَاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا» رواه أبو داود (1/ 156) ، [وصححه الألباني]

**  (والمِخْدع) بكسر الميم وضَمِّها وإسكان الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة: هو الخزانة تكون في البيت. انظر (مختار الصحاح )،(ص: 88)

 

** (( الحق الخامس )) :

** لا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه .

 

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « . . . وَلاَ تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، . . . ) متفق عليه

 

** وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  . . . وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، . . . ) رواه مسلم   

 

** وفي ( فتح الباري لابن حجر ) ، (9/ 296):

** وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا يَفْتَاتُ عَلَى الزَّوْجِ بِالْإِذْنِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، وَهُوَ مَحْمُول على مَا لَا يُعلم رِضَا الزَّوْجِ بِهِ ،

** أَمَّا لَوْ عَلِمَتْ رِضَا الزَّوْجِ بِذَلِكَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهَا كَمَنْ جَرَتْ عَادَتُهُ بِإِدْخَالِ الضِّيفَانِ مَوْضِعًا مُعَدًّا لَهُمْ سَوَاءٌ كَانَ حَاضِرًا أَمْ غَائِبًا فَلَا يَفْتَقِرْ إِدْخَالُهُمْ إِلَى إِذْنٍ خَاصٍّ لِذَلِكَ ،

** وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنِ اعْتِبَارِ إِذْنِهِ تَفْصِيلًا أَوْ إِجْمَالًا

قَوْلُهُ ( إِلَّا بِإِذْنِهِ ) أَيِ الصَّرِيحِ ،

** وَهَلْ يَقُومُ مَا يَقْتَرِنُ بِهِ عَلَامَةُ رِضَاهُ مَقَامَ التَّصْرِيحِ بِالرِّضَا فِيهِ نَظَرٌ .

اهـ

** (( الحق السادس )) :

** لا تصوم النافلة – وزوجها حاضر – إلا بإذنه .  

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « لاَ يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، . . . » متفق عليه

 

** وفي ( شرح النووي على مسلم ) ، (7/ 115):

** وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَصُمِ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ )

** هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى صَوْمِ التَّطَوُّعِ وَالْمَنْدُوبِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ زَمَنٌ مُعَيَّنٌ .

** وَهَذَا النَّهْيُ لِلتَّحْرِيمِ صَرَّحَ بِهِ أَصْحَابُنَا .

** وَسَبَبُهُ أَنَّ الزَّوْجَ لَهُ حَقُّ الِاسْتِمْتَاعِ بِهَا فِي كُلِّ الْأَيَّامِ ،

وَحَقُّهُ فِيهِ وَاجِبٌ عَلَى الْفَوْرِ فَلَا يَفُوتُهُ بِتَطَوُّعٍ وَلَا بِوَاجِبٍ عَلَى التَّرَاخِي .

** فَإِنْ قِيلَ : فَيَنْبَغِي أَنْ يَجُوزَ لَهَا الصَّوْمُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، فَإِنْ أَرَادَ الِاسْتِمْتَاعَ بِهَا كَانَ لَهُ ذَلِكَ وَيُفْسِدُ صَوْمُهَا .

** فَالْجَوَابُ ” أَنَّ صَوْمَهَا يَمْنَعُهُ مِنْ الِاسْتِمْتَاعِ فِي الْعَادَةِ لِأَنَّهُ يَهَابُ انْتَهَاكَ الصَّوْمِ بِالْإِفْسَادِ

وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ ) أَيْ مُقِيمٌ فِي الْبَلَدِ ،

** أَمَّا إِذَا كَانَ مُسَافِرًا فَلَهَا الصَّوْمُ لِأَنَّهُ لَا يَتَأَتَّى مِنْهُ الِاسْتِمْتَاعُ إِذَا لَمْ تَكُنْ مَعَهُ . اهـ

 

** وفي ( سبل السلام ) ، (1/ 585):

** فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْوَفَاءَ بِحَقِّ الزَّوْجِ أقدم مِنْ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ ** وَأَمَّا رَمَضَانُ فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْها وَإِنْ كَرِهَ الزَّوْجُ ، وَيُقَاسُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ فَلَوْ صَامَتْ النَّفَلَ بِغَيْرِ إذْنِهِ كَانَتْ فَاعِلَةً لِمُحَرَّمٍ .اهـ

 

** (( الحق السابع )) :

** لا تنفق من ماله إلا بإذنه .

 

** عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ يَقُولُ: لاَ تُنْفِقُ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ الطَّعَامُ، قَالَ: ذَاكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا. رواه أحمد وغيره [وصححه الألباني]

** وفي ( تحفة الأحوذي ) ، (3/ 276):

قَوْلُهُ (لَا تُنْفِقُ) نَفْيٌ ، وَقِيلَ نَهْيٌ (إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا) أَيْ صَرِيحًا أَوْ دَلَالَةً .

(قَالَ ذَلِكَ أَفْضَلُ أَمْوَالِنَا) يَعْنِي فَإِذَا لَمْ تَجُزِ الصَّدَقَةُ بِمَا هُوَ أَقَلُّ قَدْرًا مِنَ الطَّعَامِ بِغَيْرِ إِذْنِ الزَّوْجِ فَكَيْفَ تَجُوزُ بِالطَّعَامِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ .

اهـ

** وفي ( شرح النووي على مسلم ) (7/ 112):

وَالْإِذْنُ ضَرْبَانِ :

أَحَدُهُمَا الْإِذْنُ الصَّرِيحُ فِي النَّفَقَةِ وَالصَّدَقَةِ .

وَالثَّانِي الْإِذْنُ الْمَفْهُومُ مِنَ اطِّرَادِ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ كَإِعْطَاءِ السَّائِلِ كِسْرَةً وَنَحْوَهَا مِمَّا جَرَتِ الْعَادَةُ بِهِ وَاطَّرَدَ الْعُرْفُ فِيهِ وَعُلِمَ بِالْعُرْفِ رِضَاءُ الزَّوْجِ وَالْمَالِكِ بِهِ فَإِذْنُهُ فِي ذَلِكَ حَاصِلٌ وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ ، وَهَذَا إِذَا عُلِمَ رِضَاهُ لِاطِّرَادِ الْعُرْفِ وَعُلِمَ أَنَّ نَفْسَهُ كَنُفُوسِ غَالِبِ النَّاسِ فِي السَّمَاحَةِ بِذَلِكَ وَالرِّضَا بِهِ ** فَإِنِ اضْطَرَبَ الْعُرْفُ وَشَكَّ فِي رِضَاهُ ، أَوْ كَانَ شَخْصًا يَشُحُّ بِذَلِكَ وَعُلِمَ مِنْ حَالِهِ ذَلِكَ أَوْ شَكَّ فِيهِ لَمْ يَجُزْ لِلْمَرْأَةِ وَغَيْرِهَا التَّصَدُّقُ مِنْ مَالِهِ إِلَّا بِصَرِيحِ إِذْنِهِ .اهـ

 

** (( الحق الثامن )) :

** الإحسان في معاملته ، بالمداعبة والملاعبة والملاطفة والتزين ؛

** فإن الزوج في هذه الحياة يتحمل المشاق والمتاعب من أجل الحصول على القوت الضروري ،

** فيحتاج من زوجته أن تستقبله بالبشر والطلاقة والبسمة الطيبة والقلب الحنون والمنظر الحسن في نفسها وثيابها وبيتها والكلمات اللطيفة التي تخفف عنه هذه المتاعب .   

 

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ: « الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ » رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 161)، وقال الشيخ الألباني [حسن صحيح]

 

**   وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «خَيْرُ النِّسَاءِ تَسُرُّكَ إِذَا أَبْصَرْتَ، وَتُعْطِيكَ إِذَا أَمَرْتَ، وَتَحْفَظُ غَيْبَتَكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِكَ»

رواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) ، (13/ 160) ، وصححه الألباني .

 

**   وعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَمَنْصِبٍ، إِلَّا أَنَّهَا لَا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: «تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ»[ رواه النسائي وغيره ، وقال الشيخ الألباني : حسن صحيح ]

**   قال الشيخ الألباني رحمه الله في ( صحيح الترغيب والترهيب ) ، (2/ 407) :

**   (الودود): هي التي تحب زوجها.

**  (الولود): التي تكثر ولادتها.

**   وقيد بهذين لأن الولود إذا لم تكن ودوداً لم يرغب الزوج فيها، والودود إذا لم تكن ولوداً لم يحصل المطلوب، وهو تكثير الأمة بكثرة التوالد،

**   ويعرف هذان الوصفان في الأبكار من أقاربها، إذ الغالب سراية طباع الأقارب بعضهن إلى بعض.

**  قوله: “فإني مكاثر بكم الأمم” أي: مفاخر بسببكم سائر الأمم بكثرة أتباعي . والله أعلم. اهـ المراد

 

** ولتحذر الزوجة غاية الحذر من تعمد أذية زوجها ؛ فإن ذلك يسبب لها دعاء الحور العين عليها .

 

**  عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لاَ تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ العِينِ: لاَ تُؤْذِيهِ، قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكَ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا.

رواه الترمذي وصححه الألباني .

 

** (( الحق التاسع )) :

** الاهتمام بحسن مظهره ، وهذا من حسن عشرتها له ، ومن أسباب جلب المحبة بينهما  .

 

** (( الحق العاشر )) :

** الإحسان في معاملة أقاربه ، كأبويه وأخواته وعماته وخالاته ونحوهن ،

** وأما إخوانه وعمه وخاله وبنو عمه وبنو خاله ونحوهم من الأقارب الأجانب فتحسن إليهم بدون اختلاط بهم ، كأن تتصدق عليهم ، أو تصنع لهم طعاما أو تغسل لهم ثيابا وترسل بها مع زوجها أو أولادها ، ونحو ذلك .

 

** (( الحق الحادي عشر )) :

** الحرص على البقاء معه طول الحياة ، فلا تطلب الطلاق من غير سبب شرعي .

**  عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

« أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ » رواه أحمد وغيره وصححه الألباني .

**  وفي ( فيض القدير ) ، للمناوي (3/ 138):

**  (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق) في رواية طلاقها (من غير ما بأس) بزيادة ( ما ) للتأكيد .

**  و( البأس ) الشدة ، أي في غير حالة شدة تدعوها وتلجئها إلى المفارقة كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له أو بأن يضارها لتنخلع منه .

**  (فحرام عليها) أي ممنوع عنها (رائحة الجنة) أول ما يجد ريحها المحسنون المتقون لا أنها لا تجد ريحها أصلا فهو لمزيد المبالغة في التهديد وكم له من نظير .

**  قال ابن العربي: هذا وعيد عظيم لا يقابل طلب المرأة الخروج من النكاح لو صح .

**  وقال ابن حجر: الأخبار الواردة في ترغيب المرأة من طلب طلاق زوجها محمولة على ما إذا لم يكن سبب يقتضي ذلك كحديث ثوبان هذا .

اهـ

 

** (( الحق الثاني عشر )) :

**  حفظ أسراره ، خاصة فيما يتعلق بأسرار الفراش .

 

**  قال تعالى : { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ }

**  وفي : ( تفسير البغوي ) – إحياء التراث (1/ 612) :

{ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ } ، أَيْ: حَافِظَاتٌ لِلْفُرُوجِ فِي غَيْبَةِ الْأَزْوَاجِ،

وَقِيلَ : حَافِظَاتٌ لِسِرِّهِمْ . اهـ

**  وفي ( فيض القدير ) ، (2/ 538):

( . . .  والظاهر أن المرأة كالرجل فيحرم عليها إفشاء سره كأن تقول هو سريع الإنزال أو كبير الآلة أو غير ذلك مما يتعلق بالمجامعة ولم أر من تعرض له . اهـ المراد

 

**  عَنْ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: ” لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ: مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا فَأَرَمَّ الْقَوْمُ ” فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ قَالَ: ” فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانُ  لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ”

رواه أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .

 

**  وقال جرير بن عطية  يرثي امرأته في عفافها :

 

كانَت إِذا هَجَرَ الحَليلُ فِراشَها … خُزِنَ الحَديثُ وَعَفَّتِ الأَسرارُ

 

** (( الحق الثالث عشر )) :

**  الحرص على تربية أولاده تربية حسنة  ؛ فإنها أكثر اختلاطا بهم من أبيهم ،

**  فتربيهم على طاعة الله عز وجل ، وطاعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وطاعة الوالدين في غير معصية الله،

**  وتربيتهم على العقيدة الصحيحة ، والشجاعة ، والتوكل على الله ، وأكل الحلال الطيب ، والصدق ، والأمانة ، ومراقبة الله في السر والعلن ، ومحبة الخير للناس ، وغير ذلك من محاسن الأخلاق وجميل الصفات .

 

** (( تحذير )) :

**  بعض الأمهات الجاهلات يهملن أولادهن غاية الأهمال ،

**  فلا تهتم بهم في أمر دين ولا دنيا ،

**  فتجد الواحد من أولادها ضعيفا في بدنه لسوء التغذية ، ضعيفا في عقله لسوء التربية ،

**  قد ملأت قلوبهم بالأهام ، والمخاوف ، والعقائد الباطلة ، والحكايات الخرافية ، 

**  تصور لهم الجن والعفاريت في كل زاوية من زوايا البيت ،

**  فينشأ الولد – ذكرا كان أو أنثى – على هذه الحال السيئة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

 

 

**  قال الشاعر:

عود بنيك على الاداب في الصغر     كيما  تقر  بهم   عيناك   في   الكبر

فإنما    مثل    الآداب    تجمعها       في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر

هي الكنوز التي  تنمو  ذخائرها     ولا   يخاف   عليها   حادث    العبر

 

**  وقال الآخر :

إهمال   تربية البنين   جريمة   ***    عادت   على   الآباء    بالنكبات

 

**  وقال الآخر :

وليس   النبت   ينبت   في   جنان         كمثل   النبت   ينبت   في   فلاة

وهل    يُرجى      لأطفال    كمال          إذا   ارتضعوا  ثدي   الناقصات

 

**  وقال الشاعر:

تلك   العصا   من   تلكم   العصية         لا    تلد    الحية    إلا    حويّة

 

 

**  وقد تقدم في حديث عبد الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: « . . .  وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، . . . »  متفق عليه .

 

** (( الحق الرابع عشر )) :

**  الحداد عليه عند موته أربعة أشهر وعشرا .

 

**  عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّأْمِ، دَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِصُفْرَةٍ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، فَمَسَحَتْ عَارِضَيْهَا، وَذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةً، لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا » متفق عليه .

**  وفي كتاب : ( الاستذكار ) لابن عبد البر (6/ 230) :

**  أَمَّا الْإِحْدَادُ : فَتَرْكُ الْمَرْأَةِ لِلزِّينَةِ كُلِّهَا من اللباس والطيب والحلي وَالْكُحْلِ وَمَا تَتَزَيَّنُ بِهِ النِّسَاءُ مَا دُمْنَ فِي عِدَّتِهِنَّ ،

**  يُقَالُ لَهَا حِينَئِذٍ امْرَأَةٌ حَادٌّ وَمُحِدٌّ لِأَنَّهُ يُقَالُ أَحَدَّتِ الْمَرْأَةُ وَحَدَّتْ تُحِدُّ فَهِيَ حَادٌّ وَمُحِدٌّ

**  فَالْعِدَّةُ وَاجِبَةٌ فِي الْقُرْآنِ وَالْإِحْدَادُ وَاجِبٌ بِالسُّنَّةِ المجتمع عليها

**  وقد شذ الحسن عنها وَحْدَهُ فَهُوَ مَحْجُوجٌ بِهَا

**  وَمَعْنَى إِحْدَادِ الْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ تَرْكُ الزِّينَةِ الرَّاغِبَةِ إِلَى الْأَزْوَاجِ وَذَلِكَ لِبَاسُ الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ لِلزِّينَةِ وَلِبَاسُ الرَّقِيقِ الْمُسْتَحْسَنِ مِنَ الْكَتَّانِ وَالْقُطْنِ وَلَا تَلْبَسُ خَزًّا وَلَا حَرِيرًا وَلَا شَيْئًا مِنَ الْحُلِيِّ وَلَا تَمَسُّ أَحَدًا مِنْ طِيبٍ

**  وَجَائِزٌ لَهُنَّ لِبَاسُ الْغَلِيظِ الْخَشِنِ مِنْ ثِيَابِ الْكَتَّانِ وَالْقُطْنِ وَتَلْبِسُ الْبَيَاضَ كُلَّهُ وَالسَّوَادَ الَّذِي لَيْسَ بِزِينَةٍ وَيَبِتْنَ فِي بُيُوتِهِنَّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ

**  وَلَا بَأْسَ أَنْ تَدَّهِنَ مِنَ الْأَدْهَانِ بِمَا لَيْسَ بِطِيبٍ .

 

**  وفي : ( شرح النووي على مسلم ) (10/ 112) :

((لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)

**  فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الْإِحْدَادِ عَلَى الْمُعْتَدَّةِ مِنْ وَفَاةِ زَوْجِهَا وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَةِ وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي تَفْصِيلِهِ فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُعْتَدَّةٍ عَنْ وَفَاةٍ سَوَاءٌ الْمَدْخُولُ بِهَا وَغَيْرُهَا وَالصَّغِيرَةُ وَالْكَبِيرَةُ وَالْبِكْرُ وَالثَّيِّبُ وَالْحُرَّةُ وَالْأَمَةُ وَالْمُسْلِمَةُ وَالْكَافِرَةُ هَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَالْجُمْهُورِ . . . الخ ) .اهـ

 

** (( الحق الخامس عشر )) :

**  متابعته في السكن ، فتسكن معه حيث سكن ، سواء كان هذا السكن رفيعا أو وضيعا ، واسعا أو ضيقا  ، على حسب قدرة الزوج  ، { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }.

 

 

 

**  وقال الإمام الذهبي في كتابه ( الكبائر ) (ص: 174) :

**   وَيَنْبَغِي للْمَرْأَة أَن تعرف أَنَّهَا كالمملوك للزَّوْج فَلَا تتصرف فِي نَفسهَا وَلَا فِي مَاله إِلَّا بِإِذْنِهِ

**   وَتقدم حَقه على حَقّهَا وَحُقُوق أَقَاربه على حُقُوق أقاربها

**   وَتَكون مستعدة لتمتعه بهَا بِجَمِيعِ أَسبَاب النَّظَافَة

**   وَلَا تفتخر عَلَيْهِ بجمالها

**   وَلَا تعيبه بقبح إِن كَانَ فِيهِ

**   قَالَ الْأَصْمَعِي دخلت الْبَادِيَة فَإِذا امْرَأَة حسناء لَهَا بعل قَبِيح فَقلت لَهَا كَيفَ ترْضينَ لنَفسك أَن تَكُونِي تَحت مثل هَذَا فَقَالَت اسْمَع يَا هَذَا لَعَلَّه أحسن فِيمَا بَينه وَبَين الله خالقه فجعلني ثَوَابه ولعلي أَسَأْت فَجعله عقوبتي . اهـ

 

**  وقال أيضا في نفس المصدر (ص: 175) :

**   وَيجب على الْمَرْأَة أَيْضا دوَام الْحيَاء من زَوجهَا

**   وغض طرفها قدامه

**   وَالطَّاعَة لأَمره

**   وَالسُّكُوت عِنْد كَلَامه

**   وَالْقِيَام عِنْد قدومه

**   والابتعاد عَن جَمِيع مَا يسخطه

**   وَالْقِيَام مَعَه عِنْد خُرُوجه

**   وَعرض نَفسهَا عَلَيْهِ عِنْد نَومه

**   وَترك الْخِيَانَة لَهُ فِي غيبته فِي فرَاشه وَمَاله وبيته

**   وَطيب الرَّائِحَة وتعاهد الْفَم بِالسِّوَاكِ وبالمسك وَالطّيب

**   ودوام الزِّينَة بِحَضْرَتِهِ

**   وَتركهَا الْغَيْبَة

**   وإكرام أَهله وأقاربه

**   وَترى الْقَلِيل مِنْهُ كثيراً . اهـ

 

**   وقال الشاعر :

إذا رمتها كانت فراشا تقلني   ***   وعند فراغي خادم يتملق

 

 

** وأخيرا :  أختم بهذه النصائح والتوجيهات ، لعل الله أن ينفع بها .

(1) كوني – أيتها الزوجة الكريمة – قنوعة بزوجك ، طويلا كان أو قصيرا ، حسنا أو قبيحا ، نحيفا أو سمينا .

 

(2) كوني قنوعة بحالتك ، من حيث العسر واليسر ، والغنى والفقر ، والصحة والمرض ، والإنجاب وعدمه ، وغير ذلك ؛ فالقناعة كنز لا يفنى وهي علامة الراحة ، وعنوان السعادة . 

 

** وإياك أن تمدي عينيك إلى ما متع الله به غيرك من النساء ، من لباس  ، أو حلي  ، أو زوج  ، أو ولد  ، أو بيت  ، أو غير ذلك  من زهرة الحياة الدنيا ، فيصيبك السخط والضجر واستحقار الخير الذي أعطاك الله ، وعندها يلحقك الشقاء والنكد والتعاسة – عياذا بالله – ،

فلا أنك تمتعت بالموجود ، ولا أنك حصلت على المفقود .

 

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ »

متفق عليه .

**  وفي كتاب ” ( المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ) ، (9/ 62):

**  قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( ليس الغنى عن كثرة العرض ))-

بفتح العين والراء – ، وهو : حُطام الدنيا ومتاعها .

**  فأما ” العَرْض “- بفتح العين وسكون الراء – ، فهو : ما خلا العقار والحيوان فيما يدخله الكيل والوزن ، هذا قول أبي عبيد في العَرَض والعَرْض .

**  وفي كتاب العين : ” العَرَض ” : ما نيل من الدنيا ، ومنه قوله تعالى : { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا } ، وجمعه : عُروض .

**  ومعنى هذا الحديث : أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح ، هو غنى النفس ،

**  وبيانه : أنه إذا استغنت نفسه كفّث عن المطامع ، فعزّت وعظمت ، فجعل لها من الحظوة والنزاهة والتشريف والمدح أكثر ممن كان غنيًا بماله ، فقيرًا بحرصه وشرهه ، فإن ذلك يورطه في رذائل الأمور ، وخسائس الأفعال ، لبخله ودناءة همّته ، فيكثر ذامُّه من الناس ، ويصغر قدره فيهم ؛ فيكون أحقر من كل حقير ، وأذل من كل صغير . اهـ

 **  عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ » رواه مسلم .

 **  وإليك – أختي الكريمة – هذه القصة التي فيها العظة والعبرة ،

وهي قصة إسماعيل عليه السلام عندما  كبر وتزوج .

 **  عن ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قال :  . . . 

وَشَبَّ الغُلاَمُ وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ، وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ،

**  فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ [ يعني : من قبيلة جرهم ]، وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ،

**  فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا،

**  ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ،

**  قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ، **  فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا، فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟

**  قَالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ،

**  قَالَ: فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ،

**  قَالَ: ذَاكِ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الحَقِي بِأَهْلِكِ، فَطَلَّقَهَا،

 

**  وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا،

**  قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ قَالَتِ اللَّحْمُ، قَالَ فَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتِ المَاءُ. قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالمَاءِ،

**  قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ دَعَا لَهُمْ فِيهِ ».

**  قَالَ: فَهُمَا لاَ يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ،

**  قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ، قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ، قَالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أَبِي وَأَنْتِ العَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، . . .الخ  

الحديث ) أخرجه البخاري (4/ 142) برقم : ( 3364  )

 

 (3) كوني دائما وأبدا زوجة جديدة في حياة زوجك ، وذلك بحسن التبعل والتأنث والتصنع والتجمل للزوج .

 (4) كوني صابرة على زوجك وفية معه خاصة عند تغير الحال به إلى فقر ، أو ضعف ، أو كبر ، أو مرض ، أو نحو ذلك .

 (5) كوني متواضعة لزوجك ، فلا تتكبري عليه بمال  ، أو جمال  ، أو حسب  ، أو علم  ، أو غير ذلك مما يسبب النفرة بينكما .

 **  بل أشعريه – من خلال أقوالك وأفعالك – أنك تحترميه وتقدريه ، وأنه رجل البيت ، وأنه لك كالأمير المطاع ؛ فإن هذا مما يزيد المحبة ويقوي روابط الأسرة .

 **  وساق أبو نعيم في كتابه : ( حلية الأولياء ) ، (5/ 198):

إلى امْرَأَة سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أنها قَالَتِ :

” مَا كُنَّا نُكَلِّمُ أَزْوَاجَنَا إِلَّا كَمَا تُكَلِّمُوا أُمَرَاءَكُمْ: أَصْلَحَكَ اللهُ، عَافَاكَ اللهُ ”

 (6) لا تصفي امرأة لزوجك ؛ فإنه حرام ، وربما كان سببا في طلاقك .

 **  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لاَ تُبَاشِرُ المَرْأَةُ المَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا »  رواه البخاري

**  وفي ( فتح الباري ) ، لابن حجر (9/ 338):

 قَوْلُهُ : ( لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ ) زَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ ( فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ) .

قَوْلُهُ : ( فَتَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا  ) قَالَ الْقَابِسِيُّ : هَذَا أَصْلٌ لِمَالِكٍ فِي سَدِّ الذَّرَائِعِ ؛ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ فِي هَذَا النَّهْيِ خَشْيَةُ أَنْ يُعْجِبَ الزَّوْجَ الْوَصْفُ الْمَذْكُورُ فَيُفْضِي ذَلِكَ إِلَى تَطْلِيقِ الْوَاصِفَةِ أَوْ الِافْتِتَانِ بِالْمَوْصُوفَةِ . اهـ المراد

 

 (7) يجب على الأمهات أن يحسن تربية بناتهن ، وأن يعلمنهن حقوق الأزواج قبل حلول وقت الزواج ليكن على بصيرة من أمرهن ، كما كان يفعل ذلك نساء السلف – رضي الله عنهن – .

 ** ومما ذكره التاريخ من وصايا الأمهات لبناتهن وصية أمامة بنت الحارث زوجة عوف بن مسلم الشيباني لبنتها أم إياس بنت عوف بن مسلم قبل رحيلها إلى زوجها عمرو بن حجر ملك كندة ، ( وهذا كان قبل الإسلام ) فقالت لها :

**  ” أي بنيّة، إن الوصية لو تركت لعقل وأدب، أو مكرمة في حسب لتركت ذلك منك، ولزويته عنك، ولكن الوصية تذكرة للعاقل، ومنبهة للغافل.

**  أي بنية، إنه لو استغنت المرأة بغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عن الزوج، ولكن للرجال خلق النساء، كما لهن خلق الرجال.

**  أي بنية، إنك قد فارقت الحِواء الذي منه خرجت، والوكر الذي منه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك ملكا، **  فكوني له أمة يكن لك عبدا، واحفظي عني خصالا عشرا، تكن لك دركا وذكرا؛

**  فأما الأولى والثانية فالمعاشرة له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وحسن السمع والطاعة رأفة الرب؛

**  وأما الثالثة والرابعة فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا طيب الريح؛ واعلمي، أي بنيّة، أن الماء أطيب الطيب المفقود، وأن الكحل أحسن الحسن الموجود.

**  وأما الخامسة والسادسة فالتَّعهد لوقت وطعامه، والهدوّ عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النَّومة مغضبة؛

**  وأما السابعة والثامنة فالاحتفاظ بماله والرعاية على حشمه وعياله، فإن الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير، والرعاية على الحشم والعيال من حسن التدبير؛

**  وأما التاسعة والعاشرة فلا تفشي له سرا، ولا تعصي له أمرا، فإنك إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.

**  واتّقي الفرح لديه إذا كان ترحا، والاكتئاب عنده إذا كان فرحا، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير،

**  واعلمي أنك لن تصلي إلى ذلك منه حتى تؤثري هواه على هواك، ورضاه على رضاك فيهما أحببت وكرهت.

والله يخير لك، ويصنع لك برحمته.

**  قال: فلما حملت إليه غلبت على أمره، وولدت منه سبعة أملاك، ملكوا من بعده . اهـ

 **  انظر كتاب ( المعمرون والوصايا ) (ص: 37) لأبي حاتم سهل بن محمد بن عثمان الجشمي السجستاني (المتوفى: 248هـ)

**  و( العقد الفريد ) ، (7/ 89) لابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

**  و ( جمهرة الأمثال ) ،(1/ 571) لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

**  و(تحفة العروس) صـ (91)، لمحمود بن مهدي الاستانبولي .

 **  ( والخلاصة ) :

احرص – أيتها الزوجة الموفقة – كل الحرص على كل ما يسعد زوجك ويدخل عليه السرور ،

وابتعد كل البعد عن كل ما يؤذيه ويدخل عليه الحزن .

 **  والله الموفق .

 **  كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

 **  الخميس  4 / 11/ 1438 هـ

مرتبط

065- الحقوق الزوجية / الحلقة الأولى
067- لطيفة إسنادية وهي : اتفاق الأئمة الخمسة على إخراج حديث بسند واحد
الحقوق_الزوجية

شارك بتعليقك إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أحدث المقالات

  • الحث على التقوى
  • دروس شوال 1442
  • خطبة عيد الفطر 1442
  • صدقة الفطر
  • اغتنام العشر الأواخر من رمضان
  • هل ليلة القدر هي ليلة 27 سبعة وعشرين من رمضان؟
  • هل كتابك التحفة الوصابية يصلح للمبتدئ في علم النحو؟
  • الدروس الرمضانية 1442

تصنيفات

  • أدب الطلب (7)
  • التاريخ والسير والأنساب والجغرافيا (1)
    • التاريخ (1)
  • التزكية والرقائق (4)
  • الحديث وعلومه (2)
    • التراجم والطبقات (1)
    • متون ومنظومات الحديث وشروحها (1)
    • مصطلح الحديث (1)
  • الخطب (18)
  • الدروس (31)
  • الدفاع عن الدعوة السلفية (4)
  • العقيدة (2)
    • مسائل عقدية (2)
  • الفتاوى (18)
  • الفقه (14)
    • متون ومنظومات الفقه وشروحها (14)
      • فقه عام (14)
  • الفوائد (335)
    • الفوائد الرمضانية (72)
    • الفوائد النحوية (72)
    • الفوائد الوادعية (8)
    • الفوائد اليومية (180)
  • القرآن وعلومه (2)
    • تفسير القرآن (2)
  • الكتب (3)
  • اللغة (36)
    • الصرف (1)
    • العروض والشعر (1)
    • النحو (34)
  • المحاضرات (12)
  • المقتطفات والمختارات (2)

التقويم الهجري

ذو القعدة 1438
س د ن ث أرب خ ج
« شوال   ذو الحجة »
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  

وسوم

أهمية الشعر ابن هشام استقبال رمضان الآجرومية الأدب الاستغفار الاعتكاف البلاء التجارة الرابحة التوبة التوكل الجمعة الخير الدعاء السحور الشر الشعر الصبر الصدقة الصلاة الصيام العشر الأواخر العلم الفتن القدر الكلام اللحن النعت الوقت تعجيل الفطر ذكر الله ذي الحجة رمضان ست شوال شعبان صيام صيام عاشوراء طلب العلم عاشوراء فضل النحو فوائد رمضان 1438 فوائد رمضان 1441 كورونا لغة العرب ليلة القدر
1438 هجري / 2017 ميلادي