تفسير القرآن الكريم مع الفوائد الصوتية
تفسير القرآن الكريم مع الفوائد الصوتية _حصري_
لأول مرة ينشر في الشابكة
للشيخ الفاضل أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
30 تفسير جزء عم
بدأ يوم 26 صفر 1440
تفسير القرآن الكريم مع الفوائد الصوتية _حصري_
لأول مرة ينشر في الشابكة
للشيخ الفاضل أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
30 تفسير جزء عم
بدأ يوم 26 صفر 1440
سلسلة الفوائد اليومية:
243- ذكر عدد نداءات الرحمن لعباده أهل الإيمان
(**) وردت نداءات الرحمن-جل جلاله- لعباده أهل الإيمان في كتابه الكريم في نحو تسعين آية.
(**) أولها: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [سورة البقرة: 104]
(**) وآخرها: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [سورة التحريم: 8 ]
(**) وهذه النداءات للتشريف والتكريم من الرحمن الرحيم, ناداهم بأشرف الأَوصاف –وهو وصف الإيمان الذي يقتضي القبول والإذعان-
بعد تشريفهم بالخطاب.
(**) والغرض من هذه النداءات ما يذكر بعدها من الأوامر والنواهي التي تطهر القلوب وتزكي النفوس وتحسن الأخلاق؛ وتدل على كل معروف، حَسَنٍ نافعٍ طيب محبوب، وتنهى عن كل منكر قبيحٍ ضار خبيث مبغوض.
(**) فالله -جل في علاه- لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه مصالح العباد الدينة والدنيوية, الحسية والمعنوية, علم ذلك من علم وجهله من جهل.
(**) قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل].
(**) وقال تعالى في وصف نبيه: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
(**) قَالَ بعض السلف: إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 17 / 8 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
242- الرجوع إلى الحق توفيق وكمال ومنقبة, والعكس بالعكس
(**) قال الله تعالى في واصفا المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل عمران]
(**) وعن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوابُونَ”.
[رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني]
(**) وفي كتاب (أحكام القرآن), لابن العربي (1/ 248)
(**) أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْعُثْمَانِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ: وَصَلْت الْفُسْطَاطَ مَرَّةً، فَجِئْت مَجْلِسَ الشَّيْخِ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَحَضَرْت كَلَامَهُ عَلَى النَّاسِ، (**) فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ جَلَسْت إلَيْهِ: إنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – طَلَّقَ وَظَاهَرَ وَآلَى،
(**) فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْته حَتَّى بَلَغْت مَعَهُ إلَى مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي الدِّهْلِيزِ، وَعَرَّفَهُمْ أَمْرِي، فَإِنَّهُ رَأَى إشَارَةَ الْغُرْبَةِ وَلَمْ يَعْرِفْ الشَّخْصَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ،
(**) فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ أَكْثَرُهُمْ قَالَ لِي: أَرَاك غَرِيبًا، هَلْ لَك مِنْ كَلَامٍ؟ (**) قُلْت: نَعَمْ.
(**) قَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَفْرِجُوا لَهُ عَنْ كَلَامِهِ. فَقَامُوا وَبَقِيت وَحْدِي مَعَهُ.
(**) فَقُلْت لَهُ: حَضَرْت الْمَجْلِسَ الْيَوْمَ، وَسَمِعْتُك تَقُولُ:
(آلَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَصَدَقْت، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَصَدَقْت.
(**) وَقُلْت: وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهَذَا لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ؛ لِأَنَّ الظِّهَارَ مُنْكَرٌ مِنْ الْقَوْلِ وَزُورٌ؛ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(**) فَضَمَّنِي إلَى نَفْسِهِ وَقَبَّلَ رَأْسِي، وَقَالَ لِي: أَنَا تَائِبٌ مِنْ ذَلِكَ، جَزَاك اللَّهُ عَنِّي مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا.
(**) ثُمَّ انْقَلَبْت عَنْهُ، وَبَكَّرْت إلَى مَجْلِسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَأَلْفَيْته قَدْ سَبَقَنِي إلَى الْجَامِعِ،
(**) وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا دَخَلْت مِنْ بَابِ الْجَامِعِ وَرَآنِي نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: مَرْحَبًا بِمُعَلِّمِي؛ أَفْسِحُوا لِمُعَلِّمِي،
(**) فَتَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ إلَيَّ، وَحَدَّقَتْ الْأَبْصَارُ نَحْوِي، وَتَعْرِفنِي: يَا أَبَا بَكْرٍ يُشِيرُ إلَى عَظِيمِ حَيَائِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ فَاجَأَهُ خَجِلَ لِعَظِيمِ حَيَائِهِ، وَاحْمَرَّ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ طُلِيَ بِـ(جُلَّنَارٍ)
(**) قَالَ: وَتَبَادَرَ النَّاسُ إلَيَّ يَرْفَعُونَنِي عَلَى الْأَيْدِي وَيَتَدَافَعُونِي حَتَّى بَلَغْت الْمِنْبَرَ،
(**) وَأَنَا لِعَظْمِ الْحَيَاءِ لَا أَعْرِفُ فِي أَيْ بُقْعَةٍ أَنَا مِنْ الْأَرْضِ، وَالْجَامِعُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، وَأَسَالَ الْحَيَاءُ بَدَنِي عَرَقًا،
(**) وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الْخَلْقِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا مُعَلِّمُكُمْ، وَهَذَا مُعَلِّمِي؛ لَمَّا كَانَ بِالْأَمْسِ قُلْت لَكُمْ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَطَلَّقَ، وَظَاهَرَ؛ فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَقُهَ عَنِّي وَلَا رَدَّ عَلَيَّ، فَاتَّبَعَنِي إلَى مَنْزِلِي، وَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا؛ وَأَعَادَ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ،
(**) وَأَنَا تَائِبٌ عَنْ قَوْلِي بِالْأَمْسِ، وَرَاجِعٌ عَنْهُ إلَى الْحَقِّ؛
(**) فَمَنْ سَمِعَهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَلَا يُعَوِّلْ عَلَيْهِ. وَمَنْ غَابَ فَلْيُبَلِّغْهُ مَنْ حَضَرَ؛
(**) فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؛ وَجَعَلَ يَحْفُلُ فِي الدُّعَاءِ، وَالْخَلْقُ يُؤَمِّنُونَ.
(**) قالَ الإمام ابنُ العربيِّ المالكي – معلِّقًا على هذه القصة-:
(**) فَانْظُرُوا رَحِمَكُمْ اللَّهُ إلَى هَذَا الدِّينِ الْمَتِينِ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعِلْمِ لِأَهْلِهِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مِنْ رَجُلٍ ظَهَرَتْ رِيَاسَتُهُ، وَاشْتُهِرَتْ نَفَاسَتُهُ، لِغَرِيبٍ مَجْهُولِ الْعَيْنِ لَا يُعْرَفُ مَنْ وَلَا مِنْ أَيْنَ، فَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا. اهـ بتصرف.
(**) قوله: (الجُلَّنار)
(**) قال الفيروزآبادى في القاموس المحيط (ص: 367)
(الجُلَّنارُ) -بضم الجيم وفتح اللامِ المُشَدَّدَةِ-: زَهْرُ الرُّمَّانِ. اهـ
(**) وفي كتاب (تاريخ بغداد), للخطيب البغدادي (3/ 400)
(**) حكى أبو الحسن الدارقطني: أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث، إما كان (حبان)، فقال: (حيان)، أو (حيان) فقال: (حبان).
(**) قَالَ أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم وهبته أن أوقفه على ذلك،
(**) فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت،
(**) ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر المستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية،
(**) ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا،
(**) وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قَالَ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 14 / 8 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
241- ذكر مراتب الوحي التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم
(**) قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه (زاد المعاد ), (1/ 77):
(**) وَكَمَّلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ مَرَاتِبَ الْوَحْيِ مَرَاتِبَ عَدِيدَةً:
(**) إِحْدَاهَا: الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ، وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ.
(**) الثَّانِيَةُ: مَا كَانَ يُلْقِيهِ الْمَلَكُ فِي رَوْعِهِ وَقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ لَا يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ»).
(**) الثَّالِثَةُ: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ لَهُ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُخَاطِبَهُ حَتَّى يَعِيَ عَنْهُ مَا يَقُولُ لَهُ، وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصَّحَابَةُ أَحْيَانًا.
(**) الرَّابِعَةُ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَكَانَ أَشَدَّهُ عَلَيْهِ، فَيَتَلَبَّسُ بِهِ الْمَلَكُ حَتَّى إِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، وَحَتَّى إِنَّ رَاحِلَتَهُ لِتَبْرُكُ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ إِذَا كَانَ رَاكِبَهَا. وَلَقَدْ جَاءَ الْوَحْيُ مَرَّةً كَذَلِكَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَتْ تَرُضُّهَا.
(**) الْخَامِسَةُ: أَنَّهُ يَرَى الْمَلَكَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا، فَيُوحِي إِلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُوحِيَهُ، وَهَذَا وَقَعَ لَهُ مَرَّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي [النَّجْمِ: 7، 13] .
(**) السَّادِسَةُ: مَا أَوْحَاهُ اللَّهُ وَهُوَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا.
(**) السَّابِعَةُ: كَلَامُ اللَّهِ لَهُ مِنْهُ إِلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةِ مَلَكٍ، كَمَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، وَهَذِهِ الْمَرْتَبَةُ هِيَ ثَابِتَةٌ لِمُوسَى قَطْعًا بِنَصِّ الْقُرْآنِ، وَثُبُوتُهَا لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ.
(**) وَقَدْ زَادَ بَعْضُهُمْ مَرْتَبَةً ثَامِنَةً، وَهِيَ تَكْلِيمُ اللَّهِ لَهُ كِفَاحًا مِنْ غَيْرِ حِجَابٍ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهِيَ مَسْأَلَةُ خِلَافٍ بَيْنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، وَإِنْ كَانَ جُمْهُورُ الصَّحَابَةِ بَلْ كُلُّهُمْ مَعَ عائشة كَمَا حَكَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ إِجْمَاعًا لِلصَّحَابَةِ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 24 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
8_ لا ذا ولا ذاك
(**) ومن الأسئلة النحوية التي كان شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قوله: (لا ذا ولا ذاك)
(**) كان شيخنا -رحمه الله- يقول هذه الجملة في دروسه وهو يتكلم عن الطلاب الذين تركوا طلب العلم بحثا عن الدنيا وحطامها الزائل, فبعضهم لم يحصل على كبير شيء, بل كثرت همومه وزادت ديونه.
(**) فكان يقول لطلابه ناصحا لهم: جدوا واجتهدوا في طلب العلم فإنه رفعة في الدنيا والآخرة.
(**) وطالب العلم لن يضعه الله.
وإياكم أن يسيل لعابكم للدنيا؛ فقد عرفنا أناسا كانوا طلاب علم, وعلى خير واستفادة, ثم تركوا طلب العلم وذهبوا بعد الدنيا, فلا العلم حصلوا ولا المال جمعوا, كما يقال: (لا ذا ولا ذاك), والله المستعان.
(**) ثم يقول: ما إعراب (لا ذا ولا ذاك), فيقوم بعض الطلاب ويعربها.
(**) وإعراب هذه الجملة:
(**) (لا) نافية للجنس مهملة بسبب دخولها على معرفة.
(**) و(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في رفع مبتدأ. وخبره محذوف تقديره: (حاصل, أو موجود, او نحو ذلك).
(**) و(الواو) عاطفة
(**) و(لا) نافية للجنس مهملة بسبب دخولها على معرفة.
(**) و(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في رفع مبتدأ. وخبره محذوف أيضا تقديره: (حاصل, أو موجود, او نحو ذلك).
(**) و(الكاف) حرف خطاب لا محل لها من الإعراب.
(**) والجملة الثانية معطوفة على الجملة الأولى.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجعمة 28 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
7_ ثوبي حجر
(**) ومن الأسئلة النحوية التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قول موسى –عليه السلام-: (ثَوْبِيَ حَجَرُ)
(**) وهو قطعة من حديث رواه الشيخان, ولفظه:
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ، إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ: إِمَّا بَرَصٌ, وَإِمَّا أُدْرَةٌ, وَإِمَّا آفَةٌ. وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى، فَخَلاَ يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِيَ حَجَرُ، ثَوْبِيَ حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ. وَقَامَ الحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ. فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلاَثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}.
(**) قوله: (بَرَصٌ), بقع بياض تكون على الجلد
(**) قوله: (أُدْرَةٌ), هي -بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الدَّالِ عَلَى الْمَشْهُورِ- مرض تنتفخ منه الخصيتان وتكبران جدا, ورجل آدر –بالمد- كآدم, به أُدْرَة.
(**) قوله: (آفَةٌ), عيب.
(**) قوله: (لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ), النَّدَبُ: فَهُوَ بِفَتْحِ النُّونِ وَالدَّالِ. وَأَصْلُهُ: أَثَرُ الْجُرْحِ إِذَا لَمْ يَرْتَفِعْ عَنِ الْجِلْدِ.
(**) وإعراب هذه الجملة:
(**) قوله: (ثَوْبِيَ) -بِفَتْحِ يَاءِ المتكلم- مفعول به منصوب بفعل محذوف جوازا تقديره: (أَعْطِنِي, أَوْ رُدَّ، أو اترك), فحذف الفعل لدلالة الحال
عليه.
(**) و(ثَوْب) مضاف.
(**) و(الياء المفتوحة) مضاف إليه, ضمير متصل مبني على الفتح في جر.
(**) و(حَجَرُ)- بِالضَّمِّ – منادى مفرد, حَذْفِ منه حَرْفِ النِّدَاءِ جوازا, مبني على الضم في محل نصب مفعول به بالفعل المحذوف الذي ناب
عنه حرف النداء, والتقدير: (أنادي حجرا).
(**) وحذف حرف النداء –هنا- استعجالًا للمنادى.
(**) وجملة: (ثَوْبِيَ حَجَرُ) توكيد للأولى.
(**) وجملة: (ثَوْبِيَ حَجَرُ ثَوْبِيَ حَجَرُ) في محل نصب مفعول به للفعل (يقول).
(**) وجاء في رواية للبخاريّ في “كتاب الغسل”: (ثوبي يا حجرُ) بذكر حرف النداء.
(**) وإنما نادى موسى ـ عليه السلام ـ الحجر نداء من يعقل، لأنَّه صدر عن الحجر فعل من يعقل.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم), (6/ 190)
لأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي (578 – 656 هـ)
وكتاب (شرح النووي على مسلم), (15/ 126)
لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
وكتاب (التوضيح لشرح الجامع الصحيح), (4/ 627)
لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي (المتوفى: 804هـ)
وكتاب (فتح الباري), (6/ 437)
لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
وكتاب (إعراب القرآن وبيانه), (8/ 59)
لمحيي الدين بن أحمد مصطفى درويش (المتوفى : 1403هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 26 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
6_ مكرهٌ أخاك لا بطل
(**) ومن الأمثلة المشهورة, التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله
تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قول بعض العرب: (مكره أخاك لا بطل)
(**) هذا مثل مسموع عن العرب, يضرب لمن يُحمل على ما ليس من
شأنه.
(**) وقصة هذا المثل: أن رجلا يدعى أبا حنش، قال له خاله، وقد بلغه أن ناسا من أشجع في غار يشربون، وهم قاتلون إخوته:
(**) هل لك في غار فيه ظباء لعلنا نصيب منها؟
(**) وانطلق به حتى أقامه على فم الغار، ثم دفعه في الغار فقال: ضربا أبا حنش, فقتلهم جميعا.
(**) فلما خرج من الغار قال بعضهم: إن أبا حنش لبطل!
(**) فقال أبو حنش: “مكره أخاك لا بطل”.
(**) فصار هذا مثلا يضرب لمن يحمل على ما ليس من شأنه.
(**) وقيل: إن أول من قاله عمرو بن العاص، لما عزم عليه معاوية ليخرجن إلى مبارزة علي رضي الله عنهم جميعا.
(**) فلما التقيا قال عمرو لعلي: مكره أخاك لا بطل، فأعرض عنه.
(**) وذكر “الأخ” للاستعطاف.
(**) وإعراب المثال:
(**) (مكره) خبر مقدم.
(**) و(أخا) مبتدأ مؤخر, وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف -على لغة من ألزم الأسماء الستة ألفا في جميع أحوالها.
(**) و(الكاف) مضاف إليه.
(**) و(لا) حرف عطف.
(**) و(بطل) معطوف على (مكره) مرفوع مثله.
(**) تنبيه:
(**) هذا المثل مذكور في كتب النحويين بالألف في: (أخاك),
(**) وأما في كتب الأمثال فمذكور بالواو هكذا: (مكره أخوك لا بطل), على اللغة المشهورة.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (أمثال العرب ), (ص: 112)
المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبي (المتوفى: نحو 168هـ)
(**) وكتاب (البيان والتبيين), (1/ 148)
عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)
(**) وكتاب (الأمثال للهاشمي), (1/ 247)
لأبي الخير زيد بن عبد الله، الهاشمي (المتوفى: بعد 400هـ)
(**) وكتاب (مجمع الأمثال), (1/ 153)
لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني (المتوفى: 518هـ)
(**) وكتاب (الدر الفريد وبيت القصيد), (4/ 64)
لمحمد بن أيدمر المستعصمي (639 هـ – 710) هـ
(**) وكتاب (شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك), (ص: 20)
لبدر الدين محمد ابن الإمام جمال الدين محمد بن مالك (ت 686 هـ)
(**) وكتاب (شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية),
(1/ 151)
لأبي إسحق إبراهيم بن موسى الشاطبي (المتوفى 790 هـ)
(**) وكتاب (شرح المكودي على الألفية), (ص: 14)
لأبي زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي (المتوفى: 807 هـ)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح), (1/ 63)
لخالد بن عبد الله بن أبي بكر الجرجاويّ الأزهري. (المتوفى: 905هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 25 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
5_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
(**) ومن الجمل النحوية أو الأمثلة المشهورة, التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قول العرب: (اخْبُرْ تَقْلَهُ)
(**) والقِلَى: البُغْضُ، تقول: (قليته), أي: أبغضته.
(**) وَفِي الْقُرْآن {إِنِّي لعملكم من القالين}, أي المبغضين.
(**) ومعنى المثل: جَرِّب الشخص تبغضْهُ لما ينكشف لك من بَاطِنِ سريرته خلاف ما يظهره.
(**) وهذا المثل: لفظه لفظ الأَمر ومعناه الخبر.
(**) أَي: من جرَّب غيره وخبره أَبغضه وتركه.
(**) والهاء في (تقله) للسكت، دَخَلَتْ لبَيَانِ الْحَرَكَة.
(**) مثلهَا فِي قَوْلهم: (يَا زيد امْشِهْ), و(يَا عَمْرُو استَوِهْ),
(**) ومثلهَا من التنزيل قَوْله تعالى:{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
(**) وفي كتاب (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين), للحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي (3/ 1278):
(**) 1935 – (قال أبو الدرداء) رضى الله عنه (أخبر تقله).
(**) (أُخبر) بضم الهمزة أمر من خبره إذا جربه.
(**) (تقله) بفتح اللام وكسرها معاً من: (قَلَاه يقلاه ويَقْلِيه قِلًى وقَلًى إذا أبْغَضَه.) إذا أبغضه.
(**) قال الجوهري إذا فتحت مددت, و(تقلي) لغة طيء.
(**) يقول: جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم.
(**) لفظه الأمر ومعناه الخبر, أي: من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم,
(**) و(الهاء) في تقله للسكت. اهـ
(**) وإعراب المثال:
(**) (اخْبُرْ): فعل أمر, مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
(**) وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: (أنت).
(**) (تَقْلَهُ): فعل مضارع مجزوم بأداة شرط محذوفة مع فعل الشرط دل عليهما الطلب, والتقدير: (اخْبُرْ, فإن تَخْبُرْ تَقْلَهُ),
(**) وعلامة جزمه حذف حرف العلة-وهو الألف, والفتحة قبله دليل عليه-, (والأصل: تقلاه),
(**) وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: (أنت).
(**) و(الهاء) للسكت, حرف لا محل له من الإعراب.
(**) تنبيهان:
(**) الأول: ذهب جمهور النحويين إلى أن الجازم للمضارع المسبوق هو بطلب أداة شرط محذوفة مع فعل الشرط, دل عليهما الطلب, لا بالطلب نفسه لأنه عامل معنوي ضعيف-وهذا هو الصحيح-.
(**) قال ابن هشام في كتابه (شرح شذور الذهب) (ص: 444)
(**) مسَائِل الْحَذف الْوَاقِع فِي بَاب الشَّرْط وَالْجَزَاء ثَلَاثَة:
(**) الْمَسْأَلَة الأولى: . . .
(**) الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: . . .
(**) الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة: حذف أَدَاة الشَّرْط وَفعل الشَّرْط.
(**) وَشَرطه أَن يتَقَدَّم عَلَيْهِمَا طلب بِلَفْظ الشَّرْط وَمَعْنَاهُ, أَو بِمَعْنَاهُ فَقَط.
(**) فَالْأول: نَحْو: (ائْتِنِي أكرمك), تَقْدِيره: (ائْتِنِي, فَإِن تأتني أكرمك),
فـ(أكرمك), مجزوم فِي جَوَاب شَرط مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ فعل الطّلب الْمَذْكُور
(**) هَذَا هُوَ الْمَذْهَب الصَّحِيح.
(**) وَالثَّانِي: نَحْو قَوْله تَعَالَى: {قل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم عَلَيْكُم}
أَي: (تَعَالَوْا, فَإِن تَأْتُوا أتل) وَلَا يجوز أَن يقدر (فان تَتَعَالَوْا)؛ لِأَن (تَعَالَ) فعل جامد, لَا مضارع لَهُ وَلَا ماضي حَتَّى توهم بَعضهم أَنه اسْم فعل. اهـ
(**) التنبيه الثاني:
(**) هذا المثال: (اخْبُرْ تَقْلُهُ), قد جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه, مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يثبت.
(**) راجع: (السلسلة الضعيفة والموضوعة), للشيخ الألباني
(5/ 128) برقم: (2110)
(**) من المراجع:
(**) كتاب (جمهرة الأمثال), (1/ 105)
أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
(**) وكتاب (الأمثال للهاشمي), (1/ 33)
لأبي الخير زيد بن عبد الله الهاشمي (المتوفى: بعد 400هـ)
(**) وكتاب (فصل المقال في شرح كتاب الأمثال), (ص: 391)
لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)
(**) وكتاب (مجمع الأمثال), (1/ 162)
لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (المتوفى: 518هـ)
(**) وكتاب (المستقصى في أمثال العرب), (1/ 93)
لأبي القاسم محمود بن عمرو، الزمخشري (المتوفى: 538هـ)
(**) وكتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 298)
لأبي محمد، جمال الدين، عبد الله بن يوسف، ابن هشام
(المتوفى: 761هـ)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح ), (2/ 382)
لخالد بن عبد الله الجرجاويّ الأزهري المصري، (المتوفى: 905هـ)
(**) وكتاب (شرح الأشمونى لألفية ابن مالك مع حاشية الصبان عليه),
(3/ 453)
لأبي الحسن، نور الدين علي بن محمد بن عيسى، الأُشْمُوني الشافعي
(المتوفى: 900هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 24 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
دروس تفسير القرآن الكريم
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
رفع متجدد إن شاء الله
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 26 صفر 1440
الملفات تحوي في البداية الفوائد ثم التفسير
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
4_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
(**) كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- إذا درس أو حاضر يذكر بعض الجمل النحوية أو الأمثلة المشهورة, ثم يتوقف ويسأل بعض الطلاب عن معناها أو عن إعرابها أو إعراب جزء منها, حتى إن بعض الطلاب الذين ليسوا مشتغلين بالنحو قد حفظوا بعض الإعرابات لكثرة ما
يسئل عنها.
(**) فمن ذلك: قول العرب: (أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً (يُثَبْ) عَلَيْه).
(**) كان الشيخ –رحمه الله تعالى- يقيم الطالب فيسأله ويقول له: بماذا جزم (يُثَبْ)؟
(**) فيقول الطالب الفاهم الذي قد مر عليه هذا المثال أثناء دراسته شرح قطر الندى: جزم بالطلب.
فيقول الشيخ: أين الطلب؟
(**) فيقول الطالب: جملة (أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً) خبرية لفظا,
طلبية معنى؛ إذ معناها: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه).
فيقول الشيخ: أحسنت, بارك الله فيك؟.
(**) قال ابن هشام –رحمه الله- في كتابه (شرح قطر الندى),
(ص: 81):
(**) (… وَأما قَول الْعَرَب(أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه) بِالْجَزْمِ فوجهه أَن: (أَتَّقَى اللَّهَ وفَعَلَ) وَإِن كَانَا فعلين ماضيين ظاهرهما الْخَبَر إِلَّا أَن المُرَاد بهما الطّلب وَالْمعْنَى: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً).
(**) وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم تؤمنون بِاللَّه وَرَسُوله وتجاهدون فِي سَبِيل الله بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ ذَلِكُم خير لكم إِن كُنْتُم تعلمُونَ يغْفر لكم} فَجزم (يغْفر)؛ لِأَنَّهُ جَوَاب لقَوْله تَعَالَى: {تؤمنون بِاللَّه وَرَسُوله وتجاهدون} لكَونه فِي معنى: (آمنُوا وَجَاهدُوا). اهـ المراد
(**) وإعراب المثال:
(**) (أَتَّقَى): فعل ماض, مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر, لا محل له من الإعراب.
(**) والفعل -هنا- لفظه الخبر ومهناه الطلب, أي: (ليتق).
(**) ولفظ الجلالة (اللَّهَ): مفعول به مقدم
(**) و(امْرؤٌ): فاعل مؤخر.
(**) و(فَعَلَ): فعل ماض, وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: (هو)
(**) والفعل -هنا- لفظه الخبر ومعناه الطلب, أي: (ليفعل).
(**) و(خَيْراً): مفعول به للفعل: (فعل).
(**) وجملة (فَعَلَ خَيْراً) في محل رفع صفة لـ(امرؤ),
(**) و(يُثَبْ): فعل مضارع مغير الصيغة, مجزوم لوقوعه في جواب طلب مؤول, تقديره: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه), وعلامة جزمه السكون.
(**) ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره: (هو).
(**) و(عَلَيْه): جار ومجرور متعلقان بالفعل: (يُثَبْ).
(**) تنبيه:
(**) هذا المثال كان أول جواب نحوي لي أجبت به الشيخ-رحمه الله- وأنا لا زلت أدرس في (التحفة السنية).
(**) وذلك أني كنت قد سمعته من الشيخ أكثر من مرة- حين يسأل عنه الطلاب-؛ فحفظته, ثم في ذات مرة سأل عنه, فرفعت يدي كي أجيبه, (**) فقال لي : قم, فقمت وأجبت, فاستغرب الشيخ من إجابتي.
(**) وقال لي: هذه الإجابة من عندك أو من عند غيرك؟
(**) فقلت له : من عندي!
(**) فقال لي: ما شاء الله ما شاء الله, أحسنت يا أخانا أحمد.
(**) ثم قال لي: اجلس-بارك الله فيك-, فجلست -وأنا فرح-, أكاد أطير من الفرح.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 22 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
240- الحث على تربية الأبناء وتأديبهم, والتحذير من إهمالهم
(**) قَالَ الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}, [التَّحْرِيمِ:6]
(**) وقَالَ تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} إلى قوله: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}, [سورة لُقْمَان: 13- 19]
(**) عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، . . .
(**) وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ،
(**) وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه
(**) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضي الله عنهما-، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ،
(**) احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ،
(**) إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ،
(**) وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ،
(**) وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ،
(**) وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»
[رواه الترمذي وغيره, وصححه الشيخان]
(**) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ-رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(**) «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ،
(**) وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ
(**) وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخ الألباني]
(**) قال الإمام ابن عبد البر القرطبي في كتابه: (الاستذكار), (2/ 90):
(**) قول الله عز وجل: {يأيها الذين ءامنوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
(**) قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَمَعَانِيهِ: أَدِّبُوهُمْ وَعَلِّمُوهُمْ. اهـ
(**) قال العلامة السعدي-رحمه الله- في كتابه (بهجة قلوب الأبرار), (ص: 154):
(**) أولى الناس ببرِّك، وأحقهم بمعروفك: أولادُك؛
(**) فإنهم أمانات جعلهم الله عندك، ووصاك بتربيتهم تربية صالحة لأبدانهم وقلوبهم،
(**) وكل ما فعلته معهم من هذه الأمور، دقيقها وجليلها، فإنه من أداء الواجب عليك، ومن أفضل ما يقربك إلى الله، فاجتهد في ذلك، واحتسبه عند الله،
(**) فكما أنك إذا أطعمتهم وكسوتهم وقمت بتربية أبدانهم، فأنت قائم بالحق مأجور. فكذلك – بل أعظم من ذلك – إذا قمت بتربية قلوبهم وأرواحهم بالعلوم النافعة، والمعارف الصادقة، والتوجيه للأخلاق الحميدة، والتحذير من ضدها.
(**) . . . فالآداب الحسنة خير للأولاد حالاً ومآلاً من إعطائهم الذهب والفضة، وأنواع المتاع الدنيوي
(**) لأن بالآداب الحسنة، والأخلاق الجميلة، يرتفعون،
(**) وبها يسعدون،
(**) وبها يؤدون ما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد،
(**) وبها يجتنبون أنواع المضار، وبها يتم برهم لوالديهم.
(**) أما إهمال الأولاد: فضرره كبير، وخطره خطير.
(**) أرأيت لو كان لك بستان فَنمَّيته، حتى استتمت أشجاره، وأينعت ثماره، وتزخرفت زروعه وأزهاره. ثم أهملته فلم تحفظه، ولم تَسقِه ولم تُنَقِّه من الآفات، وتعده للنموِّ في كل الأوقات، أليس هذا من أعظم الجهل والحمق؟
(**) فكيف تهمل أولادك الذين هم فِلذة كبدك، وثمرة فؤادك، ونسخة روحك، والقائمون مقامك حياً وميتاً، الذين بسعادتهم تتم سعادتك، وبفلاحهم ونجاحهم تدرَك به خيراً كثيراً, {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة:269]. اهـ
(**) وقال ابن القيّم -رحمه الله- في كتابه: (تحفة المودود بأحكام المولود), (ص: 240):
(**) وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ الطِّفْل غَايَة الِاحْتِيَاج الاعتناء بِأَمْر خُلُقه؛
(**) فَإِنَّهُ ينشأ على مَا عوده المربي فِي صغره من حرد وَغَضب ولجاج وعجلة وخفة مَعَ هَوَاهُ وطيش وحدة وجشع.
(**) فيصعب عَلَيْهِ فِي كبره تلافي ذَلِك,
(**) وَتصير هَذِه الْأَخْلَاق صِفَات وهيئات راسخة لَهُ فَلَو تحرز مِنْهَا غَايَة التَّحَرُّز فضحته وَلَا بُد يَوْمًا مَا.
(**) وَلِهَذَا تَجِد أَكثر النَّاس منحرفة أَخْلَاقهم وَذَلِكَ من قبل التربية الَّتِي نَشأ عَلَيْهَا.
(**) وَكَذَلِكَ يجب أَن يتَجَنَّب الصَّبِي إِذا عقل مجَالِس اللَّهْو وَالْبَاطِل والغناء وَسَمَاع الْفُحْش والبدع ومنطق السوء؛
(**) فَإِنَّهُ إِذا علق بسمعه عسر عَلَيْهِ مُفَارقَته فِي الْكبر وَعز على وليه استنقاذه مِنْهُ فتغيير العوائد من أصعب الْأُمُور يحْتَاج صَاحبه إِلَى استجداد طبيعة ثَانِيَة وَالْخُرُوج عَن حكم الطبيعة عسر جدا.
(**) . . . وَكم مِمَّن أَشْقَى وَلَده وفلذة كبده فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بإهماله وَترك تأديبه وإعانته لَهُ على شهواته وَيَزْعُم أَنه يُكرمهُ وَقد أهانه
(**) وَأَنه يرحمه وَقد ظلمه وَحرمه
(**) ففاته انتفاعه بولده وفوت عَلَيْهِ حَظه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
(**) وَإِذا اعْتبرت الْفساد فِي الْأَوْلَاد رَأَيْت عامته من قبل الْآبَاء.الخ).اهـ
(**) قال الشاعر:
لَيْسَ الْيَتِيمُ الَّذِي قَدْ مَاتَ وَالِدُهُ *** إنَّ الْيَتِيمَ يَتِيمُ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ
(**) وقال آخر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوده أبوه
(**) وقال آخر:
يا حلة نسجت بالدر والذهب *** إلا وأحسن منها العلم والأدب
علم بنيك صغارا قبل كبرتهم *** فليس ينفع بعد الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قَوَّمتَهَا الخَشَبُ
(**) وقال آخر:
أدب بنيك إذا ما استوجبوا أدبًا *** فالضَّرْبُ أنفع أحيانًا من الضرب
(**) والضَّرْبُ: -بسكون الراء وتحريكها, والتَّحْرِيكُ أشْهَرُ: العَسَلُ الخالِصُ.
(**) وقال آخر:
لا تحزنن على الصيبان إن ضربوا *** فالضربُ يبرا ويبقى العلمُ والأدب
الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم *** لولا المخافة ماقرأوا ولا كتبوا
لولا المعلم كان الناس كلهم *** شبه البهائم لا علم ولا أَدَبُ
(**) وقال آخر:
عَلِّمْ بُنَيَّكَ إِنْ أردتَ صلاحَهُ *** لا خير في ولد إذا لم تَضْربِ
أو ما ترى الاقلام حين قصامها *** إن لم تقط رؤوسها لم تكتب؟
(**) وقال آخر:
منن الاله على العباد كثيرة *** وأجلهن نجابة الأولاد
فضع العصا أدبا لهم كي يسلكوا *** سبل الرشاد ومنهج الزهاد
(**) وقال آخر- وهو العلامة البيحاني, في كتابه: [رباعيات البيحاني: ص: ] :
عَلِّمْ بَنِيْكَ ولا تدعهم *** كالبهائم والوحوش
واصبر على تعب البنين *** واظهر الوجه البشوش
واضحك لهم إن أحسنوا *** واغضب لبعثرة القروش
وإذا الزمان عدا عليك *** فإنهم نعم الجيوش
(**) من المراجع:
(**) وكتاب (العين), (7/ 32)
لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (المتوفى: 170هـ)
(**) وكتاب (تفسير الطبري), (23/ 104)
لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري (المتوفى: 310هـ)
(**) وكتاب (الاستذكار), (2/ 90)
لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي (المتوفى: 463هـ)
(**) وكتاب (تفسير البغوي), (8/ 169)
لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى: 510هـ)
(**) وكتاب (تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر), (ص: 40)
أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي (المتوفى: 597هـ)
(**) وكتاب (الآداب الشرعية والمنح المرعية), (1/ 224)
لأبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي (المتوفى: 763هـ)
(**) وكتاب (القاموس المحيط), (ص: 107)
لمجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)
(**) وكتاب (علو الهمة), (ص: 366)
لمحمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 19 / 7 / 1442 هـ..
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
3_ تزوج باثنتين فأكثر إن كنت لذلك أهلا, ولا تلتفت إلى مقالة ذاك الأعرابي فإنه لم يوفق في تلك الزواجة, وإلا فاقتصر على واحدة
(**) ومن القصص التي كان يقصها علينا شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر -وهو يضحك-: قصة الأعرابي الذي تزوج بامرأتين ثم ندم.
(**) وفي كتاب (أمالي القالي), (2/ 35) لأبي علي القالي، إسماعيل بن القاسم بن عيذون (المتوفى: 356هـ):
(**) حديث رجل من الأعراب تزوج اثنتين, وقد قيل له: من لم يتزوج اثنتين لم يذق حلاوة العيش.
(**) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، فقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ:
قيل لأعرابي: من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش، فتزوج امرأتين ثم ندم فأنشأ يقول:
تزوَّجْتُ اثنتَيْنِ لَفْرطِ جَهلي *** بِمَا يَشْقَى بِهِ زَوجُ اثنَتَيْنَ
فَقُلتُ أَصيرُ بَيْنَهُما خَروفاً *** أُنَعَّمُ بينَ أكْرمِ نَعَجَتَيْنِ
فَصِرتُ كَنَعْجَة تُضْحي وتُمسْي *** تُداوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئبَتَيْنِ
رِضا هّذي يُهَيِّجُ سُخْطَ هذي *** فَما أعْرى مِنِ أحدَى السَّخْطَتْينِ
وَألقى فِي الْمَعيشَة كُلّ ضرٍّ *** كذاكَ الضُّرُّ بينَ الضَّرِّتين
لَهذِى ليلةُ ولتلك أُخرْى *** عِتابٌ دائمٌ في الليلتينِ
فَإِن أحبَبْتَ أَن تبقى كَرِيمًا *** من الْخيرَات مَمْلُوء اليَدَيْنِ
وَتُدرِكَ مُلْكَ ذِي يزَنٍ وعَمْرٍو *** وَذي جَدَنٍ وَمُلْكَ الحارثَيْنِ
وُمُلْكَ المنذرَينِ وَذي نُواسٍ *** وتبَّعٍ القديِمَ وَذي رُعَيْنِ
فعشْ عَزَباً فإن لم تَسْتَطِعْهُ *** فَضَرْباً في عراضِ الجحْفَلينِ
انتهي.
(**) (عراض) : مصدر (عارض الجحفل الجحفل معارضة, وعراضا) إذا التقيا، يقول: تعرض للموت والشهادة كي تستريح،
(**) وقد رواه قوم (في عُراض الجحفلين) بضم العين،
(**) و(الجحفلان): كناية عن الشفرين مأخوذ من جحفلة الدابة، يريد فارجع إلى ما عزبت عنه وأقبل عليه واصبر على مكروهه،
(**) وقال آخرون: يقال: (تجحفل) إذا اجتمع وجحفلته, إذا جمعته، فهو كناية عن الخضخضة وهي: التدليك والأستمناء.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (العقد الفريد ), (4/ 60) لأبي عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
(**) وكتاب (بهجة المجالس وأنس المجالس), (ص: 182) لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)
(**) وكتاب (سمط اللآلي في شرح أمالي القالي), (1/ 669) لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)
نسخه وصححه ونقحه وحقق ما فيه واستخرجه من بطون دواوين العلم: عبد العزيز الميمني
(**) وكتاب (شرح ديوان الحماسة ), (2/ 23) ليحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، أبي زكريا (المتوفى: 502هـ)
(**) وكتاب (الحماسة المغربية), (2/ 1284) لأبي العباس أحمد بن عبد السلام الجرّاوي التادلي (المتوفى: 609هـ)
(**) وكتاب (حسن التنبه لما ورد في التشبه), (11/ 61) لنجم الدين الغزي، محمد بن محمد العامري القرشي الغزي الدمشقي الشافعي (المولود بدمشق سنة 977 هـ، والمتوفى بها سنة 1061 هـ)
(**) وكتاب (جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب), (2/ 349) لأحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي (المتوفى: 1362هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 18 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
2_ قصة مناظرة الجعابي للطبراني
(**) ومن القصص التي كان يقصها علينا شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر:
(**) قصة مناظرة الجعابي للإمام الطبراني.
(**) والطَّبَرَاني هو: الإِمام العلَّامة، الحافِظ الكبير، الثَّبْت، مُسْنِد الدُّنيا، أبو القاسم، سُلَيمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَير، اللَّخْمي، الشَّامي.
صاحب المعاجم الثلاثة في الحديث.
(**) والجِعَابي هو: الحافظ، البارع، فَريدُ عَصْره، قاضي المَوْصل، أبو بكر، محمدُ بنُ عمرَ بنِ محمد بن سَلْم ، التَّميمي، البَغْدادي، ابن الجِعَابي.
(**) قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى (المتوفى: 463هـ) في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع), (2/ 273):
(**) (الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الْأَقْرَانِ وَالْأَتْرَابِ)
(**) (1838) حَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأُرْمَوِيُّ، مُذَاكَرَةً قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ فَارِسٍ اللُّغَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ ابْنَ الْعَمِيدِ يَقُولُ:
(**) ” مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِيَ الدُّنْيَا حَلَاوَةً أَلَذَّ مِنَ الرِّئَاسَةِ وَالْوَزَارَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا حَتَّى شَاهَدْتُ مُذَاكَرَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الْجِعَابِيِّ بِحَضْرَتِي
(**) فَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يَغْلِبُ الْجِعَابِيَّ بِكَثْرَةِ حِفْظِهِ,
(**) وَكَانَ الْجِعَابِيُّ يَغْلِبُ الطَّبَرَانِيَّ بِفِطْنَتِهِ وَذَكَاءِ أَهْلِ بَغْدَادَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهَما وَلَا يَكَادُ أَحَدُهُمَا يَغْلِبُ صَاحِبَهُ.
(**) فَقَالَ الْجِعَابِيُّ: عِنْدِي حَدِيثٌ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عِنْدِي فَقَالَ: هَاتِهِ فَقَالَ: نَا أَبُو خَلِيفَةَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ وَحَدَّثَ بِالْحَدِيثِ.
(**) فَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ وَمِنِّي سَمِعَ أَبُو خَلِيفَةَ فَاسْمَعْ مِنِّي حَتَّى يَعْلُوَ إِسْنَادُكَ فَإِنَّكَ تَرْوِي عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ عَنِّي. فَخَجَلَ الْجِعَابِيُّ, وَغَلَبَهُ الطَّبَرَانِيُّ.
(**) قَالَ ابْنُ الْعَمِيدِ: فَوَدِدْتُ فِي مَكَانِي أَنَّ الْوَزَارَةَ وَالرِّئَاسَةَ لَيْتَهَا لَمْ تَكُنْ لِي وَكُنْتُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفَرَحْتُ مِثْلَ الْفَرَحِ الَّذِي فَرِحَ بِهِ الطَّبَرَانِيُّ لِأَجَلِ الْحَدِيثِ أَوْ كَمَا قَالَ. اهـ
(**) من المراجع:
(**) كتاب (علماء الحديث) (3/ 107) أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي (المتوفى: 744 هـ)
(**) وكتاب (التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد) (ص: 285) لمحمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع، أبي بكر، معين الدين، ابن نقطة الحنبلي البغدادي (المتوفى: 629هـ)
(**) وكتاب (تاريخ دمشق), (22/ 166) لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)
(**) وكتاب (جزء فيه ذكر أبى القاسم الطبراني), (ص: 344) ليحيى بن عبد الوهاب بن محمد ابن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي الأصبهاني، أبي زكريا، ابن منده (المتوفى: 511هـ)
(**) وكتاب (طبقات الحنابلة), (2/ 50) لأبي الحسين ابن أبي يعلى، محمد بن محمد (المتوفى: 526هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 15 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
1_ ذكر بعض القصص في تقلبات الزمان بأهله
(**) المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية.
(**) وهي سلسلة جديدة من فوائدي المسموعة من شيخي الوادعي – رحمه الله -:
(**) والمسموع لي من هذه الفوائد قسمان:
أحدهما: الفائدة بنصها, فهذا القسم أذكر فيه الفائدة كما سمعتها.
الثاني: أصل الفائدة, وهذا القسم يذكر شيخنا -رحمه الله-الفائدة بالمعنى مختصرة وأنا – من باب إتمام الفائدة- أنقلها بنصها من مصادرها,
– إن تيسر لي ذلك- وأحليها ببعض الآيات القرآنية والأبيات الشعرية.
(**) رقم الفائدة:(1)
(**) فائدة اليوم بعنوان:
[ذكر بعض القصص في تقلبات الزمان بأهله]
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
(**) من القصص المؤثرة التي كان يقصها علينا شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر:
(**) قصة الملك المعتمد محمد بن المعتضد عبّاد اللخمي.
(**) قال المؤرخ ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية), (16/ 119):
(**) وَقَدْ كَانَ الْمُعْتَمِدُ هَذَا مَوْصُوفًا بِالْكَرَمِ وَالْأَدَبِ وَالْحِلْمِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ وَالْعِشْرَةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الرَّعِيَّةِ وَالرِّفْقِ بِهِمْ فَحَزِنَ النَّاسُ عَلَيْهِ,
(**) وَقَالَ فِي مُصَابِهِ الشُّعَرَاءُ فَأَكْثَرُوا. اهـ
(**) والمعتمد هو: أبو القاسم محمد بن المعتضد عبّاد اللخمي، صاحب الأندلس، من ذرية النعمان بن المنذر آخر ملوك الحيرة.
(**) كان المعتمد ملكا جليلا، وعالما ذكيا، وشاعرا محسنا، وبطلا شجاعا، وجوادا ممدحا، كان بابه محط الرحال، وكعبة الآمال.
(**) ملك من بلاد الأندلس؛ من المدائن والحصون والمعاقل مائةوثلاثين مسورا، وبقي في المملكة نيفا وعشرين سنة،
(**) ثم إن أمير المسلمين ابن تاشفين غلب على ممالكه، وقبض عليه، وسجنه بأغمات حتى مات بعد أربع سنين من زوال ملكه،
(**) وخلع عن ثمان مائة سرية ومائة وثلاثة وسبعين ولدا.
(**) قال الشيخ اليافعي: (أما كثرة الأولاد .. فقد نقل أن غيره كان أكثر أولادا منه،
(**) وأما السراري .. فما سمعت أحدا من الخلفاء بلغ في كثرتهن إلى هذا العدد المذكور، وكان راتبه في اليوم ثمان مائة رطل لحم.
(**) ومما قيل فيه لما قبض عليه: [من البسيط]
لكل شيء من الأشياء ميقات *** وللمنى من مناياهنّ غايات
(**) وقال آخر بعد لزومه وقتل ولديه: [من البسيط]
تبكي السماء بدمع رائح غاد *** على البهاليل من أبناء عباد
(**) ومما قيل فيه لما حبس: [من الطويل]
تنشق رياحين السلام فإنما *** أفضّ بها مسكا عليك مختّما
أفكر في عصر مضى لك مشرقا *** فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة إذ رأى *** كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما
(**) وشعره رحمه الله في الذروة العليا، . . .
(**) ومنه ما أنشده وقد دخلت عليه بناته السجن، وكان يوم عيد، وقد صرن يغزلن للناس بالأجرة وهن في أطمار: [من البسيط]
فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا *** فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا
تَرَى بَنَاتِكَ فِي الأَطْمَارِ جَائِعَةً *** يَغْزِلْنَ لِلنَّاسِ مَا يَمْلُكْنَ قِطْمِيْرَا
بَرَزْنَ نَحْوَكَ لِلتَّسْلِيمِ خَاشِعَةً *** أَبْصَارُهُنَّ حَسِيْرَاتٍ مَكَاسِيْرَا
يَطَأْنَ فِي الطِّيْنِ وَالأَقْدَامُ حَافِيَةٌ *** كَأَنَّهَا لَمْ تَطَأْ مِسْكاً وَكَافُوْرَا
قَدْ كَانَ دَهْرُكَ إِنْ تَأْمُرْهُ مُمْتَثِلًا *** فَرَدَّكَ الدَّهْرُ مَنْهِيًّا وَمَأْمُورَا
مَنْ بَاتَ بَعْدَكَ فِي مُلْكٍ يُسَرُّ بِهِ *** فَإِنَّمَا بَاتَ بِالْأَحْلَامِ مَسْرُورَا
(**) توفي في السجن بأغمات سنة ثمان وثمانين وأربع مائة.
(**) فسبحان من يعطي ويمنع، ويضر وينفع لا راد لما قضى، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويرفع ويضع،) {لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون}.
تنبيه: هذه الأبيات:
فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا *** فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا
……………………………….
كانت من المحفوظات الشعرية التي حفظناها في حلقة شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى-, وكنا نقرؤها بين يديه بين الحين والآخر إذا طلب ذلك.
(**) ومن الأبيات الشعرية:
(**) قال الإمام الشافعي:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر *** والعيش عيشان ذا صفو و ذا كدر
(**) وقال النمر بن تولب:
فَيومٌ علينا وَيَوْمٌ لنا *** وَيَوْمٌ نسَاء وَيَوْمٌ نسر
(**) وقال محمد بن عبد الملك الزيات:
لا تجزعن رويدا إنها دول *** دنياً تنقل من قوم إلى قوم
(**) وقال أبو البقاء الرندي:
هي الأمور كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد *** ولا يدوم على حال لها شآن
(**) من المراجع:
(**) كتاب (قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر) (3/ 516) لأبي محمد الطيب بن عبد الله بن أحمد بن علي بامخرمة، الهِجراني الحضرمي الشافعي (870 – 947 هـ)
(**) وكتاب (تاريخ الإسلام ت بشار) (10/ 611) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
(**) وكتاب (سير أعلام النبلاء) ط الرسالة (19/ 64) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
(**) وكتاب (الكامل في التاريخ) (8/ 394) لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)
(**) كتاب (الوافي بالوفيات) (3/ 151) لصلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى: 764هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 13 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
239- شهر رجب أول نسائم الخيرات والبركات والطاعات, وهو كالمقدمة لشهر رمضان المبارك
(**) قال الحافظ ابن رجب –رحمه الله- في كتابه (لطائف المعارف), (ص: 121):
(**) شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة.
(**) قال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر للزرع, وشعبان شهر السقي للزرع, ورمضان شهر حصاد الزرع.
(**) وعنه قال: مثل شهر رجب مثل الريح, ومثل شعبان مثل الغيم, ومثل رمضان مثل القطر.
(**) وقال بعضهم: السنة مثل الشجرة, وشهر رجب أيام توريقها, وشعبان أيام تفريعها, ورمضان أيام قطفها, والمؤمنون قطافها.
(**) جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر, وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.
بيض صحيفتك السوداء في رجب *** بصالح العمل المنجي من اللهب
شهر حرام أتي من أشهر حرم *** إذا دعا الله داع فيه لم يخب
طوبى لعبد زكى فيه له عمل *** فكف فيه عن الفحشاء والريب
(**) انتهاز الفرصة بالعمل في هذا الشهر غنيمة واغتنام أوقاته بالطاعات له فضيلة عظيمة.
يا عبد أقبل منيبا واغتنم رجبا *** فإن عفوي عمن تاب قد وجبا
في هذه الأشهر الأبواب قد فتحت *** للتائبين فكل نحونا هربا
حطوا الركائب في أبواب رحمتنا *** بحسن ظن فكل نال ما طلبا
وقد نثرنا عليهم من تعطفنا *** نثار حسن قبول فاز من نهبا
انتهي.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 16 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
238- إرشاد المكروب إلى الأسباب التي تذهب عنه الكروب
(**) قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه (زاد المعاد), (4/ 180):
(**) [فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِلَاجِ الْكَرْبِ وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحَزَنِ]
(**) أَخْرَجَا فِي ” الصَّحِيحَيْنِ ” مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: ( «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ» ).
………………………………
(**) هَذِهِ الْأَدْوِيَةُ تَتَضَمَّنُ خَمْسَةَ عَشَرَ نَوْعًا مِنَ الدَّوَاءِ،
(**) فَإِنْ لَمْ تَقْوَ عَلَى إِذْهَابِ دَاءِ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحُزْنِ، فَهُوَ دَاءٌ قَدِ اسْتَحْكَمَ وَتَمَكَّنَتْ أَسْبَابُهُ، وَيَحْتَاجُ إِلَى اسْتِفْرَاغٍ كُلِّيٍّ.
(**) (الْأَوَّلُ): تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ.
(**) (الثَّانِي): تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ.
(**) (الثَّالِثُ): التَّوْحِيدُ الْعِلْمِيُّ الِاعْتِقَادِيُّ.
(**) (الرَّابِعُ): تَنْزِيهُ الرَّبِّ تَعَالَى عَنْ أَنْ يَظْلِمَ عَبْدَهُ، أَوْ يَأْخُذَهُ بِلَا سَبَبٍ مِنَ الْعَبْدِ يُوجِبُ ذَلِكَ.
(**) (الْخَامِسُ): اعْتِرَافُ الْعَبْدِ بِأَنَّهُ هُوَ الظَّالِمُ.
(**) (السَّادِسُ): التَّوَسُّلُ إِلَى الرَّبِّ تَعَالَى بِأَحَبِّ الْأَشْيَاءِ، وَهُوَ أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ، وَمِنْ أَجْمَعِهَا لِمَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.
(**) (السَّابِعُ): الِاسْتِعَانَةُ بِهِ وَحْدَهُ.
(**) (الثَّامِنُ): إِقْرَارُ الْعَبْدِ لَهُ بِالرَّجَاءِ.
(**) (التَّاسِعُ): تَحْقِيقُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْهِ وَالِاعْتِرَافِ لَهُ بِأَنَّ نَاصِيَتَهُ فِي يَدِهِ، يَصْرِفُهُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَأَنَّهُ مَاضٍ فِيهِ حُكْمُهُ عَدْلٌ فِيهِ قَضَاؤُهُ.
(**) (الْعَاشِرُ): أَنْ يَرْتَعَ قَلْبُهُ فِي رِيَاضِ الْقُرْآنِ، وَيَجْعَلَهُ لِقَلْبِهِ كَالرَّبِيعِ لِلْحَيَوَانِ، وَأَنْ يَسْتَضِيءَ بِهِ فِي ظُلُمَاتِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، وَأَنْ يَتَسَلَّى بِهِ عَنْ كُلِّ فَائِتٍ، وَيَتَعَزَّى بِهِ عَنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَيَسْتَشْفِيَ بِهِ مِنْ أَدْوَاءِ صَدْرِهِ، فَيَكُونَ جَلَاءَ حُزْنِهِ، وَشِفَاءَ هَمِّهِ وَغَمِّهِ.
(**) (الْحَادِيَ عَشَرَ): الِاسْتِغْفَارُ. الثَّانِيَ عَشَرَ: التَّوْبَةُ.
(**) (الثَّالِثَ عَشَرَ): الْجِهَادُ.
(**) (الرَّابِعَ عَشَرَ): الصَّلَاةُ.
(**) (الْخَامِسَ عَشَرَ): الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَتَفْوِيضُهُمَا إِلَى مَنْ هُمَا بِيَدِهِ. اهـ
(**)قال الشاعر:
ما ضاق بالمرء أمر واستعد له *** عبادة الله إلا جاءه الفرج
ولا أناخ بباب الله ذو ألم *** إلا تزحزح عنه الهم والحرج
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 11 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
237- ذكر الْأُصُولِ السِّتَّةِ التي عليها مَدَارُ كل عِلَاجِ
(**) قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه (زاد المعاد), (4/ 130)
في معرض ذكره الْأُمُور التي يُرَاعِيهِا الطَّبِيبُ الْحَاذِقُ في عِلَاجِهِ:
(**) فصل: وَالطَّبِيبُ الْحَاذِقُ: هُوَ الَّذِي يُرَاعِي فِي عِلَاجِهِ عِشْرِينَ أَمْرًا:
(**) أَحَدُهَا: …
الثَّانِي: …
الثَّالِثُ: … … …
(**) فَصْلٌ: الْعِشْرُونَ: – وَهُوَ مِلَاكُ أَمْرِ الطَّبِيبِ – أَنْ يَجْعَلَ عِلَاجَهُ وَتَدْبِيرَهُ دَائِرًا عَلَى سِتَّةِ أَرْكَانٍ:
(1) حِفْظُ الصِّحَّةِ الْمَوْجُودَةِ.
(2) وَرَدُّ الصِّحَّةِ الْمَفْقُودَةِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.
(3-4) وَإِزَالَةُ الْعِلَّةِ,
أَوْ تَقْلِيلُهَا بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.
(5) وَاحْتِمَالُ أَدْنَى الْمَفْسَدَتَيْنِ لِإِزَالَةِ أَعْظَمِهِمَا.
(6) وَتَفْوِيتُ أَدْنَى الْمَصْلَحَتَيْنِ لِتَحْصِيلِ أَعْظَمِهِمَا.
(**) فَعَلَى هَذِهِ الْأُصُولِ السِّتَّةِ مَدَارُ الْعِلَاجِ.
(**) وَكُلُّ طَبِيبٍ لَا تَكُونُ هَذِهِ أَخِيَّتَهُ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا، فَلَيْسَ بِطَبِيبٍ.
(**) وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 11 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
236- سعادة العبد في ثلاثة أمور: شكر النعمة، والصبر على البلية، والتوبة من الخطيئة
(**) من أوضح علامات سعادة العبد وفلاحه في الدنياه والآخرة أنه:
(إذا أُنْعِمَ عليه شَكَرَ، وإذا ابْتُلِيَ صبر، وإذا أَذْنَبَ اسْتَغْفَرَ).
(**) فإن العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث, ولا ينفك عنها أبداً.
(**) وإنما كانت هذه الثلاثة علامة سعادته لأنها تدل على قوة إيمانه وقربه من ربه سبحانه وتعالى.
(**) الأمر الأول: شكر نعم الله الموجودة والمتجددة, سواء كانت دينية أو دنيوة, قليلة أو كثيرة, فيشكرها ظاهراً وباطناً, بلسانه وقلبه وجوارحه.
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [سورة إبراهيم]
(**) الأمر الثاني: الصبر على البلاء الذي يبتليه الله به, في نفسه أو ولده أو زوجه أو ماله أو قريبه أو صديقه.
(**) فيحبس نفسه عن التسخط بالمقدور، ويحبس لسانه عن الشكوى لغير الله، ويحبس جوارحه عن المعصية, كلطم الخدود, وشق الجيوب, ونتف الشعر, ونشره, والدعاء بالويل والثبور, ونحو ذلك.
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)} [سورة البقرة]
(**) وعَنْ صُهَيْبٍ،رضي الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» [رواه مسلم]
(**) الأمر الثالث: الاستغفار والتوبة والإنابة عند حصول الذنب.
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}
[سورة آل عمران]
(**) وقال سبحانه وتعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور]
(**) فمن احرز هذه الثلاثة سعد في دنياه وأخراه،
(**) ومن حُرم منها – أو من بعضها- فإنه يلحقه الشقاء بقدر تفريطه.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب), لابن القيم (ص: 5)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 6 / 7 / 1442 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
235- ذكر الفوائد والحكام المستفادة من قصة دواو وسليمان عليهما الصلاة والسلام
(**) قال الله تعالى: { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)} إلى قوله: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}[سورة: (ص)]
(**) قال العلامة السعدي -رحمه الله-, في تفسيره (ص: 712):
(**) لما أثنى تعالى على داود، وذكر ما جرى له ومنه، أثنى على ابنه سليمان عليهما السلام فقال: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} أي: أنعمنا به عليه، وأقررنا به عينه.
(**) {نِعْمَ الْعَبْدُ} سليمان عليه السلام، فإنه اتصف بما يوجب المدح،
(**) وهو {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: رجَّاع إلى الله في جميع أحواله، بالتأله والإنابة، والمحبة والذكر والدعاء والتضرع، والاجتهاد في مرضاة الله، وتقديمها على كل شيء. . . .
(**) فصل:
(**) فيما تبين لنا من الفوائد والحكم في قصة داود وسليمان عليهما السلام
(**) فـ(منها): أن الله تعالى يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أخبار من قبله، ليثبت فؤاده وتطمئن نفسه، ويذكر له من عباداتهم وشدة صبرهم وإنابتهم، ما يشوقه إلى منافستهم، والتقرب إلى الله الذي تقربوا له، والصبر على أذى قومه، ولهذا – في هذا الموضع – لما ذكر الله ما ذكر من أذية قومه وكلامهم فيه وفيما جاء به، أمره بالصبر، وأن يذكر عبده داود فيتسلى به.)
(**) و(منها): أن الله تعالى يمدح ويحب القوة في طاعته، قوة القلب والبدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها، ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها، وعدم الركون إلى الكسل والبطالة المخلة بالقوى المضعفة للنفس.
(**) و(منها): أن الرجوع إلى الله في جميع الأمور، من أوصاف أنبياء الله وخواص خلقه، كما أثنى الله على داود وسليمان بذلك، فليقتد بهما المقتدون، وليهتد بهداهم السالكون {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}
(**) و(منها): ما أكرم الله به نبيه داود عليه السلام، من حسن الصوت العظيم، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم، والطيور البهم، يجاوبنه إذا رجَّع صوته بالتسبيح، ويسبحن معه بالعشي والإشراق.
(**) و(منها): أن من أكبر نعم الله على عبده، أن يرزقه العلم النافع، ويعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله به على عبده داود عليه السلام.
(**) و(منها): اعتناء الله تعالى بأنبيائه وأصفيائه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته إياهم وابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور، ويعودون إلى أكمل من حالتهم الأولى، كما جرى لداود وسليمان عليهما السلام.
(**) و(منها): أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى، لأن مقصود الرسالة لا يحصل إلا بذلك، وأنه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي، ولكن الله يتداركهم ويبادرهم بلطفه.
(**) و(منها): أن داود عليه السلام، [كان] في أغلب أحواله ملازما محرابه لخدمة ربه، ولهذا تسور الخصمان عليه المحراب، لأنه كان إذا خلا في محرابه لا يأتيه أحد، فلم يجعل كل وقته للناس، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام، بل جعل له وقتا يخلو فيه بربه، وتقر عينه بعبادته، وتعينه على الإخلاص في جميع أموره.
(**) و(منها): أنه ينبغي استعمال الأدب في الدخول على الحكام وغيرهم، فإن الخصمين لما دخلا على داود في حالة غير معتادة ومن غير الباب المعهود، فزع منهم، واشتد عليه ذلك، ورآه غير لائق بالحال.
(**) و(منها): أنه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء أدب الخصم وفعله ما لا ينبغي.
(**) و(منها): كمال حلم داود عليه السلام، فإنه ما غضب عليهما حين جاءاه بغير استئذان، وهو الملك، ولا انتهرهما، ولا وبخهما.
(**) و(منها): جواز قول المظلوم لمن ظلمه “أنت ظلمتني” أو “يا ظالم” ونحو ذلك أو باغ علي لقولهما: {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}
(**) و(منها): أن الموعوظ والمنصوح، ولو كان كبير القدر، جليل العلم، إذا نصحه أحد، أو وعظه، لا يغضب، ولا يشمئز، بل يبادره بالقبول والشكر، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب ولم يثنه ذلك عن الحق، بل حكم بالحق الصرف.
(**) و(منها): أن المخالطة بين الأقارب والأصحاب، وكثرة التعلقات الدنيوية المالية، موجبة للتعادي بينهم، وبغي بعضهم على بعض، وأنه لا يرد عن ذلك إلا استعمال تقوى الله، والصبر على الأمور، بالإيمان والعمل الصالح، وأن هذا من أقل شيء في الناس.
(**) و(منها): أن الاستغفار والعبادة، خصوصا الصلاة، من مكفرات الذنوب، فإن الله، رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره وسجوده.
(**) و(منها): إكرام الله لعبده داود وسليمان، بالقرب منه، وحسن الثواب، وأن لا يظن أن ما جرى لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى، وهذا من تمام لطفه بعباده المخلصين، أنه إذا غفر لهم وأزال أثر ذنوبهم، أزال الآثار المترتبة عليه كلها، حتى ما يقع في [ص:714] قلوب الخلق، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم، وقع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى، فأزال الله تعالى هذه الآثار، وما ذاك بعزيز على الكريم الغفار.
(**) و(منها): أن الحكم بين الناس مرتبة دينية، تولاها رسل الله وخواص خلقه، وأن وظيفة القائم بها الحكم بالحق ومجانبة الهوى، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية إدخالها في الحكم الشرعي، فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم، ولا يحل له الإقدام عليه.
(**) و(منها): أنه ينبغي للحاكم أن يحذر الهوى، ويجعله منه على بال، فإن النفوس لا تخلو منه، بل يجاهد نفسه بأن يكون الحق مقصوده، وأن يلقي عنه وقت الحكم كل محبة أو بغض لأحد الخصمين.
(**) و(منها): أن سليمان عليه السلام من فضائل داود، ومن منن الله عليه حيث وهبه له، وأن من أكبر نعم الله على عبده، أن يهب له ولدا صالحا، فإن كان عالما، كان نورا على نور.
(**) و(منها): ثناء الله تعالى على سليمان ومدحه في قوله {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
(**) و(منها): كثرة خير الله وبره بعبيده، أن يمن عليهم بصالح الأعمال ومكارم الأخلاق، ثم يثني عليهم بها، وهو المتفضل الوهاب.
(**) و(منها): تقديم سليمان محبة الله تعالى على محبة كل شيء.
(**) و(منها): أن كل ما أشغل العبد عن الله، فإنه مشئوم مذموم، فَلْيُفَارِقْه ولْيُقْبِلْ على ما هو أنفع له.
(**) و(منها): القاعدة المشهورة “من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه” فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس، تقديما لمحبة الله، فعوضه الله خيرا من ذلك، بأن سخر له الريح الرخاء اللينة، التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصد، غدوها شهر، ورواحها شهر، وسخر له الشياطين، أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون.
(**) و(منها): أن تسخير الشياطين لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام.
(**) و(منها): أن سليمان عليه السلام، كان ملكا نبيا، يفعل ما أراد، ولكنه لا يريد إلا العدل، بخلاف النبي العبد، فإنه تكون إرادته تابعة لأمر الله، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الحال أكمل. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 1 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
071 ذكر أسماء القبائل التي أخذ عنها العربية والتي لم يؤخذ عنها، وبيان سبب ذلك
(**) كلام العرب هو المصدر الثالث من مصادر السماع بعد القرآن الكريم والحديث الشريف عند من أجاز الاحتجاج به.
(**) وكلام العرب الذي يُحتج به هو: (كل نظم أو نثر ثبت عن الفصحاء الموثوق بعربيتهم قبل أن تفسد الألسنة) فليس كل كلام عربي يصحُّ الاحتجاج به،
(**) وإنما وضع العلماء ضوابط مكانيَّة وزمانية لما يجوز الاحتجاج به من كلام العربي، وما لا يجوز؛
(**) فقسموا قبائل العرب من حيث الاحتجاج بكلامها، وعدم الاحتجاج قسمين:
(**) الأول: القبائل التي لم يُؤخذ عنها ولم يُحتجّ بكلامها، وهي:
(**) (لخم, وجذام)؛ لمجاورتهم أهل مصر والقبط، وقضاعة وغسان وإياد؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام، أي: حيث يسكن الروم، فاختلطت ألسنتهم، وأكثرهم نصارى يقرءون في صلاتهم بغير العربية،
(**) و(تغلب والنمر)؛ فإنهم كانوا مجاورين لليونانية،
(**) و(بكر)؛ لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس،
(**) و(عبد القيس)؛ لأنهم كانوا سكّان البحرين مخالطين للهند والفرس،
(**) و(أزد عمان)؛ لأنهم كانوا أيضًا مجاورين للهند والفرس،
(**) و(اليمن) لمخالطتهم للهند والحبشة،
(**) و(بنو حنيفة، وسكان اليمامة، وثقيف والطائف)؛ لمخالطتهم تجار الأمم المقيمين عندهم، وحاضرة الحجاز؛ لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدءوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم، وفسدت ألسنتهم.
(**) فهذه القبائل لا يجوز الاحتجاج بكلامها لأنها قبائل لم تتوغَّل في البداوة، بل كانت تسكن أطراف البلاد المجاورة لغير العرب؛ فلم تسلم لغاتها من التأثر بغير العربية، إذ دخل هذه اللغات ما يُؤثّر في فصاحتها لفظًا بمخالفة القياس وتركيبًا بوقوع اللحن.
(**) وكما لم يُؤخذ عن هذه القبائل لم يُؤخذ كذلك عن حضري قط؛ لأن الحاضرة محلّ اجتماع الناس من كل جانب واختلاط اللغات واختلال الألسنة،
(**) وقد أفرد ابن جني في (الخصائص) بابًا في ترك الأخذ عن أهل المضر -أي: أهل المدن والقرى- بيَّن فيه علة امتناع الأخذ عنهم، وهي ما عرض للغات الحاضرة وأهل المضر من الاختلال والفساد والخطل.
(**) وفي ضوء ما ذكره ابن جني والسيوطي نقلًا عن الفارابي يمكن أن نقول: إن المعيار الذي وضعه العلماء لقبول لغة قبيلة ما هو سلامة لغة هذه القبيلة من الاختلاط بغير العرب؛ لأن الاختلاط بغير العرب من الأعاجم يؤدِّي إلى فساد اللغة وانحراف الألسنة عن الصواب، والألسنة تتأثر بما حولها فيلحقها اللحن، ويتسرب إليها الخطأ.
(**) الثاني: القبائل التي يُحتج بكلامها، وهي:
(**) (قيس، وتميم، وأسد، ثم هذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين)؛
(**) فهؤلاء هم الذين عنهم نُقلت اللغة العربية، وبهم اقتضي، وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب،
(**) والذي يجمع من بين هذه القبائل هو توغُّلها في البداوة، وبُعدها عن الاختلاط بغيرها من الأمم، واتصالها بالأعاجم، كما يجمع بينها قُربها من قريش؛ لأن قريشًا -كما علمنا- أفصح العرب، وأجودهم انتقادًا للأفصح من الألفاظ.
(**) وقد ذهب ابن خلدون إلى أن مقياس الفصاحة هو القرب أو البعد من (قريش) فقال في مقدمته: “كانت لغة (قريش) أفصح اللغات العربية وأصلحها؛ لبعدها عن بلاد العجم من جميع جهاتهم، ثم من اكتنفهم من (ثقيف، وهذيل، وخزاعة، وبني كنانة، وغطفان، وبني سعد، وبني تميم).
(**) وأما من بَعُد عنهم من ربيعة، ولخم، وجذامة، وغسان، وإياد، وقضاعة، وعرب اليمن المجاورين لأمم الفرس والروم والحبشة؛ فلم تكن لغتهم تامة الملكة بمخالطة الأعاجم، أي: بسبب مخالطة الأعاجم، وعلى نسبة بُعدهم من قريش كان الاحتجاج بلغاتهم في الصحة والفساد عند أهل الصناعة العربية” انتهى.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الخصائص) (2/ 7) لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ)
(**) وكتاب (تاريخ ابن خلدون), (1/ 765) لعبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبي زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (المتوفى: 808هـ)
(**) وكتاب (الاقتراح في أصول النحو) ط القلم (ص: 91) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) وكتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (1/ 167) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) وكتاب (أصول النحو 1 )- جامعة المدينة (ص: 83)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو) (ص: 4) لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) وكتاب (من تاريخ النحو العربي) (ص: 20) لسعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني (المتوفى: 1417هـ)
(**) وكتاب (بحوث في اللغة), (ص: 64) لـ (اتحاد كتاب العرب)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 5 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
070 أقسام الكلام المسموع عن العرب
(**) ينقسم الكلام المسموع عن العرب إلى: مطرد وشاذ.
(**) فالمطرد: مأخوذ من (طرد)، وأصل هذه المادة التتابع والاستمرار.
ويعرف -في الاصطلاح- بأنه: ما استمرّ من الكلام في الإعراب وغيره.
(**) والشّاذ مأخوذ من (شذذ)، وأصل هذه المادة التفرق والتفرد.
ويعرف -في الاصطلاح- بأنه: ما فارق ما عليه بابه، وانفرد عن ذلك إلى غيره.
(**) ثم الاطراد والشذوذ على أربعة أقسام:
(**) القسم الأول: مطرد في القياس والاستعمال معًا، وهذا هو الغاية المطلوبة والنهاية المرغوب فيها من علم العربية؛ لأنها توافق ما سُمع عن العرب، كما توافق قياس علماء العربية الذي بُني على السماع,
(**) كرفع الفاعل ونصب المفعول، وخفض المجرور، في قولك: ” قام زيدٌ “، و ” ضربتُ عمراً “، و ” مررتُ بسعيدٍ “, ونحو ذلك.
(**) فإن ورد في كلام العرب ما خالف القياس والسماع؛ حُكم بإهدار ذلك المسموع لضعفه كقول العرب: “خرق الثوب المسمار” برفع المفعول ونصب الفاعل.
(**) القسم الثاني: مطرد في القياس وشاذ في الاستعمال, وهو: ما كان موافقًا لمقاييس العربية، ولكن السماع لم يردْ به، أو وَرَد السماع به على قلة.
(**) ومن أمثلته: الفعلان: (وَذَر، وَوَدَع)، فإنهما ماضيان من: (يَذَر ويدع).
(**) والقياس لا يمنع منه؛ لأن كل مضارع يستعمل منه ماضٍ إلا هذين الفعلين؛ فقد شذَّا عن نظائرهما، وانفردا عن بابيهما,
(**) وغيرهما من الأفعال يأتي منه الماضي نحو: (يرث, ويزن) فالماضي منهما: (ورث ووزن)، ولكن العرب لم تستعمل الماضي من: (يذر ويدع)؛ استغناء عنه بالفعل (ترك).
(**) ولا يُخرجه عن شذوذه أنه ورد في قراءة: “ما وَدَعَكَ ربك وما قلى” (الضحى: 3) بالتخفيف؛ لأنها قراءة شاذة.
(**) القسم الثالث: مطرد في الاستعمال شاذ في القياس, وهو: ما استعمل كثيرًا في فصيح الكلام، وهو مخالف لأقيسة علماء العربية.
(**) ومن أمثلته: فتح العين من المضارع “يأبى” في نحو قوله تعالى: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} (التوبة: 32).
(**) فإن القياس كسر العين؛ لأن الماضي إذا كان يائيّ اللام كان مضارعه على زنة “يَفْعِل” بكسر العين، نحو: (جرى يجري)، و(أوى يأوي)، و(ثوى يثوي), ونحوها. هذا هو القياس، وقد جاء السماع المطرد بخلافه.
(**) وحكم هذا النوع وجوب اتباع السماع الوارد به فيه نفسه، لكنه لا يُتَّخذ أصلًا يقاس عليه غيره؛ فلا يتجاوز المتكلم ما ورد السماع به.
(**) القسم الرابع: شاذ في القياس والسماع معًا, وهو: ما كان مخالفًا للمسموع من أشباهه ونظائره، ومخالفًا لأقيسة علماء العربية.
(*) ومن أمثلته: تتميم ما عينه واو عند تميم في صيغة “مَفْعُول” كقولهم: (ثوب مَصْوُون)، و(فرس مَقْوُود)، و(رجل مَعْوُود من مرضه)، (*) فهذا شاذٌّ في القياس؛ إذ القياس حذف إحدى الواوين فيقال: (مَصْوُن و مَقْوُد)، كما قيل: (مَزُور ومَصُوغ)، وشاذّ في الاستعمال أيضًا؛ إذ لم يوجد في كلامهم إلا قليلًا.
(**) وحكم هذا النوع: أنه مجمع على رده؛ فلا يتكلم به, ولا يقاس عليه, وإنما يذكر على وجه الحكاية.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الخصائص) (1/ 98) لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ)
(**) وكتاب (الاقتراح في أصول النحو), ط القلم (ص: 96) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ).
(**) وكتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), للسيوطي (1/ 181)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو) (ص: 4) لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) وكتاب (أصول النحو 1 ),- جامعة المدينة (ص: 85)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 23 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
وقت المؤمن كله لله
فائدة لفضيلة الشيخ
أحمد بن ثابت الوصابي حفظه الله تعالى
ليلة الخامس من جمادى الآخرة لسنة 1442
سلسلة الفوائد اليومية:
234- أفضل الصلوات صلاة فجر يوم الجمعة في جماعة, وذكر ما يقرأ فيها, وبيان الحكمة في ذلك
(**) كَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْظِيمُ يوم الجمعة وَتَشْرِيفُهُ، وَتَخْصِيصُهُ بِعِبَادَاتٍ يَخْتَصُّ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ.
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا».
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخان]
(**) عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «أفْضَلُ الصَّلَواتِ عِنْدَ الله صلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي جَماعَةٍ»
[رواه أبو نعيم في الحلية والبيهَقي في شعب الإيمان, وصححه الألباني].
(**) قال الصنعاني في كتابه (التنوير شرح الجامع الصغير),
(2/ 567):
(**) (أفضل الصلوات عند الله) أكثرها أجرًا لديه.
(**) (صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)؛ لأنها أفضل الخمس, واليوم أفضل الأيام, والجماعة أفضل الصلوات.
(**) وهذه أفضلية مطلقة, فتفيد أنهما أفضل من كل فريضة؛ إذ هو أخص من حديث أفضل الصلاة الصلاة لأول وقتها.
(**) فإذا كانت في أول الوقت اجتمعت لها فضيلة الوقت والصفة واليوم. اهـ
(**) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: بِـ(الم تَنْزِيلُ) فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)”. متفق عليه
(**) وفي كتاب (الفتاوى الكبرى), لشيخ الإسلام (2/ 360)
(**) (297 – 213)- مَسْأَلَةٌ: فِي الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالسَّجْدَةِ:
(**) هَلْ تَجِبُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا أَمْ لَا؟
(**) الْجَوَابُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَيْسَتْ قِرَاءَةُ {الم تَنْزِيلُ} الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ وَلَا غَيْرُهَا مِنْ ذَوَاتِ السُّجُودِ وَاجِبَةً فِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ، وَمَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ وَاجِبًا أَوْ ذَمَّ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَالٌّ مُخْطِئٌ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ مِنْ ذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ.
(**) وَإِنَّمَا تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِي اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ وَكَرَاهِيَتِهِ.
(**) فَعِنْدَ مَالِكٍ يُكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِالسَّجْدَةِ فِي الْجَهْرِ.
(**) وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يُكْرَهُ، كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ {سَجَدَ فِي الْعِشَاءِ بِ {إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتَى}}.
(**) وَعِنْدَ مَالِكٍ يُكْرَهُ أَنْ يَقْصِدَ سُورَةً بِعَيْنِهَا.
(**) وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ فَيَسْتَحِبُّونَ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ، مِثْلَ: (الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ)، فِي الْجُمُعَةِ. (وَالذَّارِيَاتِ وَاقْتَرَبَتْ) فِي الْعِيدِ، و(الم تَنْزِيلُ, وَهَلْ أَتَى) فِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ.
(**) لَكِنْ هُنَا مَسْأَلَتَانِ نَافِعَتَانِ:
(**) إحْدَاهُمَا: أَنَّهُ لَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ بِسُورَةٍ فِيهَا سَجْدَةٌ أُخْرَى بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ، فَلَيْسَ الِاسْتِحْبَابُ لِأَجْلِ السَّجْدَةِ، بَلْ لِلسُّورَتَيْنِ، وَالسَّجْدَةُ جَاءَتْ اتِّفَاقًا، فَإِنَّ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فِيهِمَا ذِكْرُ مَا يَكُونُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ الْخَلْقِ وَالْبَعْثِ.
(**) الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا، بِحَيْثُ يَتَوَهَّمُ الْجُهَّالُ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ، وَأَنَّ تَارِكَهَا مُسِيءٌ، بَلْ يَنْبَغِي تَرْكُهَا أَحْيَانًا لِعَدَمِ وُجُوبِهَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ
(**) وقال ابن القيم في كتابه: (زاد المعاد), (1/ 202):
(**) وَكَانَ يُصَلِّيهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِ (الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ) وَسُورَةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} كَامِلَتَيْنِ.
(**) وَلَمْ يَفْعَلْ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الْيَوْمَ مِنْ قِرَاءَةِ بَعْضِ هَذِهِ وَبَعْضِ هَذِهِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، وَقِرَاءَةِ السَّجْدَةِ وَحْدَهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ خِلَافُ السُّنَّةِ.
(**) وَأَمَّا مَا يَظُنُّهُ كَثِيرٌ مِنَ الْجُهَّالِ أَنَّ صُبْحَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فُضِّلَ بِسَجْدَةٍ فَجَهْلٌ عَظِيمٌ،
(**) وَلِهَذَا كَرِهَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ قِرَاءَةَ سُورَةِ السَّجْدَةِ لِأَجْلِ هَذَا الظَّنِّ،
(**) وَإِنَّمَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنْ ذِكْرِ الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَخَلْقِ آدَمَ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَذَلِكَ مِمَّا كَانَ وَيَكُونُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ،
(**) فَكَانَ يَقْرَأُ فِي فَجْرِهَا مَا كَانَ وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَذْكِيرًا لِلْأُمَّةِ بِحَوَادِثِ هَذَا الْيَوْمِ،
(**) كَمَا كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ الْعِظَامِ كَالْأَعْيَادِ وَالْجُمُعَةِ بِسُورَةِ (ق) وَ (اقْتَرَبَتْ) وَ (سَبِّحْ) وَ (الْغَاشِيَةِ). اهـ
(**) وقال رحمه الله في كتابه: (الزاد), (1/ 408):
(**) ( … شَرَعَ لَهُمْ فِي الْأُسْبُوعِ يَوْمًا يُذَكِّرُهُمْ فِيهِ بِذَلِكَ، وَحِكْمَةِ الْخَلْقِ وَمَا خُلِقُوا لَهُ، وَبِأَجَلِ الْعَالَمِ وَطَيِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَعَوْدِ الْأَمْرِ كَمَا بَدَأَهُ سُبْحَانَهُ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقَّا، وَقَوْلًا صِدْقًا،
(**) وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي فَجْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ سُورَتَيِ (الم تَنْزِيلُ) وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} لِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ هَاتَانِ السُّورَتَانِ مِمَّا كَانَ وَيَكُونُ مِنَ الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَحَشْرِ الْخَلَائِقِ وَبَعْثِهِمْ مِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ،
(**) لَا لِأَجْلِ السَّجْدَةِ كَمَا يَظُنُّهُ مَنْ نَقَصَ عِلْمُهُ وَمَعْرِفَتُهُ، فَيَأْتِي بِسَجْدَةٍ مِنْ سُورَةٍ أُخْرَى، وَيَعْتَقِدُ أَنَّ فَجْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فُضِّلَ بِسَجْدَةٍ، وَيُنْكِرُ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْعَلْهَا.
(**) وَهَكَذَا كَانَتْ قِرَاءَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجَامِعِ الْكِبَارِ كَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِهَا بِالسُّورَةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَالْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مَعَ أُمَمِهِمْ، وَمَا عَامَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ كَذَّبَهُمْ وَكَفَرَ بِهِمْ مِنَ الْهَلَاكِ وَالشَّقَاءِ، وَمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَصَدَّقَهُمْ مِنَ النَّجَاةِ وَالْعَافِيَةِ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 30 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
069 جميع لغات العرب حجة على اختلافها, وذكر بعض وجوه الاختلاف بينها
(**) كانت قريش أجود العرب انتقاء للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعًا، وأبينها إبانة عما في النفس.
(**) قال ابن فارس في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها), (ص: 28):
(**) (باب القول فِي أفصح العرب):
(**) أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بِقَزْوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمدُ بن عباس الخشكي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عُبَيد الله قال:
(**) أجمَعَ علماؤنا بكلام العرب، والرُّواةُ لأشعارهم، والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومَحالّهم أن قُرَيشاً أفصحُ العرب ألْسنةً وأصْفاهم لغةً.
(**) وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً -صلى الله عَلَيْهِ وسلم- فجعل قُريشاً قُطَّان حَرَمِه، وجيران بيته الحرام، ووُلاتَهُ. فكانت وُفود العرب من حُجاجها وغيرهم يَفِدون إِلَى مكة للحج، ويتحاكمون إِلَى قريش فِي أُمورهم.
(**) وَكَانَتْ قريش تعلمهم مَناسكَهم وتحكُمُ بَيْنَهم.
(**) ولن تزل العرب تَعرِف لقريش فضلها عليهم وتسمّيها أهل الله لأنهم الصَّريح من ولد إسماعيل عَلَيْهِ السلام، لَمْ تَشُبْهم شائبة، وَلَمْ تنقُلْهم عن مناسبهم ناقِلَة، فضيلةً من الله -جلّ ثناؤه- لهم وتشريفاً. إذ جعلهم رَهط نبيّه الأذْنَيْنَ، وعِتْرته الصالحين.
(**) وَكَانَتْ قريش، مع فصاحتها وحُسن لغاتها ورِقَّة ألسنتها، إِذَا أتتهُم الوُفود من العرب تخيّروا من كلامهم وأشعارهم أحسنَ لغاتهم وأصفى كلامهم. فاجتمع مَا تخيّروا من تِلْكَ اللغات إِلَى نَحائرهم وسَلائقهم الَّتِي طُبعوا عَلَيْهَا. فصاروا بذلك أفصح العرب. اهـ
(**) وعلماء العربية لم يأخذوا عن جميع القبائل العربية، وإنما أخذوا عن القبائل التي سَلِمَ أهلها من الاختلاط بالأعاجم، وانحصرت هذه القبائل في ستّ وهي: قيس، وتميم، وأسد، وهذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين.
(**) وجميع هذه اللغات حجة على اختلافها، و يقاس عليها, ويستعمل الأقوى والشائع منها.
(**) وقد اختلفت لغات هذه القبائل وتعدَّدت أوجه الاختلاف بينها.
(**) فمنها: أن يكون الاختلاف في الحركات, وذلك نحو: “نَستعين” و “نِستعين” بفتح النون وكسرها.
(**) قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحركة و السكون, وذلك نحو: “معَكم” و “معْكم”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في إبدال الحروف, وذلك نحو: “أولئك” و “أُولالِكَ”. ومنها قولهم: “أنّ زيداً” و “عَنّ زيداً”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الهمز و التليين, وذلك نحو: “مستهزؤن” و “مستهزُوْن” .
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في التقديم و التأخير, وذلك نحو: “صاعقة” في لغة الحجاز, و”صاقعة” في لغة تميم.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحذف و الإثبات, وذلك نحو: “استحْيت” و”استحيَيْت”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحرف الصحيح يُبْدَل حرفاً معتلاً , وذلك نحو: “أما زيد” و “أَيْما زيد”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الإمالة والتفخيم, في مثل: “قضى ورمى” فبعضهم يفخم وبعضهم يُميل.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحرف الساكن يستقبله مثله فمنهم من يكسر الأول، و منهم من يضمّ، وذلك نحو: “اشتَرَوُ الضلالة” و
“اشتَرَوِ الضلالة”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في التذكير و التأنيث , وذلك نحو: “هَذِهِ البقر” و “هَذَه النخيل”, ومنهم من يقول “هَذَا البقر” و “هَذَا النخيل”
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الإدغام , وذلك نحو: “مهتدون” و”مُهَدُّون”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الإعراب, وذلك نحو: “مَا زيدٌ قائماً” و “مَا زيدٌ قائم” و “إنّ هذين” و “إنّ هذان” وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في صورة الجمع, فبعضهم يجمع لفظ: (أسير) على (أسرى)، وبعضهم يجمعه على (أُسارى).
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في التحقيق و الاختلاس, وذلك نحو:
“يأمركم” بضم الراء وتسكينها ونحو “عفي له” بتسكين الفاء وكسرها.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الوقف على هاء التأنيث, وذلك نحو: “شجرة”, فبعضهم يقف عليها بالهاء فيقول: “شجره”, فبعضهم يقف عليها بالتاء المفتوحة فيقول: “شجرت”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في زيادة حرف المدّ, وذلك نحو: (أَنْظُرُ) (أَنْظُورُ)، وفي (يَنْبعُ) (يَنباعُ).
(**) ومن اختلاف اللغات ما هو اختلاف تضادٍّ, وذلك نحو: “شرى” بمعنى “اشترى” وبمعنى “باع”, و(لمقت الشيء, ألمقه, لمقًا) إذا كتبته في لغة بني عقيل، وسائر قيس يقولون: (لمقته) بمعنى محوته”.
(**) وقد يكون في الكلمة لغتان، أو ثلاث، أو أربع، أو خمس، أو ست، و لا يكون أكثر من ذلك.
(**) قال ابن فارس في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها), (ص: 39):
(**) باب انتهاء الخلاف فِي اللغات:
(**) تقع فِي الكلمة الواحدة لُغتان. كقولهم: “الصِّرام”, و”الصَّرام”, و”الحِصاد”, و”الحَصاد”.
(**) وتقع فِي الكلمات ثلاث لُغات. نحو: “الزُّجاج” و”الزِّجاج” و”الزَّجاج”, و”وَشكان ذا”, و”وُشكان ذا”, و”وِشكان ذا”.
(**) وتقع فِي الكلمة أربع لُغات. نحو: “الصِّداق” و”الصَّداق” و”الصَّدقة” و”الصُّدْقة”.
(**) وتكون منها خمس لُغات. نحو: “الشَّمال” والشَّمِل” و”الشَّمَل” و”الشَّأمَل” و”الشَّمْل”.
(**) وتكون فِيهَا ست لُغات: “قُسْطاس” و”قِسْطاس” و”قُصْطاس” و”قُسْتاس” و”قُسَّاط” و”قِسَّاط”.
(**) ولا يكون أكثر من هَذَا. اهـ
(**) و(وشكان) بمعنى: سرع.
(**) و(القُسْطاس): الميزان.
(**) ومن أثر اختلاف اللهجات العربية وجود الترادف في اللغة العربية مثل القمح والحنطة والبُر.
(**) فـ(القمح) لغة شامية، و(الحنطة) لغة كوفية، و(البر) لغة حجازية”.
(**) ومثل مجيء أسماء متعددة لكل من: (السيف, والأسد, والفرس, والبعير), وغيرها.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها), (ص: 39)
لأبي الحسين أحمد بن فارس القزويني الرازي، (المتوفى: 395هـ)
(**) كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), (1/ 205)
لجلال الدين السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، (المتوفى: 911هـ)
(**) كتاب (أصول النحو), 1 – جامعة المدينة (ص: 99)
(**) كتاب (النحو إلى أصول النحو), (ص: 4)
(**) كتاب (في تاريخ الأدب الجاهلي), (ص: 100)
لعلي الجندي
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 21 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
067 ذكر الأدلة التي تثبت بها المسائل النحوية
(**) أدلة النحو ثلاثة: (السماع, والإجماع, والقياس).
(*) فالدليل الأول: السماع:
(**) والمحتج به منه:
(1) (القرآن):
(**) فكلُّ ما ورد أنه قريء جاز الاحتجاج به في العربية سواءً كان:
(**) متواتراً وهو ما قرأ به السبعة.
(**) أو آحاداً وهو ما روي عن بعضهم و لم يتواتر.
(**) أو شاذاً: وهو ما كان عن غير السبعة, وقيل: عن غير العشرة, وهو الصحيح,.
(**) والإجماع على الاحتجاج بالقراءات الشاذة,.
(**) و ليس فيه لغة ضعيفة و لا شاذة و فيه لغات قليلة.
(**) و ليس فيه ما ليس من لغة العرب، و إنما يتوافق اللفظُ اللفظَ و يقاربه و معناهما واحد . و أحدهما بالعربية و الآخر بغيرها . و كل ما فيه فهو أفصح مما في غيره إجماعاً.
(**) وفي كتاب (الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع), للسيوطي
(ص: 5):
وأجمعوا أن الشواذ لم يبح … قراءة بها ولكن الأصح
كخبر في الاحتجاج يجري … وأنها التي وراء العشر
انتهى المراد.
(2) (الحديث):
(**) الصحيح الاحتجاج به، و هو أولى من غيره عدا القرآن.
(**) و يستدل منه بما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – نقله على اللفظ المروي به، و سواء فيه:
(**) المتواتر.
(**) الآحاد.
(3) (كلام العرب):
(**) و يحتج منه بما ثبت عن الفصحاء الموثوق بعربيتهم ، حتى و لو كانوا كفاراً.
(**) و يحتج بكلام قبائل قلب الجزيرة: قريش، قيس، تميم، أسد، ثم هذيل، و بعض كنانة، و بعض الطائيين.
(**) و لا يؤخذ عمن جاور غير العرب لفساد ألسنتهم.
و لا يحتج بكلام المولّدين و المُحدَثِيْن.
(**) و فرقٌ بين المولَّد و المصنوع، فإن المصنوع يورده صاحبه على أنه عربي فصيح، و المولَّد بخلافه.
(*) الدليل الثاني: الإجماع:
(**) وهو اتفاق علماء النحو و الصرف على مسألة أو حكم.
(**) و المراد بالعلماء أئمة البلدين -الكوفة و البصرة-، أو أكثر النحاة، لا كلّ العلماء في العصور.
(**) و إجماع العرب إن وقف عليه.
(**) و هو حجة إذا لم يخالف:
(**) المنصوص.
(**) المقيس على المنصوص.
(**) و يعمل بالمجمع عليه عند تعارضه مع المختلف فيه.
(**) و إحداث قولٍ من تركيب للمذاهب شبيه بتداخل اللغات.
مسألة : هل يعتبر الإجماع السكوتي؟
(**) التحقيق على اعتباره.
(*) الدليل الثالث: القياس:
(**) وهو حمل غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه .
(**) وهو معظم أدلة النحو، و التعويل عليه في أغلب المسائل النحوية.
(**) و لا يتحقق إنكاره لأنه أغلب النحو ، و إنكاره إنكار للنحو .
(**) وقد تجتمع الأدلة السابقة- السماع و الإجماع و القياس- دليلاً على مسألة.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الاقتراح في أصول النحو) ط القلم (ص: 25)
لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو), (ص: 3)
لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 17 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
068 تعريف القراءات القرآنية, وذكر أنواعها وأحكامها
(**) وفي كتاب (درج الدرر في تفسير الآي والسور) ط الفكر (2/ 57),
لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: 471هـ)
(**) المطلب السادس: القراءات القرآنية.
(**) (القراءات): جمع قراءة، وهي في اللغة مصدر سماعي لقرأ.
وتدل في أصل معناها على الجمع والضم.
(**) أما في الاصطلاح: فقد عرفه ابن الجزري بأنها: «علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوّا للناقلة».
(**) والقراءات القرآنية هي جزء من الأحرف السبعة التي جاء بها الحديث الشريف عن النبي عليه السّلام: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف»،
فالأحرف السبع هي أعمّ من القراءات،
قال مكي بن طالب رحمه الله: «فإن سأل سائل فقال: هل القراءات السبعة التي يقرأ بها الناس اليوم، وتنسب إلى الأئمة، هي الأحرف السبعة التي أباح النبي صلّى الله عليه وسلّم القراءة بها. . . أو هي بعضها، أو هي واحدة منها؟
فالجواب أن هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان، الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما خالف خطه. .».
(**) والقراءات القرآنية على أنواع ستة هي:
(**) النوع الأول: القراءات المتواترة: وهي التي نقلت جمعا عن جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه.
(**) النوع الثاني: القراءات المشهورة: وهي ما صح سندها، ولم تبلغ درجة التواتر، ووافقت العربية والرسم العثماني، واشتهرت عند القرّاء، فلم يعدوها من الغلط، ولا من الشذوذ، ويقرأ به.
(**) النوع الثالث: القراءات الآحاد: وهي ما صح سندها، وخالفت
الرسم العثماني أو العربية، ولا يقرأ به.
(**) النوع الرابع: القراءات الشاذة، وهي ما لم يصح سنده.
(**) النوع الخامس: القراءات الموضوعة.
(**) النوع السادس: المدرج: وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير.
(**) وبناء على هذا التقسيم السداسي قسمت القراءة إلى قسمين:
(**) الأول: القراءة المقبولة، وتشمل: المتواترة والمشهورة.
(**) الثاني: القراءة غير المقبولة، وتشمل الأنواع الأخرى.
(**) فحكم القسم الأول هو جواز القراءة بها، وتجزئ في الصلاة،
أما القسم الثاني فلا يعدّ قرآنا، ولا تجوز القراءة بها في الصلاة ولا خارجها، لكن يحتج بها في اللغة والإعراب والتفسير. اهـ
(**) (تنبيه):
(**) لم يشترط بعضهم (التواتر) في القراءة الصحيحة التي يجب قبولها ويجوز القراءة بها, بل اكتفى بمجرد صحة الإسناد.
(**) قال الإمام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد ابن الجزري
(المتوفى: 833هـ) في: (متن «طيبة النشر» في القراءات العشر), (ص: 32):
14- فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْوِ
وَكَانَ ِللرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
15- وَصَحَّ إسْناداً هُوَ الْقُرآنُ
فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَرْكَانُ
16- وَحَيثُماَ يَخْتَلُّ رُكْنٌ أَثْبِتِ
شُذُوذَهُ لَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَةِ
(**) وقال في كتابه (النشر في القراءات العشر) (1/ 9):
(**) كُلُّ قِرَاءَةٍ وَافَقَتِ الْعَرَبِيَّةَ وَلَوْ بِوَجْهٍ، وَوَافَقَتْ أَحَدَ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ وَلَوِ احْتِمَالًا وَصَحَّ سَنَدُهَا، فَهِيَ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي لَا يَجُوزُ رَدُّهَا وَلَا يَحِلُّ إِنْكَارُهَا، بَلْ هِيَ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ قَبُولُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنِ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ، أَمْ عَنِ الْعَشْرَةِ، أَمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ،
(**) وَمَتَى اخْتَلَّ رُكْنٌ مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ أُطْلِقَ عَلَيْهَا ضَعِيفَةٌ أَوْ شَاذَّةٌ أَوْ بَاطِلَةٌ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنِ السَّبْعَةِ أَمْ عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمْ،
(**) هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَئِمَّةِ التَّحْقِيقِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ،
(**) صَرَّحَ بِذَلِكَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ،
(**) وَنَصَّ عَلَيْهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ،
(**) وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَهْدَوِيُّ،
(**) وَحَقَّقَهُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شَامَةَ،
(**) وَهُوَ مَذْهَبُ السَّلَفِ الَّذِي لَا يُعْرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خِلَافُهُ. اهـ
(**) من المراجع:
النشر في القراءات العشر (2/ 196)
لشمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ)
شرح طيبة النشر للنويري (1/ 3)
لمحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم، محب الدين النُّوَيْري (المتوفى: 857هـ)
الإتقان في علوم القرآن (1/ 258)
لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 412)
لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ)
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان (ص: 171)
لمناع بن خليل القطان (المتوفى: 1420هـ)
القراءات وأثرها في علوم العربية (1/ 9)
لمحمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
(**) الموسوعة القرآنية المتخصصة (1/ 306)
لمجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 19 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
066 تعريف الجملة, وذكر أقسامها
(**) الجملة: (كل قول مُؤلف من مُسنَدٍ ومُسندٍ إليه), أفاد نحو: (قام محمد, ومحمد قائم) أم لم يفد نحو: (إن قام محمد).
(**) فهي والمركَّبُ الإسناديُّ شيءٌ واحدٌ.
(**) فإن أفادت سميت كلاما وجملة, وإن لم تفد سميت جملة ومركبا إسناديا.
(**) ثم إن الجملةُ تنقسم –باعتبارات مختلفة- إلى عدة أَقسامٍ:
(**) فتنقسم –باعتبار التسمية- إلى قسمين: جملة اسمية, وجملة فعلية.
(**) فالجملة الاسمية: (ما تركبت من مبتدأ وخبر, أو من مبتدأ ومرفوع سد مسد الخبر ),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (العلمُ نافعٌ)
(**) والثاني, كقولك: ( أقائمٌ زيدٌ, وما مضروبٌ بكرٌ)
(**) والجملة الفعليّةٌ: (ما تركبت من فعل وفاعل, أو من فعل ونائب فاعل),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (نجح علي, ويسافر عمرو, وتصدقْ يا إبراهيمُ)
(**) والثاني, كقولك: (ضُرب الخائنُ ويُكرم الأمينُ)
(**) وتنقسم –باعتبار الخبر والإنشاء- إلى جملة خبرية وجملة إنشائية.
(**) فالجملة الخبرية هي التي: (تحتمل الصِّدق والكذِب لذاتها) أي بدون النَّظر إلى قائلها، كقولك: (مات زيد), وجميع الأمثلة المتقدمة.
(**) فهذا الكلام, (أعني الإخبار بموت زيد) قد يكون صدقا وقد يكون كذبا.
(**) والجملة الإنشائية هي التي: (لا تحتمل الصدق والكذب), وتشمل كلا من:
(**) الأمر، كقولك: (استقم)
(**) والنهي، كقولك: (لا تكذب)
(**) والدعاء كقولك: (رب اغفر لي)
(**) والاستفهام، كقولك: (هل سافر أبوك)
(**) والتمني, كقولك: (ليتني طالب علم)
(**) والترجي, كقولك: (لعل الله يرحمني)
(**) والعرض، كقولك: (ألا تزورنا فنكرمك)
(**) والتحضيض, كقولك: (هلا استقمت)
(**) وجملة التعجب, كقولك: (ما أحسن العلم)
(**) وجملة المدح أو الذم ب(نعم وبئس), كقولك: (نعم الرجل محمد, وبئس الرجل زيد), ونحو ذلك.
(**) وتنقسم –باعتبار الإعراب وعدمه- إلى جملة لها محلٌّ من
الإعراب، وجُملة ليس لها محلَّ من الإعراب.
(**) فالجملة التي لها محلٌّ من الإعراب هي التي تحل محل المفرد؛ فتكون في محل رفع أو نصب أو جر أو جزم, كإعراب المفرد الذي حلت محله وهي سبع جمل,.
(**) أولها: الجملة الواقعة خبرا, ومحلُّها الرفعُ، إن كانت خبراً
لمبتدأ،أو لـ(إن) وأخواتها نحو(قام أبوه), من قولك: (زيد قام أبوه), و(إن زيدا قام أبوه)
(**) والنصبُ إن كانت خبراً عن فعلِ ناقصِ، نحو(قام أبوه), من قولك: (كان زيد قام أبوه)
ثانيها: الجملة الواقعة مفعولا به, ومحلُّها النصب، نحو(يقرأ), من قولك:
(ظننت زيدا يقرأ)
(**) ثالثها: الجملة الواقعة حالا, ومحلها النصبُ أيضاً، نحو(يضحك), من قولك: (جاء علي يضحك)
(**) رابها: الجملة الواقعة مضافا إليه, ومحلُّها الجرُّ، نحو(حضر
محمد), من قولك: (سافرت يوم حضر محمد)
(**) خامسها: الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم إن اقترنت بالفاءِ أَو بإذا الفجائية. ومحلها الجزمُ, نحو(أنت ناجح) , من قولك: (إن تذاكر فأنت
ناجح), وقولهِ تعالى:{وإن تصِبهم سيِّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا همْ يَقنَطون}.
(**) سادسها: الجملة الواقعة صفة, ومحلُّها بحسَبِ الموصوفِ، إمّا
الرفعُ، نحو(يضحك), من قولك: (جاء رجل يضحك),
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (رأيت رجلا يضحك),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (مررت برجل يضحك).
(**) سابعها: الجملة التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب. ومحلُّها
بحسب المتبوع. إمّا الرَّفعُ، نحو: (محمد يقرأ ويكتب) ,
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (كان محمد يقرأ ويكتب),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (نظرت إلى محمد يقرأ ويكتب).
(**) والجُملة الَّتي ليس لَها مَحَلَّ مِنَ الإعراب هي التي لم تحل محل المفرد, وهي ثمان جمل.
(**) أولها: الجُملة الابتدائيةُ، وهي التي يفتتح بها الكلام، نحو: (قام محمد), و(محمد قائم),
(**) ثانيها: الجملة الاعتراضية, وهي التي تعترض بين شيئين
متلازمين كالمبتدأ وخبره، نحو: (زيد-أنا عالم- كريم)
(**) ثالثها: الجملة التَّعليليَّة، وهي التي تقعُ تعليلاً لِما قبلَها، نحو: (أحسن إلى عمرو, إنه فقير).
(**) رابعها: الجملة الواقعة صِلةً للموصولِ، نحو: (جاء الذي فاز أخوه)
(**) خامسها: الجملة التّفسيريةُ، وهي التي تفسر ما قبلَها، نحو: (نظر الفقير إليك نظر استعطاف أي: أعطني طعاما)
(**) سادسها: الجملة الواقعة جوابًا للقسم، نحو: (أقسم بالله لأجتهدن).
(**) سابعها: الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم, كـ(لو – لولا – إذا)، نحو: (لو أهمل زيد عاقبته).
(**) ثامنها: الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب، نحو: (قام
محمد وجلس علي).
(**) وتنقسم –باعتبار الوصفية- إلى جملة صغرى وجملة كبرى.
(**) فالْكُبْرَى: هِيَ الجملة الاسمية الَّتِي خَبَرهَا جملَة نَحْو (زيد قَامَ أَبوهُ), وَ(زيد أَبوهُ قَائِم)
(**) وَالصُّغْرَى: هِيَ الجملة الْمخبر بهَا عن مُبْتَدَأ كالمثالين السابقين.
(**) وَقد تكون الْجُمْلَة صغرى وكبرى باعتبارين نَحْو: (زيد أَبوهُ غُلَامه
منطلق)
(**) فمجموع هَذَا الْكَلَام جملَة كبرى لَا غير,
(**) وَ(غُلَامه منطلق) صغرى لَا غير؛ لِأَنَّهَا خبر,
(**) وَ(أَبوهُ غُلَامه منطلق) كبرى بِاعْتِبَار (غُلَامه منطلق)
(**) وصغرى بِاعْتِبَار جملَة الْكَلَام.
(**) وقد تكون الجملة لا كبرى ولا صغرى لفقدها الشرطين السابقين, نحو: (قام زيد), و(محمد جالس).
(**) (تنبيه) هذا بحث يسير لأقسام الجملة, حاولت اختصاره وتقريبه قدر الإمكان, وإلا فحقه أن يكون أطول من هذا بكثير.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), لابن هشام (ص: 497)
(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) (1/ 155)
(**) وكتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب), للأزهري (ص: 31)
(**) وكتاب (شرح كتاب الحدود في النحو), للفاكهي (ص: 64)
(**) وكتاب (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), للسيوطي
(1/ 57)
(**) وكتاب (شرح الأزهرية), للأزهري (ص: 52)
(**) وكتاب (جامع الدروس العربية) لمصطفى الغلايينى (1/ 13)
(**) وكتاب (النحو الوافي) لعباس حسن (1/ 374)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 9 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
66- تعريف الجملة, وذكر أقسامها
(**) الجملة: (كل قول مُؤلف من مُسنَدٍ ومُسندٍ إليه), أفاد نحو: (قام محمد, ومحمد قائم) أم لم يفد نحو: (إن قام محمد).
(**) فهي والمركَّبُ الإسناديُّ شيءٌ واحدٌ.
(**) فإن أفادت سميت كلاما وجملة, وإن لم تفد سميت جملة ومركبا إسناديا.
(**) ثم إن الجملةُ تنقسم –باعتبارات مختلفة- إلى عدة أَقسامٍ:
(**) فتنقسم –باعتبار التسمية- إلى قسمين: جملة اسمية, وجملة فعلية.
(**) فالجملة الاسمية: (ما تركبت من مبتدأ وخبر, أو من مبتدأ ومرفوع سد مسد الخبر ),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (العلمُ نافعٌ)
(**) والثاني, كقولك: ( أقائمٌ زيدٌ, وما مضروبٌ بكرٌ)
(**) والجملة الفعليّةٌ: (ما تركبت من فعل وفاعل, أو من فعل ونائب فاعل),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (نجح علي, ويسافر عمرو, وتصدقْ يا إبراهيمُ)
(**) والثاني, كقولك: (ضُرب الخائنُ ويُكرم الأمينُ)
(**) وتنقسم –باعتبار الخبر والإنشاء- إلى جملة خبرية وجملة إنشائية.
(**) فالجملة الخبرية هي التي: (تحتمل الصِّدق والكذِب لذاتها) أي بدون النَّظر إلى قائلها، كقولك: (مات زيد), وجميع الأمثلة المتقدمة.
(**) فهذا الكلام, (أعني الإخبار بموت زيد) قد يكون صدقا وقد يكون كذبا.
(**) والجملة الإنشائية هي التي: (لا تحتمل الصدق والكذب), وتشمل كلا من:
(**) الأمر، كقولك: (استقم)
(**) والنهي، كقولك: (لا تكذب)
(**) والدعاء كقولك: (رب اغفر لي)
(**) والاستفهام، كقولك: (هل سافر أبوك)
(**) والتمني, كقولك: (ليتني طالب علم)
(**) والترجي, كقولك: (لعل الله يرحمني)
(**) والعرض، كقولك: (ألا تزورنا فنكرمك)
(**) والتحضيض, كقولك: (هلا استقمت)
(**) وجملة التعجب, كقولك: (ما أحسن العلم)
(**) وجملة المدح أو الذم ب(نعم وبئس), كقولك: (نعم الرجل محمد, وبئس الرجل زيد), ونحو ذلك.
(**) وتنقسم –باعتبار الإعراب وعدمه- إلى جملة لها محلٌّ من
الإعراب، وجُملة ليس لها محلَّ من الإعراب.
(**) فالجملة التي لها محلٌّ من الإعراب هي التي تحل محل المفرد؛ فتكون في محل رفع أو نصب أو جر أو جزم, كإعراب المفرد الذي حلت محله وهي سبع جمل,.
(**) أولها: الجملة الواقعة خبرا, ومحلُّها الرفعُ، إن كانت خبراً
لمبتدأ،أو لـ(إن) وأخواتها نحو(قام أبوه), من قولك: (زيد قام أبوه), و(إن زيدا قام أبوه)
(**) والنصبُ إن كانت خبراً عن فعلِ ناقصِ، نحو(قام أبوه), من قولك: (كان زيد قام أبوه)
ثانيها: الجملة الواقعة مفعولا به, ومحلُّها النصب، نحو(يقرأ), من قولك:
(ظننت زيدا يقرأ)
(**) ثالثها: الجملة الواقعة حالا, ومحلها النصبُ أيضاً، نحو(يضحك), من قولك: (جاء علي يضحك)
(**) رابها: الجملة الواقعة مضافا إليه, ومحلُّها الجرُّ، نحو(حضر
محمد), من قولك: (سافرت يوم حضر محمد)
(**) خامسها: الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم إن اقترنت بالفاءِ أَو بإذا الفجائية. ومحلها الجزمُ, نحو(أنت ناجح) , من قولك: (إن تذاكر فأنت
ناجح), وقولهِ تعالى:{وإن تصِبهم سيِّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا همْ يَقنَطون}.
(**) سادسها: الجملة الواقعة صفة, ومحلُّها بحسَبِ الموصوفِ، إمّا
الرفعُ، نحو(يضحك), من قولك: (جاء رجل يضحك),
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (رأيت رجلا يضحك),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (مررت برجل يضحك).
(**) سابعها: الجملة التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب. ومحلُّها
بحسب المتبوع. إمّا الرَّفعُ، نحو: (محمد يقرأ ويكتب) ,
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (كان محمد يقرأ ويكتب),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (نظرت إلى محمد يقرأ ويكتب).
(**) والجُملة الَّتي ليس لَها مَحَلَّ مِنَ الإعراب هي التي لم تحل محل المفرد, وهي ثمان جمل.
(**) أولها: الجُملة الابتدائيةُ، وهي التي يفتتح بها الكلام، نحو: (قام محمد), و(محمد قائم),
(**) ثانيها: الجملة الاعتراضية, وهي التي تعترض بين شيئين
متلازمين كالمبتدأ وخبره، نحو: (زيد-أنا عالم- كريم)
(**) ثالثها: الجملة التَّعليليَّة، وهي التي تقعُ تعليلاً لِما قبلَها، نحو: (أحسن إلى عمرو, إنه فقير).
(**) رابعها: الجملة الواقعة صِلةً للموصولِ، نحو: (جاء الذي فاز أخوه)
(**) خامسها: الجملة التّفسيريةُ، وهي التي تفسر ما قبلَها، نحو: (نظر الفقير إليك نظر استعطاف أي: أعطني طعاما)
(**) سادسها: الجملة الواقعة جوابًا للقسم، نحو: (أقسم بالله لأجتهدن).
(**) سابعها: الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم, كـ(لو – لولا – إذا)، نحو: (لو أهمل زيد عاقبته).
(**) ثامنها: الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب، نحو: (قام
محمد وجلس علي).
(**) وتنقسم –باعتبار الوصفية- إلى جملة صغرى وجملة كبرى.
(**) فالْكُبْرَى: هِيَ الجملة الاسمية الَّتِي خَبَرهَا جملَة نَحْو (زيد قَامَ أَبوهُ), وَ(زيد أَبوهُ قَائِم)
(**) وَالصُّغْرَى: هِيَ الجملة الْمخبر بهَا عن مُبْتَدَأ كالمثالين السابقين.
(**) وَقد تكون الْجُمْلَة صغرى وكبرى باعتبارين نَحْو: (زيد أَبوهُ غُلَامه
منطلق)
(**) فمجموع هَذَا الْكَلَام جملَة كبرى لَا غير,
(**) وَ(غُلَامه منطلق) صغرى لَا غير؛ لِأَنَّهَا خبر,
(**) وَ(أَبوهُ غُلَامه منطلق) كبرى بِاعْتِبَار (غُلَامه منطلق)
(**) وصغرى بِاعْتِبَار جملَة الْكَلَام.
(**) وقد تكون الجملة لا كبرى ولا صغرى لفقدها الشرطين السابقين, نحو: (قام زيد), و(محمد جالس).
(**) (تنبيه) هذا بحث يسير لأقسام الجملة, حاولت اختصاره وتقريبه قدر الإمكان, وإلا فحقه أن يكون أطول من هذا بكثير.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), لابن هشام (ص: 497)
(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) (1/ 155)
(**) وكتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب), للأزهري (ص: 31)
(**) وكتاب (شرح كتاب الحدود في النحو), للفاكهي (ص: 64)
(**) وكتاب (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), للسيوطي
(1/ 57)
(**) وكتاب (شرح الأزهرية), للأزهري (ص: 52)
(**) وكتاب (جامع الدروس العربية) لمصطفى الغلايينى (1/ 13)
(**) وكتاب (النحو الوافي) لعباس حسن (1/ 374)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 9 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
65- شرح المقدمة النحوية المسماة بـ”المبادئ العشرة”
(**) اعلم –وفقني الله وإياك لكل خير- أنه ينبغي لكل شارع في علم من العلوم أن يتصوره, ويعرفه قبل الشروع فيه؛ ليكون على بصيرة فيه, وغلا تخبط تخبطا كثيرا ولم يحصل على كبير فائدة.
(**) ويحصل هذا التصور بمعرفة عشرة أمور تسمى: بـ(المبادئ العشرة), وهي: معرفة اسمه وتعريفه وموضوعه وثمرته وفضله ونسبته وواضعه واسمداده وحكمه ومسائله.
(**) وقد نظمها العلامة أبو العرفان محمد بن علي الصبان المصري المتوفى سنة: ( 1206), فقال:
إِنَّ مَبادِئ كُلِّ فَنٍّ عَشَرَه * الحَدُّ وَالموضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَه
وَنِسْبَةٌ وَفَضْلُهُ وَالوَاضِعْ * وَالاِسْمُ الِاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
مَسَائِلٌ والبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى * وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَا
(**) (أولا): اسمه:
(**) اسم هذا الفن: علم النحو, ويسميه بعض العلماء: علم العربية.
(**) وسبب تسميته (نحوا): ما روي أن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه – لما أشار على أبي الأسود الدؤلي أن يضع علم النحو علِّمه الاسم والفعل والحرف وشيئاً من الإِعراب، وقال له: انح هذا النحو يا أبا الأسود؛ فسمي بذلك تبركا وتيمنا بلفظ الواضع.
انتهى من الفواكه الجنية (ص: 13)
(**) (ثانيا): تعريفه لغة واصطلاحا:
(**) النحو لغة: يطلق على معان كثيرة, تصل إلى نحو سبعة عشر معنى’ أشهرها ستة معان, وهي: القصد والمثل الجهةٌ والمقدارُ والقِسم
والبعض.
(**) وَأشهر هذه الستة هو المعنى الأول, وهو الْمُنَاسِب للمعنى
الاصطلاحي؛ إِذْ الْقَصْد: بِهِ إبانة الْمعَانِي الْمُخْتَلفَة.
(**) فأول هذه المعاني: القصد, كقولك: (نحوت بيت خالد), أي: قصدته.
(**) ثانيها: المثل, كقولك: (محمد نحو القمر), أي: مثل القمر.
(**) ثالثها: المقدار, كقولك: ( زارني نحو ألف), أي: مقدار ألف.
(**) رابعها: الناحية, كقولك: ( علي في نحو الدار), أي: في ناحية الدار
(**) خامسها: النوع, كقولك: ( العجوة نحو من التمر), أي: نوع منه.
(**) سادسها: البعض, كقولك: (أَكلْتُ نحو السمكة), أي: بعضها.
(**) سابعها: الحرف, بمعنى (الطرف)-بفتح الراء-, كقولك: ( وقفت على نحو بئر), أي: على طرفها.
(**) وقد نظم هذه السبعة المعاني الإمام الداودي, فقال:
لِلنَّحْوِ سَبْعُ مَعَانٍ قَدْ أَتَتْ لُغَةً جمَعْتُها ضِمْنَ بَيْتٍ مُفْرَدٍ كَمُلا
قَصْدٌ وَمِثْلٌ ومِقْدَارٌ وَنَاحِيَةٌ نَوْعٌ وبَعْضٌ وَحَرْفٌ فَاحْفَظِ المثَلا
(**) ثامنها: الجهة, كقولك: (سرت نحو زيد), أي: جهته.
(**) تاسعها: القسم, -بكسر القاف-, كقولك: (الاسم نحو من الكلمة), أي: قسم منها.
(**) عاشرها: القرب, كقولك: (بيتي نحو البيت الحرام), أي: قربه,(قريبا منه).
(**) حادي عشرها: جانب, كقولك: (صليت نحو الكعبة), أي: جانبها.
(**) ثاني عشرها: عند, كقولك: (جلست نحو العالم متأدبا), أي: عند العالم.
(**) ثالث عشرها: دون, كقولك: (محمد نحو بكر), أي: دونه في القدر.
(**) رابع عشرها: البيان, كقولك: (نحوت المسألة), أي: بينتها.
(**) خامس عشرها: التوجه, كقولك: (نحوت وجهي إليك), أي: وجتهه.
(**) سادس عشرها: اسم قبيلة, كقولك: (بنو نحو قبيلة من العرب), وهم بطن من الأزد.
(**) سابع عشرها: الإمالة, كقولك: (نحوت بصري) إذا أملته, وكذلك نحيته بمعنى أملته.
(**) وقد نظم بعضهم أكثر هذه المعاني, فقال:
قَصدٌ ومَثلٌ جهَةٌ مقدَارُ * * * قسمٌ وبَعضٌ قَالَه الأَخيَارُ
والنوعُ والقربُ وجانبٌ كذا * * * وعندَ دونَ والبيانَ فَخذَا
فَتَوجيهٌ وَاسمُ قَبيلَة أَتَى * * * جملتُهَا عَن العرب قَد ثَبَتَا
(**) واصطلاحا:
(**) هو علم بأصول مُسْتَنْبطةٍ من كلام العرب يعرف بها
أحوال أواخر الكلم حال تركيبها إعرابًا وبناءًا.
(**) (ثالثا) موضوعه:
(**) موضوع علم النحو: الكلمات العربية حيث يبحث عن حال آخرها من جهة الإعراب والبناء.
(**) (رابعا): ثمرته:
(**) ثمرة علم النحو هي: صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي، وفهم الكتاب والسنة النبوية ومخاطبة العرب بعضهم بعضا فهما صحيحا.
(**) (خامسا):نسبته:
(**) علم النحو من علوم اللغة العربية التي هي اثنا عشر علما,
(**) وهي مجموعة في قول بعضهم:
نحو وصرف عروض ثم قافية * * * وبعدها لغة قرض وإنشاء
خط بيانٌ معانٍ مع محاضرة * * * والاشتقاق لها الآداب أسماء
(**) وعلم النحو أشرف هذه العلوم.
(**) قال الأهدل في كتابه: (الكواكب الدرية, ص: 25):
(**) وهو أشرف العلوم؛ إذ به تدرك جميعا, ومن ثم قال السيوطي: إن العلوم كلها مفتقرة إليه. اهـ
(**) (سادسا):فضله:
(**) هو من أشرف العلوم وأنفعها وأرفعها؛ إذ به يصان اللسان ويعين على الفهم الصحيح للكتاب والسنة النبوية وكلام العرب.
(**) (سابعا) واضعه:
(**) المشهور أن أول واضع لعلم النحو أبو الأسود الدؤلي بأمر من أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه.
(**) قال الأزهري في شرح التصريح على التوضيح أو التصريح
بمضمون التوضيح في النحو (1/ 5):
(**) ( … وقد تضافرت الروايات على أن أول من وضع النحو أبو الأسود، وأنه أخذه أولا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، … ). اهـ المراد
(**) وأبو الأسود اختلف في اسمه اختلافا كثيرا, فقيل: ظالم بن عمرو, وقيل غير ذلك.
(**) وسبب وضعه: أنه لما فشا اللحن في الكلام العربي بسبب اختلاط العرب بالعجم في الأسواق والنكاح وغير ذلك وضع أمير المؤمنين بعض أبواب النحو كالاسم والفعل والحرف وشيء من الإِعراب، ثم قال لأبي الأسود قال له: انح على هذا النحو, ومنه سمي علم النحو كما تقدم.
(**) (ثامنا) استمداده:
(**) علم النحو مستمد, أي: مأخوذ من القرآن والسنة وكلام العرب الموثوق به نثرا وشعرا.
(**) (تاسعا):حكم تعلمه:
(**) تعلم النحو فرض من فروض الكفاية التي إذا قام به البعض الكافي سقط عن الباقي, وقد يتعين على بعض دون بعض, كمن أراد تفسير القران مثلا.
(**) قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم), (1/ 527):
(**) فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
(**) ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية. انتهى المراد
(**) (عاشرا) مسائله:
(**) وهي مباحثه وقواعده المذكورة في أبوابه, كقولهم: (الفاعل مرفوع, والمفعول منصوب, والمضاف إليه مخفوض), وغير ذلك.
(**) من المراجع:
(**) شروحات الألفية وحواشيها عند قول ابن مالك في بداية ألفيته:
(… مقاصد النحو بها محوية)
(**) وكتاب (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), للسوطي(1/ 59)
(**) وكتاب (الفتوحات القيومية في حل وفك معاني ومباني متن الآجرومية) للعلامة محمد أمين الهرري الأثيوبي رحمه الله (ص: 3)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 2 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
64- معنى (هلم جرا), وإعرابها
(**) قال الحافظ ابن حجر في كتابه (النكت على كتاب ابن الصلاح), (1/ 503):
(**) قوله (ص) : “وهلم جرا”.
(**) قرأت بخط أبي يعقوب النجيرمي: أن أصله مأخوذ من: سوق الإبل (يعني سيروا على هينتكم لا تجهدوا أنفسكم) أخذا من الجر في السوق وهو أن تترك الإبل ترعى في السير.
(**) وأما إعرابها فقال ابن الأنباري: في نصبه ثلاثة أوجه:
(**) الأول: هو مصدر في موضع الحال أي هلم جارين أي متأنين كقولهم: جاء عبد الله مشيا وأقبل ركضا.
(**) والثاني: هو مصدر على بابه لأن هلم جرا [بمعنى] جروا جرا.
(**) والثالث: أنه منصوب على التمييز.
(**) قال: ويقال للرجل: (هلم جرا), وللرجلين (هلما جرا), وللجمع (هلموا جر).
(**) والاختيار الإفراد في الجميع؛ لأن هلم ليست فعلا تتصرف، وبه جاء القرآن في قوله تبارك وتعالى: {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}. اهـ
(**) من المراجع:
(**) الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 371)
لأبي بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، الأنباري
(المتوفى: 328هـ)
(**) المحيط في اللغة (2/ 78)
لأبي القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس، الطالقاني، المشهور بالصاحب بن عباد (المتوفى: 385هـ)
(**) أمالي المرزوقي (ص: 14)
لأبي على أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني (المتوفى: 421هـ)
(**) المسائل السفرية (ص: 33)
لأبي محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ابن يوسف، جمال
الدين، ابن هشام (المتوفى: 761هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 28 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسلة الفوائد اليومية:
226- ذكر أعمام النبي صلى الله وعلى آله وسلم, وانقسامهم في مناصرته ومعاداته إلى ثلاثة أقسام
(**) قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد), (1/ 101)
(**) فَصْلٌ فِي أَعْمَامِهِ وَعَمَّاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(**) فَمِنْهُمْ: أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، والعباس، وأبو طالب واسمه عبد مناف، وأبو لهب واسمه: عبد العزى، والزبير، وعبد الكعبة، والمقوم، وضرار، وقثم، والمغيرة ولقبه حجل، والغيداق واسمه مصعب، وَقِيلَ: نوفل، وَزَادَ بَعْضُهُمُ: العوام.
وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ إِلَّا حمزة، والعباس.
(**) وَأَمَّا عَمَّاتُهُ، فصفية أُمُّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وعاتكة، وبرة، وأروى، وأميمة، وأم حكيم البيضاء.
(**) أَسْلَمَ مِنْهُنَّ صفية، وَاخْتُلِفَ فِي إِسْلَامِ عاتكة وأروى، وَصَحَّحَ بَعْضُهُمْ إِسْلَامَ أروى.
(**) وَأَسَنُّ أَعْمَامِهِ الحارث، وَأَصْغَرُهُمْ سِنًّا: العباس، وَعَقَبَ مِنْهُ حَتَّى مَلَأَ أَوْلَادُهُ الْأَرْضَ.
وَقِيلَ: أُحْصُوا فِي زَمَنِ الْمَأْمُونِ فَبَلَغُوا سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ، وَفِي ذَلِكَ بُعْدٌ لَا يَخْفَى،
وَكَذَلِكَ أَعْقَبَ أبو طالب وَأَكْثَرَ، والحارث، وأبو لهب، وَجَعَلَ بَعْضُهُمُ الحارث والمقوم وَاحِدًا، وَبَعْضُهُمُ الغيداق وحجلا وَاحِدًا. اهـ
(**) وفي (تفسير العثيمين: جزء عم), (ص: 344)
(**) وأعمام الرسول عليه الصلاة والسلام انقسموا في معاملته
ومعاملة ربه عز وجل إلى ثلاثة أقسام:
(**) قسم آمن به وجاهد معه، وأسلم لله رب العالمين.
(**) وقسم ساند وساعد، لكنه باق على الكفر.
(**) وقسم عاند وعارض، وهو كافر.
(*) فأما الأول: فالعباس بن عبد المطلب، وحمزة بن عبد المطلب. (*) والثاني: أفضل من الأول؛ لأن الثاني من أفضل الشهداء عند الله عز وجل، ووصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه أسد الله،
(**) أما الذي ساند وساعد مع بقائه على الكفر فهو أبو طالب، فأبو طالب قام مع النبي صلى الله عليه وسلّم خير قيام في الدفاع عنه ومساندته ولكنه ـ والعياذ بالله ـ قد سبقت له كلمة العذاب، لم يُسلم حتى في آخر حياته في آخر لحظة من الدنيا عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلّم أن يسلم لكنه أبى, بل ومات على قوله: إنه على ملة عبد المطلب، فشفع له النبي عليه الصلاة والسلام حتى كان في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه.
(**) أما الثالث: الذي عاند وعارض فهو أبو لهب.
(*) أنزل الله فيه سورة كاملة تُتلى في الصلوات فرضها ونفلها، في السر والعلن، يُثاب المرء على تلاوتها، على كل حرف عشر حسنات. (*) يقول الله عز وجل: {تبت يدا أبي لهب وتب} وهذا رد على أبي لهب حين جمعهم النبي صلى الله عليه وسلّم ليدعوهم إلى الله فبشر وأنذر، قال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟،
(**) قوله: «ألهذا جمعتنا» إشارة للتحقير، يعني هذا أمر حقير لا يحتاج أن يُجمع له زعماء قريش.
(**) وهذا كقوله: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} [الآنبياء: 36].
والمعنى تحقيره، فليس بشيء ولا يهتم به كما قالوا: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} [الزخرف: 31]. اهـ
(**) فائدة:
(**) في (فتح الباري), لابن حجر (7/ 196)
(**) تَكْمِلَةٌ:
(**) مِنْ عَجَائِبِ الِاتِّفَاقِ أَنَّ الَّذِينَ أَدْرَكَهُمُ الْإِسْلَامُ مِنْ أَعْمَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ لَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَأَسْلَمَ اثْنَانِ.
(**) وَكَانَ اسْمُ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ يُنَافِي أَسَامِيَ الْمُسْلِمَيْنِ وَهُمَا أَبُو طَالِبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ وَأَبُو لَهَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى, بِخِلَافِ مَنْ اسْلَمْ وهما حَمْزَة وَالْعَبَّاس. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 7 / 6 / 1442 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
220- تعريف الحديث القدسي, والفرق بينه وبين القرآن الكريم
(**) قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه (القول المفيد على كتاب التوحيد), (1/ 80):
والحديث القدسي: ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، وقد أدخله المحدثون في الأحاديث النبوية، لأنه منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تبليغا، وليس من القرآن بالإجماع، وإن كان كل واحد منهما قد بلغه النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن الله- عز وجل-.
(**) وقد اختلف العلماء رحمهم الله في لفظ الحديث القدسي هل هو كلام الله تعالى، أو أن الله تعالى أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم معناه واللفظ لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قولين:
1- القول الأول: أن الحديث القدسي من عند الله لفظه ومعناه; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله تعالى، ومن المعلوم أن الأصل في القول المضاف أن يكون بلفظ قائله لا ناقله، لا سيما والنبي صلى الله عليه وسلم أقوى الناس أمانة وأوثقهم رواية.
2- القول الثاني: أن الحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لوجهين:
أ- الوجه الأول: لو كان الحديث القدسي من عند الله لفظا ومعنى، لكان أعلى سندا من القرآن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى بدون واسطة، كما هو ظاهر السياق، أما القرآن، فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل، كما قال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} [النحل: 102].
وقال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 193- 195].
ب- الوجه الثاني: أنه لو كان لفظ الحديث القدسي من عند الله، لم يكن بينه وبين القرآن فرق، لأن كليهما على هذا التقدير كلام الله تعالى، والحكمة تقتضي تساويهما في الحكم حين اتفقا في الأصل،
(**) ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسي فروقاً كثيرة:
* (منها): أن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، بمعنى أن الإنسان لا يتعبد لله تعالى بمجرد قراءته، فلا يثاب على كل حرف منه عشر حسنات، والقرآن يتعبد بتلاوته بكل حرف منه عشر حسنات.
* و(منها): أن الله تعالى تحدى أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه، ولم يرد مثل ذلك في الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن محفوظ من عند الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 1 [الحجر: 9]
والأحاديث القدسية بخلاف ذلك، ففيها الصحيح والحسن، بل أضيف إليها ما كان ضعيفا أو موضوعا، وهذا وإن لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص.
* و(منها): أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين،
وأما الأحاديث القدسية فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى والأكثرون على جوازه.
* و(منها): أن القرآن تشرع قراءته في الصلاة ومنه ما لا تصح الصلاة بدون قراءته، بخلاف الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن لا يمسه إلا طاهر على الأصح، بخلاف الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل على القول الراجح، بخلاف الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن ثبت بالتواتر القطعي المفيد للعلم اليقيني، فلو أنكر منه حرفا أجمع القراء عليه، لكان كافرا، بخلاف الأحاديث القدسية فإنه لو أنكر شيئا منها مدعيا أنه لم يثبت، لم يكفر، أما لو أنكره مع علما أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، لكان كافرا لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم.
* وأجاب هؤلاء عن كون النبي صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله، والأصل في القول المضاف أن يكون لفظ قائله بالتسليم أن هذا هو الأصل، لكن قد يضاف إلى قائله معنى لا لفظا، كما في القرآن الكريم، فإن الله تعالى يضيف أقوالا إلى قائليها، ونحن نعلم أنها أضيفت معنى لا لفظا، كما في “قصص الأنبياء” وغيرهم، وكلام الهدهد والنملة; فإنه بغير هذا اللفظ قطعا.
(**) وبهذا يتبين رجحان هذا القول.
(**) وليس الخلاف في هذا كالخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة في كلام الله تعالى، لأن الخلاف بين هؤلاء في أصل كلام الله تعالى:
(**) فأهل السنة يقولون: كلام الله تعالى كلام حقيقي مسموع يتكلم سبحانه بصوت وحرف،
(**) والأشاعرة لا يثبتون ذلك، وإنما يقولون: كلام الله تعالى هو المعنى القائم بنفسه، وليس بحرف وصوت، ولكن الله تعالى يخلق صوتا يعبر به عن المعنى القائم بنفسه،
(**) ولا شك في بطلان قولهم، وهو في الحقيقة قول المعتزلة، لأن المعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، وهو كلام الله، وهؤلاء يقولون: القرآن مخلوق، وهو عبارة عن كلام الله،
(**) فقد اتفق الجميع على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق.
(**) ثم لو قيل في مسألتنا- الكلام في الحديث القدسي-: إن الأولى ترك الخوض في هذا، خوفا من أن يكون من التنطع الهالك فاعله، والاقتصار على القول بأن الحديث القدسي ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وكفى، لكان ذلك كافيا، ولعله أسلم والله أعلم. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 19 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
63- ذكر بعض الأحكام التي يكتسبها المضاف من المضاف إليه
قد يكتسب المضاف بعض الأحكام التي ليست له بسبب إضافته إلى غيره, نذكر بعضا منها:
1- الأول: التعريف, إن كان المضاف إليه معرفة, نحو: ( نجح غلام زيد).
2- الثاني: التخصيص, إن كان المضاف إليه نكرة, نحو: ( مسحت على رأس يتيم).
2- الثالث: التخفيف, إن كان المضاف اسم فاعل مضافا إلى معموله، نحو:
(جاء ضارب عمرو)؛ فإن الإضافة في مثل هذا أحسن من التنوين في قولك: (جاء ضاربٌ عمرًا)؛ لأنها أخف.
وقد جاء بالوجهين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}.
ومثل اسم فاعل في ذلك : اسم المفعول والصفة المشبة.
4- الرابع: التذكير والتأنيث, فقد يكتسب المضاف المذكر من المؤنث المضاف إليه التأنيث والعكس, بشرطين:
1- أحدهما: أن يكون المضاف جزءًا من المضاف إليه أو مثل جزئه.
2- الثاني: أن يكون المضاف صالحًا للحذف وإقامة المضاف إليه مقامه مع بقاء المعنى.
مثاله قولك: (قُطعتْ بعضُ أصابعه) فكلمة (بعض) المضاف مذكّرة، وكلمة (أصابع) المضاف إليه مؤنثة، فاكتسب (بعض) التأنيث من (أصابع) بدليل لحوق تاء التأنيث بآخر الفعل (قُطعتْ).
وصح ذلك لاجتماع الشرطين؛ فإن المضاف الذي هو (بعض) جزءٌ من المضاف إليه الذي هو (الأصابع)، ويجوز حذف (بعض) وقيام (الأصابع) مقامه مع صحة الجملة، فتقول: (قُطعتْ أصابعُهُ).
ومثال العكس – وهو تذكير المضاف المؤنث بسبب إضافته إلى المضاف إليه المذكر- قولهم: (مضغة اللسانِ جالبٌ للبلاء، ودافعٌ للنقم)، فذكّر (المضغة) لتذكير المضاف إليه وهو (اللسان) لتوفر الشرطين, فيصح أن تقول: (اللسانِ جالبٌ للبلاء، ودافعٌ للنقم).
5- الخامس: رفع القبح, إن كان المضاف صفة مشبهة مضافا إلى معموله، نحو: (مررت بالرجل الحسن الوجه)؛ فإن في رفع (الوجه) قبح خلو الصفة عن ضمير الموصوف، وفي نصبه -تشبيهاً بالمفعول به- قبح إجراء وصف القاصر مجرى المتعدي, وفي الجر تخلص منهما.
6- السادس: الظرفية؛ بشرط أن يكون المضاف دالا على كلية أو جزيئة؛ كلفظ “كل” و”بعض”، والمضاف إليه ظرفا؛ مثل قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}.
7- السابع: المصدرية, إذا كان المضاف إليه مصدرا والمضاف ليس بمصدر, كقوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِين ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} فكلمة “أي” مفعول مطلق منصوب بقوله “ينقلبون”.
8- الثامن: وجوب الصدارة؛ إذا كان المضاف إليه لفظا من الألفاظ التي تجب لها الصدارة في أول الكلام, كأسماء الاستفهام ونحوها؛ فإن وجوب الصدارة ينتقل إلى المضاف الذي ليس من ألفاظ الصدارة, نحو: (غلامَ مَنْ أكرمْتَ؟) فـ(غلامَ) مفعول به مقدما وجوبا لكونه مضافا إلى (من) الاستفهامية التي يجب لها الصدارة.
9- التاسع: الجمع, كقوله:
فما حُبُّ الدِّيارِ شَغَفْنَ قَلْبي ∴ ولكن حُبُّ مَنْ سكنَ الدِّيارَا
فـ(حُبُّ) اكتسب الجمع من إضافته إلى الجمع وهو (الديار)؛ ولهذا أعاد الضمير عليه جمعا في قوله: (شَغَفْنَ)
10- العاشر: البناء بسبب الإضافة إلى مبني, نحو: (فرحت بيومَ انتصرَ المسلمون) بفتح ( يوم) على البناء لأضافته إلى الجملة المصدرة بمبني وهو الفعل الماضي, ويجوز جره على الإعراب, والبناء أحسن.
وقد رُوِي قول الشاعر [من الطويل]:
على حينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبا ∴ وقلتُ: أَلمَّا أَصْحُ والشَّيْبُ وازعُ
بالوجهين في كلمة (حِينَ) بالكسر على الإعراب, والفتح على البناء -وهو الأحسن-.
(**) من المراجع:
1- كتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل), (2/ 37).
2- وكتاب (ضياء السالك إلى أوضح المسالك), لعبد العزيز النجار (2/ 324).
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 18 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
62- ذِكْرُ الْأُمُوْرِ الَّتِيْ تُعْرَفُ بِهَا عُجْمَةُ الْكَلِمَةِ
المُرَاد بالعجمة: كل مَا نقل إِلَى اللِّسَان الْعَرَبِيّ من لِسَان غَيرهَا سَوَاء كَانَ من لُغَة الْفرس, أَو الرّوم, أم الْحَبَشَة, أم الْهِنْد, أم البربر, أم الإفرنج أم غير ذَلِك.
وتعرف عجمة الِاسْم بِوُجُوه ذكرها أئمة اللغة:
1- أحدها: النقل: بأن ينقل ذلك أحد أئمة العربية كإيراد سيبويه في (الكتاب) في باب الأسماء الأعجمية بعض هذه الأسماء:
كاللجام، والديباج، واليرنج، والنيروز، والزنجبيل، والياسمين، وبعض الأعلام كإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وهرمز، وفيروز، وقارون، وفرعون.
2- والثاني: خروجه عن أوزان الأسماء العربية نحو: (إبريسم)، فإن مثل هذا الوزن، وهو “إفعيلَلْ” مفقود في أبنية الأسماء في اللسان العربي. و(الإبريسم): هو أحسن الحرير.
3- والثالث: أن يكون في أوله نون ثم راء نحو: (نرجس)، أو آخره زاي بعد دال نحو: (مهندز)، فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية.
ولما لم يوجد مثل هذا التَّتابُع في لِسانِ العَربِ قلَبوا الزَّايَ سيناً فقالُوا: (مُهَنْدِس).
و(النرجس): – بالكسر- اسم لنوع من الرياحين.
و(المهندز): الذي يقدر مجاري القني والأبنية.
4- والرابع: أن يجتَمِعَ فيه من الحُروفِ ما لا يجتمِعُ في كلامِ العَرَبِ مثْلُ:
(أ) اجتماعِ الجِيم والصَّادِ في نحو: (صَوْلَجان)، وهو المحجن أي: العصا المعوجَّة،
و(الجص) وهو -بفتح الجيم وكسرها-: ما يُبنى، أو يُطلى به البيت.
(ب) أو الجِيمِ والقافِ في نحوِ: (مَنْجَنِيق)، وهو آلة لرمي العدو بحجارة
كبيرة، وقد اختلف العلماء في ميمه بين الأصالة والزيادة، وهي عند سيبويه من نفس الكلمة.
(ج) أَو الكافِ والجِيمِ في نحوِ: (سُكُرُّجَةٍ), وهي – بِضَمِّ السِّينِ وَالْكَافِ وَالرَّاءِ الثَّقِيلَةِ بَعْدَهَا جِيمٌ مَفْتُوحَةٌ- إِنَاءٌ صَغِيرٌ يُؤْكَلُ فِيهِ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنَ الْأُدْمِ, وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ.
وفي صحيح البخاري (7/ 70):
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى (سُكْرُجَةٍ) قَطُّ، وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلاَ أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ». قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلاَمَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: «عَلَى السُّفَرِ».
5- والخامس: أَن يكون عَارِيا من حُرُوف الذلاقة وَهُوَ رباعي أَو خماسي.
وحروف الذلاقة: سِتَّة, وهي الميم والرّاء والباء الموحّدة والنون والفاء واللام- يجمعها قَوْلك: (مر بنفل).
وهذه الحروف أخفّ الحروف، ولا ينفكّ رباعي أو خماسي متى كان عربيًّا من حرف منها إلا شاذًّا كـ(العسجد)، وهو الذهب، وهو أيضًا: الجوهر كله كالدُّرّ والياقوت، ويقال كذلك: (بعير عسجد) إذا كان ضخمًا، وذلك لأن الرباعي والخماسي ثقيلان فلم يخليا من حرف سهل خفيف على اللسان.
(**) وقد نظم السيوطي بعض هذه الضوابط بقوله:
وتعرف العجمة بالنقل وأن ∴ يخرج عن وزن به الاسم اتزن
وإن تلا في الابتدا النون را ∴ والدال زاي أو رباعي عرا
عن الذلاقة وماذا تبعا ∴ والصاد أو قاف وجيم جمعا
(**) فائدة:
(**) قد صنّف أبو منصور الجواليقي في الأسماء الأعجمية المعربة كتابا حسنا سماه: «المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم»
(**) من المراجع:
(**) كتاب (تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد), (8/ 4001)
لمحمد بن يوسف المعروف بناظر الجيش (المتوفى: 778 هـ)
(**) وكتاب (همع الهوامع), للسيوطي (1/ 119)
(**) وكتاب (الاقتراح في أصول النحو), للسيوطي (ص: 36)
(**) وكتاب (لسان العرب), لابن منظور (6/ 230)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري (2/ 334)
(**) وكتاب (حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك) (3/ 378)
(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) (3/ 34)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو), (ص: 3) لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) وكتاب (أصول النحو 1 – جامعة المدينة) (ص: 60)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 17 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
61- ذكر بعض الأبيات التي قيل فيها: إنها أحسن شيء في بابها
(**) الحكم على بيت من الأبيات أنه (أحسن بيت, أو أعدله, أو أغزله) أو نحو ذلك فيه صعوبة شديدة؛ إذ أن الحكم بهذا يحتاج إلى إحاطة بكلام العرب وتمكن في فن الشعر علما وذوقا.
(**) ولهذا لما سئل بشَّار بن برد: أي بيت قَالته العرب أشعر؟ قَال إن تفضيل بيتٍ واحدٍ على الشعر كله لشديد، ولكن أحسنَ كلَّ الإحسان لبيدٌ في قوله:
*أكْذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثَتَهَا ∴ إنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِى بِالأَمَلِ.*
(**) أي: لا تُحَدِّثْ نفسَكَ بأنك لا تظفر، فإن ذلك يُثْبِّطُك.
(**) وأنا ذاكر لك بعضا مما قيل فيه ذلك.
*(1) [أَصْدَقُ بيت قالته العرب] قول لَبِيدٍ،-رضي الله عنه-*
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: [البحر الطويل] أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ … “.
متفق عليه, وهذا لفظ مسلم .
*(2) [أرثى قالته العرب] قول عبدة بن الطيب*
(**) رثى عبدة بن الطيب قيس بن عاصم التميمي بقصيدة يقول فيها:
*وما كان قيس هلكه هلك واحد ∴ ولكنه بنيان قوم تهدما*
(**) قال أبو عمرو بن العلاء: هذا أرثى بيت قالته العرب.
*(3-4-5) [أهجى بيت, وأمدح بيت, وأرق بيت, قالته العرب]*
(**) روى الكلبي أن رجلًا من بني عذرة دخل على عبد الملك بن مروان يمدحه، وعنده جرير والفرزدق والأخطل فلم يعرفهم الأعرابي،
(**) فقال له عبد الملك: هل تعرف أهجى بيت في الإسلام؟، قال: نعم، قول جرير:
*فَغُضِّ الطَّرفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ∴ فَلا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلا كِلابًا*
فقال: أحسنت،
(**) فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟ قال: نعم قول جرير:
*أَلَسْتُمْ خَيرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا ∴ وَأَنْدَى الْعَالمِينَ بُطُونَ رَاحِ*
فقال: أصبت وأحسنت،
(**) فهل تعرف أرق بيت قالته العرب في الإسلام؟ قال: نعم قول جرير:
*إِنَّ العُيُونَ التي في طَرْفِهَا حَوَرٌ ∴ قَتَلْنَنَا ثُمَّ لم يُحْيِينَ قَتْلانا*
*يصرعنَ ذا اللبِّ حتى لا حراكَ لهُ ∴ وهُنَّ أضعفُ خلقِ الله إنْسانَا*
فقال: أحسنت،
(**) فهل تعرف جريرًا؟ قال: لا والله، وإني لرؤيته مشتاق،
فقال: هذا جرير، وهذا الفرزدق، وهذا الأخطل،
(**) فأنشأ الأعرابي يقول:
*فحيَا الإله أبَا حَزْرَة ∴ و أرْغَمَ أنفك يا أخْطلُ.*
*و جد الفَرَزْدَقِ أتْعِسْ بِهِ ∴ و دق خياشيمَه الجَنْدَلُ.*
(**) وأبو حزرة: كنية جرير.
(**) فأنشد الفرزدق:
*يا أرغم الله أنفًا أنت حامله ∴ يا ذا الخنا ومقال الزور والخَطل*
*ما أنْتَ بِالحَكَم التُّرْضَى حُكُومَتُهُ ∴ ولا الأَصِيلِ ولا ذِي الرَّأيِ والجَدَلِ*
(**) ثم أنشد الأخطل:
*يا شَرَّ مَنْ حَمَلَتْ سَاقٌ عَلَى قَدَمٍ ∴ مَا مثلُ قَولكَ في الأقْوامِ يُحْتَمَلُ*
*إنَّ الحكُومَةَ لَيسَتْ فيِ أبِيكَ ولا ∴ فيِ مَعْشَرٍ أنتَ مِنهم إنَّهُمْ سُفُلُ*
(**) فقام جرير مغضبًا وهو يقول:
*شَتَمْتُمَا قَائِلًا بالحق مُهْتديًا ∴ عِنْدَ الخليفةِ والأقوالُ تَنْتضِلُ*
*أتشتمان شَفاهًا خَيْرَكُمْ حَسَبًا ∴ ففيكما الأوهيان الزورُ والخطل*
*شَتَمْتماهُ على رَفْعي وَوَضْعِكُما ∴ لا زِلْتُمَا في سِفَال أيُّها السُّفُلُ*
(**) ثم وثب فقبَّل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة عشر ألفًا،
(**) فقال عبد الملك: وله مثلها من مالي، فقبض ذلك كله.
(**) وفي كتاب (لسان العرب), لابن منظور (1/ 416)
(**) (ردب): الإِرْدَبُّ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ لأَهلِ مِصْر؛ قِيلَ: يَضُمُّ أَربعةً وَعِشْرِينَ صَاعًا؛ قَالَ الأَخطل:
*قَوْمٌ، إِذا اسْتَنْبَحَ الأَضْيافُ كَلْبَهُمُ ∴ قَالُوا لأُمِّهِم: بُولي عَلَى النَّارِ*
*والخُبزُ كالعَنْبرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ ∴ والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِينارِ*
(**) قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: البَيْتُ الأَوَّل مِنْ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ أَهْجَى بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ، لأَنه جَمَع ضُرُوباً مِنَ الهِجاءِ،
(**) لأَنه نَسَبَهم إِلى البُخْل، لِكَوْنِهِمْ يُطْفِئُون نارَهم مَخافةَ الضِّيفان،
(**) وكونِهم يَبْخَلُون بالماءِ فيُعَوِّضُونَ عَنْهُ البولَ،
(**) وكونِهم يَبْخَلُون بالحَطَبِ فنارُهُمْ ضَعِيفَةٌ يُطْفِئُها بَوْلَة،
(**) وكونِ تلكَ البَوْلَة بَوْلَة عَجُوزٍ، وَهِيَ أَقلُّ مِن بَوْلَةِ الشَّابَّةِ؛
(**) ووصَفَهم بامْتِهانِ أُمِّهم، وَذَلِكَ لِلُؤْمِهِم،
(**) وأَنهم لَا خَدَم لَهم. اهـ
*(6) [أفخر بيت قالته العرب] قول كعب بن مالك الأنصاري،-رضي الله عنه-:*
*وببئرِ بدرٍ إذ يردُ وجوهَكم ∴ جبريلُ تحتَ لوَائِنَا ومُحَمَّدُ*
(**) وفي بعض المصادر أن قائله: حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ،-رضي الله عنه-
*(7) [أبدع بيت قالته العرب] قول أبي ذؤيب الهذلي:*
*والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبْتَها ∴ وإِذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقْنَعُ*
(**) وفي بعض المصادر: [أشعر بيت, أبرع بيتٍ]
*(8) [أشْجَعُ بَيْتٍ قالته الْعَرَب] قول العباس بن مرداس، -رضي الله عنه-:*
*أشُدُّ على الكتيبةِ لا أبالي ∴ أحَتْفي كانَ فيها أمْ سِواها*
*(9) [أشوق بَيت قالته الْعَرَب] قَول يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فِي زوجه*
*إِذا سرت ميلًا أَو تغنت حمامة ∴ دعتني دواعي الشوق من أم خَالِد*
*(10- 11- 12)*
(**) وانظر من كتاب: طبقات النحويين واللغويين (ص: 58)
(**) [(أخلْبَ بيت قالته العرب),
بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي أسلبه وأجذبه للعقول.]
(**) [أنصف بيت قالت العرب]
(**) [أقنع بيت قالته العرب]
(**) من المراجع:
كتاب (معجم الشعراء), للمرزباني (ص: 342)
وكتاب (تاريخ بغداد) (19/ 138)
وكتاب (المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية) (1/ 176)
وكتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 25)
وكتاب (الأعلام للزركلي ), (4/ 172)
وكتاب (تصحيح لسان العرب ), (ص: 49)
وكتاب (العقد الفريد ), (6/ 122)
وكتاب (ديوان المعاني ), (1/ 81)
وكتاب (حلية المحاضرة ), (ص: 45)
وكتاب (عيون الأخبار ), (2/ 208)
وكتاب (الذخائر والعبقريات ), (2/ 215)
وكتاب (الحلة السيراء ), (1/ 94)
وكتاب (لباب الآداب للثعالبي ), (ص: 131)
وكتاب (تاج العروس ), (4/ 130)
وكتاب (أضواء البيان), للشنقيطي (3/ 332)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 16 / 5 / 1442 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
60- أقسام الأسماء من حيث نعتها والنعت بها
(**) تنقسم الأسماء من حيث نعتها والنعت بها إلى أربعة أقسام:
(**) الأول: ما يُنْعَتُ ويُنْعَتُ به, كاسْمِ الإشارة نحو: (مَررتُ بِزيد هذا), و(مررتُ بِهذا العالمِ)
(**) ولا يُنْعَتُ اسْمُ الإشارة إلاّ بمصحوب (ألْ) خاصَّة, كما في هذا المثال ونحوه.
(**) فإن كان جامدًا محضًا نحو: (مررتُ بِهذا الرجلِ) فهو عطف بيان على الأصح، وإلاّ فهو نَعْتٌ.
(**) الثاني: ما لا يُنعتُ ولا ينعتُ به كالضمير مطلقاً,
(**) أما أنه (لا ينعت)؛ فلأنه غني عن الإيضاح؛ لكونه نصا في مسماه.
(**) وأما أنه (لا ينعت به)؛ فلأنه ليس مشتقا ولا مؤولا بالمشتق.
(**) وأجاز الكسائي نعت الضمير الغائب إذا كان النعت لمدح، أو ذم، أو ترحم لا مطلقًا نحو قولهم: (مررت بهِ المسكينِ)، ونحو: (صلى الله عليهِ الرءوفِ الرحيمِ)، وغيره يجعله بدلًا.
(**) الثالث: ما ينعت, ولا ينعت به, كالعلم.
(**) أما أنه (ينعت)؛ فلإزالة الاشتراك اللفظي.
(**) وأما أنه (لا ينعت به)؛ فلجموده, وعدم تأويله بالمشتق؛ إذ هو موضوع لمجرد الذات.
(**) الرابع: ما يُنْعَتُ به ولا يُنْعَتُ, كـ “أيّ” نحو “مررتُ بفارسٍ أيِّ فارسٍ” ولا يقال: (جاءني أيٌّ فارسٌ).
(**) من المراجع:
(**) كتاب (شرح التسهيل), (3/ 321) لأبي عبد الله، جمال الدين محمد بن عبد الله، ابن مالك الطائي الجياني، (المتوفى: 672هـ)
(**) وكتاب (ارتشاف الضرب من لسان العرب), (4/ 1931) لأبي حيان محمد بن يوسف أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745 هـ)
وكتاب (شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك), (3/ 106) لأبي الحسن علي بن محمد بن عيسى، ، نور الدين الأُشْمُوني الشافعي (المتوفى: 900هـ)
وكتاب (شرح الأزهرية), (ص: 31) لخالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاويّ الأزهري، زين الدين المصري، وكان يعرف بالوقاد (المتوفى: 905هـ)
وكتاب (حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك), (3/ 106) لأبي العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي (المتوفى: 1206هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 15 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
59- العامل في التابع هو العامل في المتبوع مطلقا على الصحيح
(**) وفي (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري (2/ 107):
(**) واختلف في عامل التابع:
(**) فأما (النعت, والتوكيد, والبيان) فقال الجمهور: العامل فيها هو العامل في المتبوع، ونسب إلى سيبويه.
(**) وقيل: العامل فيها تبعيتها لما جرت عليه، وهو قول الخليل والأخفش.
(**) وأما البدل فقيل: عامله محذوف، وهو قول الجمهور. ويدل لهم ظهوره جارًا جوازًا مع الظاهر ووجوبًا مع المضمر، نحو: (بزيد به).
(**) وقال قوم منهم المبرد: عامله عامل متبوعه. وهو ظاهر مذهب سيبويه، واختاره ابن مالك وابن خروف.
(**) وقال ابن عصفور: عامله عامل متبوعه على أنه نائب عن العامل المحذوف لا أنه عامل بالأصالة.
(**) وأما النسق فقال الجمهور: عامله عامل متبوعه بواسطة الحرف،
(**) وقيل: الحرف، وقيل: محذوف. اهـ
(**) وفي (شرح الأشمونى لألفية ابن مالك) (3/ 85):
(**) اختلف في العامل في التابع: فذهب الجمهور إلى أن العامل فيه هو العامل في المتبوع, واختاره الناظم, وهو ظاهر مذهب سيبويه. اهـ
(**) وفي (حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك) (3/ 85):
(**) قوله: “اختلف في العامل في التابع” أي: غير البدل بقرينة قوله فذهب إلخ؛ لأن مذهب الجمهور في البدل -كما في الهمع- أن عامله محذوف بدليل ظهوره جوازًا مع الظاهر ووجوبًا مع الضمير نحو: (مررت بزيد به) فإعادة عامل الجر في نحوه واجبة.
(**) وبهذا يعلم ما في كلام الإسقاطي من الخلل.
(**) وزيف الدماميني الدليل بجعل الجار والمجرور الثاني بدلًا من الجار والمجرور الأول والعامل ما قبل الجار الأول وهو غير معاد.
(**) وأما مذهب غيرهم فهو: أن العامل في البدل هو العامل في المبدل منه.
(**) قوله: “فذهب الجمهور” وقيل العامل في (النعت والبيان والتوكيد) التبعية,
(**) وقيل مقدر وفي النسق مقدر, وقيل: حرف العطف نيابة,
كذا في الدماميني والهمع. اهـ المراد
(**) وفي كتاب (النحو الوافي), لعباس حسن (3/ 437):
(**) والصحيح أن العامل في التابع هو العامل في المتبوع، ولا تختلف التوابع في هذا. اهـ المراد
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 14 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
58- تعريف التوابع, وكيفية ترتيبها عند اجتماعها
(**) التوابع: جمع تابع, والتابع هو: (المشارك لما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد غير خبر).
(**) والمراد بقولهم: (الحاصل) التركيب الموجود الذي بأيدينا.
(**) والمراد بقولهم: (المتجدد) تركيب آخر.
(**) فقولهم: (المشارك لما قبله في إعرابه) يشمل التوابع كلها, وخبر المبتدأ نحو: (زيدٌ قائمٌ), وحال المنصوب نحو: (رأيت زيدا ضاحكا), والمفعول الثاني نحو: (أعطيت زيدا درهما).
(**) وقولهم: (الحاصل والمتجدد), خرج به: خبر المبتدأ، وحال المنصوب، والمفعول الثاني؛ فإنها لا تشارك ما قبلها في إعرابه المتجدد.
(**) فإن المبتدأ إذا تغير إعرابه بسبب دخول (كان وإن) أو إحدى أخواتهما عليه، لم يتغير الخبر بنفس تغيره، كقولك: (كان زيدٌ قائما), و (إن زيدا قائمٌ)
(**) والحال المنصوب إذا تغير إعراب صاحبه بسبب دخول العوامل عليه لم يتغير بنفس تغيره، كقولك: (جاء زيدٌ ضاحكا), و(مررت بزيد ضاحكا)
(**) والمفعول الثاني إذا تغير إعراب المفعول الأول، بأن صار نائب فاعل؛ للفعل المغير الصيغة، لم يتغير المفعول الثاني بنفس تغيره، كقولك: (أعطي محمدٌ درهما)
(**) بخلاف التابع فإنه يشارك ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد نحو: (جاء زيدٌ الكريم, ورأيت زيدا الكريم, مررت بزيد الكريم)
(**) وقولهم: (غير خبر) خرج به الخبر الثاني “حامضٌ” من قولك: “الرمان حلوٌ حامضٌ”؛ فإنه يشارك ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدِّد بالنسخ وليس تابعاً. كقولك: (كان الرمان حلوا حامضا), و (إن الرمان حلوٌ حامضٌ)
(**) تنبيه:
(**) قال العلامة الصبان في حاشيته على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (3/ 83) بعد أن ذكر نحوا مما تقدم:
(**) (… ومقتضاه أن (حامضٌ) خبر بعد خبر, وهو الموافق لما سبق أن نحو: (الرمان حلوٌ حامضٌ) مما تعدد فيه الخبر لفظًا, ولا ينافيه قول بعضهم: أنه جزء خبر؛ لأنه ناظر إلى المعنى. اهـ
(**) وأصول التوابع أربعة، وهي: (النعت، والعطف والتوكيد، والبدل)
(**) إلا أنها باعتبار انقسام العطف إلى (بيان ونسق)، تصير خمسة,
(**) وباعتبار انقسام التوكيد إلى (لفظي ومعنوي)، تصير ستة.
(**) وفي (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري(2/ 107)
(**) الأشياء التي تتبع ما قبلها في الإعراب” لفظًا أو تقديرًا أو محلا”
خمسة: (النعت, والتوكيد, وعطف البيان, والنسق, والبدل).
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
(**) ودليل الحصر في الخمسة:
(**) أن التابع, إما أن يتبع بواسطة حرف أو لا، الأول عطف النسق،
(**) والثاني إما أن يكون على نية تكرار العامل أو لا, الأول البدل,
(**) والثاني: إما أن يكون بألفاظ مخصوصة أو لا، الأول التوكيد،
(**) والثاني إما أن يكون بالمشتق أول لا، الأول النعت، والثاني عطف البيان. اهـ
(**) وحكم التابع: أنه يتبع ما قبله في إعرابه؛ فلا يخالف متبوعه في الإعراب ولا يتقدم عليه.
(**) وإذا اجْتَمَعَتِ هذه التَّوابعُ قُدِّم منها النَّعتُ، ثم البَيَان، ثم التَّوكيد، ثم البَدَل، ثم النَّسقَ نحو “جَاءَ الرجُلُ العالمُ محمَّدٌ نَفْسُه أخوكَ وإبراهيمُ”.
(**) وفي (حاشية الخضري على ابن عقيل), (2/ 131):
(**) وإذا اجتمعت التوابع فأعمل بترتيب قوله:
قدِّم النَعتَ فالبيانَ فأكِّدْ
ثمَّ أبْدلْ واختمْ بعطفِ الحُروفِ.
انتهي
(**) ونظمها آخر فقال:
نعتُ البيان مؤكدٌ بدلٌ نسق
هذا هو الترتيبُ في القول الأحق
(**) من المرجع:
(*) شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك (ص: 350)
(*) لبدر الدين محمد ابن الإمام جمال الدين محمد بن مالك (ت: 686 هـ)
(*) توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (2/ 945)
(*) لأبي محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ)
(*) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (3/ 190)
(*) لابن عقيل ، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري
(ت: 769هـ)
(*) شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (2/ 315)
(*) لعلي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن، نور الدين الأُشْمُوني الشافعي (ت: 900هـ)
(**) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (3/ 83)
(*) لأبي العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي (ت: 1206هـ)
(*) حاشية الخضري على ابن عقيل (2/ 131- 132)
(*) لمحمد بن مصطفى الخضري الشافعي (ت: 1287 هـ )
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 13 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
57- العلوم أربعة
(**) قال بعض السلف: العلوم أربعة:
(**) الفقه للأديان،
(**) والطب للأبدان،
(**) والنجوم للأزمان،
(**) والنحو للسان. اهـ
(**) قال أبو عبد الله الجعدي وفقه الله:
(**) ويدخل في علم الفقه دخولا أوليا: علم التوحيد, وعلم العقيدة, كما دل عليه الحديث المتفق عليه عن مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
وفي كتاب (فتح الباري) لابن حجر (1/ 165)
(… وَمَفْهُومُ الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ أَيْ يَتَعَلَّمْ قَوَاعِدَ الْإِسْلَامِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا مِنَ الْفُرُوعِ فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ. اهـ المراد
(**) وفي كتاب (سبل السلام), للصنعاني (4 / 205)
(**) (… والفقه في الدين تعلم قواعد الإسلام ومعرفة الحلال والحرام.
(**) … وفي الحديث دليل ظاهر على شرف الفقه في الدين والمتفقهين فيه على سائر العلوم والعلماء والمراد به معرفة الكتاب والسنة. اهـ
(**) من المرجع:
(**) (البصائر والذخائر) (1/ 101)
(**) (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار), (4/ 17)
(**) (المستطرف في كل فن مستطرف), (ص: 27)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 9 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسلة الفوائد اليومية:
219- غيرة النساء على أزواجهن من الكتب, وربما وصلت بهن الغيرة إلى إحراقها
(**) في كتاب (وفيات الأعيان), لأبي العباس أحمد بن محمد ابن خلكان البرمكي (المتوفى: 681هـ), (4/ 177):
(**) أبو بكر الزهري: محمد بن مسلم بن عبيد الله …
(**) وكان إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوما: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر!. اهـ
(**) وفي كتاب (تاريخ بغداد) ت بشار (9/ 486)
(**) قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ: قَالَتْ بِنْتُ أُختِي لزوجتي: خَالِي خَيْرُ رَجُلٍ لأَهْلِهِ، لاَ يتَّخِذُ ضَرَّةً وَلا يشتري جارية.
(**) قَالَ: فقَالَتْ لها زوجتي: وَاللهِ لهَذِهِ الكُتُبُ أَشَدُّ عليَّ مِنْ ثَلاَثِ ضرَائِرٍ!. اهـ
(**) وفي كتاب (أخبار الظراف والمتماجنين), لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ), (ص: 147):
358 – قال أبو القاسم عبيد الله بن عمر البقال: تزوّج شيخنا أبو عبد الله ابن المحرّم،
(**) وقال لي: لمّا حملت إليّ المرأة جلست في بعض الأيّام أكتب شيئاً على العادة، والمحبرة بين يديّ، فجاءت أمّها، فأخذت المحبرة، فضربت بها الأرض، فكسرتها، فقلت لها في ذلك، فقالت: هذه شرّ على ابنتي من ثلاث مئة ضرّة!. اهـ
(**) وقال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), (1/ 62):
(**) قال ابن المعتز: كان الخليلُ منقطعا إلى اللَّيْث فلما صنَّف كتابه العين خصَّه به فحظِيَ عنده جدا ووقع منه مَوْقِعاً عظيما ووهَبَ له مائة ألف وأقبل على حِفْظِه ومُلاَزَمَتِهِ فحفظ منه النصف.
(**) واتَّفَق أنه اشترى جارية نفيسة فَغَارَت ابنةُ عمه وقالت: والله لأغيظنَّه, وإن غِظْتُه في المال لا يُبَالي, ولكني أراهُ مُكِبّاً ليلَه ونهارَه على هذا الكتاب, والله لأفجَعَّنه به فأحْرَقتْهُ. اهـ
(**) وعاتبتْ أحد العلماء زوْجتُهُ على إنْفاق الأموال في شراء الكتب فقال لها:
وقائلةٍ أنفقت في الكتب ما حوتْ
يمينُك من مالٍ فقلتُ دعيني
لَعلّي أَرَى فيهَا كتَاباً يَدلُني
لأخذ كتَابي آمناً بيَميني
(**) قال أبو عبد الله الجعدي -وفقه الله وسدده-:
(**) وفي زماننا هذا وجد (الإنترنت), الذي غار منه الصالحون الناصحون على دينهم وأمتهم ومجتمعاتهم وكل أفراد أسرهم؛
(**) لأنه -في هذا الزمان- المصيبة الكبرى والمحنة العظمى على كثير من الناس,
(**) إذ اشتغل به أكثرهم شغلا جنونيا يفوق الوصف, فعكفوا عليه ليلهم ونهارهم,
(**) فسلب عقولهم وضيع أوقاتهم وفرق جمعهم وشتت شملهم وجلب لهم من أخلاق أعدائهم كل منكر وقبيح وسيء ورذيل, فغير أخلاقهم ودمر حياتهم, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(**) نسأل الله جل وعلا – بمنه وكرمه, ولطفه ورحمته- أن يصرف عن المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن يصلح أحوالهم.
(**) من المراجع:
(**) تهذيب الكمال في أسماء الرجال (9/ 298)
(**) سير أعلام النبلاء ط الحديث (10/ 32)
(**) تاريخ بغداد ت بشار (9/ 486)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 5 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
218- سنية النظر إلى المخطوبة – ولو بغير علمها -, وذكر شروط ذلك
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا» رواه مسلم
(**) وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا، فَلْيَفْعَلْ ”
(**) قَالَ: ” فَخَطَبْتُ جَارِيَةً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَكُنْتُ أَخْتَبِئُ لَهَا تَحْتَ الْكَرَبِ حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا بَعْضَ مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا ”
[رواه أحمد وغيره, وحسنه الألباني]
و(الكَرَب)- بفتحتين-: أصول السَّعَف الغِلاظ العِراض.
(**) قال النووي في شرحه على مسلم (9/ 210):
(**) قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُتَزَوِّجِ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ: (أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شيئا).
(**) هكذا الرواية شيئا بالهمز وَهُوَ وَاحِدُ الْأَشْيَاءِ
(**) قِيلَ الْمُرَادُ: صِغَرٌ, وَقِيلَ: زُرْقَةٌ,
(**) وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ لِجَوَازِ ذِكْرِ مِثْلِ هَذَا لِلنَّصِيحَةِ,
(**) وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ مَنْ يُرِيدُ تَزَوُّجَهَا, وَهُوَ مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَسَائِرِ الْكُوفِيِّينَ وَأَحْمَدَ وَجَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ.
(**) وَحَكَى الْقَاضِي عَنْ قَوْمٍ كَرَاهَتَهُ, وَهَذَا خَطَأٌ مُخَالِفٌ لِصَرِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ, وَمُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ عَلَى جَوَازِ النَّظَرِ لِلْحَاجَةِ عِنْدَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَالشَّهَادَةِ وَنَحْوِهَا.
(**) ثُمَّ إِنَّهُ إِنَّمَا يُبَاحُ لَهُ النظر إلى وجهها وكفيها فقط؛ لأنهما ليسا بعورة؛
(**) ولأنه يُسْتَدَلُّ بِالْوَجْهِ عَلَى الْجَمَالِ أَوْ ضِدِّهِ, وَبِالْكَفَّيْنِ عَلَى خُصُوبَةِ الْبَدَنِ أَوْ عَدَمِهَا, هَذَا مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ الْأَكْثَرِينَ.
(**) وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: يَنْظُرُ إِلَى مَوَاضِعِ اللَّحْمِ, وَقَالَ دَاوُدُ: يَنْظُرُ إِلَى جَمِيعِ بَدَنِهَا, وَهَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ مُنَابِذٌ لِأُصُولِ السُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ.
(**) ثُمَّ مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَحْمَدَ وَالْجُمْهُورِ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ فِي جَوَازِ هَذَا النَّظَرِ رِضَاهَا, بَلْ لَهُ ذَلِكَ فِي غَفْلَتِهَا وَمِنْ غَيْرِ تَقَدُّمِ إِعْلَامٍ,
(**) لَكِنْ قَالَ مَالِكٌ: أَكْرَهُ نَظَرَهُ فِي غَفْلَتِهَا مَخَافَةً مِنْ وُقُوعِ نَظَرِهِ عَلَى عَوْرَةٍ,
(**) وَعَنْ مَالِكٍ رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ أَنَّهُ لَا ينظر إليها إلا بإذنها, وهذا ضعيف؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَذِنَ فِي ذَلِكَ مُطْلَقًا وَلَمْ يَشْتَرِطِ اسْتِئْذَانَهَا؛
(**) ولأنها تستحي غَالِبًا مِنَ الْإِذْنِ؛
(**) وَلِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَغْرِيرًا, فربما رآها فَلَمْ تُعْجِبْهُ فَيَتْرُكَهَا فَتَنْكَسِرَ وَتَتَأَذَّى,
(**) وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَابُنَا: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ نَظَرُهُ إِلَيْهَا قَبْلَ الْخِطْبَةِ حَتَّى إِنْ كَرِهَهَا تَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ إِيذَاءٍ بِخِلَافِ, مَا إِذَا تَرَكَهَا بَعْدَ الْخِطْبَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(**) قَالَ أَصْحَابُنَا وَإِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ النَّظَرُ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يَبْعَثَ امْرَأَةً يَثِقُ بِهَا تَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتُخْبِرُهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ قَبْلَ الْخِطْبَةِ لِمَا ذَكَرْنَاهُ. اهـ
(**) قال ابن حجر في (فتح الباري), (9/ 181):
(**) قَالَ الْغَزَالِيُّ فِي الْإِحْيَاءِ: اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ: (شَيْئًا).
(**) فَقِيلَ: عَمَشٌ، وَقِيلَ: صِغَرٌ.
(**) قُلْتُ: الثَّانِي وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ فِي مُسْتَخْرَجِهِ، فَهُوَ
الْمُعْتَمَدُ. اهـ
(**) وقال الصنعاني في (سبل السلام), (2/ 165):
(**) ( … وَيَثْبُتُ مِثْلُ هَذَا الْحُكْمِ لِلْمَرْأَةِ فَإِنَّهَا تَنْظُرُ إلَى خَاطِبِهَا فَإِنَّهُ يُعْجِبُهَا مِنْهُ مَا يُعْجِبُهُ مِنْهَا كَذَا قِيلَ: وَلَمْ يَرِدْ بِهِ حَدِيثٌ. اهـ
(**) وقال العثيمين في (الشرح الممتع على زاد المستقنع), (12/22):
(**) فشروط جواز النظر إلى المرأة ستة:
(**) الأول: أن يكون بلا خلوة.
(**) الثاني: أن يكون بلا شهوة، فإن نظر لشهوة فإنه يحرم؛ لأن المقصود بالنظر الاستعلام لا الاستمتاع.
(**) الثالث: أن يغلب على ظنه الإجابة.
(**) الرابع: أن ينظر إلى ما يظهر غالباً.
(**) الخامس: أن يكون عازماً على الخطبة، أي: أن يكون نظره نتيجة لعزمه على أن يتقدم لهؤلاء بخطبة ابنتهم، أما إذا كان يريد أن يجول في النساء، فهذا لا يجوز.
(**) السادس: ـ ويخاطب به المرأة ـ ألا تظهر متبرجة أو متطيبة، مكتحلة أو ما أشبه ذلك من التجميل؛ لأنه ليس المقصود أن يرغب الإنسان في جماعها حتى يقال: إنها تظهر متبرجة، فإن هذا تفعله المرأة مع زوجها حتى تدعوه إلى الجماع،
(**) ولأن في هذا فتنة، والأصل أنه حرام؛ لأنها أجنبية منه،
(**) ثم في ظهورها هكذا مفسدة عليها؛ لأنه إن تزوجها ووجدها على غير البهاء الذي كان عهده رغب عنها، وتغيرت نظرته إليها، لا سيما وأن الشيطان يبهي من لا تحل للإنسان أكثر مما يبهي زوجته،
(**) ولهذا تجد بعض الناس ـ والعياذ بالله ـ عنده امرأة من أجمل النساء، ثم ينظر إلى امرأة قبيحة شوهاء؛ لأن الشيطان يبهيها بعينه حيث إنها لا تحل له،
(**) فإذا اجتمع أن الشيطان يبهيها، وهي ـ أيضاً ـ تتبهى وتزيد من جمالها، وتحسينها، ثم بعد الزواج يجدها على غير ما تصورها، فسوف يكون هناك عاقبة سيئة.
(**) فإن قيل: كيف يغلب على ظنه الإجابة؟
(**) الجواب:
(**) الله ـ سبحانه وتعالى ـ جعل الناس طبقات، كما قال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}،
(**) فلو تقدم أحد الكنَّاسين إلى بنت وزير، فالغالب عدم إجابته،
(**) وكذلك إنسان كبير السن زمِن، أصم، يتقدم إلى بنت شابة جميلة، فهذا يغلب على ظنه عدم الإجابة.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 17 / 2 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
56- تأليف الكتب: أنواعه وأسبابه
(**) قال العلامة أبو الطيب محمد صديق خان الحسيني البخاري القِنَّوجي(المتوفى:1307هـ) في كتابه:(أبجد العلوم)(ص:107):
(**) اعلم أن كتب العلم كثيرة؛ لاختلاف أغراض المصنفين في الوضع والتأليف, ولكن تنحصر من جهة المعنى في قسمين:
(**) الأول: إما أخبار مرسلة, وهي كتب التواريخ, وإما أوصاف وأمثال ونحوها قيدها النظم, وهي دواوين الشعر.
(**) والثاني: قواعد علوم وهي تنحصر من جهة المقدار في ثلاثة
أصناف:
(**) الأول: مختصرات تجعل تذكرة لرؤوس المسائل ينتفع بها المنتهي
للاستحضار, وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء لسرعة هجومهم على المعاني من العبارات الدقيقة.
(**) والثاني: مبسوطات تقابل المختصرات, وهذه ينتفع بها للمطالعة.
(**) والثالث: متوسطات وهذه نفعها عام.
(**) ثم إن التأليف على سبعة أقسام: لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي:
(**) إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه.
(**) أو شيء ناقص يتممه.
(**) أو شيء مغلق يشرحه.
(**) أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
(**) أو شيء متفرق يجمعه.
(**) أو شيء مختلط يرتبه أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه.
انتهى المراد
(**) وفي كتاب:(أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض), (3/ 34)
لشهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبي العباس المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ):
(**) ورأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة:
شيء لم يسبق إليه فيؤلف، أو شيء ألف ناقصا فيكمل، أو خطأ فيصحح، أومشكل فيشرح، أو مطول فيختصر، أو مفترق فيجتمع، أو منثور فيرتب.
(**) وقد نظمها بعضهم فقال:
ألا فاعلمن أنّ التآليف سبعة
لكلّ لبيب في النّصيحة خالصِ
فشرحُ لإغلاق وتصحيح مُخطئ
وإبداعُ حِبْرٍ مُقْدِمٍ غير ناكصِ
وترتيب مَنثورٍ وجمع مُفَرَّقِ
وتقصير تطويلٍ وتتميم ناقصِ.
انتهى
(**) ونظمها بعضهم في بيت واحد فقال:
في سبعة حصروا مقاصد العقلا
من التآليف فاحـفظها تنل أمـلا
أبدع، تمام، بيان، لاختصارك في
جمع، ورتب، وأصلح يا أخي الخللا
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 8 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
55- ذكر بعض كنى الحيوانات الني كنتها بها العرب
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)
(1/ 394):
(**) النوع السادس والثلاثون
(**) (معرفة الآباء والأمهات …)
(**) أبو الحِسْل: الّضبِّ, والحِسل ولده.
(**) أبو الحصَيْن, وأبو الحِنْبِص, وأبو خالد: الثعلب.
(**) أبو جعدة, وأبو جعادة, وأبو عَسْلة, وأبو مَذْقَة, وأبو ثمامة: الذئب .
(**) أبو خَدْرة: طائر بالحجاز.
(**) أبو الحارث, وأبو فِراس, وأبو الأبطال, وأبو جرو, وأبو الأخياس,
وأبو التأمور, وأبو الجراء, وأبو حفص الخدر, وأبو رزاح, وأبو
الزَّعفران, وأبو شِبل, وأبو ليث, وأبو لبد, وأبو الغَريف, وأبو محراب, وأبو محطم, وأبو الخنحس, وأبو الوليد, وأبو الهَيْصم, وأبو العباس: كُنْية الأسد.
(**) وأبو الأبرد, وأبو الأسود, وأبو جَلْعَد, وأبو جَهْل, وأبو خطار,
وأبو رَقاش: النمر.
(**) أبو الأبَد: النسر.
(**) وأبو الأثقال, وأبو الأشحج: البَغْل.
(**) وأبو الأخبار, وأبو روح: الهُدْهُد.
(**) وأبو الأخذ: الباشق.
(**) وأبو الأخطل: البِرْذَون.
(**) وأبو الأشعث: البازي.
(**) وأبو الأشيم, وأبو حُسبان: العقاب.
(**) وأبو أيوب: الجَمَل.
(**) وأبو بحر: السَّرطان.
(**) وأبو بَحير: التَّيْس.
(**) وأبو البختري: الحية.
(**) وأبو برائل, وأبو حماد: الديك.
(**) وأبو بُريد: العَقعَق.
(**) وأبو ثقل: الضَّبُع.
(**) وأبو جاعرة: الغداف من الغِرْبان.
(**) وأبو الجَرّاح, وأبو حدر, وأبو زاجر: الغراب.
(**) وأبو الجلاح, وأبو جُهينة, وأبو حُميد: الدب.
(**) وأبو حاتم, وأبو خالد: الكلب.
(**) وأبو الحجاج: العُقاب والفِيل.
(**) وأبو الحرماز وأبو دَغْفَل: الفيل .
(**) وأبو الحُسن: الطَّاووس.
(**) وأبو الحسين: الغَزَال.
(**) وأبو حيان: الفَهْد.
(**) وأبو خبيب, وأبو راشد: القِرد.
(**) وأبو خداش: السِّنَّور, والأرنب.
(**) وأبو دُلَف: الخِنْزير.
(**) وأبو زُرعة: الخِنزير, والثور.
(**) وأبو زفير: الأوز.
(**) وأبو زِياد, وأبو صابِر: الحِمار.
(**) وأبو شُجاع وأبو طالِب: الفَرَس.
(**) وأبو طامِر وأبو عدي: البُرْغُوث.
(**) وأبو عاصِم: الزُّنبور.
(**) وأبو العرمض: الجاموس.
(**) وأبو عِكْرِمة: الحمام.
(**) وأبو العَوّام: السَّمَك.
(**) وأبو يعقوب: العُصْفور.
(**) وأم حِلْس وأم تَوْلَب, وأم الهِنْبِر: الأتان.
(**) والهِنْبِر: هو الجَحْش.
(**) أم عَوْف: الجَرَادة.
(**) أم الهِنْبِر في لغة فَزَارة: الضبع, وهي تكنى: أم رعال, بالراء, [وأم عامر].
(**) أم عِرْيَط: العقرب.
(**) أم رَاشِد: كنية الفأرة.
(**) وأم حَفْصة, وأم إحدى وعشرين: الدجاجة.
(**) وأم أدْرَاص: اليَرْبوع, وولد اليَرْبوع يقال له: الدِّرص, والجمع أدراص .
(**) أم قَشْعَم: العنكبوت.
(**) وأم الأشعث: الشاة.
(**) وأم الأسود: الخنفساء.
(**) وأم تَوْبة: النملة.
(**) وأم ثلاثين: النعامة.
(**) وأم حَفْصَة: الدجاجة والبطة والرَّخمة.
(**) وأم خِدَاش: الهِرَّة.
(**) وأم خِشَف: الظبية.
(**) وأم شِبل: اللبوة.
(**) وأم طِلْحَة: القملة.
(**) وأم عافية وأم عثمان: الحية.
(**) وأم عيسى: الزرافة.
(**) وأم يَعْفور: الكلْبة.
انتهى بتصرف.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 5 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
54- ذكر بعض الأقوال التي تذم تعلم النحو!
(**) قد ورد في ذم النحو بعض الأقوال الشاذة التي لم يوفق أصحابها للصواب, نذكر بعضا منها.
(**) فمن ذلك ما جاء في كتاب: (اقتضاء العلم العمل), للخطيب البغدادي (ص: 91):
(**) عن الْقَاسِم بْن مُخَيْمِرَةَ أنه قال: «تَعَلُّمُ النَّحْوِ أَوَّلُهُ شُغْلٌ وَآخِرُهُ
بَغِيٌ». اهـ
(**) وذكر الخطيب البغدادي أيضا في كتابه: (اقتضاء العلم العمل), (ص: 93): بسنده إلى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى السِّمْسَارُ، قَالَ:
” كُنَّا عِنْدَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعِنْدَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ،
فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ, أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ وَكَتَبْتَ الْحَدِيثَ، فَلِمَ لَا تَتَعَلَّمُ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ مَا تَعْرِفُ بِهِ اللَّحْنَ حَتَّى لَا تَلْحَنُ،
قَالَ: وَمَنْ يُعَلِّمُنِي يَا أَبَا الْفَضْلِ؟ قَالَ: أَنَا يَا أَبَا نَصْرٍ، قَالَ: فَافْعَلْ.
قَالَ: قُلْ: (ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا)، قَالَ: فَقَالَ لَهُ بِشْرٌ: يَا أَخِي وَلِمَ ضَرَبَهُ؟
قَالَ: يَا أَبَا نَصْرٍ مَا ضَرَبَهُ، وَإِنَّمَا هَذَا أَصْلٌ وُضِعَ،
فَقَالَ بِشْرٌ: هَذَا أَوَّلُهُ كَذِبٌ, لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ”. اهـ
(**) وقول الآخر- ولم أقف له على مصدر-:
لا إلى النَّحو جئتكم
لا ولا فيه أرغبُ
أَنَا مَالي وَلامريء
أَبَدَ الدَّهر يُضْربُ
دعُوا زَيْدًا وَشَأنه
أَينَمَا شَاء يَذهبُ
واستَمع قَولَ عَاشق
قَد شجاه التطربُ
هَمُّه الدَّهرَ طَفلَة
فَهوَ فيهَا يشببُ
(**) فرد عليه القائلُ فأَبْدعَ:
مَن جَفَا النَّحوَ مَا لَه
في دجَى الليل كَوكَبُ
كَيفَ يُدَعَى محَدثاً
أَو إلَى الفقه يُنسَبُ
فَهوَ شَخص مغَفَّلٌ
فيه جَهلٌ مرَكَّبُ
(**) وفي كتاب 🙁 عمدة الكتاب لأبي جعفر النحاس (ص: 35)
(**) قال أبو جعفرٍ: وقد صار أكثر من مضى يطعن على متعلمي العربية جهلاً وتعدياً، حتى إنهم يحتجون بما يزعمون أن القاسم بن مخيمرة قال: النحو أوله شغلٌ وآخره بغيٌ.
(**) . . . وأما قول القاسم بن مخيمرة، فإن صح فإنه مخالفٌ لقول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيه،
(**) وما كان كذلك لم يجز لمسلمٍ أن يحتج به.
(**) وأيضاً فقوله: ” أوله شغلٌ وآخره بغيٌ؛ ” كلامٌ لا معنى له؛ لأن أول الفقه شغلٌ، وأول الحساب شغلٌ، وآخره بغيٌ، وكذا أوائل العلوم، أفترى الناس تاركين العلوم من أجل أن أولها شغلٌ!؟
(**) وقوله: وآخره بغيٌ، إن كان يريد به أن صاحب النحو إذا حذقه صار فيه زهوٌ واستحقر من يلحن، فهذا موجودٌ في غيره من العلوم من الفقه وغيره في بعض الناس، وإن كان مكروهاً.
(**) وإن كان يريد بالبغي التجاوز في ما لا يحل فهذا كلامٌ محالٌ، لأن النحو إنما هو لتعلم اللغة التي نزل بها القرآن، وهي لغة النبي صلى الله عليه وكلام أهل الجنة وأهل السماء؛ كما قال مقاتل بن حيان: كلام أهل السماء العربية. …
(**) وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: أما بعد؛ فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية.
(**) وقال أبي بن كعبٍ: تعلموا العربية كما تعلمون حفظ القرآن.
**وقال مورقٌ: تعلموا النحو والفرائض، فإنه من دينكم.
(**) وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: مر من قبلك بتعلم العربية فإنه يدل على صواب الكلام، ومرهم برواية الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق.
(**) ومر الحسن بقومٍ يتعلمون العربية، فقال: أحسنوا، يتعلمون
لغة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
(**) وإن الحسن قال: من لحن في القرآن فقد كذب على الله.
(**) وقال هشام بن عروة: خرج علينا أبي يوماً ومعلمنا يعلمنا النحو، فلما خرج أبي أسكتنا المعلم، فجلس أبي، فقال للمعلم: مرهم فليتعلموا، فما أحدث أحدٌ مروءةً هي أعجب إلي من النحو.
(**) وقال الزهري: ما أحدث الناس مروءةً هي أعجب إلي من الفصاحة.
(**) وقال الخليل بن أحمد: لحن أيوب [السختياني] ، فقال: أستغفر الله.
(**) وقال شعبة: تعلموا العربية، فإنها تزيد في العقل.
(**) وقال قتادة: لا أسأل عن عقل رجلٍ لم يدله عقله على أن يتعلم من العربية ما يصلح لسانه.
(**) وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة.
(**) وقال رضي الله عنه: تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه.
(**) قال أبو جعفر: وقد كان الكتاب فيما مضى أرغب الناس في علم النحو وأكثرهم تعظيماً لأهله، حتى دخل فيهم من لا يستحق هذا الاسم، فصعب عليه باب العدد، فعابوا من الإعراب الحساب… الخ. اهـ
تنبيه: هذه الأبيات: (لا إلى النَّحو جئتكم … ) حفظناها من شيخنا الألمعي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.
(**) من المراجع:
(**) كتاب: (تاريخ دمشق) لأبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ), (10/ 188),
ترجمة بشر بن الحارث برقم: (881)
(**) وكتاب: (حلية طالب العلم), لبكر بن عبد الله أبو زيد (المتوفى: 1429هـ),(ص: 201)
(**) أرشيف ملتقى أهل الحديث – 1 (71/ 377)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 1 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
53- النحو جمال وذوق وأدب
(**) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 123)
(**) قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
«يَا رَبِيعُ، رِضَى النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ، فَعَلَيْكَ بِمَا يُصْلِحُكَ فَالْزَمْهُ. فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ إِلَى رِضَاهُمْ.
(**) وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ جَلَّ فِي عُيونِ النَّاسِ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ النَّحْوَ هِيبَ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ رَقَّ طَبْعُهُ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْحِسَابَ جَزِلَ رَأْيُهُ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْفِقْهَ نَبُلَ قَدْرُهُ،
وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ,
(**) وَمِلَاكُ ذَلِكَ كُلِّهِ التَّقْوَى». اهـ بتصرف
(**) وفي كتاب: (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء),
(1/ 55), (مدح النحو):
(**) النحو نصاب العلم ونظامه وعموده وقوامه,
(**) ووشي الكلام وحلّته, وجماله وزينته.
(**) وقيل: النحو يرفع الوضيع ويخفض الرفيع.
(**) وكان معلم الرشيد يضرب على الخطأ واحدا وعلى اللحن سبعا. اهـ
(**) وقال الْقَاضِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الْكُوفِيُّ -رحمه الله تعالى -: (زين الرجال النحو وزين النساء الشحم). اهـ
[(رواه أبو نعيم في رياضة المتعلمين), كما في: أرشيف ملتقى أهل الحديث – 1 (14/ 306)].
(**) وقال الامام ابن الوردي في لاميته في الحكم(المتوفى: 749هـ):
جَمِّلِ الْمَنْطِقَ بِالنَّحْوِ فَمَنْ
يُحْرَمِ الإعْرَابَ فيِ اللَّفْظِ اخْتَبَلْ
(**) وقال آخر:
عليك بعلم النحو إن رمت زينة
تحلى بها شخص وليست تفارقه
به زينة الألفاظ في كل مجلس
في كل حال زينة المرء منطقه
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 28 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
52- ذكر الأحكام المتعلقة بعلم النحو
(**) قال السيوطي في كتابه (الاقتراح في أصول النحو), (ص: 47):
(**) المسألة السادسة:
(**) الحكم النحوي ينقسم إلى:
واجب, وممنوع, وحسن, وقبيح, وخلاف الأولى, وجائز على السواء.
(**) فالواجب: كرفع الفاعل, وتأخره عن الفعل, ونصب المفعول, وجر المضاف إليه, وتنكير الحال والتمييز, وغير ذلك.
(**) والممنوع كأضداد ذلك.
(**) والحسن: كرفع المضارع الواقع جزاء بعد شرط ماض.
(**) والقبيح: كرفعه بعد شرط مضارع.
(**) وخلاف الأولى: كتقديم الفاعل في نحو: (ضرب غلامُهُ زيدا).
(**) والجائز على السواء: كحذف المبتدأ, أو الخبر, أو إثباته حيث لا مانع من الحذف, ولا مقتضى له. اهـ المراد
(**) قوله: (والحسن: كرفع المضارع الواقع جزاء بعد شرط ماض).
(**) المراد بقوله: (ماض), الماضي لفظا, كقولك: (إن اجتهد زيد يفوزُ),
(**) والماضي معنى, وهو المضارع المقترن بـ(لم), كقولك: (إن لم يجتهد زيد يندمُ)
(**) قال زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان [من البسيط]:
وإِنْ أتاهُ خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ * يَقولُ لا غَائبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ
(**) فالجزم أحسن لأنه الأصل, والرفع حسن.
(**) وإنما حسن رفع الجواب؛ لأنه لمَّا لم يظهر لأداة الشرط تأثير في فعل الشرط لكونه ماضيًا ضعفت عن العمل في الجواب.
(**) واختلف النحويون في تخريج هذا الرفع على أقوال, أحسنها -في نظري القاصر- أنه على حذف الفاء والتقدير: (إن اجتهد زيد فهو يفوزُ), (إن لم يجتهد زيد فهو يندمُ)
(**) وقوله: (والقبيح: كرفعه بعد شرط مضارع).
(**) أي: كقولك: (إن يجتهد زيد يفوزُ), وقول الراجز:
يا أقرع بن حابس يا أقرعُ
إنك إن يُصرعْ أخوك تصرعُ
(**) وإنما قبح الرفع حينئذ؛ لأن فيه تهيئة العامل للعمل ثم قطعه عنه.
(**) وقوله: (وخلاف الأولى: كتقديم الفاعل في نحو: ضرب غلامُهُ زيدا).
(**) الجمهور على منعه؛ لئلا يعود الضمير من متقدم لفظا ورتبة على متأخر لفظا ورتبة, ويوجبون تأخيره؛ ليعود الضمير من متأخر على متقدم فتقول: (ضرب زيدا غلامُهُ), ومنه قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}
(**) وما جاء على خلاف ذلك كقوله:
جَزَى بَنُوهُ أَبَا الغَيلانِ عن كِبَرٍ
وَحُسْن فِعْلٍ كَمَا يُجْزَى سِنِمَّارُ
فمحمول على الضرورة الشعرية والشذوذ.
(**) وفي كتاب (الخصائص), لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ) (1/ 295)
(**) باب في نقض المراتب إذا عرض هناك عارض:
(**) من ذلك امتناعهم من تقديم الفاعل في نحو (ضرب غلامه زيدًا). فهذا لم يمتنع من حيث كان الفاعل ليس رتبته التقديم وإنما امتنع لقرينة انضمت إليه، وهي إضافة الفاعل إلى ضمير المفعول وفساد تقدم المضمر على مظهره لفظًا ومعنى.
فلهذا وجب إذا أردت تصحيح المسئلة أن تؤخر الفاعل فتقول: (ضرب زيدًا غلامه)، وعليه قول الله سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}
(**) وأجمعوا على أن ليس بجائز (ضرب غلامه زيدًا) لتقدم المضمر على مظهره لفظًا ومعنى. اهـ المراد
(**) من المراجع:
(**) (أمالي ابن الشجري) (1/ 153)
لأبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة، المعروف بابن الشجري (المتوفى: 542هـ)
(**) (شرح التسهيل) (1/ 161)
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله، ابن مالك الطائي (المتوفى: 672هـ)
(**) (شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك) (ص: 165)
لبدر الدين محمد ابن الإمام محمد بن مالك (ت 686 هـ)
(**) (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) (ص: 639)
لأبي محمد، عبد الله بن يوسف, ابن هشام (المتوفى: 761هـ)
(**) (شرح شذور الذهب), لابن هشام (ص: 175)
(**) (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك), لابن هشام (2/ 109)
(شرح التصريح على التوضيح) (1/ 416)
لخالد بن عبد الله الجرجاويّ الأزهري،(المتوفى: 905هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 28 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
51- ذكر الآيات والأبيات التي جمعت حروف الهجاء
(**) قد اجتمعت حروف الهجاء كلها في آيتين فقط من القرآن الكريم:
(**) الأولى: قوله تعالى: { ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
[آل عمران: آية (154)].
(**) الثانية: قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: آية (29)]
(**) وأما جمعها في الشعر فأول من جمعها في بيت واحد الْخَلِيل بن أَحمد الفراهيدي.
(**) ففي كتاب (بغية الوعاة), (1/ 557)
(**) أَبُو عبد الرَّحْمَن الْخَلِيل بن أَحْمد بن عَمْرو بن تَمِيم الفراهيدي الْبَصْرِيّ.
(**) … وأول من جمع حُرُوف المعجم فِي بَيت وَاحِد وَهُوَ:
صف خلق خود كَمثل الشَّمْس إِذْ بزغت
يحظى الضجيع بهَا نجلاء معطارُ
انتهى.
(**) ومثله قول الآخر:
هلاّ سكنت بذي ضغثٍ فقد زعموا
شخصتَ تطلبُ ظبياً راح مجتازا
(**) ومثله قول الآخر:
اصبرْ علَى حفظ خضرٍ واستشر فَطِناً
وزُجَّ همّك في بغداذ مُنثملا
(**) ومثله قول أحمد بن محمد اليزيديّ العدوي (مات قبل 260 هـ):
ولقد شَجَتني طفلةٌ برزت ضُحى
كالشمس خَثْماء العِظاِم بذي الغَضَى
(**) (شجتني), أحزنتني،
(**) (خثماء)’ عريضة الأنف أو الأذن، وقيل قصيرة الأنف.
(**) من المراجع:
(**) كتاب: (الزهرة)
لأبي بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني ثم البغدادي الظاهري (المتوفى: 297هـ)
(**) وكتاب: (عمدة الكتاب), (ص: 342)
لأبي جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد المرادي النحوي (المتوفى: 338هـ)
(**) وكتاب: (طبقات النحويين واللغويين)
لأبي بكر محمد بن الحسن الأندلسي الإشبيلي، (المتوفى: 379هـ)
(**) وكتاب: (معجم الأدباء)
لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (المتوفى: 626هـ)
(**) وكتاب: (تاج العروس من جواهر القاموس)
لأبي الفيض محمّد بن محمّد الحسيني، الملقّب بمرتضى،
الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ)
(**) وكتاب: (الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني)
لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 26 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
50- ذكر بعض القصص المشهورة التي كانت سببا في وضع علم النحو
(**) ذكر النحويون في سبب وضع النحو قصصا كثيرة, نذكر بعضا منها.
(**) (القصة الأولى)
(**) ذكر أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي فِي أَمَالِيهِ عَن ابْن أبي مليكَة–رحمه الله- قَالَ:
(**) قدم أَعْرَابِي فِي زمَان عمر, فَقَالَ: من يُقْرِئُنِي مِمَّا انْزِلْ الله على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟
فَأَقْرَأهُ رجل سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ: {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله} بِالْجَرِّ.
فَقَالَ الْأَعرَابِي: أَو قد برىء الله من رَسُوله! إِن يكن الله قد برىء من رَسُوله فَأَنا أَبْرَأ مِنْهُ, فَبلغ عمر مقَالَة الْأَعرَابِي, فَدَعَاهُ.
فَقَالَ: يَا أَعْرَابِي أَتَبرأ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟.
قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن, فَسَأَلت من يُقْرِئُنِي,
فأقرأني هَذَا سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ: {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله} فَقلت: أَو قد برىء الله من رَسُوله! إِن يكن الله قد برىء من رَسُوله فَأَنا أَبْرَأ مِنْهُ.
فَقَالَ: عمر لَيْسَ هَكَذَا يَا أَعْرَابِي.
قَالَ: فَكيف هِيَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؟
فَقَالَ {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله}
فَقَالَ الْأَعرَابِي: وَأَنا وَالله أَبْرَأ مِمَّا برىء الله وَرَسُوله مِنْهُ.
فَأمر عمر بن الْخطاب أَلا يقرىء الْقُرْآن الا عَالم باللغة.
وَأمر أَبَا الْأسود فَوضع النَّحْو.
أخرجه الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق.
(**) (القصة الثانية)
(**) ذكر أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي النَّحْوِيّ فِي أَمَالِيهِ:
أن أَبَا الْأسوَد الدؤَلِي –رحمه الله- قَالَ: دخلت على أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب -رَضِي الله عَنهُ- فرأيته مطرقا متفكرا فَقلت: فيمَ تفكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت ببلدكم هَذَا لحنا, فَأَرَدْت أَن أصنع كتابا فِي أصُول الْعَرَبيَّة.
فَقلت: إِن فعلت هَذَا أَحْيَيْتَنَا وَبقيت فِينَا هَذِه اللُّغَة.
ثمَّ أَتَيْته بعد ثَلَاث فَألْقى إِلَيّ صحيفَة فِيهَا (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم, الْكَلَام كُله اسْم وَفعل وحرف, فالاسم: مَا أنبأ عَن الْمُسَمّى, وَالْفِعْل: مَا أنبأ عَن حَرَكَة الْمُسَمّى, والحرف: مَا أنبأ عَن معنى لَيْسَ باسم وَلَا فعل.
ثمَّ قَالَ لي: تتبعه وزد فِيهِ مَا وَقع لَك, وَاعْلَم يَا أَبَا الْأسود أَن الْأَسْمَاء ثَلَاثَة: ظَاهر ومضمر وَشَيْء لَيْسَ بِظَاهِر وَلَا مُضْمر, وَإِنَّمَا تتفاضل الْعلمَاء فِي معرفَة مَا لَيْسَ بِظَاهِر وَلَا مُضْمر.
قَالَ أَبُو الْأسود: فَجمعت مِنْهُ أَشْيَاء وعرضتها عَلَيْهِ, فَكَانَ من ذَلِك حُرُوف النصب فَذكرت مِنْهَا (إِن وَأَن وليت وَلَعَلَّ وَكَأن) وَلم أذكر (لَكِن).
فَقَالَ لي: لم تركتهَا؟ فَقلت: لم أحسبها مِنْهَا, فَقَالَ: بل هِيَ مِنْهَا, فزدها فِيهَا.
(**) (القصة الثالثة)
(**) (أنّ ابنَةَ أبي الْأسود الدؤَلِي رَحمه الله قالت له -في يوم شديد الحر متعجبة-: يا أبتِ (ما أشدُّ الحرِّ؟) بصيغة الاستفهام,
فقال لها: إذا كانت الصَّقْعاءُ مِن فَوقِكِ، والرَّمْضاءُ من تحتِكِ.
قالت: إنما أردت أن الحر شديد، فقال: فقولي: (إذاً ما أشدَ الحر).
(**) و(الصقعاء): الشمس.
(**) وذكر هذه القصة أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ رَحمَه الله فِي كتاب الأغاني عَن يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ بلفظ آخر, وهو:
أَن أبا الْأسود الدؤَلِي رَحمه الله دخل إِلَى ابْنَته بِالْبَصْرَةِ.
فَقَالَت لَهُ: يَا أَبَت مَا أَشد الْحر؟ رفعت (أَشد), فظنها تسأله وتستفهم مِنْهُ, أَي: زمَان الْحر أَشد؟
فَقَالَ لَهَا: شهر ناجر, يُرِيد شهر صفر, الْجَاهِلِيَّة كَانَت تسمي شهور السّنة بِهَذِهِ الْأَسْمَاء.
فَقَالَت: يَا أَبَت إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك.
فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: ذهبت لُغَة الْعَرَب لما خالطت الْعَجم, وأوشك إِن تطاول عَلَيْهَا زمَان أَن تضمحل.
فَقَالَ لَهُ: وَمَا ذَلِك؟ فَأخْبرهُ خبر ابْنَته, فَأمره فَاشْترى صحفا بدرهم, وأملى عَلَيْهِ: الْكَلَام كُله لَا يخرج عَن اسْم وَفعل وحرف جَاءَ لِمَعْنى,
(**) وَهَذَا القَوْل أول كتاب سِيبَوَيْهٍ,
(**) ثمَّ رسم أصُول النَّحْو كلهَا فنقلها النحويون وفرعوها.
(**) قَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ رَحمَه الله: هَذَا حفظته عَن أبي جَعْفَر وَأَنا حَدِيث السن, فكتبته من حفظي, وَاللَّفْظ يزِيد وَينْقص, وَهَذَا مَعْنَاهُ.
(**) (القصة الرابعة)
(**) ذكر أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ رَحمَه الله عَن عَاصِم بن أبي النجُود رَحمَه الله قَالَ: أول من وضع الْعَرَبيَّة هُوَ الْأسود الدؤَلِي, جَاءَ إِلَى زِيَاد بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ لَهُ: أصلح الله الْأَمِير, إِنِّي أرى الْعَرَب قد خالطت هَذِه الْأَعَاجِم, وتغيرت ألسنتهم, أفتأذن لي أَن أَضَع لَهُم علما يُقِيمُونَ بِهِ كَلَامهم؟
قَالَ: لَا, قَالَ: ثمَّ جَاءَ زيادا رجل فَقَالَ: مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون,
فَقَالَ زِيَاد: مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون!
ردوا إِلَيّ أَبَا الْأسود الدؤَلِي, فَرد إِلَيْهِ, فَقَالَ: ضع للنَّاس مَا نهيتك عَنهُ, فَوضع لَهُم النَّحْو.
أخرجه ابْن عَسَاكِر رَحمَه الله.
(**) (القصة الخامسة)
(**) قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه:
وَيُقَال: إِن ابْنَة أبي الأسود قَالَت لَهُ يَوْمًا: يَا أَبَت, (ما أَحَسْنُ السَّمَاءِ) على الاستفهام؟ فَقَالَ: أيْ بُنَيَّةُ نُجُومُها,
قَالَت: إِنِّي لم أرد أَي شَيْء مِنْهَا أحسن, إِنَّمَا تعجبت من حسنها.
قَالَ: إِذن فَقولِي: (ما أَحْسَنَ السَّمَاءَ) وافتحي فاك. فَحِينَئِذٍ وضع كتابا.
من المراجع:
(**) (أخبار النحويين البصريين)
(*) لأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي، (المتوفى: 368هـ)
(**) (تاريخ العلماء النحويين) (ص: 168)
(*) لأبي المحاسن المفضل بن محمد التنوخي (المتوفى: 442هـ)
(**) (إنباه الرواة على أنباه النحاة)
(*) لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ)
(**) (سبب وضع علم العربية).
(*) لعبد الرحمن بن أبي بكر، السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) حاشية الخضري على ابن عقيل (1/ 25)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 25 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
49- الأشهر في لفظ :(ذي القعدة وذي الحجة) فتح القاف و كسر الحاء
(**) قال الإمام النووي في شرح على مسلم (11/ 168)
(**) (أَمَّا (ذُو الْقَعْدَةِ): فَبِفَتْحِ الْقَافِ, وَ(ذُو الْحِجَّةِ) بِكَسْرِ الْحَاءِ,
هَذِهِ اللُّغَةُ الْمَشْهُورَةُ, وَيَجُوزُ فِي لُغَةٍ قَلِيلَةٍ كَسْرُ الْقَافِ وَفَتْحُ الْحَاءِ). اهـ
(**) وفي كتاب (مشارق الأنوار على صحاح الآثار), للقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي (المتوفى: 544هـ), (1/ 181):
(**) وَ(ذُو الْحجَّة), – بِفَتْح الْحَاء- وَلَا يجوز فِيهِ الْكسر عِنْد أَكْثَرهم,
(**) وَأَجَازَهُ بَعضهم. اهـ
** قال بعضهم:
وَفَتْحَ قَافِ قَعْدَةٍ قَدْ رَجَّحُوا
وَكَسْرَ حَاءِ حِجَّةٍ قَدْ صَحَّحُوا
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 23 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
48- ذكر اللغات في لفظتي: أنملة و إِصبَع
(**) قال النووي رحمه في شرحه على مسلم (5/ 140):
(**) وَفِي الْإِصْبَعِ عَشْرُ لُغَاتٍ كَسْرُ الْهَمْزَةِ وَفَتْحُهَا وَضَمُّهَا مَعَ كَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّهَا, وَالْعَاشِرَةُ: (أُصْبُوعٌ).
(**) وَأَفْصَحُهُنَّ: كَسْرُ الْهَمْزَةِ مَعَ فَتْحِ الْبَاءِ. اهـ
(**) وفي (تاج العروس), للزبيدي (31/ 40)
(**) (والأنْملَةُ، بِتَثْلِيثِ المِيمِ والهَمْزَة، تِسْعُ لُغاتٍ)
(**) وَزَادَ بَعْضُهُم: (أُنْمُولَة), – بِالْوَاو- كَما فِي ” نُور النِّبْراسِ”، فَهِي عَشْرة،
(**) وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ كالصّاغانِيِّ عَلى فَتْح الهَمْزَةِ وَالمِيم،
(**) وَهي (الَّتِي فِيها الظُّفُرُ) مِن المَفْصِلِ الأَعْلَى مِنَ الإِصْبَع،
(**) (ج: أَنامِلُ وَأنْمُلاَتٌ) . . .
(**) قَالَ شَيْخُنا: وَقَدْ جَمَعَ العِزُّ القَسْطَلاَنِيُّ اللُّغاتِ التِّسْعَةَ فِي البَيْتِ
المَشْهُورِ مَعَ لُغاتِ الإِصْبَعِ فَقَالَ:
(وَهَمْزُ أنْمُلَةٍ ثَلِّثْ وَثالِثُه
والتِّسْعُ فِي أصْبُع واخْتِمْ بأُصْبُوعِ)
انتهى.
(**) وفي كتاب (بغية الوعاة), للسيوطي (1/ 136):
(**) وَمن نظم الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك:
(تَثْلِيثُ (بَا) إِصْبَعٍ مَعْ شَكْلِ هَمْزَتِهِ
بِغَيْرِ قَيْدٍ مَعَ الْأُصْبُوعِ قَدْ نُقِلَا)
(وَأعْطِ أُنْمُلَة مَا نَالَ الإصبع إِلَّا
الْمَدّ فالمدّ للبا وَحدهَا بُذِلَا)
انتهى.
(**) وفي كتاب: (دليل الفالحين), لابن علان (4/ 387):
(**) . . . وقد نظمتها بقولي:
وفي أصبع عشر بتثليث همزة
وباء له والعاشر أصبوع فاعلم
انتهى.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 21 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
47- ذكر بعض الأوائل اللغوية
(1) أولُ من تكلم بالعربية: إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
(2) أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ علم النَّحْو: أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ, واسمه ظالم بن عمرو, وقيل: غير ذلك.
(*) وهو –أيضا- أول من نقط الْمُصحف.
(*) (توفي في طاعون الجارف, سنة 99 هـ )
(3) أوّل من وضع علم العربية (علم النَّحْو): عبد الرحمن بن هرمز بن ابى سعد المدنىّ المقرئ النحوىّ.
(*) والسبب فى هذا القول أنه أخذ عن أبى الأسود الدؤلىّ، وأظهر هذا العلم بالمدينة، وهو أوّل من أظهره وتكلّم فيه بالمدينة.
(*) وكان من أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش.
(*) وما أخذ أهل المدينة النحو إلا منه، ولا نقلوه إلا عنه.
(*) (توفي سنة 117 هـ )
(4) أولُ مَن جَمَع أشعار العرب وساق أحاديثها: حَمَّادُ بنُ ميسرَة, المعروف بحماد الراوية.
(*) (توفي سنة: 155 هـ )
(5) أولُ مَنْ وضع علم الْعرُوض، وَحصر أشعار الْعَرَب بهَا:
أَبُو عبد الرَّحْمَن الْخَلِيل بن أَحْمد بن عَمْرو بن تَمِيم الفراهيدي الْبَصْرِيّ.
(*) (مات سنة:175 هـ )، وقيل: غير ذلك.
(*) وهو أول من وضع كتابا في جَمْع اللُّغَةِ, ألف في ذلك كتابَ العَين المشهور الَّذِي بِهِ يتهيأ ضبط اللُّغَة.
(*) وأول من جمع حُرُوف المعجم فِي بَيت وَاحِد وَهُوَ:
صف خلق خود كَمثل الشَّمْس إِذْ بزغت
يحظى الضجيع بهَا نجلاء معطار
(6) أوّل من أدخل كتاب العين الأندلس: ثابت بن عبد العزيز
الأندلسىّ وولده قاسم.
(7) أوّل من فسر غريب كل بيت من الشعر تحته: الأخفش الأكبر, واسمه أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد.
(*) وكان يقال له: الأخفش الراوية.
(*) (توفى سنة: 215 هـ )
(8) أوّل من أدخل نسخة من كتاب الصحاح للجوهرىّ إلى مصر-:
على بن محمد الهروىّ النحوىّ.
(*) (توفى سنة: 643 هـ )
(9) أول من وضع من الْكُوفِيّين كتابا فِي النَّحْو: مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي سارة الرُّؤَاسِي النيلي النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر ابْن أخي معَاذ الهراء.
(10) أول من أَدخل كِتَاب الْكسَائِيّ إِلَى الأندلس: جودي بن عُثْمَان الْعَبْسِي.
(*) (توفى سنة: 198 هـ )
(11) أول من انْتَشَر عَنهُ النَّحْو بِبِلَاد الْحلَّة المزيدية: خُزَيْمَة بن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة الْأَسدي النَّحْوِيّ
(12) أول من جمع علم الْعَرَبيَّة بالأندلس: أَبُو مُوسَى عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى الهواري
(13) أول من وضع التصريف: أَبُو مُسلم معَاذ بن مُسلم الهراء.
(*) (توفى سنة: 187 هـ )
(14) أول من صنّف غَرِيب الحَدِيث: أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى اللّغَوِيّ الْبَصْرِيّ
(*) (توفى سنة: 209 هـ )
(15) أول من تتبع وُجُوه الْقُرْآن وألّفها، وتتبع الشاذ مِنْهَا وَبحث عَن إِسْنَاده: هَارُون بن مُوسَى الْقَارِي الْأَعْوَر النَّحْوِيّ
(*) (توفى سنة: 170 هـ )
(16) أوّل من بعج النحو [-أي: فتقه-، وفصل القول فيه]، ومدّ القياس وشرح العلل: عبد الله بن أبى إسحاق.
(*) (توفى سنة: 117 هـ )
(17) أول من وضع في المثلثات في اللغة: أبو علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب النحوي.
(*) (توفى سنة: 206 هـ )
(18) أول من دون علم المعاني: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني.
(*) (توفى سنة: 471 هـ )
(19) أول من صنف في علم البديع-ولم أقف له على مرجع-: عبد الله بن المعتز.
(*) (توفى سنة: 296 هـ )
(20) أول من فك كتاب سيبويه وفتح مغلقه وكان ملازما له: محمد بن يحيى بن زكريا النحوي، القرطبي، المعروف بالقلفاط.
(21) أول من ضبط ما أراد جمعه من الكلم اللغوية على ترتيب لم يسبق اليه: إسماعيل بن حماد الجوهري.
(*) وأول من حاول (الطيران), ومات في سبيله.
(*) (توفى سنة: 393 هـ )
(**) من المراجع:
(**) أخبار النحويين البصريين للسيرافي (ص: 11)
(*) لأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي، (المتوفى: 368هـ)
(**) طبقات النحويين واللغويين (ص: 276)
(*) لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي، (المتوفى: 379هـ)
(**) (إنباه الرواة على أنباه النحاة)
(*) لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ)
(*) البلغة الى أصول اللغة (ص: 186)
لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)
(**) كتاب بُغية الوعاة
(*) لعبد الرحمن بن أبي بكر، السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) (المزهر)’ (1/ 138)
(*) لعبد الرحمن بن أبي بكر، السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) الأعلام للزركلي (2/ 271)
(*) لخير الدين بن محمود بن محمد، الزركلي (المتوفى: 1396هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 20 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
46- الفرق بين الرباعي النحوي والرباعي الصرفي
(**) الرباعي النحوي: ما كانت حروفه أربعة, سواء كانت أصولا,
كـ( دَحْرَجَ), أو فيها زائد, كـ(أَكْرَمَ)؛ فإن الهمزة فيه زائدة, وأصله: (كَرُمَ).
(**) والرباعي الصرفي: ما كانت حروفه الأصول أربعة, كـ(دَحْرَجَ).
(**) و(أَكْرَمَ) -عندهم- من الثلاثي المزيد بحرف.
(**) فعلى ما تقدم نقول: (كُلُّ رَبَاعِيٍ صَرْفَيٍ رُبَاعيٌ نَحْويٌ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ).
(**) وانظر:
(**) حاشية العلامة السجاعي على شرح القطر (ص: 41)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 19 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
45- هل يصح إنشاد الشعر في المساجد، وهل تكتب البسملة في بدايته
(**) الشعر – كالنثر – حسنه حسن وقبيحة قبيح، فلا يمنع مطلقا.
(**) وإنما يمنع ويحرم إذا اشتمل على محرم: كالكذب، والزور، والبهتان، والفسق، والمجون، والكفر، والإلحاد، والإشادة بالباطل وأهله.
(**) فإن خلا من محرم جاز إنشاده في المساجد وغيرها، وكتابة البسملة في أوله.
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَجِبْ عَنِّي، اللهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ»؟ قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ. متفق عليه
(**) شرح النووي على مسلم (16/ 45)
(**) قَوْلُهُ: (إِنَّ حَسَّانَ أَنْشَدَ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ بِإِذْنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
(**) فِيهِ جَوَازُ إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ مُبَاحًا،
(**) وَاسْتِحْبَابُهُ إِذَا كَانَ في ممادح الإسلام وأهله، أوفي هِجَاءِ الْكُفَّارِ، وَالتَّحْرِيضِ عَلَى قِتَالِهِمْ أَوْ تَحْقِيرِهِمْ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
(**) وَهَكَذَا كَانَ شِعْرُ حَسَّانَ،
(**) وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ لِمَنْ قَالَ شِعْرًا مِنْ هَذَا النَّوْعِ،
(**) وَفِيهِ جَوَازُ الِانْتِصَارِ مِنَ الْكُفَّارِ، وَيَجُوزُ أَيْضًا مِنْ غَيْرِهِمْ بِشَرْطِهِ.
(**) وَرُوحُ الْقُدُسِ: جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ
(**) وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا الشَّيْطَانَ، أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ؛ لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» مسلم
(**) وفي (شرح النووي على مسلم)، (15/ 14):
(**) (… وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى كَرَاهَةِ الشِّعْرِ مُطْلَقًا قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، وَإِنْ كَانَ لَا فُحْشَ فِيهِ، وَتَعَلَّقَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خُذُوا الشَّيْطَانَ)،
(**) وَقَالَ الْعُلَمَاءُ كَافَّةً: هُوَ مُبَاحٌ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ فُحْشٌ وَنَحْوُهُ.
(**) قَالُوا: وَهُوَ كَلَامٌ، حَسَنُهُ حَسَنٌ وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ.
(**) وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فَقَدْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْرَ، وَاسْتَنْشَدَهُ وَأَمَرَ بِهِ حَسَّانَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ،
(**) وَأَنْشَدَهُ أَصْحَابُهُ بِحَضْرَتِهِ فِي الْأَسْفَارِ وَغَيْرِهَا
(**) وَأَنْشَدَهُ الْخُلَفَاءُ وَأَئِمَّةُ الصَّحَابَةِ وَفُضَلَاءُ السَّلَفِ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى إِطْلَاقِهِ، وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا الْمَذْمُومَ مِنْهُ وَهُوَ الْفُحْشُ وَنَحْوُهُ.
(**) وَأَمَّا تَسْمِيَةُ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي سَمِعَهُ يَنْشُدُ: (شَيْطَانًا) فَلَعَلَّهُ كَانَ كَافِرًا أَوْ كَانَ الشِّعْرُ هُوَ الْغَالِبُ عليه أَوْ كَانَ شِعْرُهُ هَذَا مِنَ الْمَذْمُومِ.
(**) وَبِالْجُمْلَةِ فَتَسْمِيَتُهُ: (شَيْطَانًا) إِنَّمَا هُوَ فِي قَضِيَّةِ عَيْنٍ تَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالَاتُ الْمَذْكُورَةُ وَغَيْرُهَا وَلَا عُمُومَ لَهَا فَلَا يُحْتَجُّ بِهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ
(**) قال الحافظ ابن حجر في كتابه:(فتح الباري)، (1/ 9):
(**) وَقَدِ اسْتَقَرَّ عَمَلُ الْأَئِمَّةِ الْمُصَنِّفِينَ عَلَى افْتِتَاحِ كُتُبِ الْعِلْمِ بِالْبَسْمَلَةِ، وَكَذَا مُعْظَمُ كُتُبِ الرَّسَائِلِ.
(**) وَاخْتَلَفَ الْقُدَمَاءُ فِيمَا إِذَا كَانَ الْكِتَابُ كُلُّهُ شِعْرًا.
(**) فَجَاءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ مَنْعُ ذَلِكَ.
(**) وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنْ لَا يُكْتَبَ فِي الشِّعْرِ:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
(**) وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ جَوَازُ ذَلِكَ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجُمْهُورُ، وَقَالَ الْخَطِيبُ هُوَ الْمُخْتَارُ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها: أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 18 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
44- سماع النبي صلى الله عليه وسلم الشعر, وحكايته له, وقوله البيت الواحد منه, الذي لا يسمى صاحبه شاعرا
(**) وقال تعالى:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ}
(**) وعَنْ الشَّرِيدِ بن سويد الثقفي, رضي الله عنه قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «هِيهْ» فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: «هِيهْ» ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: «هِيهْ» حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ. متفق عليه
(**) وعَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ”
[البحر الرجز]
اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
إِنَّ الأَعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ
(**) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:[البحر الطويل]
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ
(**) وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ» متفق عليه
(**) وعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ رضي الله عنه، قال: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ، فَعَثَرَ، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فَقَالَ:
«هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ» متفق عليه
(**) قال ابن فارس في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية), (ص: 211):
(**) باب الشعر:
(**) الشِّعرْ كلام مَوْزونٌ مُقفّى دَالٌّ عَلَى معنىً. ويكون أكثرَ من بيت.
(**) وإنما قلنا هَذَا لأنّ جائزاً اتِّفاقُ سَطرٍ واحد بوزن يُشبه وزنَ الشِّعر عن غير قصد،
(**) فقد قيل: إن بعض الناس كتب فِي عنوانه كتاب:
“للأمير المُسَيَّب بن زهير
من عِقالِ بن شبَّةَ بن عِقالِ”
فاستوى هَذَا فِي الوزن الَّذِي يُسمّى “الخفيف”.
(**) ولعلّ الكاتب لَمْ يقصد بِهِ شِعْراً.
(*) وقد ذكر ناس فِي هَذَا كلمات من كتاب الله جلّ ثناؤه كَرِهْنا ذكرَها، (*) وَقَدْ نزّه الله جلّ ثناؤه كتابه عن شَبه الشِّعر كما نزّه نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- عن قوله. اهـ المراد.
(**) وفي (شرح النووي على مسلم),(15/ 14):
(**) ( . . . فَقَدْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْرَ, وَاسْتَنْشَدَهُ وَأَمَرَ بِهِ حَسَّانَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ,
(**) وَأَنْشَدَهُ أَصْحَابُهُ بِحَضْرَتِهِ فِي الْأَسْفَارِ وَغَيْرِهَا
(**) وَأَنْشَدَهُ الْخُلَفَاءُ وَأَئِمَّةُ الصَّحَابَةِ وَفُضَلَاءُ السَّلَفِ, وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى إِطْلَاقِهِ, وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا الْمَذْمُومَ مِنْهُ وَهُوَ الْفُحْشُ وَنَحْوُهُ.
انتهى المراد
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 17 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
43- لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بشاعر, وبيان الحكمة في ذلك
(**) قال تعالى:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ
مُّبِينٌ}
(**) وقال تعالى:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}
(**) وعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ رضي الله عنه، قال: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ، فَعَثَرَ، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فَقَالَ:
«هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ» متفق عليه
(**) وفي (شرح النووي على مسلم),(12/ 118):
(**) قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(أنا النبي لا كذب أنا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبْ)
(**) قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: قَالَ الْمَازِرِيُّ: أَنْكَرَ بَعْضُ النَّاسِ كَوْنَ الرَّجَزِ شِعْرًا لِوُقُوعِهِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى:{ومَا عَلَّمْنَاهُ الشَّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي له}
(**) وَهَذَا مَذْهَبُ الْأَخْفَشِ وَاحْتُجَّ بِهِ عَلَى فَسَادِ مَذْهَبِ الْخَلِيلِ فِي أَنَّهُ
شِعْرٌ.
(**) وَأَجَابُوا عَنْ هَذَا: بِأَنَّ الشِّعْرَ هُوَ مَا قُصِدَ إِلَيْهِ, وَاعْتَمَدَ الْإِنْسَانُ أَنْ يُوقِعَهُ مَوْزُونًا مُقَفًّى يَقْصِدُهُ إِلَى الْقَافِيَةِ.
(**) وَيَقَعُ فِي أَلْفَاظِ الْعَامَّةِ كَثِيرٌ مِنَ الْأَلْفَاظِ الْمَوْزُونَةِ, وَلَا يَقُولُ أَحَدٌ: إِنَّهَا شِعْرٌ, وَلَا صَاحِبُهَا شَاعِرٌ,
(**) وَهَكَذَا الْجَوَابُ عَمَّا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْمَوْزُونِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
{لَنْ تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}, وَقَوْلِهِ تَعَالَى:{ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ},
(**) وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا لَا يُسَمِّيهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ شِعْرًا؛ لِأَنَّهُ لَمْ تُقْصَدْ تَقْفِيَتُهُ وجعله شعرا.
(**) قَالَ: وَقَدْ غَفَلَ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ, فَأَوْقَعَهُ ذَلِكَ فِي أَنْ قَالَ: الرِّوَايَةُ (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبَ) بِفَتْحِ الْبَاءِ حِرْصًا مِنْهُ عَلَى أَنْ يُفْسِدَ الرَّوِيَّ فَيَسْتَغْنِيَ عَنِ الِاعْتِذَارِ,
(**) وَإِنَّمَا الرِّوَايَةُ بِإِسْكَانِ الْبَاءِ, هَذَا كَلَامُ الْقَاضِي عَنِ الْمَازِرِيِّ.
(**) قُلْتُ: وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ السَّعْدِيُّ الصَّقَلِّيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْقَطَّاعِ فِي كتابه: (الشافي في علم القوافي):
قد رأي قَوْمٍ مِنْهُمُ الْأَخْفَشُ وَهُوَ شَيْخُ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ بَعْدَ الْخَلِيلِ أَنَّ مَشْطُورَ الرَّجَزِ وَمَنْهُوكَهُ لَيْسَ بِشِعْرٍ كَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ),
(**) وَقَوْلِهِ صَلَّى الله عليه وسلم:(هل أنت إلا أصبع دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ) ,
(**) وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(أَنَا النَّبِيُّ لَا كذب أنا بن عبد المطلب) وأشباه هذا,
(**) قال بن الْقَطَّاعِ: وَهَذَا الَّذِي زَعَمَهُ الْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُ غَلَطٌ بَيِّنٌ,
(**) وَذَلِكَ لِأَنَّ الشَّاعِرَ إِنَّمَا سُمِّيَ شَاعِرًا لِوُجُوهٍ:
(**) مِنْهَا: أَنَّهُ شَعَرَ الْقَوْلَ وَقَصَدَهُ وَأَرَادَهُ وَاهْتَدَى إِلَيْهِ وَأَتَى بِهِ كَلَامًا مَوْزُونًا عَلَى طَرِيقَةِ الْعَرَبِ مُقَفًّى.
(**) فَإِنْ خَلَا مِنْ هَذِهِ الْأَوْصَافِ أَوْ بَعْضِهَا لَمْ يَكُنْ شِعْرًا, وَلَا يَكُونُ قَائِلُهُ شَاعِرًا, بِدَلِيلِ أَنَّهُ لَوْ قَالَ كَلَامًا مَوْزُونًا عَلَى طَرِيقَةِ الْعَرَبِ وَقَصَدَ الشِّعْرَ, أَوْ أَرَادَهُ وَلَمْ يُقَفِّهِ لَمْ يُسَمَّ ذَلِكَ الْكَلَامُ شِعْرًا, وَلَا قَائِلُهُ شَاعِرًا بِإِجْمَاعِ
الْعُلَمَاءِ وَالشُّعَرَاءِ.
(**) وَكَذَا لَوْ قَفَّاهُ وَقَصَدَ بِهِ الشِّعْرَ وَلَكِنْ لَمْ يَأْتِ بِهِ مَوْزُونًا لَمْ يَكُنْ شِعْرًا
(**) وَكَذَا لَوْ أَتَى بِهِ مَوْزُونًا مُقَفًّى لَكِنْ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ الشِّعْرَ لَا يَكُونُ شِعْرًا,
(**) وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَأْتُونَ بِكَلَامٍ مَوْزُونٍ مُقَفًّى غَيْرَ أَنَّهُمْ مَا قَصَدُوهُ وَلَا أَرَادُوهُ وَلَا يُسَمَّى شِعْرًا.
(**) وَإِذَا تُفُقِّدَ ذَلِكَ وُجِدَ كَثِيرًا فِي كَلَامِ النَّاسِ كَمَا قَالَ بَعْضُ السُّؤَّالِ: اخْتِمُوا صَلَاتَكُمْ بِالدُّعَاءِ وَالصَّدَقَةِ, وَأَمْثَالُ هَذَا كَثِيرَةٌ,
(**) فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ الْمَوْزُونَ لَا يَكُونُ شِعْرًا إِلَّا بِالشُّرُوطِ الْمَذْكُورَةِ وَهِيَ الْقَصْدُ وَغَيْرُهُ مِمَّا سَبَقَ.
(**) وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْصِدْ بِكَلَامِهِ ذَلِكَ الشِّعْرَ وَلَا أَرَادَهُ فَلَا يُعَدُّ شِعْرًا وَإِنْ كَانَ مَوْزُونًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ المراد
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)
(2/ 398)
(**) النوع التاسع والأربعون
(**) (معرفة الشعر والشعراء)
(**) قال ابن فارس في فقه اللغة: الشعرُ كلام موزونٌ مقفى، دال على معنى، ويكون أكثرَ من بيت.
(**) وإنما قلنا هذا لأنه جائز اتفاق سطر واحد بوزن يشبه وزنَ الشعر عن غير قصد، فقد قيل: إنَّ بعض الناس كَتَبَ في عُنوان كتاب:
(للإمام المسيِّب بن زُهَيْرٍ
من عِقَالِ بن شَبَّة بن عِقال)
(**) فاستوى هذا في الوزن الذي يسمى الخفيف، ولعل الكاتب لم يقصِد به شعرا.
(**) وقد ذكر نَاسٌ في هذا كلمات من كتاب الله تعالى: كَرِهْنَا ذِكْرَها،
(**) وقد نزه الله سبحانه كتابَه عن شَبَهِ الشعر، كما نزَّه نبيه صلى الله عليه وسلم عن قوله.
(**) فإن قال قائل: فما الحكمةُ في تنزيه الله تعالى نَبيّه عن الشعر؟
(**) قيل له: أولُ ما في ذلك حكم الله تعالى بأنَّ {الشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ، وأنَّهُمْ {في كلِّ وَادٍ يَهيمُونَ وأنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ}.
ثم قال: {إلاَّ الذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات}, ورسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وإن كان أفضلَ المؤمنين إيمانا، وأكثر الصالحين عملا للصالحات) فلم يكن ينبغي له الشِّعر بحال، لأن للشعر شرائط لا يسمَّى الإنسان بغيرها شاعرا،
(**) وذلك أن إنسانا لو عمل كلاما مستقيما موزونا، يتحرَّى فيه الصدق من غير أن يُفْرِط، أو يتعدى أو يَمين، أو يأتي فيه بأشياء لا يمكن كونها بَتَّة لما سماه الناس شاعرا، ولكان ما يقوله مَخْسولاً ساقطا.
(**) وقد قال بعض العقلاء – وسئل عن الشعر – فقال: إن هَزل أضْحك، وإن جَدَّ كذب.
(**) فالشاعر بين كذب وإضحاك, وإذ كان كذا فقد نزه الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن هاتين الخَصلتين وعن كل أمر دَنِيّ.
(**) وبعد’ فإنا لا نكاد نرى شاعرا إلا مادحا ضارعا، أو هاجيا ذا قَذَع، وهذه أوصافٌ لا تصلح لنبي.
(**) فإن قال: فقد يكونُ من الشعر الحكمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسِحْراً، وإن من الشِّعْر لحكمة) أو قال: حُكْماً
(**) قيل له: إنما نزه الله نبيه عن قيل الشعر لما ذكرناه،
(**) فأما الحكمةُ فقد آتاه الله من ذلك القِسْمَ الأجزل، والنصيبَ الأوفر في الكتاب والسُّنَّة.
(**) ومعنى آخر في تنزيهه عن قيل الشعر: أن أهل العَرُوض مُجْمِعُون على أنه لا فرق بين صناعة العَرُوض وصناعة الإيقاع، إلاّ أن صناعة الإيقاع تقسيم الزمان بالنَّغَم وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف المسموعة,
(**) فلما كان الشعر ذا ميزان يناسب، الإيقاع، والإيقاعُ ضرب من
الملاهي لم يصلح ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
(**) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنَا من دَدٍ ولا دَدٌ
مِني). اهـ المراد
(**) (تنبيه):
(**) الحديث الذي ذكره السيوطي: (ما أنَا من دَدٍ ولا دَدٌ مِني).
رواه البيهقي في كتاب:(الآداب),(ص: 258) برقم:(630 )
من حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي عنه مرفوعا بلفظ: «لَسْتُ مِنْ دَدٍ وَلَا دَدٌ مِنِّي» ,
(**) وضعفه العلامة الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع
برقم:(4673)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 16 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
42- مكانة الشعر عند العرب
(**) للشعر -عند العرب في الجاهلية والإسلام- المكانة العالية والمنزلة الرفيعة,
(**) وليس هذا عند العرب فقط, بل استمر هذا الأمر إلى وقتنا هذا, ونحن نرى الشعراء يتصدرون المجالس والمحافل, وتدون أقوالهم ويتناقلها الناس هنا وهناك.
(**) فهنيئا لمن استعمل لسانه وقلمه وفكره وقريحته في إظهار محاسن الإسلام وفضائله وأخلاقه الكريمة وصفاته الحميدة,
(**) ودافع عنه من خصومه من الكفار والمنافقين والمبتدعة المضللين وبعض أبنائه المنحرفين الذين شوهوا صورته الحسنة بطريقة أو بأخرى, بقصد أو بغير قصد.
(**) وعَنْ عَائِشَةَ،-رضي الله عنها- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ»،
وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى»
(**) قَالَ حَسَّانُ: [البحر الوافر]
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ
وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا
رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
… الخ . رواه مسلم.
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (2/ 398):
(**) النوع التاسع والأربعون
(**) (معرفة الشعر والشعراء)
(**) قال ابن فارس في فقه اللغة:
الشعرُ كلام موزونٌ مقفى، دال على معنى، ويكون أكثرَ من بيت.
……………………………..
(**) ثم قال ابن فارس:
(**) والشعر ديوان العرب، وبه حفظت الأنساب وعُرِفت المآثر، ومنه تُعُلِّمت اللغة،
(**) وهو حُجَّة فيما أشكل من غريب كتاب الله، وغريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث صحابته والتابعين،
(**) وقد يكون شاعرٌ أشعر، وشِعْرٌ أحلى وأظرف فأما أن تتفاوت الأشعار القديمة حتى يتباعد ما بينهما في الجودة فلا وبكلٍّ يُحتج، وإلى كل يُحتاج.
(**) فأما الاختيارُ الذي يراه الناس للناس فشهوات كلٌّ يستحسن شيئا.
(**) والشعراء أُمَراء الكلام، يَقْصرون الممدود، ويَمُدُّون المقصور،
ويُقَدِّمون ويؤخرون، ويومِئون ويشُيرون، ويختلسون ويُعيرون
ويَسْتعيرون.
(**) فأما لحنٌ في إعراب، أو إزالة كلمة عن نَهج صواب فليس لهم
ذلك.
(**) وقال ابن رشيق في العمدة:
(**) العرب أفضل الأمم، وَحِكْمَتُها أشرف الحِكَم كفضل اللسان على اليد.
……………………………..
(**) وكان الكلامُ كله منثورا، فاحتاجت العرب إلى الغِناء بمكارم أخلاقها، وطَيِّب أعراقها، وذكرِ أيامها الصالحة، وأوطانها النازحة، وفُرسَانها الأَنجاد، وسمحائها الأجواد لتهز نفوسها إلى الكرم، وتدل أبناءها على حسن الشيم,
(**) فتوهموا أعاريض فعملوها موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعرا، لأنهم قد شَعروا به أي فَطِنوا له.
……………………………..
(**) قال ابنُ رشيق:
(**) وكانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنَّأتها
بذلك وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبْن بالمزَاهِر كما يصنعن في
الأعراس، وتتباشر الرجال والولْدَان لأنه حِماية لأعراضهم، وذَبٌّ عن
أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادَةٌ لِذِكْرِهِمْ وكانوا لا يهنئون إلا بغلام
يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تُنتج. اهـ باختصار
(**) قصة طريفة:
(**) قال الأهدل في كتابه: الكوكب الدرية [ص: 497]
وهو يشرح بيت امرئ القيس: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل:
(**) هذا البيت من قصيدة من الطويل, قاله امرؤ القيس بن حجر –بضم الحاء- بن الحارث الكندي الشاعر الجاهلي المشهور,
(**) وهو أول من قصد القصائد, وأول شعر قاله: أنه لما راهق الحلم ولم يقل شعرا قال أبوه: ليس هذا بابني؛ إنه لو كان كذلك لقال شعرا,
(**) فقال لاثنين من أصحابه: خذاه واذهبا به إلى مكان كذا وكذا فاذبحاه وائتياني بدمه,
(**) فمضيا به حتى وصلا المحل المعين فشرعا ليذبحاه, فبكى وقال: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل … البيت,
(**) فرجعا به إلى أبيه وقالا له: هذا أشعر من على وجه الأرض؛ فقد وقف واستوقف وبكى واستبكى ونعى الحبيب والمنزل في نصف بيت,
(**) فقام إليه واعتنقه, وقال: أنت ابني حقا. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 15 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسلة الفوائد اليومية:
217- الحث على الإكثار من قراءة سورة البقرة وذكر بعض فضائلها
(**) عَنْ أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، – رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، (*) اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، (*) اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ،. رواه مسلم
(**) وعن ابن مسعود ، – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقرءوا سُورَةَ البَقَرَةِ فِي بُيُوتِكُمْ فإنَّ الشَّيْطانَ لَا يَدْخلُ بَيْتاً يُقْرَأُ فِيهِ سُورَة البَقَرَةِ».
[رواه الحاكم وغيره, وصححه الألباني].
(**) وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَأَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ، فَخَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبَهَا الشَّيْطَانُ» قَالَ عَفَّانُ: «فَلَا تُقْرَأنَّ».
[رواه أحمد وغيره, وصححه الألباني]
(**) وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، – رضي الله عنه – قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «اقْرَءُوا هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ رَبِّي أَعْطَاهُنَّ أَوْأَعْطَانِيهِنَّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ».
[رواه أحمد وغيره, وصححه الألباني]
(**) وعَنْ حُذَيْفَةَ ، – رضي الله عنه – قَالَ: « … وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي».
[رواه أحمد وغيره, وصححه الألباني]
(**) وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». متفق عليه
(**) قال الإمام القرطبي في تفسيره (1/ 152):
(**) وَهَذِهِ السُّورَةُ فَضْلُهَا عَظِيمٌ وَثَوَابُهَا جَسِيمٌ.
(**) وَيُقَالُ لَهَا: فُسْطَاطُ الْقُرْآنِ، قَالَهُ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ.
(**) وَذَلِكَ لِعِظَمِهَا وَبِهَائِهَا، وَكَثْرَةِ أَحْكَامِهَا وَمَوَاعِظِهَا.
(**) وَتَعَلَّمَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِفِقْهِهَا وَمَا تَحْتَوِي عَلَيْهِ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً،
(**) وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ فِي ثَمَانِي سِنِينَ كَمَا تَقَدَّمَ.
(**) قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَشْيَاخِي يَقُولُ: فِيهَا أَلْفُ أَمْرٍ، وَأَلْفُ نَهْيٍ، وَأَلْفُ حُكْمٍ، وَأَلْفُ خَبَرٍ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 13 / 2 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
41- ذكر الشعر حسنه وقبيحه, وأنواع الشعراء
(**) الشعر كلام موزون مقفى, وهو كغيره من منثور الكلام حسنه
حسن, وقبيحه قبيح.
(**) قال تعالى:{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ
يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}
(**) وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً» رواه البخاري
(**) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا» [رواه أبو داود وغيره, وصححه الألباني]
(**) وفي كتاب: (فيض القدير), (2/ 524):
2457 – (إن من البيان سحرا) أي إن بعض البيان سحرا؛ لأن صاحبه يوضح المشكل ويكشف بحسن بيانه عن حقيقته فيستميل القلوب كما يستمال بالسحر.
(**) فلما كان في البيان من صنوف التركيب وغرائب التأليف ما يجذب السامع إلى حد يكاد يشغله عن غيره شبه بالسحر الحقيقي.
(**) قال صعصعة: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بحجته من صاحبه, فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق.
(**) (وإن من الشعر حكما) جمع حكمة أي قولا صادقا مطابقا للحق موافقا للواقع وذلك ما كان منه من قبيل المواعظ وذم الدنيا والتحذير من غرورها ونحو ذلك.
(**) فبين المصطفى صلى الله عليه وسلم أن جنس البيان وإن كان محمودا ففيه ما يذم للمعنى السابق,
(**) وجنس الشعر وإن كان مذموما ففيه ما يحمد لاشتماله على الحكمة,
(**) وعبر بـ(من) إشارة إلى أن بعضه ليس كذلك.
(**) وفيه رد على من كره مطلق الشعر.
(**) وأصل الحكمة: المنع, وبها سمي اللجام؛ لأنه يمنع الدابة. اهـ
(**) من كتاب (في تاريخ الأدب الجاهلي), (ص: 287), لعلي الجندي:
(**) ( . . . فطريق الشعر طويل وشاق يحتاج إلى موهبة وكفاءات ومؤهلات، والشعراء يختلفون في الجودة والمكانة،
(**) وبعضهم يجعل الشعراء أربعة أنواع:
1- شاعر خنذيذ, وهو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره.
2- شاعر مفلق, وهو الذي لا رواية له، لكنه مجيد.
3- شاعر فقط, وهو فوق الرديء بدرجة.
4- شعرور, وهو لا شيء.
(**) ومن أطراف ما قيل في ذلك شعرًا:
الشعراء فاعلمنّ أربعَهْ
فَشَاعِرٌ يجري ولاَ يُجْرَى مَعَهْ
وشاعرٌ يخوض وسطَ المعمعَهْ
وشاعرٌ لا تشتهي أن تَسْمَعَهْ
وشاعر لا تستحي أن تَصْفَعَهْ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 13 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
40- ذكر ألقاب بعض أئمة اللغة , وسبب تلقيبهم
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)
(2/ 364)
(**) الفصل الثالث: (في معرفة الألقاب وأسبابها).
(**) وهي قسمان: (القسم الأول: أئمة اللُّغة والنحو)
(*) (عَنْبسة الفيل):
(**) [[اسمه: عنبسة بن مَعْدان مولى مَهْرَة، وهو المعروف بالفيل.]]
(**) قال الزمخشري في ربيع الأبرار: لقب بذلك لأن مَعْدان أباه كان
يروض فيلا للحجاج.
(**) قلت : فينبغي أن يكون اللقب لأبيه لا له.
(*) (سيبويه):
(**) [[اسمه: عمرو بن عثمان بن قنبر مولى بني الحارث بن كعب , ويكنى أبا بشر]].
(**) لَقب إمام النحو، وهو لفظ فارسي، معناه رائحة التفاح.
(**) قيل: كانت أمه ترقصه بذلك في صغره،
(**) وقيل: كان من يلقاه لا يزال يَشَمُّ منه رائحة الطِّيب، فسمي بذلك،
(**) وقيل: كان يعتاد شم التفاح،
(**) وقيل: لُقِّب بذلك لِلَطَافَتِه لأن التفاح من لطيف الفواكة.
(**) البَطَلْيَوْسِي في شرح الفصيح: الإضافة في لغة العجم مقلوبة كما
قالوا: سيبويه، والسيب التفاح، وويْه رائحته والتقدير : رائحة التفاح .
(*) (قُطْرُب):
(**) [[اسمه: محمد بن المستنير أبو علىّ المعروف بقطرب.]]
(**) لازم سيبويه، وكان يُدْلج إليه, فإذا خرج رآه على بابه، فقال له:
ما أنت إلا قُطْرُبُ ليل فلقب به.
(**) [[والقطرب: دويبة تسعى طول الليل لا تفتر.]]
(*) (المبرِّد):
(**) [[اسمه: محمد بن يزيد, أبو العباس المبرد.]]
(**) قال السِّيرافي: لما صنف المازني كتابه الألف واللام سأل المبرِّد عن دقيقِه وعويصهِ، فأجابه بأحسن جواب، فقال له: قم فأنت المبرِّد (بكسر الراء) أي المثْبِت للحق,
(**) فغيَّره الكوفيون، وفتحوا الراء.
(*) (ثعلب):
(**) [[اسمه: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار، أبو العباس النحوىّ الشيبانىّ مولاهم المعروف بثعلب.]]
(**) إمام الكوفيين اسمه أحمد بن يحيى.
(*) (الأخفش): جماعة يأتون في نوع المتفق والمفترق.
[[لقب لأحد عشر نحويا, والمراد به عند الإطلاق: أبو الحسن سَعِيدُ بنُ مَسْعَدَةَ]].
(*) ( السِّكِّيت ):
(**) والد أبي يوسف يعقوب بن السِّكِّيت.
(**) قال الحافظ أبو بكر الشِّيرازي في كتاب الألقاب: قال علي بن إبراهيم القطان القَزويني: سئل ثعلب: هل رأيت السِّكيت فقال: نعم، وكان لي أخا أو شبيها بالأخ.
(**) وكان سكِّيتاً كما سمي.
(*) (شبة):
(**) والد عمر بن شبة، اسمه يزيد , وإنما لقب شَبّة لأن أمه كان ترقصه وتقول: // الرجز //
(يا بِأَبي وشبَّا
وعاش حتى دبا)
ذكره الشِّيرازي في الألقاب.
(*) (نِفْطَوَيْهِ):
(**) اسمه: إبراهيم بن محمد بن عرفة، لقب بذلك تشبيها بالنِّفط
لدَمَامَتِه وأدمته، وجعل على مثال سيبيويه في النحو إليه.
(**) قال الزَّمْلكانيّ في شرح المفصل: نِفْطَوَيْه يجوز فتح نونه، والأكثر
كسرها .
(**) وقال ياقوت الحموي: قد جعله ابن بسام بضم الطاء وسكون الواو
وفتح الياء.
(*) (النبَّاح):
(**) [[اسمه: اسمه صالح بن إسحاق, ويكنى أبا عمر, وهو مولى لجرم بن زمان, وجرم من قبائل اليمن.]]
(**) قال ابن دَرَسْتويه في شرح الفصيح: كان أبو عمر الجَرْمي يلقب النباح لكثرة مناظرته في النحو وصياحه.
(*) (سُبُّخْت):
(**) هو لقب لأبي عبيدة مَعْمر بن المُثَنَّى, أنشد ثعلب: // الهزج //
(فخذ من سلح كيسان
ومن أظفار سبخت)
(*) (أبو القُنْدَيْن):
(**) لقب الأصمعي، قال أبو حاتم: قيل له ذلك لكبر خُصْييه.
ذكره ابن سيده في المحكم .
(**) [[واسم الأصمعي: عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علىّ بن أصمع, منسوب إلى جدّه أصمع, ويكنى أبا سعيد.]]
(*) (مُعاذ الهَرّاء):
(**) [[اسمه: معاذ بن مسلم الهراء، أبو مسلم.]]
(**) قال في الصِّحاح: قيل له ذلك، لأنه كان يبيع الثياب الهَرَوية.
انتهى بزيادة ما بين المعكوفين.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 13 / 4 / 1442 هـ..
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
39- ذكر مواليد بعض أئمة النحو
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (2/ 392):
(**) النوع الثامن والأربعون: (معرفة المواليد والوفيات)
(**) أبو الأسود الدؤلي:
(**) [[اسمه: ظالم بن عمرو, وقيل: غيرذلك.]]
(**) قال أبو الطيب: قال أبو حاتم: ولد في الجاهلية،
(**) وقال غيره: مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين.
(**) أبو عمرو بن العلاء:
(**) [[اسمه: زيان بن العلاء بن عمار المازني التميمي،
وقيل: غير ذلك, ولد بالحجاز، سنة سبعين, وقيل: اثْنَتَيْنِ وَسبعين.]]
(**) مات سنة أربع, وقيل: سنة تسع وخمسين, ومائة بطريق الشام.
(**) عيسى بن عُمَر الثَّقَفِي:
(**) مات سنة تسع وأربعين وقيل: سنة خمسين ومائة.
(**) يونس بن حبيب الضبَّي:
(**) ولد سنة تسعين، ومات سنة اثنين وثمانين ومائة.
(**) الخليل بن أحمد:
(**) [ولد في البصرة سنة مائة.]
(**) مات سنة خمس وسبعين ومائة، وقيل: سنة سبعين، وقيل: سنة ستين, وله أربع وسبعون سنة.
(**) الأصمعي: [[عبد الْملك بن قريب بن عَليّ الْبَاهِلِيّ]]
(**) ولد سنة ثلاث وعشرين ومائة، ومات في صفر سنة ست عشرة،
وقيل: خمس عشرة ومائتين.
(**) سيبويه:
(**) [[عَمْرو بن عُثْمَان بن قنبر, ولد سيبويه بقرية من قرى شيراز، يقال لها: “البيضاء” من عَمَل فارِس، سنة أربعين ومائة وقيل: ثمان وأربعين ومائة.]]
(**) مات بِشِيرَاز، وقيل: بالبيضا سنة ثمانين ومائة، وعمره اثنتان
وثلاثون سنة، قاله الخطيب البغدادي.
(**) وقيل: نَيَّف على الأربعين.
(**) وقيل: مات بالبصرة سنة إحدى وستين.
(**) وقيل: سنة ثمان وثمانين.
(**) وقال ابن الجوزي: مات بساوَة سنة أربع وتسعين.
(**) قُطْرُب:
(**) [[مُحَمَّد بن المستنير النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ]]
(**) مات سنة ست ومائتين.
(**) أبو الحسن الأخفش:
(**) [[سَعِيدُ بنُ مَسْعَدَةَ]]
(**) مات سنة عشر، وقيل خمس عشرة، وقيل إحدى وعشرين
ومائتين.
(**) الكِسائي:
(**) [[على بن حمزة بن عبد الله البغدادي, ولد في حدود سنة عشرين ومئة.]]
(**) مات بالرِّي سنة تسع وثمانين ومائة، جزم به أبو الطيب ,
(**) وقيل: سنة اثنتين وثمانين،
(**) وقيل: سنة ثلاث وثمانين،
(**) وقيل: سنة اثنتين وتسعين .
(**) الفراء:
(**) [[يحيى بن زياد بن عبد الله, ولد بالكوفة سنة: 144 للهجرة]]
(**) مات بطريق مكة سنة سبع ومائتين، وله سبع وستون سنة.
(**) أبو عمر الجَرْمي :
(**) [[صالح بن إسحاق]]
(**) مات سنة خمس وعشرين ومائتين .
(**) المازني:
(**) [[بكر بن محمد المازنىّ الشيبانىّ, ولد بمكة سنة: 70 للهجرة]]
(**) مات سنة تسع أو ثمان وأربعين ومائتين. كذا قال الخطيب.
(**) وقال غيره: سنة ثلاثين.
(**) المبرِّد:
(**) [[مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الْأَكْبَر]]
(**) ولد سنة عشر ومائتين ومات سنة اثنتين، وقيل: خمس وثمانين
ومائتين .
(**) ثعلب:
(**) [[أحمد بن يحيى بن زيد]]
(**) ولد سنة مائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين.
(**) الزَّجَّاج:
(**) [[إبراهيم بن السري بن سهل, ولد ببغداد سنة: 241 للهجرة]]
(**) مات سنة إحدى عشرة وثلثمائة.
(**) أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس :
(**) [[ ولد بمصر سنة 260 للهجرة تقريبا ]]
(**) مات غريقا في النيل سنة سبع ، أو ثمان وثلاثين وثلثمائة .
(**) أبو علي الحسين بن أحمد الفارسي:
(**) [[ولد في فسا (من أعمال فارس) سنة: 288 للهجرة]]
(**) مات سنة سبع وسبعين وثلثمائة.
(**) قال أبو عبد الله الجعدي: قوله: (الحسين), صوابه: فليصوب.
(**) محمد بن سعيد السِّيرافي الفالي:
(**) ولد قبل السبعين ومائتين، ومات ببغداد في رجب سنة ثمان وستين وثلثمائة.
(**) أبو محمد بن دَرَسْتَويْه:
(**) [[عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه]]
(**) ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات سنة سبع وأربعين
وثلثمائة.
(**) أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي :
(**) [[تلميذ الشيخ أبي إسحاق الزّجاج إِبْرَاهِيم بْن السّري المتقدم ذكره , نسب إِلَيْهِ للزومه إياه, ولد بنهاوند]]
(**) مات بطبَرية سنة تسع وثلاثين، وقيل: أربعين وثلثمائة.
(**) أبو الفتح عثمان بن جني:
(**) ولد قبل الثلاثين وثلثمائة، ومات سنة اثنتين وتسعين.
(**) علي بن عيسى الرماني:
(**) ولد سنة ست وسبعين ومائتين، ومات سنة أربع وثمانين وثلثمائة.
(**) ابن بابشاذ النحوي:
(**) [[طاهر بن أحمد بن بابشاذ]]
(**) مات سنة تسع وستين وأربعمائة.
(**) الكمال بن الأنباري:
(**) [[عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنبارىّ الملقب بالكمال
النحوىّ, ولد سنة: 531 للهجرة]]
(**) مات سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
(**) أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري:
(**) ولد سنة سبع وستين وأربعمائة، ومات سنة ثمان وثلاثين
وخمسمائة .
(**) ابن الشَّجَري:
(**) [[هبة الله علىّ بن محمد]]
(**) ولد سنة خمسين وأربعمائة، ومات سنة اثنتين وأربعين
وخمسمائة.
(**) جمال الدين بن مالك:
(**) [[محمد بن مالك الطائي]]
(**) ولد سنة ستمائة، ومات في شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
(**) الرضي الشاطبي:
(**) رضيّ الدين الشاطبىّ-محمد بن على سنة إحدى وستمائة ، ومات بالقاهرة المُعزية سنة أربع وثمانين.
(**) أبو حَيَّان الإمام أثير الدين:
(**) [[محمد بن يوسف بن علي الأندلسي]], ولد سنة أربع وخمسين وستمائة ، ومات في صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة. اهـ بزيادة ما بين المعكوفين
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 12 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
38- ذكر بعض الألفاظ المولدة الدخيلة في كلام العرب
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها),
(1/242):
(**) النوع الحادي والعشرون
(**) (معرفة المولد)
(**) وهو ما أحْدثه المولَّدون الذين لا يُحْتجّ بألفاظهم والفرق بينه وبين المصنوع أن المصنوع يُورده صاحبه على أنه عربي فصيح وهذا بخلافه.
(**) وفي مختصر العين للزبيدي: المولد من الكلام المحدَث.
(**) وفي ديوان الأدب للفارابي يقال: هذه عربية وهذه مولَّدة.
(**) ومن أمثلته: قال في الجمهرة: (الحُسْبان) الذي ترمى به هذه
السهامُ الصغار مولد.
(**) وقال: كان الأصمعي يقول: (النّحْريرُ) ليس من كلام العرب وهي كلمة مولدة.
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وقال ابن دُريد في الجمهرة: قال الأصمعي: (المَهْبُوت) طائر يُرْسَل
على غير هداية وأحسبها مَولّدة.
(**) وقال: (أخُّ) كلمةٌ تقال عند التأوه, وأحسبها مُحْدَثة.
(**) وفي ذيل الفصيح للموفق البغدادي: يقال عند التألم: (أَحّ) بحاء مهملة. وأما (أخُّ) فكلام العجم.
(**) وقال ابن دريد: (الكابوسُ) الذي يقعُ على النائم أحسبه مولدا.
(**) وقال الجوهري في الصحاح: (الطَّرَش) أهونُ الصمم يقال هو
مولد.
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وقال عبد اللطيف البغدادي في ذيل الفصيح: (الفطْرَة) لفظٌ مولد وكلام العرب: (صدقة الفطر), مع أن القياس لا يدفعه, كالفرقة والنّغْبَة
لمقدار ما يُؤخذ من الشيء.
(**) وقال: أجمع أهل اللغة على أن (التَّشْويش) لا أصل له في العربية
وأنه مولد وخطَّؤوا الليث فيه.
(**) قال: وقولهم: (سِتّي) بمعنى سيدتي, مولد ولا يقال: (سِتّ) إلا في العدد.
(**) وقال: (فلانٌ قرابتي) لم يسمع, إنما سمع: قريبي أو ذو قَرَابتي.
(**) وجزم بأنَّ (أطْرُوشُ) مولد.
(**) وفي شرح الفصيح للمرزوقي: قال الأصمعي: إن قولهم: (كَلْبة
صارِف) بمعنى مُشْتَهية للنكاح ليس في كلام العرب وإنما ولده أهل
الأمصار.
(**) قال: وليس كما قال, فقد حكى هذه اللفظة أبو زيد وابن الأعرابي
والناس.
(**) وفي الروضة للإمام النووي في باب الطلاق: أن (القَحْبة) لفظة مولدة ومعناها البغي.
(**) وفي القاموس: (القَحْبة) الفاجرة, وهي السعال؛ لأنها تَسْعُل
وتُنَحْنِحُ أي تَرْمُزُ به, وهي مولدة.
(**) وفي تحرير التنبيه للنووي: (التفرج) لفظة مولدة لعلها من
انفراج الغم وهو انكشافه.
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وفي فقه اللغة للثعالبي : يقال للرجل الذي إذا أكل لا يُبقي من
الطعام ولا يَذَر: (قَحْطِي) وهو من كلام الحاضرة دون البادية.
(**) قال الأزهري: أظنُّه يُنْسَب إلى القَحْط لكَثْرة أكله, كأنه نجا من
القَحْط.
(**) وفيه: (الغَضَارَة) مولَّدة لأنها من خَزَف, وقِصَاعُ العرب من خشَب.
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وقال أبو عبيد في الغريب المصنف: (الجَبَريّة) خلاف القَدَرية, وكذا
في الصحاح , وهو كلام مولد.
(**) وقال المبرد في الكامل: جمع الحاجة (حاجٌ), وتقديره فعله كما
تقول: (هامة وهام, وساعة وساع).
(**) فأما قولهم في جمع حاجةٍ: (حَوَائج) فليس من كلام العرب على
كثرته على أَلْسِنة المولَّدين ولا قياسَ له.
(**) وفي الصحاح: كان الأصمعي يُنْكِرُ جمع حاجة على حوائج, ويقول مولد.
(**) وفي (شرح المقامات), لسلامة الأنباري قيل: (الطُّفَيْلي) لغة مُحدَثَة
لا توجد في العتيق من كلام العرب.
(**) كان رجل بالكوفة يقال له: طُفَيل, يأْتي الولائم من غير أن يُدْعَى إليها, فَنُسِب إليه.
(**) وفيه: قولهم للغَبيِّ والحَرِيف: (زَبُون) كلمة مولدة ليست من كلام
أهل البادية.
(**) وفي (شرح المقامات), للمطرزي (الزَّبُون) الغبي الذي يُزْبَن
ويُغْبَن.
(**) وفي أمثال المولدين: الزَّبُون يفرح بلاَ شيء.
(**) وقال المطرزي أيضا في الشرح المذكور: (المخرقة) افتعال الكذب,
وهي كلمة مولدة, وكذا في الصحاح.
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وفي (شرح الفصيح), للبطليوسي: قد اشتقوا من بغداد فعلا فقالوا:
(تَبَغْدَدَ فلان).
(**) قال ابن سيده: هو مولد وفيه أيضا: (القَلَنْسُوَة), تقول لها العامة: الشاشية , وتقول لصانعها: (الشواشي), وذلك من توليد العامة.
(**) وقال ابن خالويه في كتاب (ليس): (الحوَامِيم) ليس من كلام العرب, إنما هو من كلام الصبيان, تقول: (تعلمنا الحواميم), وإنما يقال:
(آل حاميم)
(**) كما قال الكميت: // من الطويل //
(وَجَدْنَا لَكُمْ في آل حاميمَ آية), ووافقه في الصحاح.
(**) وقال الموفق البغدادي في (ذيل الفصيح): يقال: (قرأتُ آلَ حاميم, وآل طاسين), ولا تقل: (الحواميم).
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وقال محمد بن المعلى الأزدي في كتاب المشاكهة: في اللغة العامة تقول لحديث يستطال: (بَسْ), والْبَسُّ: الخلط,
(**) وعن أبي مالك: البس (القطع)
**ولو قالوا لمحدثه: (بسا) كان جيدا بالغا بمعى المصدر, أي: بس كلامك بسا, أي: اقطعه قطعا.
(**) وأنشد: // من الوافر //
( يحدِّثنا عبيد ما لَقينا
فبسك يا عبيد من الكلام )
(**) وفي كتاب العين: (بَسْ) بمعنى حَسْب.
**قال الزبيدي في استدراكه: (بَسْ) بمعنى: حَسْب, غير عربية.
. . . . . . . . . . . . . . .
(**) وقال ابن دُريد في الجمهرة: (شُنْطَف) كلمةٌ عامية ليست بعربية مَحْضَة.
(**) قال: (وخمنت الشيء) قلت فيه: الحدس, أحسبه مولدا, حكاه عنه في المحكم.
(**) وفي كتاب: (المقصور والممدود) للأندلسي: (الكيمياء) لفظة مولدة يُراد بها الحِذْق.
(**) وقال السخاوي في (سِفر السعادة): (الرَّقيع) من الرجال: الواهن المغفل, وهي كلمة مولدة, كأنهم سموه بذلك لأن الذي يُرْقَع من الثياب الواهي الخَلَق.
(**) وفي القاموس: (الكُسُّ) للْحَرِ ليس من كلامهم, إنما هو مولد.
(**) وقال سلامة الأنباري في شرح المقامات: (الكُسّ والسُّرْم) لغتان
مولدتان وليستا بعربيتين, وإنما يقال: فرج ودبر.
(**) قلت: في لفظة (الكُس) ثلاثة مذاهب لأهل العربية:
(**) أحدها: هذا,
(**) والثاني: أنه عربي, ورجَّحه أبو حيان في تذكرته, ونقله عن الأسنوي في المهمات, وكذا الصغاني في كتاب: (خلْق الإنسان), ونقله
عنه الزركشي في: (مهمات المهمات).
(**) والثالث: أنه فارسي معرب, وهو رأي الجمهور, منهم المطرزي في: (شرح المقامات).
(**) وقد نقلت كلامهم في الكتاب الذي ألَّفْته في (مراسم النكاح).
(**) وفي القاموس: (الفُشَار) الذي تستعمله العامة بمعنى: الهذيان
ليس من كلام العرب.
(**) وفي (المقصور والممدود) للقالي: قال الأصمعي: يقال: صلاة الظهر, ولم أسمع ( الصلاة الأولى ) , وإنما هي مولدة ,
(**) قال: وقيل لأعرابي فصيح: (الصلاة الأولى).
فقال: ليس عندنا إلا صلاة الهاجرة.
(**) وفي الصحاح: (كُنْهُ الشيء): نِهايتُه ولا يشتق منه فعل,
(**) وقولهم: (لا يَكتَنِهه الوصفُ) بمعنى: لا يبلغ كُنْهَه, كلام مولد.
(**) (فائدة)
(**) في أمالي ثعلب: سُئِل عن التغيير: فقال هو كلُّ شيء مولد.
(**) وهذا ضابط حسن, يقتضي أن كلَّ لفظ كان عربيَّ الأصل ثم غيرته العامة بهَمْزِ أو تَرْكه أو تسكينٍ أو تحريك أو نحو ذلك مولد,
(**) وهذا يجتمع منه شيء كثير.
(**) وقد مشى على ذلك الفارابي في ديوان الأدب, فإنه قال في الشَّمْع والشمْعة بالسكون: إنه مولد, وإن العربي بالفتح.
(**) وكذا فعَل في كثير من الألفاظ.
… الخ). اهـ
(**) قال أبو عبد الله الجعدي -وفقه الله-:
(**) ليس كل ما ذكر هنا أنه مولد متفقا عليه عند علماء أهل اللغة, فبعضها عربي فصيح وليس بمولد, كلفظة: (حوائج)؛ فإنه قد ورود بها
السماع نثرًا وشعرًا:
(**) ففي صحيح البخاري(الطبعة الهندية) (ص: 2708):
(**) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهُوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّى، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: «قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ»
(**) والأحاديث التي ذكرت فيها لفظة: (حوائج) كثيرة.
(**) وفي كتاب: (لسان العرب), (2/ 243):
(**) وَكَانَ الأَصمعي يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ هُوَ مولَّد؛
(**) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَنكره لِخُرُوجِهِ عَنِ الْقِيَاسِ، وإِلَا فَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَيَنْشُدُ:
نَهارُ المَرْءِ أَمْثَلُ، حِينَ تُقْضَى
حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّيْلِ الطَّويلِ
(*) قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَنكره الأَصمعي لِخُرُوجِهِ عَنْ قِيَاسِ جَمْعِ حَاجَةٍ؛ () قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ يَزْعُمُونَ أَنه جَمْعٌ لِوَاحِدٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ، وَهُوَ حَائِجَةٌ. (*) قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنه سُمِعَ (حائِجَةٌ) لُغَةٌ فِي الحاجةِ.
(**) قَالَ: وأَما قَوْلُهُ: إِنه مُوَلَّدٌ فإِنه خطأٌ مِنْهُ؛ لأَنه قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي أَشعار الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ.
(**) فَمِمَّا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ . . . . . .
(**) وَمِمَّا جَاءَ فِي أَشعار الْفُصَحَاءِ قَوْلُ أَبي سَلَمَةَ الْمُحَارِبِيِّ:
ثَمَمْتُ حَوائِجِي ووَذَأْتُ بِشْراً
فبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغابُ
(**) قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَمَمْتُ أَصلحت؛
(**) وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَن حَوَائِجَ جَمْعُ حَاجَةٍ،
(**) قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: جَمْعُ حَائِجَةٍ لُغَةٌ فِي الحاجةِ؛
(**) وَقَالَ الشَّمَّاخِ:
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحاجاتُ إِلَّا
حوائجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَريء
. . . . . .
(**) وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي (كِتَابِهِ) : فِيمَا جَاءَ فِيهِ تَفَعَّلَ واسْتَفْعَلَ، بِمَعْنًى،
يُقَالُ: تَنَجَّزَ فلانٌ حوائِجَهُ واسْتَنْجَزَ حوائجَهُ.
. . . الخ). اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 11 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
37- توافق اللغات على بعض الكلمات, وليس في القرآن شيءٌ بغير لغةِ العرب
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)
(1/ 209):
(**) النوع الثامن عشر: (معرفة توافق اللغات)
(**) قال الجمهور: ليس في كتاب اللَّه – سبحانه – شيءٌ بغير لغةِ العرب لقوله تعالى: {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبيّاً},وقوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبيٍّ مُبين}.
(**) وادَّعى ناسٌ أن في القرآن ما ليس بلغةِ العرب حتى ذكروا لغةَ
الروم, والقِبط, والنَّبط.
(**) قال أبو عبيدة: ومَن زعم ذلك فقد أكْبَرَ القول.
(**) قال: وقد يُوافق اللفظُ اللفظَ, ويقاربه ومعناهما واحدٌ وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها.
(**) قال: فمن ذلك (الإسْتَبْرَق), وهو الغليظُ من الدِّيباج, وهو استبره, بالفارسية أو غيرها.
(**) قال: وأهلُ مكة يسمُّون المِسْح الذي يَجعَل فيه أصحاب الطعام البر (البِلاَس) وهو بالفارسية (بلاس) فأمالوها وأعربوها, فقاربت الفارسيةَ
العربية في اللفْظ.
(**) ثم ذكر أبو عبيدة (البالِغاء) وهي: الأكارع.
(**) وذكر (القَمَنْجَر) الذي يُصلح القسي.
(**) وذكر (الدَّسْت, والدَّشْت, والخِيم, والسَّخت).
(**) ثم قال: وذلك كلُّه من لغات العرب, وإن وافَقه في لفظه ومعناه شيء من غير لغاتهم.
(**) قال ابن فارس في فقه اللغة: وهذا كما قاله أبو عبيدة.
(**) وقال الإمام فخر الدين الرازي وأتباعه: ما وقع في القرآن من
نحو: (المشكاة, والقسطاس, والإستبرق, والسجيل),
(**) ولا نُسَلِّم أنها غيرُ عربية, بل غايتُه أن وَضْع العرب فيها وافق لغة أخرى كالصابون والتنور فإن اللغات فيها متفقة.
(**) قلت: والفرق بين هذا النوع وبين المعَرَّب أن المعرَّب له اسم في لغة العرب غير اللفظ الأعجمي الذي استعملوه بخلاف هذا.
(**) وفي الصحاح: (الدشت): الصحراء,
(**) قال الشاعر: // من الرجز // (سُودِ نِعَاجٍ كَنِعَاجِ الدَّشْتِ)
(**) وهو فارسيٌ أو اتفاقٌ وقعَ بين اللغتين.
(**) وقال ابنُ جني في الخصائص يقال: إن (التنُّور) لفظةٌ اشترَك فيها جميع اللغات من العرب وغيرهم, وإن كان كذلك فهو ظريف.
(**) وعلى كل حال فهو: (فَعوّل أو فعنول)؛ لأنه جنسٌ.
(**) ولو كان أعجميا لا غير جاز تمثيلُه لِكَوْنه جنسا ولاَحقاً بالمعرب,
فكيف وهو أيضا عربي؛ لكونه في لغة العرب غير منقول , وإنما هو وِفاق وقع, ولو كان منقولا إلى اللغة العربية من غيرها لوَجب أن يكون أيضا وِفاقاً بين جميع اللغات غيرها,
(**) ومعلومٌ سعة اللغات غير العربية, فإن جاز أن يكون مشتركا في جميع ما عدا العربية جاز أيضا أن يكون وِفاقاً فيها.
(**) قال: ويَبْعُدُ في نفسي أن يكون الأصلُ للغة واحدة ثم نُقِل إلى جميع اللغات لأنَّا لا نعرفُ له في ذلك نظيرا.
(**) وقد يجوزُ أيضا أن يكون وِفاقاً وقع بين لغتين أو ثلاث أو نحو ذلك, ثم انْتَشر بالنَّقل في جميعها.
(**) قال: وما أقرب هذا في نفسي لأنا لا نعرفُ شيئا من الكلام وقَع الاتفاقُ عليه في كل لغةٍ وعند كل أمة,
(**) هذا كلُّه إذا كان في جميع اللغات هكذا, وإن لم يكن كذلك كان الخَطْبُ فيه أيسر. انتهى .
(**) وقال الثعالبي في فقه اللغة:
فصل في أسماء قائمة في لغتي العرب والفُرس على لفظٍ واحد:
(التنور, الخمير, الزمان, الدِّين, الكنز, الدينار, الدرهم). اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 10 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
36- الأمثال العربية
(**) قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
(**) و(المثل)- بفتح الميم والثاء- هو: (قول مركب مشهور شُبِّه مضربه بمورده). اهـ
(**) شرح التعريف:
(**) قولهم: (مشهور) أخرج ما لم يشتهر من الأقوال.
(**) قولهم: (شُبِّه مضربه), مضرب المثل: هو الواقعة الجديدة التي شبهت بالواقعة التي وقع فيها المثل.
(**) وقولهم: (بمورده), مورد المثل: هو الحالة الأولى التي نشأ الكلام لأجلها, أي: القِّصة التي ورد عليها المثل.
(**) ولذلك يحكى المثل بلفظه كما هو بدون تغيير مهما كان نوع الخطاب أو نسق الكلام, كقولهم: “الصيف ضيعت اللبن”، يقال بكسر التاء لكل مخاطب.
(**) وهو مثل يضْرب لمن فرط فِي طلب الْحَاجة وَقت إمكانها ثمَّ طلبَهَا بعد فَوَاتهَا.
(**) ففي كتاب (مجمع الأمثال), لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني (2/ 68):
(**) 2725- (فِي الصِّيفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ)
(**) ويروى: “الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللبن” والتاء من”ضيعت” مكسور في كل حال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع؛ لأن المثَلَ في الأصل خوطبت به امرَأة، وهي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة, كانت تحت عمرو بن عُدَاس،
(**) وكان شيخاً كبيراً فَفَركَتْهُ (فركته: كرهته) فطلقها،
(**) ثم تزوجها فتى جميل الوجه، أجْدَبَتْ فبعثت إلى عمرو تطلب منه حَلُوبة، فَقَال عمرو “في الصيف ضيعت اللبن”
(**) فلما رجع الرسُولُ, وقَال لها ما قَال عمرو, ضربَتْ يَدَها على منكب زوجها، وقَالت “هذا ومَذْقُه خَيرٌ” تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خيرٌ من عمرو، فذهبت كلماتها مَثَلاً.
(**) فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فَوَّته على نفسه،
(**) والثاني يضرب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير.
(**) وإنما خص (الصيف)؛ لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة. اهـ
(**) والمثل: يكون شعرًا، ويكون نثرًا، ولكنه في النثر أكثر دورانًا، ولذلك يعد في النثر.
(**) وهو ثمرة ناضجة من ثمرات الاختبار الطويل، والتجربة الصادقة، والعقل الراجح، والرأي السديد)
(**) وانظر كتاب (تاريخ الأدب الجاهلي) (ص:260)
تأليف: علي الجندي
(**) وفي كتاب (المدهش), لابن الجوزي (ص: 16- 17):
(**) فصل في ذكر أمثال القرآن: (في القرآن ثلاثة وأربعون مثلا, …)
(**) وكم من كلمة تدور على الألسن (مثلا) جاء القرآن بألخص منها وأحسن:
(**) فمن ذلك قولهم: (القتل أنفى للقتل),
مذكور في قوله: (ولكم في القصاص حيوة)
(**) وقولهم: (ليس المخبر كالمعاين),
مذكور في قوله تعالى: (ولكن ليطمئن قلبي)
(**) وقولهم: (ما تزرع تحصد),
مذكور في قوله تعالى: (من يعمل سوءا يجزيه)
(**) وقولهم: (للحيطان آذان)
مذكور في قوله تعالى: (وفيكم سماعون لهم)
(**) وقولهم: (الحمية رأس الدواء),
مذكور في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)
(**) وقولهم: (احذر شر من أحسنت إليه),
مذكور في قوله تعالى: (وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله)
(**) وقولهم: (من جهل شيئا عاداه),
مذكور في قوله تعالى: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه),
(وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم)
(**) وقولهم: (خير الأمور أوساطها),
مذكور في قوله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط)
(**) وقولهم: (من أعان ظالما سلطه الله عليه),
مذكور في قوله تعالى: (كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله)
(**) وقولهم: (لما انضج رمد),
مذكور في قوله تعالى: (وأعطى قليلا وأكدى)
(**) وقولهم: (لا تلد الحية إلا حية),
مذكور في قوله تعالى: (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا). اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 9 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسلة الفوائد اليومية:
216- ذكر معاني الريب
(**) الرَّيْبُ: الشّكّ وقلق النّفس واضطرابها, وهو مصدر (رَابَنِي هَذَا الْأَمْرُ), إِذَا أَدْخَلَ عَلَيَّ شَكًّا وَخَوْفًا.
(**) وفي حديث اِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ»
[رواه الترمذي وصححه الشيخان: الألباني والوادعي]
(**) قال ابن الأثير كتابه (النهاية في غريب الحديث والأثر), (2/ 286):
(**) قوله: «دَعْ مَا يُرِيبُكَ …» يُرْوى بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّهَا:
أَيْ: دعْ مَا تشُكُّ فِيهِ إِلَى مَا لَا تَشُكُّ فِيهِ. اهـ
(**) وفي (تفسير القرطبي), (1/ 159)
(**) وَفِي الرَّيْبِ ثَلَاثَةُ مَعَانٍ:
(**) أَحَدُهَا: الشَّكُّ،
(**) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى:
لَيْسَ فِي الْحَقِّ يَا أُمَيْمَةُ رَيْبٌ
إِنَّمَا الرَّيْبُ مَا يَقُولُ الْجَهُولُ
(**) وَثَانِيهَا: التُّهَمَةُ،
(**) قَالَ جَمِيلٌ:
بُثَيْنَةُ قَالَتْ يَا جَمِيلُ أَرَبْتَنِي
فَقُلْتُ كِلَانَا يَا بُثَيْنُ مُرِيبُ
(**) وثالثها: الحاجة،
(**) قال [كعب بن مالك الأنصاري]:
قَضَيْنَا مِنْ تَهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍ
وَخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمَعْنَا السُّيُوفَا.
انتهي بزيادة ما بين المعكوفين.
(**) قال أبو عبد الله الجعدي -وفقه الله-:
(**) وبقِي للرَّيْب مَعْنَى رابع, وهو (حَوَادِثُ الزَّمَانِ) كقَوْلِهِمْ: «رَيْبُ الدَّهْرِ» وَ«رَيْبُ الزَّمَانِ» وَ«رَيْبَ الْمَنُونِ»,
(**) وفي التنزيل قَوله تَعَالَى حكاية عن الكفار: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ
نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}, أي حَوَادِثُهُ من موت وغيره.
(**) وقَالَ الشَّاعِرُ:
تَرَبَّصْ بِهَا رَيْبَ الْمَنُونِ لَعَلَّهَا
تُطَلَّقُ يَوْمًا أَوْ يَمُوتُ حَلِيلُهَا
(**) وعلم مما تقدم أن الريب أعم من الشك, فكل شك ريب من غير
عكس.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 9 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
215- ذكر قصة المرأة التي اشتكت إلى عمر تقصير زوجها العابد في حقها
(**) قال الإمام القرطبي في تفسير سورة النساء [آية :3], (5/ 19):
(**) الْعَاشِرَةُ- ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ زَوْجِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَشْكُوَهُ، وَهُوَ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
(**) فَقَالَ لَهَا: نِعْمَ الزَّوْجُ زَوْجُكِ.
(**) فَجَعَلَتْ تكرر عليه القول وهو يُكَرِّرُ عَلَيْهَا الْجَوَابَ.
فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ الْأَسَدِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ تَشْكُو زَوْجَهَا فِي مُبَاعَدَتِهِ إِيَّاهَا عَنْ فِرَاشِهِ.
(**) فَقَالَ عُمَرُ: كَمَا فَهِمْتَ كَلَامَهَا فَاقْضِ بَيْنَهُمَا.
(**) فَقَالَ كَعْبٌ: عَلَيَّ بِزَوْجِهَا، فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ امْرَأَتَكَ هَذِهِ تَشْكُوكَ.
(**) قَالَ: أَفِي طَعَامٍ أَمْ شَرَابٍ؟ قَالَ لَا.
(**) فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ:
يَا أَيُّهَا الْقَاضِي الْحَكِيمُ رَشَدُهْ
أَلْهَى خَلِيلِي عَنْ فِرَاشِي مَسْجِدُهْ
زَهَّدَهُ فِي مَضْجَعِي تَعَبُّدُهْ
فَاقْضِ الْقَضَا كَعْبُ وَلَا تُرَدِّدُهْ
نَهَارُهُ وَلَيْلُهُ مَا يَرْقُدُهْ
فَلَسْتُ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ أَحْمَدُهْ
(**) فَقَالَ زَوْجُهَا:
زَهَّدَنِي فِي فَرْشِهَا وَفِيَّ الْحَجَلْ
أَنِّي امْرُؤٌ أَذْهَلَنِي مَا قَدْ نَزَلْ
فِي سُورَةِ النَّحْلِ وَفِي السَّبْعِ الطِّوَلْ
وَفِي كِتَابِ اللَّهِ تَخْوِيفٌ جَلَلْ
(**) فَقَالَ كَعْبٌ:
إِنَّ لَهَا عَلَيْكَ حَقًّا يَا رَجُلْ
نَصِيبُهَا فِي أَرْبَعٍ لِمَنْ عَقَلْ
فَأَعْطِهَا ذَاكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعِلَلْ
(**) ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَلَّ لَكَ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ، فَلَكَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ تَعْبُدُ فِيهِنَّ رَبَّكَ.
(**) فَقَالَ عُمَرُ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ؟ أَمِنْ فَهْمِكَ أَمْرَهُمَا أَمْ مِنْ حُكْمِكَ بَيْنَهُمَا؟
(**) اذْهَبْ فَقَدْ وَلَّيْتُكَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ.
(**) وَرَوَى أَبُو هدبة إبراهيم ابن هُدْبَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ تَسْتَعْدِي زَوْجَهَا، فَقَالَتْ: لَيْسَ لِي مَا لِلنِّسَاءِ، زَوْجِي يَصُومُ الدَّهْرَ.
(**) قَالَ: (لَكِ يَوْمٌ وَلَهُ يَوْمٌ، لِلْعِبَادَةِ يَوْمٌ وَلِلْمَرْأَةِ يَوْمٌ). اهـ
(**) تنبيه: لم أقف على حديث أنس لمعرفة صحته من ضعفه, والغالب على الظن عدم صحته.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 7 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
214- ذكر صفات قلوب الكفار في القران الكريم
(**) قال الإمام القرطبي في تفسيره (1/ 185 – 186):
{خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)}
(**) فِيهَا عَشْرُ مَسَائِلَ:
(**) الْأُولَى: قَوْلُهُ تَعَالَى: (خَتَمَ اللَّهُ) بَيَّنَ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمَانِعَ لَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ بِقَوْلِهِ:” خَتَمَ اللَّهُ”.
(**) وَالْخَتْمُ: مَصْدَرٌ (خَتَمْتُ الشَّيْءَ خَتْمًا) فَهُوَ مَخْتُومٌ وَمُخَتَّمٌ، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ،
(**) ومعناه التَّغْطِيَةُ عَلَى الشَّيْءِ وَالِاسْتِيثَاقُ مِنْهُ حَتَّى لَا يدخله شي،
وَمِنْهُ: (خَتَمَ الْكِتَابَ, وَالْبَابَ) وَمَا يُشْبِهُ ذَلِكَ،
حَتَّى لَا يُوصَلَ إِلَى مَا فِيهِ، وَلَا يُوضَعَ فِيهِ غَيْرُ مَا فِيهِ.
(**) وَقَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي: وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى قُلُوبَ الْكُفَّارِ بِعَشَرَةِ أَوْصَافٍ:
(**) بِالْخَتْمِ، وَالطَّبْعِ، وَالضِّيقِ، وَالْمَرَضِ، وَالرَّيْنِ، وَالْمَوْتِ، وَالْقَسَاوَةِ، وَالِانْصِرَافِ، وَالْحَمِيَّةِ، وَالْإِنْكَارِ.
(**) فَقَالَ فِي الْإِنْكَارِ: “قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ” [النحل: 22].
(**) وَقَالَ فِي الْحَمِيَّةِ: “إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ”.
[الفتح: 26]
(**) وَقَالَ فِي الِانْصِرَافِ: “ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ” [التوبة: 127].
وَقَالَ فِي الْقَسَاوَةِ: ” فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ” [الزمر: 22].
(**) وَقَالَ: ” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ” [البقرة: 74].
(**) وَقَالَ فِي الْمَوْتِ: “أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ” [الانعام: 122].
(**) وَقَالَ: ” إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ” [الانعام: 36].
(**) وَقَالَ فِي الرَّيْنِ: “كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ”. [المطففين: 14].
(**) وقال في المرض: ” فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ”. [محمد: 29].
(**) وَقَالَ فِي الضِّيقِ: “وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً”. [الانعام: 125].
(**) وَقَالَ فِي الطَّبْعِ: “فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ” [المنافقون: 3].
(**) وقال:” بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ ” [النساء: 155].
(**) وَقَالَ فِي الْخَتْمِ:” خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ”. [البقرة: 7].
(**) وَسَيَأْتِي بَيَانُهَا كُلُّهَا فِي مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 5 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
35- سهولة علم العربية عموما, والنحو خصوصا
(**) اللغة العربية سهلة جدا, وإنما خذلها أهلها فتركوها زعما منهم أنها صعبة تصديقا لأعدائهم المحاربين لها ليلا ونهارا وسرا وجهارا, والمنفرين عنها بشتى الطرق واختلاف الأساليب.
(**) واللغة العربية كغيرها من الفنون, تحتاج في الحصول عليها إلى بذل الأسباب الحسية والمعنوية, كـ(الإخلاص والدعاء والصبر والمواظبة والمثابرة والمراجعة والتطبيق العملي لتعريفاتها وقواعدها ونحو ذلك.
(**) قال الشاعر:
لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أُدْرِكَ الْمُنَى
فَمَا انْقَادَتِ الآمَالُ إلاَّ لِصَابِرِ
(**) قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي في كتابه:
(تقويم اللسانين)(ص:130)
(**) والحق أن السبب الذي بغَّض الناس في اللغة العربية ليس إعرابها ولا صعوبة قواعدها ولكن خذلان أهلها لها، وعدم شعورهم بواجب خدمتها فضيعوها كما ضيعوا غيرها من الواجبات. اهـ
(**) وقال الشيخ العثيمين في شرح الآجرومية ص(9):
(**) النحو في أوله صعب وفي آخره سهل,
(**) وقد مُثِّل ببيت من قصب وبابه من حديد، يعني: أنه صعب الدخول, لكن إذا دخلت سهل عليك كل شيء,
(**) ولهذا ينبغي أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الباقي.
(**) ولا عبرة بقول من قال: أن النحو صعب, حتى يتخيل الطالب أن لن يتمكن منه, فإن هذا ليس بصحيح, ولكن ركز على أوله يسهل عليك
آخره.
(**) يقول قائل:
النحو صعب و طويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يفهمه
أراد أن يعربه فيعجمه
(**) وهذا ليس بصحيح, نحن لا نوافق على هذا,
(**) بل نقول -إن شاء الله- النحو سهل, وسلمه قصير, ودرجه سهلة, من أوله تفهمه. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 8 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
34- قل: ربيع الآخر وجمادى الآخرة, ولا تقل: ربيع الثاني وجمادى الثانية
(**) لا يستعمل العرب لفظ: (الثاني والثانية) إلا فيما له ثالث وثالثة.
فيقولون: (جاء الرجل الأول والثاني والثالث), و(قرأت الختمة الأولى
والثانية والثالثة).
(**) فإن لم يكن هناك (ثالث وثالثة) فإنهم يستعملون بعد (الأول والأولى), لفظ: (الآخر، والآخرة) الذي يدل كل منهما على الانتهاء, أي: أنه لم يبق بعدهما شيء.
(**) ولهذا جاء في القران الكريم في صفاته سبحانه تعالى, قوله: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِر} ولم يقل: (والثاني), لأنه ليس بعده تعالى شيء, كما ثبت في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قال: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ يَقُولُ: «… اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ،…» الحديث).
(**) وعلم مما تقدم الخطأ الشائع عند الكثيرين, من قولهم: (ربيع الثاني، وجمادى الثانية)؛ إذ ليس بعدهما (ربيع ثالث, وجمادى ثالثة)
(**) فالصواب أن يقال: ربيع الآخِر، وجمادى الآخِرة, كما يقال: الدنيا
والآخرة.
(**) وفي كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشاء), لأحمد بن علي الفزاري (2/ 404)
(**) قال النحاس: وإنما قالوا: (ربيع الآخر وجمادى الآخرة), ولم
يقولوا: (ربيع الثاني, وجمادى الثانية), كما قالوا: السنة الاولى والسنة والثانية؛ لأنه إنما يقال: الثاني والثانية, لما له ثالث وثالثة،
(**) ولمّا لم يكن لهذين ثالث ولا ثالثة قيل فيهما: (الآخر, والآخرة)
كما قيل: الدنيا والآخرة؛
(**) على أن أكثر استعمال أهل الغرب على ربيع الثاني وجمادى
الثانية. اهـ
فائدة:
(**) يجوز في لفظ: (الآخر) فتح الخاء وكسرها.
(**) والفرق بينها:
(**) أن الآخر- بالفتح- معناه المغاير, أي غير الذي قبله كقولك: (جاني رجل ورجل آخر) أي غير الأول.
(**) والآخر -بكسرها- معناه الأخير, كقولك: (جاني الرجل الآخر) أي:
الأخير.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 7 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
33- من حسن كلام العرب: توكيد الكلام بإتباع بعض الكلمات بما يشابهها من الألفاظ في الوزن وأكثر الحروف
33- من حسن كلام العرب: توكيد الكلام بإتباع بعض الكلمات بما يشابهها من الألفاظ في الوزن وأكثر الحروف
(1) المراد بـ(الإِتباع) أن تتبع الكلمة بكلمة أخرى تشابهها في الوزن
وأكثر الحروف, مثل قول العرب:(حسن بسن).و(عفريت نفريت)
ونحوهما.
(2) ويصح في كلمة:(الإِتباع) فتح الهمزة وكسرها.
(**) فإن فتحت كانت جمعا مفردها:(تبع) بفتح التاء والباء, بمعنى التابع.
(**) وإن كسرت كانت مصدرا للفعل:(تبع), بكسر الباء, بمعنى: جاء خلفه.
(3) والأكثر في (الإتباع) أن يكون بكلمة واحدة كما تقدم.
(**) وقد يكون بكلمتين نحو: (حسن بسن قسن), و(ثقة تقة نقة).
(4) والمراد من هذا الإتباع : تقوية المعنى أو تزيين اللفظ أو مجرد
التلميح، أو السخرية، أو المدح، أو الذم، أو محض التَّصويت والتنغيم.
(5) اشترط بعضهم في (الإتباع) عدم توسط حرف العطف بين اللفظتين,
فلا يقال: (هذا رجل حسن وبسن).
(**) واشترط بعض أخر عدم وجود معنى مستقل للفظة الثانية, أي: أنها لا تنفرد بنفسها في تركيب آخر, فلا يقال: (هذا رجل بسن).
(**) فإن وجد حرف العطف, أو وجد للفظة الثانية معنى مستقل بنفسها في تركيب آخر, كان من باب التوكيد لا من باب الإتباع نحو: (حَيَّاك اللَّهُ وَبَيَّاكَ).
(**) قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم بن عبد الله الهروي البغدادي
(المتوفى: 224هـ) في كتابه:(غريب الحديث),(2/ 279):
(**) (. . . وبعض النَّاس يرويهِ:(حارّ يارّ) وَأكْثر كَلَامهم بِالْيَاءِ.
(**) قَالَ الْكسَائي وَغَيره: (حَار) من الْحَرَارَة و(يارّ) إتباع كَقَوْلِهِم:
(عطشان نطشان), و(جائع نائع), و(حسن بسن), وَمثله كثير فِي الْكَلَام.
(**) وَإِنَّمَا سمي إتباعا لِأَن الْكَلِمَة الثَّانِيَة إِنَّمَا هِيَ تَابِعَة للأولى على وَجه التوكيد لَهَا وَلَيْسَ يتَكَلَّم بهَا مُنْفَرِدَة فَلهَذَا قيل: إتباع.
(**) وَأما حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين قتل ابْنه فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك اللَّه وبياك فَقَالَ: وَمَا بياك قيل: أضْحكك.
(**) وَقَالَ بعض النَّاس فِي بَيّاك: إِنَّمَا هُوَ إتباع وَهُوَ عِنْدِي [على] مَا جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع؛ وَذَلِكَ أَن الإتباع لَا [يكَاد] يكون بِالْوَاو, وَهَذَا بِالْوَاو.
(**) وَمن ذَلِك قَول الْعَبَّاس [بْن عبد الْمطلب] فِي زَمْزَم: [إِنِّي] لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حِلّ وبِلّ. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّه إتباع وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي كَذَلِك لمَكَان الْوَاو …الخ). اهـ
(**) وقال أبو الطيب الحلبي، اللغوي عبد الواحد بن علي
(المتوفى: 351هـ) في كتابه:(الإتباع),(ص: 2):
(**) ( . . . وإنما قرنا الإتباع بالتوكيد لأن أهل اللغة اختلفوا,
(**) فبعض جعلوها واحداً, وأكثرهم اختاروا الفرق بينهما:
(**) فجعلوا الإتباع: مالا تدخل عليه الواو نحو قولهم: (عطشان نطشان), و(شيطان ليطان).
(**) والتوكيد: ما دخل عليه الواو نحو قولهم: (هو في حلٍّ وبلٍّ), و(أخذ في كلِّ فن وفنن).
(**) ونحن بحمد الله نذهب إلى أن الإتباع ما لم يختص به بمعنى يمكن إفراده به.
(**) والتوكيد: ما اختص بمعنى وجاز إفراده.
(**) والدليل على صحة قولنا هذا أنَّهم يقولون: (هذا جائع نائع) فهو عندهم إتباع, ثم يقولون في الدُّعاء على الإنسان: (جُوعاً ونُوعاً)
فيدخلون الواو وهو مع ذلك إتباع: إذ كان محالاً أن تكون الكلمة مَرَّةً
إتباعاً ومرة غير إتباع فقد وضح أنَّ الاعتبار ليس بالواو وثبت ما حددناه به. اهـ المراد
(**) وقال السيوطي في كتابه:(المزهر),(1/ 330):
(**) ( … وقال قوم: هذه الألفاظُ تسمى تأكيدا وإتباعا.
(**) وزعم قوم: أن التأكيد غير الإتباع واخُتِلف في الفرق فقال قوم: الإتباع منها ما لم يحسن فيه واو نحو حَسن بَسَن وقَبِيح شَقِيح.
(**) والتأكيد يحسنُ فيه الواو نحو حِلّ وبِلّ.
(**) وقال قوم: الإتباع للكلمة التي يختص بها معنى ينفرد بها من غير حاجة إلى متبوع). اهـ
(**) وقال عباس حسن في كتابه:(النحو الوافي),(3/ 469):
(**) نرى في بعض الأساليب الواردة عن العرب كلمة زائدة، لا تنفرد بنفسها في جملة، دون أن تسبقها – مباشرة في هذه الجملة كلمة أخرى مسموعة تماثلها في وزنها، وفي أكثر حروفها الهجائية ”
(**) أي: أنه ليس لهذه الكلمة المتأخرة الزائدة، المسموعة في الأسلوب الوارد استقلالٌ بنفسها في جملة ما، ولا استغناءٌ عن كلمة سابقة توافقها في وزنها وفي أكثر حروفها”.
(**) وأيضًا ليس لهذه الكلمة الزائدة المسموعة معنى تَجلبه، ولا حُكم إعرابيّ خاصّ بها تُوصف معه بأنها مبتدأ، أو فاعل، أو نعت، أو مفعول، أو غير ذلك..، أو أنها معربة أو مبنية؛
(**) فهي – لكل ما تقدم – خارجة عن نطاق الاستقلال بنفسها،
وصوغها، خالية في معنى لغويّ تؤديه، وبعيدة من الاتّصاف بالإعراب أو البناء، أو التأثر بالعوامل.
(**) وإنما تزاد لمجرد التلميح، أو السخرية، أو المدح، أو محض
التَّصويت والتنغيم. وتسمَّى هذه الكلمة الزائدة الواردة في الأسلوب السّماعيّ هي ونظائرها: “الأَتباع” – بفتح الهمزة – جمع: “تَبَع” – بمعنى التابع-
(**) ويراد به: كل لفظ مسموع، لا يستقل بنفسه في جملة،
(**) وإنما يجيء بعد كلمة تسبقه مباشرة “بغير فاصل”
(**) فيسايرها في وزنها، وفي ضبط آخرها، ويماثلها في أكثر حروفها، دون أنْ يكون له معنى خاص ينفرد به في هذه الجملة،
(**) ولا نصيبٌ في الإعراب أو البناء؛ مثل: “بَسَن” في قولهم: “محمد حسَنٌ بَسَنٌ”. ومثل: “نَيْطان، ونِفْريت” في قولهم، اللصّ شيطانٌ نَيْطانٌ، أو: اللصّ عِفريتٌ نِفريتٌ …
(**) وعند إعراب هذا اللفظ الزائد نقول: إنه تابع للكلمة التي قبله
مباشرة، أي: من أتباعها في الوزن، وضبط الآخر، والمشاركة في معظم الحروف الهجائية، دون أن يكون لهذه التبعية العارضة بوصفها السالف علاقة بالتوابع الأصلية الأربعة المعروفة “وهي: النعت، التوكيد، العطف بنوعيه، البدل” كما سبقت الإشارة؛ إذ لا يجري شيء من أوصاف هذه التوابع الأربعة الأصلية وأحكامها على التابع العارض المذكور فيما سبق؛ حيث يقتصر حكمه على أمر واحد, هو: أنه مثل الكلمة التي قبله مباشرة في وزنها، وأكثر حروفها، وضبط آخرها، دون بقية أحكامها النحوية، أو غير النحوية… .اهـ المراد
(6) يفرق بين التابع والتأكيد: أن التابع يُشترط فيه: أن يكون على وزن
متبوعه مثل: “حسن بسن” و”شيطان ليطان”، ونحوهما.
(**) أما التأكيد مع المؤكد فلا يشترط ذلك فيه، مثل: “جاء زيد نفسه”.
(7) يفرق بين التابعٍ والمرادف:
(**) أن التابع لا يفيد شيئا غير تقوية الأول، فلا يفيد بدون المتبوع.
(**) أما اللفظان المترادفان: فإن كل واحد منهما يفيد المعنى لو انفرد؛ لأنه مثل مرادفه في الرتبة, مثل: ” الليث والأسد”.
(8) (الإِتباع) ليس خاصا بكلام العرب, بل قد شاركتهم الْعَجم في ذلك.
(**) قال السيوطي في كتابه: (الإتباع),(ص: 88):
(**) قَالَ ابْن فَارس فِي فقه اللُّغَة: للْعَرَب الإتباع، وَهُوَ أَن تتبع الْكَلِمَة الْكَلِمَة على وَزنهَا، أَو رويها إشباعاً وتوكيداً.
(**) وَقد شاركت الْعَجم الْعَرَب فِي هَذَا الْبَاب. اهـ المراد
(**) وانظر:
(**) كتاب (الصاحبي في فقه اللغة العربية), لابن فارس (ص: 209)
(**) و كتاب (البلغة الى أصول اللغة) لأبي الطيب محمد صديق خان
(ص: 120)
(**) و كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), (1/ 324)
(9) ذكر جملة من الألفاظ من باب الإتباع.
(**) قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) في كتابه:(المدهش),(ص: 37):
(**) وَمن عاداتهم ـ (أي العرب) ـ تَكْرِير الْكَلَام, وَفِي الْقُرْآن: {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ}
(**) وَقد يُرِيدُونَ تَكْرِير الْكَلِمَة ويكرهون إِعَادَة اللَّفْظ فيغيرون بعض
الْحُرُوف وَذَلِكَ يُسمى:(الِاتبَاع) فَيَقُولُونَ:
** (أُسْوَانُ أَتْوَانُ) أَي حَزِين, وَ(شَيْء تَافِهٌ نَافِهٌ), وَ(انه ثَقِفٌ لَقِفٌ),
و(جَايِعٌ نَايِعٌ), و(حِلٌّ وبِلٌّ), و(حَيَّاك اللَّهُ وَبَيَّاكَ), و(حَقِيرٌ نَقِيرٌ),
وَ(عَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ) أَي: عَظِيمَة, و(نضر مُضر), و(سَمْجٌ لَمْجٌ),
و(سيغ ليغ), و(شَكِسٌ لَكِسٌ), وَ(شَيْطَانٌ لَيْطَانٌ), و(تفرقوا شَذَرٌ مَذَرٌ, وَشَغَرٌ بَغَرٌ), وَ(يَوْم عَكٌّ لَكٌّ), إِذا كَانَ حارا
** و(عَطْشَانُ نَطْشَانُ) و(عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ), وَ(كَثِيرٌ بَثِيرٌ) و(كز لز), وَ(كن أَن), و(حار جَار يار), و(قَبِيحٌ لَقِيحٌ شَقِيحٌ), و(ثِقَةٌ تِقَةٌ نِقَةٌ), وَ(هُوَ أَشَقٌّ أَمَقٌّ حَبِقٌ) للطويل, وَ(حَسَنٌ بَسَنٌ قَسَنٌ), وَ(فعلت ذَلِك على رَغْمِهِ وَدَغْمِهِ و شَغْمِهِ), وَ(مررت بهم أَجْمَعِينَ اكتعين أبصعين). اهـ
(10) ذكر تفسير بعض هذه الكلمات.
(*) (أُسْوَانُ أَتْوَانُ)
(**) أي حزين متردد يَذْهب ويجيء من شدة الحزن. اهـ
(المزهر) للسيوطي (1/ 326)
(*) وَ(شَيْء تَافِهٌ نَافِهٌ)
(**) للشِّيءِ إِذا كانَ قليلاً حقيراً. اهـ
(الإتباع) لأبي الطيب الحلبي، (ص: 93)
(*) وَ(إنه ثَقِفٌ لَقِفٌ)
(**) وَرَجُلٌ ثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقْفٌ لَقْف أَي خَفِيف حاذِق،
(**) وَقِيلَ: سريعُ الفَهْم لِما يُرمى إِلَيْهِ مِنْ كَلَامٍ بِاللِّسَانِ, وَسَرِيعُ الأَخذ لِمَا يُرْمَى إِلَيْهِ بِالْيَدِ،
(**) وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَ ضَابِطًا لِمَا يَحْويه قَائِمًا بِهِ،
(**) وَقِيلَ: هُوَ الْحَاذِقُ بصِناعته. اهـ
(لسان العرب) (9/ 320)
(*) و(جَائِعٌ نَائِعٌ)
(**) يُقالُ:(رَجُلٌ جَائِعٌ نَائِعٌ)،
(**) والنَّائعُ زَعَمُوا: المُتمايلَ مِنْ ضَعفِ الجُوعِ، مِنْ قَولِكَ: نَاعَ الغُصْنُ، إِذا مالَ،
(**) قالَ الرَّاجِزُ:
مَيَّالةٌ مِثلُ القَضيبِ النائِعِ
(**) وبعضُهُم يَقولُ: النَّائعُ العَطْشانُ ولا نَعْلَمُهُمْ يَقولونَ: رَجُلٌ نَائِعٌ
مَفرداً، ويُقالُ في الدُّعاءِ على الرَّجُلِ: جُوعاً لَهُ ونُوعاً!. اهـ
(الإتباع), لأبي الطيب الحلبي، (ص: 92)
(**) وفي كتاب:(الزاهر في معاني كلمات الناس) (2/ 47):
554 – وقولهم: فلان جائعٌ نائعٌ
(**) قال أبو بكر: في النائع قولان:
(**) قال أكثر أهل اللغة: النائع هو الجائع، وقالوا: هذا إتباع،
كقولهم:(شيطان ليطان)، و(حَسَن بَسَن), و(عطشان نطشان).
(**) وقال بعضهم: النائع: العطشان. واحتج بقول الشاعر: (347)
(لَعَمْرُ بني شهاب ما أقاموا * صدورَ الخيلِ والأسَلَ النياعا)
فالأسل: أطراف الأسِنة، والنياع: العِطاش إلى الدَّم. اهـ
(الزاهر في معاني كلمات الناس), (2/ 47)
(*) و(حِلٌّ بِلٌّ)
(**) و(البِلُّ)، بِالْكَسْرِ: الشِّفاءُ من قَوْلهم:(بَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه): إِذا بَرأ، وَبِه فَسَّر أَبُو عبيد حَدِيث زَمْزم:( لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ، وَهِي لِشارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ).
(**) قِيل: البِلُّ هُنَا: المُباحُ, نقلَه ابنُ الأثِير، وغيرُه من أئمّة الغَرِيب.
ويُقال:(حِلٌّ وبلٌّ) أَي حَلالٌ ومُباحٌ. أَو هُوَ إتْباعٌ وَيمْنَعُ مِن جَوازِه الواوُ،
(**) وَقَالَ الأصمَعِي: كنت أرى أنّ(بِلّاً) إتْباعٌ، حتّى زَعم المُعْتَمِرُ بن سُليمان أَن:(بِلاًّ)فِي لُغة حِمْير: مُباحٌ، وكَرَّر لاخْتِلَاف اللَّفْظ، توكيداً.
(**) قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ أَوْلَى لأنّا قَلَّما وجدنَا الإتْباعَ بواو العَطْف. اهـ
(تاج العروس) (28/ 107)
(*) و(حَيَّاك اللَّهُ وَبَيَّاكَ)
(**) ويُدْعَى للرَّجُلِ فيقال:(حَيَّاك اللهُ وبَيَّاكَ)!
(**) قالَ الأصمعيُّ: (بَيَّاكَ) أَضْحَكَكَ،
(**) وقالَ أبو عُبيدة: بَيَّاكَ: مَلَّكَكَ،
(**) وقالَ أبو زَيد وابن الأَعرابيّ يُقال: اعْتمدَكَ بالتحيةِ. اهـ
(الإتباع)لأبي الطيب الحلبي،(ص: 24)
(*) و(حَقِيرٌ نَقِيرٌ)
(**) وَقَالَ يَعْقُوب: قَالَ الغنوي: عنز نقرة، وتيس نقر، وَلم أر كَبْشًا
نقراً، وَهُوَ ظلع يَأْخُذ الْغنم، ثمَّ قيل لكل حقير متهاون بِهِ: حقر نقر، وحقير نقير، وحقر نقر،
(**) وَيجوز أَن يُرَاد بِهِ النقير الذى فِي النواة، فَيكون مَعْنَاهُ حَقِيرًا
متناهياً فِي الحقارة، وَالْمذهب الأول أَجود. اهـ
(الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 78)
(*) وَ(عَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ)
(**) وقالوا:(عَينٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ,أَيْ: عَظيمةٌ، والبَدرةُ الكاملةُ التامةُ، ومنهُ
سُمِّي البدرُ لتمامِهِ. اهـ
(الإتباع)لأبي الطيب الحلبي (ص: 26)
(*) و(خَضِرٌ مَضِرٌ)
(**) وَيَقُولُونَ:(ذهب دَمه خضرًا مضراً)، و(خضرا مضراً)، أى بَاطِلا،
(**) فالخضر: الْأَخْضَر، وَيُقَال: مَكَان خضر، وَيُمكن أَن يكون مُضر لُغَة فِي نضر،
(**) وَيكون معنى الْكَلَام: أَن دَمه بَطل كَمَا يبطل الْكلأ الَّذِي يحصده كل من قدر عَلَيْهِ، أَو يُمكن أَن يكون خضر من قَوْلهم: عشب أَخْضَر، إِذا كَانَ رطبا، وَمُضر: أَبيض، لِأَن المضر إِنَّمَا سمى مضراً لبياضه، وَمِنْه مضيرة الطبيخ، فَيكون مَعْنَاهُ أَن دَمه بَطل طرياً، فَكَأَنَّهُ لما لم يثأر بِهِ فيراق لأَجله الدَّم بقى أَبيض. اهـ
(الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 78)
(**) وفي كتاب: (الإتباع والمزاوجة), لابن فارس (ص: 45)
(**) ويقولون:(دَمٌ خَضِرٌ مَضِرٌ)، وذلكَ إذا طُلَّ فَذَهَبَ.
(**) وبعضُ العَرَبِ يقول:(هو لك خَضِراً مَضِراً)، أي: هنيئاً مريئاً. اهـ
(*) و(سَمْجٌ لَمْجٌ)
(**) (سمج): سَمُجَ الشيءُ، بِالضَّمِّ: قَبُحَ، يَسْمُجُ سَماجَةً إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَلاحَةٌ، وَهُوَ سَمِيجٌ لَمِيجٌ، وسَمْجٌ لَمْجٌ. وَقَدْ سَمَّجَه تَسْمِيجاً إِذا جَعَلَهُ سَمْجاً؛. اهـ
(لسان العرب) (2/ 300)
(*) وَيَقُولُونَ( سمج لمج)،
(**) فاللمج: الْكثير الْأكل الَّذِي يلمج كل مَا وجده، أَي يَأْكُلهُ. اهـ
(الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 79)
(*) و(سيغ ليغ)
(**) و(سَيْغٌ لَيْغ), و(سائِغٌ لائغ) وهو [الطعام] الذي يَسُوغ سهلا في
الحَلْق. اهـ
(المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (1/ 327)
(**) وفي كتاب: (مجمل اللغة) لابن فارس (ص: 799)
(**) (ليغ): [يقال]: سيغٌ ليغٌ: إتباع، وهو السَّهْل الخُلُق. اهـ
(*) و(شَكِسٌ لَكِسٌ)
(**) وَيَقُولُونَ:(شكس لكس)، فـ(الشكس): السَّيئ الْخلق، و(اللكس): العسير [قَليل الانْقِيادِ]. اهـ
(الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 78)
(*) وَ(شَيْطَانٌ لَيْطَانٌ)
(**) وهُوَ الَّذي يَلْزَقُ بالشَّرِّ مِنْ قولِكَ: مَا يَلِيطُ بي هذا: أَيْ مَا يَلزَقُ. اهـ
(الإتباع) لأبي الطيب الحلبي، (ص: 75)
(**) وفي كتاب: (الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 72)
(**) وَيَقُولُونَ:(شَيْطَان ليطان)، فـ(ليطان): مَأْخُوذ من قَوْلهم: لَاطَ حَبَّة بقلبي يلوط ويليط، أى لصق،
(**) وَيُقَال: للْوَلَد فِي الْقلب لوطة، أى حب لازق،
(**) وَيَقُولُونَ: هُوَ ألوط بقلبي مِنْك وأليط، أَي ألزق،
(**) وَيُقَال: مَا يليط هَذَا بقلبي، وَمَا يلتاط، أَي مَا يلصق،
(**) وَيُقَال: ألاط القَاضِي فلَانا بفلان، أَي ألحقهُ بِهِ،
(**) فَمَعْنَى قَوْلهم:(شَيْطَان ليطان)، شَيْطَان لصوق. اهـ
(*) و(تفرقوا شَذَرٌ مَذَرٌ, وَشَغَرٌ بَغَرٌ)
(**) وَكَذَلِكَ: (تَفَرَّقَ الْقَوْمُ شَغَرَ بَغَر, وشَذَرَ مَذَرَ) أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الإِقبال. اهـ
(لسان العرب) (4/ 418)
(*) وَ(يَوْم عَكٌّ أَكٌّ)
(**) ويُقال:(يومٌ عكيكٌ أكيكٌ)، و(يومٌ عَكٌّ أكٌّ): إِذا كانَ شَديدَ الحَرِّ.
(**) و:(الأَكيكُ) بمعنَى العكيكِ، إلاَّ أَنَّهُ لا يُفْرَدُ،
(**) قالَ الرَّاجز:
يَومٌ عَكيكٌ، يَعْصِرُ الجُلودَا * يَتْرُكُ حُمْرانَ الرِّجالِ سُودا
ولَيلةٌ غامِدة غُمودا * سَوداءُ تُغْشِي النَّجْمَ والفُرْقودا. اهـ
(الإتباع) لأبي الطيب الحلبي، (ص: 8)
(*) و(عَطْشَانُ نَطْشَانُ)
(**) و(عَطْشان نَطْشَان): إِتباع لَهُ لَا يُفْرد. اهـ
(لسان العرب) (6/ 319)
(**) وفي كتاب: (الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 71)
(**) وَيَقُولُونَ: (عَطْشَان نَطْشَان) فـ(نَطْشان) مَأْخُوذ من قَوْلهم: مَا بِهِ
نَطيش, أَي: مَا بِهِ حركةٌ فَمَعْنَاه: عَطْشَانٌ قلِقٌ. اهـ
(*) و(عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ)
(**) أَبُو عُبيد: رَجُل عِفْرٌ نِفْرٌ، وعِفْريَةٌ نِفْرِيَةٌ، وعِفْريتٌ نِفْريتٌ، وعُفَارِيَةٌنُفَاريَةٌ، إِذا كَانَ خَبِيثاً مارداً. اهـ
(تهذيب اللغة) (15/ 152)
(*) وَ(كَثِيرٌ بَثِيرٌ)
(**) و:(إِنَّهُ لَكَثِيرٌ بَثِيرٌ بَذِيرٌ بَجيرٌ)، كُلُّهُ إتبَاعٌ، و(البَثِيرُ) من قَولِهم: ماءٌ بَثْرٌ: أيْ كثيرٌ؛ إِلاّ أَنَّهُ لا يُقالُ: شَيءٌ بَثِيْرٌ أَي كثيرٌ إِلا عَلى وَجهِ الإِتْباعِ. اهـ
(الإتباع) لأبي الطيب الحلبي (ص: 13)
(*) و(كز لز)
(**) و: (كَزٌّ لَزٌّ)، إِتباعٌ لَهُ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: (إِنه لَكَزٌّ لَزٌّ)، إِذا كَانَ مُمْسِكًا. اهـ (لسان العرب) (5/ 405)
(**) وفي كتاب: (الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 83)
(**) وَيَقُولُونَ: كز لز، فاللز: اللاصق بالشي، من قَوْلهم: لززت الشَّيْء بالشَّيْء، إِذا أَلْصَقته بِهِ وقرنته إِلَيْهِ،
(**) وَالْعرب تَقول: هُوَ لزاز شَرّ، ولزيز شَرّ، ولز شَرّ. اهـ
(*) و(حار جَار يار)
(**) قالَ أبو مَالكٍ يُقالُ: حَارٌّ يَارٌّ جَارٌّ، ويُقالُ: رَجُلٌ حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ: إِذا أَصابتْهُ مَصيبَةٌ. اهـ
(الإتباع)لأبي الطيب الحلبي،(ص: 35)
(**) و(قَبِيحٌ لَقِيحٌ شَقِيحٌ)
(**) وَيَقُولُونَ:(قَبِيح شقيح)، فالشقيح مَأْخُوذ من قَوْلهم:(شقيح الْبُسْر) إِذا تَغَيَّرت خضرته بحمرة أَو صفرَة، وَهُوَ حِينَئِذٍ اقبح مَا يكون،
(**) وَتلك البسرة تسمى شقحة، وَحِينَئِذٍ يُقَال: أشقح النّخل، فَمَعْنَى قَوْلهم: قَبِيح شقيح، متناهى الْقبْح،
(**) وَيُمكن أَن يكون بِمَعْنى مشقوح، من قَول الْعَرَب: لأشقحنك شقح الْجَوْز بالجندل، أَي لأكسرنك، فَيكون مَعْنَاهُ قبيحاً مكسوراً.
(**) وَقَالَ اللحياني: شقيح لقيح، فالشقيح هَا هُنَا: المكسور على مَا
ذكرنَا،
(**) واللقيح: مَأْخُوذ من قَوْلهم: لقحت النَّاقة، ولقح الشّجر، ولقحت الْحَرْب، فَمَعْنَاه: مكسور حَامِل للشر. اهـ
(الإتباع) لأبي علي القالي (ص: 74)
(*) و(ثِقَةٌ تِقَةٌ نِقَةٌ)
(**) (و) قَالُوا: (ثِقَةٌ} نِقَةٌ) وَهُوَ (إتْباعٌ) كأنَّهم حَذَفُوا وَاو {نِقْوَة، حَكَى ذلكَ ابنُ الأعْرابي. اهـ
(تاج العروس), (40/ 125)
(*) وَ(هُوَ أَشَقٌّ أَمَقٌّ حَبِقٌ) للطويل
(**) [شَقِقَ]: الأَشَقُّ: الطويل. يقال: فرس أشق، والأنثى شقّاء.
(**) قال الأصمعي: سمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال:
أَشَقّ أَمَقّ حَبَقّ.
(**) وقال بعضهم: الأشق من الخيل: الذي يميل في أحد شقيه عند عدوه. اهـ
(شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم), لنشوان بن سعيد الحميرى اليمني (المتوفى: 573هـ), (6/ 3345)
(**) وفي كتاب:(تهذيب اللغة), لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري
الهروي، (المتوفى:370هـ), (7/ 22):
(**) (خبق): أَبُو عبيد عَن الأصمعيِّ قَالَ: الْخِبِقُّ: الطَّوِيل.
(**) ورَوَى غيرهُ عَنهُ أنَّه قَالَ: سَمِعتُ عُقبَةَ بنَ رُؤبَةَ يصفُ فَرَساً فَقَالَ: أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقُّ.
(**) قَالَ: وَقيل: (خِبَقُّ) إتْباعٌ للأشق الأَمَقِّ.
(**) وَالْقَوْل: أَنه يُفْرَدُ بالنعت للطويل.
(**) أَبُو العبَّاس عَن ابْن الأعرابيِّ قَالَ: خُبَيْقٌ تصغيرُ خَبْقٍ، وَهُوَ
الطَّول، وَرجل خِبِقٌّ: طَوِيل.
(**) وَقَالَ غيرُه: يُقَال: (حَبَقَ وخَبَقَ) إِذا ضَرِطَ. اهـ
(**) وَ(حَسَنٌ بَسَنٌ قَسَنٌ)
(**) مَعْنَاه: حسن كَامِل الْحسن.
(*) وَ(فعلت ذَلِك على رَغْمِهِ وَدَغْمِهِ وشَغْمِهِ)
(**) يُقالُ في الدُّعَاءِ عَلى الرَّجُلِ:(لا باركَ اللهُ فيهِ ولا تَاركَ ولا دَارَكَ)!.
(*) ودُعَاءٌ آخَرُ:(أَرغَمَهُ اللهُ وأَدْغَمهُ)! (ولهُ مِنّي مَا يُرْغِمُهُ ويَدْغِمُهُ)، (*) ويَقولونَ:(رَغْمَاً دَغْمَاً)!؛ و(فَعلتُ ذَاكَ عَلى رَغْمِهِ ودَغْمِهِ). اهـ
(الإتباع) لأبي الطيب الحلبي،(ص: 41)
(**) وقال في (ص: 58)
(**) ويُسَبُّ الرَّجُلُ فَيُقالُ:(رَغْماً دَغْماً شِنّغْماً! (وفَعَلْتُ ذَاك عَلى رَغْمِهِ ودَغْمِهِ وشَنَّغْمِهِ؛). اهـ
(**) وفي كتاب :(المخصص), لابن سيده (4/ 89):
(**) (أدغمه الْأَمر): سَاءَهُ وأرغمه، وَمن دُعَائِهِمْ: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، ويروى بِالْعينِ غير مُعْجمَة،
(*) وَ(مررت بهم أَجْمَعِينَ أكتعين أبصعين).
(**) و(رأَيت الْقَوْمَ أَجمعين أَكْتَعِين أَبْصَعِينَ أَبتعين )، تُوكَّدُ الْكَلِمَةُ بِهَذِهِ
التواكِيدِ كُلِّهَا،
(**) وَلَا يُقَدَّمُ (كُتَعُ) عَلَى جُمَعَ فِي التأْكيد، وَلَا يُفْرَدُ لأَنه إِتباع لَهُ،
(**) وَيُقَالُ إِنه مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: (أَتى عَلَيْهِ حَوْلٌ كَتِيعٌ ) أَي تامٌّ. اهـ
(لسان العرب) (8/ 305)
(**) وفي (شرح الكافية الشافية), لابن مالك (3/ 1172):
(**) وقد يجاء بعد “أجمع”1 بـ”أكتع”.
(**) وبعد “جمعاء” بـ”كتعاء”.
(**) وبعد “أجمعين” بـ”أكتعين”.
(**) وبعد “جمع” بـ”كتع”.
(**) وقد يجاء بعد “أكتع” و”كتعاء” و”أكتعين” و”كتع”.بـ”أبصع” و”بصعاء” وأبصعين” و”بصع”.
(**) وزاد الكوفيون بعد “أبصع” و”بصعاء” و”أبصعين” و”بصع”: “أبتع” و”بتعاء” و “أبتعين” و”بتع”.
(**) ولا يجاء بـ”أكتع” وأخواته -غالبا- إلا بعد “أجمع”. وأخواته على الترتيب.
(**) وشذ قول بعضهم: “أجمع أبصع”.
(**) وإنما حق “أبصع” إن يجيء بعد “أكتع”.
(**) وأشذ من “أجمع أبصع”1 قول بعضهم: “جمع بتع”.
(**) وإنما حق “أبتع” و”بتعاء” و”أبتعين” و”بتع” أن يجاء بهن آخرًا. …الخ). اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 19 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
32- ذكر أسماء الشهور العربية وجموعها, وسبب تسميتها, وماذا كانت تسميها الْعَرَبُ في الجاهلية
(**) الشهر: ثلاثون يوما, أو تسعة وعشرون.
(**) وسمي الشهر شهرا لشهرته وظهوره.
(**) والشهور العربية اثنا عشر شهرا, أولها المحرم وآخرها ذو الحجة.
(**) وفي (شرح النووي على مسلم)، (1/ 183):
(**) قَالَ النَّحَّاسُ: وَأُدْخِلَتِ (الْأَلِفُ وَاللَّامُ) فِي الْمُحَرَّمِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ.
(**) قَالَ: وَجَاءَ مِنَ الشُّهُورِ ثَلَاثَةُ مُضَافَاتٍ:
شَهْرُ رَمَضَانَ، وَشَهْرَا رَبِيعٍ، يَعْنِي وَالْبَاقِي غَيْرُ مُضَافَاتٍ.
(**) وَسُمِّيَ الشَّهْرُ شَهْرًا: لِشُهْرَتِهِ وَظُهُورِهِ. اهـ
(**) قال ابن كثير في (تفسيره), (4/ 128), سُورَةِ التَّوْبَةِ آية (36)
(**) [فَصْلٍ] ذَكَرَ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ السَّخَاوِيُّ فِي جُزْءٍ جَمَعَهُ سَمَّاهُ:
«الْمَشْهُورُ فِي أَسْمَاءِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ»
(**) أَنَّ (الْمُحَرَّمَ) سُمِّيَ بِذَلِكَ ؛ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا،
(**) وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا.
(**) قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى: (مُحَرَّمَاتٍ, وَمَحَارِمَ, ومحاريم).
(**) و(صفر) سمي بذلك, لخلو بيوتهم منهم حِينَ يَخْرُجُونَ لِلْقِتَالِ
وَالْأَسْفَارِ.
(**) يُقَالُ: (صَفِرَ الْمَكَانُ) إِذَا خَلَا, وَيُجْمَعُ عَلَى: (أَصْفَارٍ) كَجَمَلٍ
وَأَجْمَالٍ،
(**) و(شهر رَبِيعٍ الْأَوَّلِ) سُمِّيَ بِذَلِكَ ؛ لِارْتِبَاعِهِمْ فِيهِ.
(**) وَالِارْتِبَاعُ: الْإِقَامَةُ فِي عِمَارَةِ الرَّبْعِ,
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى: (أَرْبِعَاءَ) كنصيب وأنصباء، وعلى (أربعة) كرغيف وأرغفة،
(**) و(ربيع الْآخِرُ) كَالْأَوَّلِ.
(**) (جُمَادَى) سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ،
(**) قَالَ: وَكَانَتِ الشُّهُورُ فِي حِسَابِهِمْ لَا تَدُورُ.
(**) وَفِي هَذَا نَظَرٌ؛ إِذْ كَانَتْ شُهُورُهُمْ منوطة بالأهلة فلا بُدَّ مِنْ
دَوَرَانِهَا.
(**) فَلَعَلَّهُمْ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا سُمِّيَ عِنْدَ جُمُودِ الْمَاءِ فِي الْبَرْدِ،
(**) كما قال الشاعر:
وَلَيلَةٍ مِنْ جُمَادَى ذَاتِ أَنْدِيَةٍ
لَا يُبْصِرُ العبد في ظلمائها الطُّنُبَا
لَا يَنْبَحُ الْكَلْبُ فِيهَا غَيْرُ وَاحِدَةٍ
حَتَّى يَلُفَّ عَلَى خُرْطُومِهِ الذَّنَبَا
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى: (جُمَادِيَاتٍ) كَحُبَارَى وحُبَارِيَاتٍ.
(**) وَقَدْ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ: (جمادى الأولى والأول, جمادى الْآخِرُ
وَالْآخِرَةُ).
(**) (رَجَبٌ) مِنَ التَّرْجِيبِ, وَهُوَ التَّعْظِيمُ.
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى (أَرْجَابٍ, ورِجَابٍ, ورَجَبَاتٍ).
(**) (شَعْبَانُ) مِنْ تَشَعُّبِ الْقَبَائِلِ وَتَفَرُّقِهَا لِلْغَارَةِ.
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى: (شَعَابِينَ, وشعبانات).
(**) (رمضان) مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ, وَهُوَ الْحُرُّ, يُقَالُ: (رَمِضَتِ الْفِصَالُ) إِذَا عَطِشَتْ.
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى: (رَمَضَانَاتٍ, وَرَمَاضِينَ, وَأَرْمِضَةٍ).
(**) قَالَ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ خَطَأٌ لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ،
(**) قُلْتُ: قَدْ وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ, وَلَكِنَّهُ ضَعِيفٌ، وَبَيَّنْتُهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الصِّيَام.
(**) (شَوَّالٌ) مِنْ شَالَتِ الْإِبِلُ بِأَذْنَابِهَا لِلطِّرَاقِ.
(**) قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى: (شَوَاوِلَ وَشَوَاوِيلَ وَشَوَّالَاتٍ).
(**) (الْقَعْدَةُ) بِفَتْحِ الْقَافِ، قُلْتُ: وَكَسْرِهَا، لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَنِ الْقِتَالِ
وَالتَّرْحَالِ.
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى (ذَوَاتِ الْقَعْدَةِ).
(**) (الْحِجَّةُ) بكسر الحاء، قلت: وفتحها، سمي بذلك؛ لإقامتهم الْحَجَّ
فِيهِ،
(**) وَيُجْمَعُ عَلَى: (ذَوَاتِ الْحِجَّةِ). اهـ المراد
(**) وأسماء الشهور في الجاهلية:
(**) المُحَرَّمُ: (المُؤْتَمِرُ)
(**) وصَفَرٌ: (ناجِرٌ)
(**) وربيعٌ الأَوَّلُ: (خَوَّانٌ، وخُوَّانٌ، وخَوَان)
(**) وربيعٌ الآخِرُ: (وَبْصان، وحُكِيَ لنا: بُصَانٌ أيضاً)
(**) وجُمادَى الأولى: (الحَنِينُ، وحُكِيَت: الحُنَيْن)
(**) وجُمادَى الآخِرة: (رُبَّى، والرُبَّةُ)
(**) ورَجَبٌ: (الأَصَمُّ)
(**) وشَعْبان: (عاذِلٌ)
(**) ورمضان: (ناتِقٌ)
(**) وشَوَّالٌ: (وَعِلٌ)
(**) وذو القَعْدةِ: (وَرْنَة)
(**) وذو الحِجَّةِ: (بُرَكٌ)
(**) (ومن المراجع):
(**) وكتاب: (المفهم)، للقرطبي (15/ 125)
(**) وكتاب: (الأزمنة وتلبية الجاهلية)، لقُطْرُب (ص: 47)
(**) وكتاب: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), للسيوطي
(1/ 174)
(**) وكتاب: (جمهرة اللغة), لأبي بكر بن دريد (3/ 1311)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 5 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
31- ذكر أسماء الأيام وجموعها, وماذا كانت تسميها الْعَرَبُ في الجاهلية
(**) (أسماء أيام الأسبوع)
1- أولها: (الأحد)، ويجمع على: (آحاد، وأوحاد، ووحود).
2- ثُمَّ (يَوْمُ الْاثْنَيْنِ), وَيُجْمَعُ عَلَى: (أَثَانِينَ).
3- ثُمَّ (الثُّلَاثَاءُ) يُمَدُّ، وَيُذَكَّرُ، وَيُؤَنَّثُ. وَيُجْمَعُ عَلَى: (ثَلَاثَاوَاتٍ، وَأَثَالِثَ).
4- ثُمَّ (الْأَرْبِعَاءُ) بِالْمَدِّ، وَيُجْمَعُ عَلَى: (أَرْبَعَاوَاتٍ، وَأَرَابِيعَ).
5- ثُمَّ (الْخَمِيسُ)، يُجْمَعُ عَلَى: (أَخْمِسَةٍ، وَأَخَامِسَ).
6- ثُمَّ (الْجُمُعَةُ)، بِضَمِّ الْمِيمِ، وَإِسْكَانِهَا، وَفَتْحِهَا أَيْضًا، وَيُجْمَعُ عَلَى: (جُمَع، وجماعات).
7- (السَّبْتُ)، مَأْخُوذٌ مِنَ: السَّبْتِ، وَهُوَ الْقَطْعُ: لِانْتِهَاءِ الْعَدَدِ عِنْدَهُ. ويجمع على: أسبت وسبوت وأسبات.
(**) وَكَانَتِ الْعَرَبُ في الجاهلية تُسَمِّي الْأَيَّامَ على النحو التالي:
1- الأحد: (أَوّلُ).
2- والاثنين: (أَهْونَ, وأوْهَد).
3- والثلاثاء: (جُبَار).
4- والأربعاء: (دُبَار).
5- والخميس: (مُؤْنِس).
6- والجمعة: (عروبة).
7- والسبت: (شِيَار).
(**) قَالَ الشَّاعِرُ مِنَ الْعَرَبِ الْعَرْبَاءِ الْعَارِبَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ: [الوافر]
أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ وَأَنَّ يَوْمِي بِأَوَّلَ أَوْ بِأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ
أَوِ التَّالِي دُبَارِ فِإِنْ أَفُتْهُ
فَمُؤْنِسَ أَوْ عَرُوبَةَ أَوْ شِيَارِ. اهـ
(**) (من المراجع):
(**) كتاب: (تفسير ابن كثير), (4/ 128), سُورَةِ التَّوْبَةِ آية (36)
(**) وكتاب: (الأزمنة وتلبية الجاهلية)، لقُطْرُب (ص: 44)
(**) وكتاب: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), للسيوطي
(1/ 174)
(**) وكتاب: (جمهرة اللغة), لأبي بكر بن دريد (3/ 1311)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 4 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
30- القسم وأهميته, وأركانه, وتعدده في القران الكريم
(**) مما جرت به عادة العرب استعمال القسم في توكيد الأخبار نفيا أو إثباتا؛ لتستقر في النفوس، وقد نزل القرآن بلغة العرب مستمعلا هذا الأسلوب.
(**) وفي كتاب: (أسلوب القسم الظاهر في القرآن الكريم), تأليف: د/ سامي عطا حسن (ص: 44):
(**) لجأ القرآن الكريم إلى القسم جريا على عادة العرب في توكيد الأخبار، لتستقر في النفس، ويتزعزع فيها ما يخالفها،
(**) وإذا كان القسم لا ينجح أحيانا في حمل المخاطب على التصديق، فإنه كثيرا ما يوهن في النفس الفكرة المخالفة، ويدفع إلى الشك فيها، ويبعث المرء على التفكير الجاد والقوي فيما ورد القسم من أجله.
(**) وقال في (ص: 27):
(**) المبحث الخامس/ أغراض القسم القرآني، وأهدافه:
(**) يقول ابن يعيش: (الغرض من القسم: توكيد ما يقسم عليه من نفي وإثبات)
(**) وقال ابن القيم: (والمقسم عليه: يراد بالقسم توكيده، وتحقيقه)،
(**) والقرآن نزل بلغة العرب، ومن عاداتها القسم إذا أرادت أن تؤكد أمرا، وقلما نجد القسم مستعملا في اللغات الأخرى وآدابها.
(**) وكثيرا ما يحتاج المتكلم إلى تأكيد خبر يسوقه، أو توثيق وعد يصدر منه، وبخاصة في الأمور المهمة كالمحالفات، والمعاهدات، وكان للتأكيد عند العرب صيغ مختلفة، وكان القسم أقواها تأكيدا وتحقيقا، لأنه يفيد الجزم بصحته، والقطع بصدقه،
(**) وقد بلغ من شأن القسم عندهم، أنهم كانوا يحترزون كل الاحتراز من الأيمان الكاذبة، ويعتقدون أنها شؤم على صاحبها، تخرب الديار، وتدعها بلاقع، لما فيها من الغدر والخيانة،
(**) ومن أجل هذا كانت اليمين عندهم قاطعة في إثبات الحقوق.
اهـ المراد.
(**) وأركان القسم أربعة:
(**) الأول: المقسم, – بكسر السين – وهو الله جل جلاله, أو العبد.
(**) الثاني: المقسم به, وهو الشيء المعظم عند الحالف, لأنه لا يقسم إلا بشيء عظيم.
(**) ولله جل وعلا أن يقسم بما شاء, بذاته المقدسة, أو بمخلوقاته العظيمة،
(**) وليس للمخلوق أن يقسم إلا بالله العظيم، لأن الحلف تعظيم, والتعظيم لا يكون إلا لله العظيم سبحانه وتعالى.
(**) الثالث: المقسم عليه , ولا يكون إلا شيئا عظيما.
(**) الرابع: أداة القسم: وهي حروف القسم الثلاثة: (الواو, الباء, والتاء, والواو أكثرها استعمالا).
(**) قال الإمام القرطبي في كتابه: (المفهم), (2/ 26):
(**) ( … والقَسَمُ: الإيلاءُ والحَلِفُ.
(**) وهذا وأشباهه قَسَمٌ من الله تعالى على جهة التشريفِ للمقسَمِ به،
والتأكيدِ للمُقسَمِ له،
(**) وأنَّه تعالى له أن يُقْسِمَ بما شاء مِنْ أسمائه وصفاتِهِ ومخلوقاتِهِ
تشريفًا وتنويهًا؛ كما قال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، {وَالْعَادِيَاتِ}
{وَالصَّآفَّاتِ}، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}، {وَالنَّازِعَاتِ}، ونحو هذا.
(**) وقد تكلَّف بعضُ العلماء، وقال: إنَّ المقسَمَ به في مثلِ هذه المواضع محذوفٌ للعلم به؛ فكأنه قال: وربِّ الشمسِ، وربِّ الليل.
(**) والذي حمله على ذلك: أنَّه لمَّا سَمِع أنَّ الشرع قد نهانا أن نَحْلِفَ بغير الله تعالى، ظنَّ أنَّ الله تعالى يمتنعُ مِنْ ذلك،
(**) وهذا ظن قاصر وفهمٌ غيرُ حاضر؛ إذْ لا يَلْزَمُ شيءٌ من ذلك؛ لأنَّ
للهِ تعالى أن يحكمَ بما شاء، ويفعَلَ من ذلك ما يشاء؛ إذْ لا يتوجَّهُ عليه حُكْم، ولا يترتَّبُ عليه حَقٌّ.
(**) وأيضًا: فإنَّ الشرع إنما منعنا من القسمِ بغيرِ الله تعالى؛ حمايةً عن التشبُّهِ بالجاهليةِ فيما كانوا يُقْسِمون به من معبوداتهم ومُعَظَّمَاتِهم
الباطلةِ؛ على ما يأتي الكلامُ عليه في “الأَيْمَان”). اهـ
(**) وفي تفسير العثيمين: جزء عم (ص: 146):
(**) {والسماء والطارق} ابتدأ الله عز وجل هذه السورة بالقسم، أقسم الله تعالى بالسماء والطارق.
(**) وقد يشكل على بعض الناس كيف يقسم الله سبحانه وتعالى بالمخلوقات مع أن القسم بالمخلوقات شرك لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»،
وقال عليه الصلاة والسلام: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» .
(**) فلا يجوز الحلف بغير الله لا بالأنبياء، ولا بالملائكة، ولا بالكعبة، ولا بالوطن، ولا بأي شيء من المخلوقات؟
(**) والجواب على هذا الإشكال أن نقول: إن الله سبحانه وتعالى له أن يقسم بما شاء من خلقه،
(**) وإقسامه بما يقسم به من خلقه يدل على عظمة الله عز وجل، لأن عِظم المخلوق يدل على عِظم الخالق،
(**) وقد أقسم الله تعالى بأشياء كثيرة من خلقه، ومن أحسن ما رأيته تكلم على هذا الموضوع ابن القيم رحمه الله في كتابه: (التبيان في أقسام القرآن) وهو كتاب جيد ينفع طالب العلم كثيراً. اهـ المراد.
(**) وقد أقسم الله تعالى بنفسه المقدسة في القرآن الكريم في سبعة مواضع:
1- في قوله: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}.
2- وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}.
3- وقوله: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}.
(**) وفي هذه الثلاثة أمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يقسم به.
4- وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ}.
5- وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}.
6- وقوله: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.
7- وقوله: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ}.
(**) وسائر القسم في القرآن بمخلوقاته سبحانه وتعالى.
(**) تعدد القسم في القران الكريم:
(**) قد وقع القسم من اللَّه جل جلاله في القران الكريم بأمر واحد،
مثل: {وَالْعَصْرِ}، {وَالنَّجْمِ}.
(**) ووقع بأمرين، مثل: {وَالضُّحى وَاللَّيْلِ}، {وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ}.
(*) ووقع بثلاثة أمور، مثل: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا () فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا
(*) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}.
(*) ووقع بأربعة أمور، مثل: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا () فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا
() فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا () فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}
وفي: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ () وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ () وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.
وفي: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ () وَطُورِ سِينِينَ () وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}.
(*) ووقع بخمسة أمور، مثل: {وَالطُّورِ () وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (*) فِي
رَقٍّ مَنْشُورٍ () وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ () وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (*) وَالْبَحْرِ
الْمَسْجُورِ}،
(*) وفي {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا () فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا () وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا () فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (*) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا}،
(*) وفي : {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا () وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا () وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا () فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (*) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}،
(*) وفي {وَالْفَجْرِ () وَلَيَالٍ عَشْرٍ () وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ () وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}.
(**) ولم يقسم بأكثر من خمسة أشياء إلا في سورة واحدة وهي:
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا () وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا () وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا () وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا () وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا () وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا () وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}.
(**) وانظر كتاب:
(**) (السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير), (4/ 77) لشمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى: 977هـ)
(**) وكتاب: (اللباب في علوم الكتاب), (18/ 5) لأبي حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 3 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
29- معرفة سند علم النحو, وطبقات النحويين
(**) قال الأزهري في كتابه: (شرح التصريح على التوضيح), (1/ 5):
(**) وقد تضافرت الروايات على أن أول من وضع النحو أبو الأسود،
(**) وأنه أخذه أولا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
(**) وكان أبو الأسود كوفي الدار، بصري المنشأ، ومات وقد أسن,
(**) واتفقوا على أن أول من وضع التصريف معاذ بن مسلم الهراء؛
بفتح الهاء وتشديد الراء، نسبة إلى بيع الثياب الهروية؛
(**) وكان تخرج بأبي الأسود؛ وأدب عبد الملك بن مروان،
(**) ثم خلف أبا الأسود خمسة نفر؛
(**) أولهم: عنبسة الفيل، كان اسم أبيه معدان، قتل فيلا لعبد الله بن عامر بن كريز فسمي: معدان الفيل؛ وسمي ابنه: عنبسة الفيل.
(**) وثانيهم: ميمون الأقرن,
(**) وثالثهم: يحيى بن يعمر العدواني،
(**) والرابع والخامس: ولدا أبي الأسود عطاء وأبو الحارث,
(**) ثم خلف هؤلاء عبد الله بن [أبي] إسحاق الحضرمي؛
(**) وعيسى بن عمر الثقفي؛
(**) وأبو عمرو بن العلاء؛
(**) ثم خلفهم الخليل بن أحمد الفراهيدي؛
(**) ثم سيبويه؛ والكسائي،
(**) ثم صار الناس بعد ذلك فريقين، كوفيا وبصريا،
(**) ثم خلف سيبويه أبو الحسن الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة،
وخلف الكسائي الفراء.
(**) ثم جاء بعد ذلك صالح بن إسحاق الجرمي، وبكر بن عثمان المازني،
(**) ثم جاء بعدهما محمد بن يزيد المبرد،
(**) وجاء بعده أبو إسحاق الزجاج؛ وأبو بكر بن السراج؛ وابن
درستويه؛ وأبو بكر محمد بن مبرمان،
(**) ثم جاء بعد هؤلاء أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي؛ وأبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ؛ وعلي بن عيسى الرماني؛
(**) ثم أبو الفتح بن جني؛
(**) ثم الشيخ عبد القاهر الجرجاني؛
(**) ثم الزمخشري؛
(**) ثم ابن الحاجب؛
(**) ثم ابن مالك؛
(**) ثم ابن هشام. اهـ بزيادة ما بين المعكوفين.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 2 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
28- الأخافشة من النحويين
(**) لفظ: (الأخفش) لقب لأحد عشر نحويا,
(**) والمراد به عند الإطلاق: أبو الحسن سَعِيدُ بنُ مَسْعَدَةَ.
(**) ففي كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) للسيوطي,(2/ 386):
(**) الأخفش: أحدَ عَشَر نحويا:
1- أحدهم: الأخفش الأكبر أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد أحد شيوخ سيبويه.
2- والثاني: الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة تلميذ سيبويه. مات سنة عشر ومائتين, وقيل بعدها.
3- والثالث: الأخفش الأصغر أبو الحسن علي بن سليمان، من تلامذة المبرِّد وثعلب. مات سنة خمس عشرة وثلثمائة.
4- والرابع: أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني مصنف غريب الموطَّأ. مات قبل الخمسين ومائتين.
5- والخامس: أحمد بن محمد الموصلي أحد شيوخ ابن جِنِّي، مصنف كتاب تعليل القراءات.
6- والسادس: خلف بن عمرو اليشكري البَلَنسي مات بعد الستين وأربعمائة.
7- والسابع: عبد الله بن محمد البغدادي من أصحاب الأصمعي.
8- والثامن: عبد العزيز بن أحمد الأندلسي من مشايخ ابن عبد البر.
9- والتاسع: علي بن محمد الإدْريسي. مات بعد الخمسين وأربعمائة.
10- والعاشر: علي بن إسماعيل بن رجاء الفاطمي.
11- والحادي عشر: هارون بن موسى بن شريك القارىء. مات سنة إحْدَى وسبعين ومائتين. اهـ
(**) ثم قال السيوطي في صـ ( 388 ):
(**) وحيث أطلق في كتب النحو الأخفش, فهو الأوسط,
(**) فإن أريد الأكبر أو الأصغر قَيَّدوه.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 1 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
27- أحسن قَصِيدَةٍ فِي مَدْحِ النَّحْوِ وَأَهْلِهِ
(**) قال أبو طاهر المقرئ في كتابه: (أخبار النحويين), (ص: 53):
(**) (أَفْضَلُ قَصِيدَةٍ فِي مَدْحِ النَّحْوِ وَأَهْلِهِ)
(**) أَنْشَدَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْن الْحَارِثِ المُرْهِبِيُّ أَنْشَدَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ النَّضْرِ لِعَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْكِسَائِيِّ:
إِنَّمَا النَّحْوُ قِيَاسٌ يُتَّبَعْ
وَبِهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ يُنْتَفَعْ
فَإِذَا مَا أَبْصَرَ النَّحْوَ الْفَتَى
مَرَّ فِي الْمَنْطِقِ مَرًّا فَاتَّسَعْ
فَاتَّقَاهُ كُلُّ مَنْ جَالَسَهُ
مِنْ جَلِيسٍ نَاطِقٍ أَوْ مُسْتَمِعْ
وَإِذَا لَمْ يُبْصِرِ النَّحْوَ الْفَتَى
هَابَ أَنْ يَنْطِقَ جُبْنًا فَانْقَطَعْ
فَتَرَاهُ ينصب الرّفْع وَمَا
كَانَ من خَفْضٍ وَمِنْ نَصْبٍ رَفَعْ
يَقْرَأُ الْقُرْآن لَا يعرف مَا
صرف الْإِعْرَاب فِيهِ وصنع
وَالَّذِي يعرفهُ يقرأه
فَإِذا مَا شكّ فِي حرف رَجَعَ
نَاظرا فِيهِ وَفِي إعرابه
فَإِذا مَا عرف النَّحْو صدع
فهما فِيهِ سَوَاء عنْدكُمْ
لَيست السّنة فِينَا كالبدع
كم وضيع رفع النَّحْو وَكم
من شرِيف قد رَأَيْنَاهُ وضع
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 1 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
26- لقب (سيبويه) يطلق على أربعة من النحويين، ولقب (ثعلب) يطلق على اثنين من النحويين
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها),
(2/ 387):
(**) (سيبويه) أربعة:
(**) أحدهم: إمام العربية عمرو بن عثمان بن قَنْبَر.
(**) والثاني: محمد بن موسى بن عبد العزيز المصري.
(**) والثالث: محمد بن عبد العزيز الأصبهاني.
(**) والرابع: أبو الحسن علي بن عبد الله الكومي المغربي.
(**) و(ثعلب) اثنان:
(**) أشهرهما: الإمام أبو العباس أحمد بن يحيى.
(**) والثاني: محمد بن عبد الرحمن. اهـ
(**) ثم قال السيوطي في صـ ( 388 ):
(**) وحيث أطلق البصريون أبا العباس, فالمراد به المبرِّد.
(**) وحيث أطلقه الكوفيون فالمراد به ثَعْلَب.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 29 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
25- ذكر بعض الفوائد والقصص الطريفة من كتاب (مغني اللبيب)
(**) قال ابن هشام رحمه الله تعالى في كتابه (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 33):
(**) (إِن) الْمَكْسُورَة الْخَفِيفَة ترد على أَرْبَعَة أوجه:
(**) أَحدهَا: أَن تكون شَرْطِيَّة نَحْو: {إِن ينْتَهوا يغْفر لَهُم}, {وَإِن تعودوا نعد}
(**) وَقد تقترن بِـ(لا) النافية فيظن من لَا معرفَة لَهُ أَنَّهَا (إِلَّا)
الاستثنائية نَحْو: {إِلَّا تنصروه فقد نَصره الله}, {إِلَّا تنفرُوا يعذبكم},{وَإِلَّا تغْفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}, {وَإِلَّا تصرف عني كيدهن أصب إلَيْهِنَّ}.
(**) وَقد بَلغنِي أَن بعض من يَدعِي الْفضل سَأَلَ فِي {إِلَّا تفعلوه} فَقَالَ: مَا هَذَا الِاسْتِثْنَاء؟ أمتصل أم مُنْقَطع؟
(**) وقال في (ص:697):
(**) حُكيَ عَن اليزيدي أَنه قَالَ فِي قَول العرجي
937 – (أظلوم إِن مصابكم رجلا * رد السَّلَام تَحِيَّة ظلم)
:إِن الصَّوَاب (رجل) بِالرَّفْع خَبرا لـ(إن).
(**) وعَلى هَذَا الْإِعْرَاب يفْسد الْمَعْنى المُرَاد فِي الْبَيْت وَلَا يتَحَصَّل لَهُ معنى الْبَتَّةَ.
(**) وَله حِكَايَة مَشْهُورَة بَين أهل الْأَدَب .
(**) رووا عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني: أَن بعض أهل الذِّمَّة بذل لَهُ مئة
دِينَار على أَن يقرئه كتاب سِيبَوَيْهٍ, فَامْتنعَ من ذَلِك, مَعَ مَا كَانَ بِهِ من شدَّة احْتِيَاج.
(**) فلامه تِلْمِيذه الْمبرد, فَأَجَابَهُ بِأَن الْكتاب مُشْتَمل على ثلاثمئة وَكَذَا كَذَا آيَة من كتاب الله تَعَالَى, فَلَا يَنْبَغِي تَمْكِين ذمِّي من قرَاءَتهَا.
(**) ثمَّ قدر أَن غنت جَارِيَة بِحَضْرَة الواثق بِهَذَا الْبَيْت, فَاخْتلف
الْحَاضِرُونَ فِي نصب رجل وَرَفعه, وأصرت الْجَارِيَة على النصب,
وَزَعَمت أَنَّهَا قرأته على أبي عُثْمَان كَذَلِك, فَأمر الواثق بإشخاصه من الْبَصْرَ, فَلَمَّا حضر أوجب النصب, وَشَرحه بِأَن: (مصابكم ) بِمَعْنى: (إصابتكم), و(رجلا) مَفْعُوله و(ظلم), الْخَبَر, وَلِهَذَا لَا يتم الْمَعْنى بِدُونِهِ.
(**) قَالَ: فَأخذ اليزيدي فِي معارضتي, فَقلت لَهُ: وَهُوَ كَقَوْلِك: (إِن
ضربك زيدا ظلم), فَاسْتَحْسَنَهُ الواثق, ثمَّ أَمر لَهُ بِأَلف دِينَار ورده مكرما.
(**) فَقَالَ للمبرد: تركنَا لله مئة دِينَار فعوضنا ألفا.
(**) وقال في (ص:877):
(**) وَحكى العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف:
(**) أَنه قيل لبَعْضهِم: مَا فعل أَبوك بحماره؟, فَقَالَ: بَاعِه.
(**) فَقيل لَهُ: لم قلت: بَاعِه؟.
(**) قَالَ: فَلم قلت أَنْت: بحماره؟.
(**) فَقَالَ: أَنا جررته بِالْبَاء.
(**) فَقَالَ: فَلم تجر باؤك وبائي لَا تجر؟!
(**) وَمثله من الْقيَاس الْفَاسِد:
(**) مَا حَكَاهُ أَبُو بكر التاريخي فِي كتاب أَخْبَار النَّحْوِيين: أَن رجلا قَالَ لسماك بِالْبَصْرَةِ: بكم هَذِه السَّمَكَة؟
فَقَالَ: بدرهمان, فَضَحِك الرجل.
(**) فَقَالَ السماك: أَنْت أَحمَق, سَمِعت سِيبَوَيْهٍ يَقُول: ثمنهَا دِرْهَمَانِ.
(**) وَقلت يَوْمًا: ترد الْجُمْلَة الاسمية الحالية بِغَيْر وَاو فِي فصيح الْكَلَام خلافًا للزمخشري كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَوْم الْقِيَامَة ترى الَّذين كذبُوا على الله
وُجُوههم مسودة}.
(**) فَقَالَ بعض من حضر: هَذِه الْوَاو فِي أَولهَا.
(**) وَقلت يَوْمًا: الْفُقَهَاء يلحنون فِي قَوْلهم: (البايع) بِغَيْر همز.
(**) فَقَالَ قَائِل : فقد قَالَ الله تَعَالَى: {فبايعهن}
(**) وَقَالَ الطَّبَرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {أَثم إِذا مَا وَقع}: إِن (ثمَّ) بِمَعْنى هُنَالك.
(**) وَقَالَ جمَاعَة من المعربين فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ ننجي
الْمُؤمنِينَ} فِي قِرَاءَة ابْن عَامر وَأبي بكر بنُون وَاحِدَة: إِن الْفِعْل مَاض.
وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ آخِره مَفْتُوحًا وَ(الْمُؤمنِينَ) مَرْفُوعا.
(**) فَإِن قيل : سكنت الْيَاء للتَّخْفِيف كَقَوْلِه:
1128 – (هُوَ الْخَلِيفَة فارضوا مَا رَضِي لكم … )
وأقيم ضمير الْمصدر مقَام الْفَاعِل.
(**) قُلْنَا: الإسكان ضَرُورَة, وَإِقَامَة غير الْمَفْعُول بِهِ مقَامه مَعَ وجوده ممتنعة, بل إِقَامَة ضمير الْمصدر ممتنعة وَلَو كَانَ وَحده لِأَنَّهُ مُبْهَم.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 29 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
24- مراتب تأليف الْكَلَام
**قال أبو البقاء الحنفي أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي،
(المتوفى: 1094هـ) في كتابه:(الكليات),معجم في المصطلحات والفروق اللغوية(ص: 288):
** ومراتب تأليف الْكَلَام خمس:
** الأولى: ضم الْحُرُوف المبسوطة بَعْضهَا إِلَى بعض لتَحْصِيل الْكَلِمَات الثَّلَاث: الِاسْم وَالْفِعْل والحرف
** وَالثَّانيَة: تأليف هَذِه الْكَلِمَات بَعْضهَا إِلَى بعض لتَحْصِيل الْجمل المفيدة، وَيُقَال لَهُ: المنثور من الْكَلَام
** وَالثَّالِثَة: ضم بعض ذَلِك إِلَى بعض ضما لَهُ مباد ومقاطع ومداخل ومخارج، وَيُقَال لَهُ: المنظوم
** وَالرَّابِعَة: أَن يعْتَبر فِي أَوَاخِر الْكَلَام مَعَ ذَلِك تسجيع، وَيُقَال لَهُ: المسجع
** وَالْخَامِسَة: أَن يَجْعَل لَهُ مَعَ ذَلِك وزن، وَيُقَال لَهُ: الشّعْر
** والمنظوم: إِمَّا محاورة , وَيُقَال لَهُ الخطابة ,
وَإِمَّا مُكَاتبَة وَيُقَال لَهُ: الرسَالَة
** فأنواع الْكَلَام لَا تخرج عَن هَذِه الْأَقْسَام
** وَأما أَجنَاس الْكَلَام فَهِيَ مُخْتَلفَة , ومراتبها فِي دَرَجَات الْبَيَان مُتَفَاوِتَة،
** فَمِنْهَا : البليغ الرصين الجزل،
** وَمِنْهَا : الفصيح الْقَرِيب السهل؛
** وَمِنْهَا : الْجَائِز الطلق الرُّسُل،
** وَالْأول : أَعْلَاهَا ،
وَالثَّانِي : أوسطها ,
وَالثَّالِث : أدناها وأقربها .
** (وَقد حازت بلاغات الْقُرْآن من كل قسم من هَذِه الْأَقْسَام حِصَّة، وَأخذت من كل نوع شُعْبَة)
** وَقد تُوجد الْفَضَائِل الثَّلَاث على التَّفَرُّق فِي أَنْوَاع الْكَلَام.
**فَأَما أَن تُوجد مَجْمُوعَة فِي نوع وَاحِد مِنْهُ فَلم تُوجد إِلَّا فِي كَلَام الْعَلِيم العلام . اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 29 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
23- أقسام (أل)
(**) قال المرادي في كتابه :(الجنى الداني في حروف المعاني), (ص: 203):
(**) (تنبيه)
(**) وقد اتضح، بما ذكرته، أن (الألف واللام) في كلام العرب أربعة عشر قسماً، على التفصيل، بالمتفق عليه والمختلف فيه, وهي:
(**) العهدية،
والجنسية،
والتي للكمال, وهي نوع من الجنسية،
والتي للحقيقة،
والتي للحضور،
والتي للغلبة،
والتي للمح الصفة،
والزائدة اللازمة،
والزائدة للضرورة،
والتي هي عوض من الضمير،
والتي هي عوض من الهمزة،
والتي للتفخيم،
وبقية الذي،
والموصولة.
(**) وكلها عند التحقيق، راجعة إلى ثلاثة أقسام:
معرفة، وزائدة، وموصولة.
(**) وقد نظمتها في هذه الأبيات:
أقسام أل أربع، وعشر
للعهد، والجنس، والكمال
ثم لـماهية ، ولـمح
أو غالب، أو حضور حال
وزيد نثراً، وزيد نظماً
وفخمت، في اسم ذي الجلال
وناب عن مضمر، وهمز
ومن، بذي الوصل، ذا احتفال
وقيل: بعض الذي أتانا
فاحفظه، وابحث عن المثال
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 28 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
22- [مَنْ] – بفتح الميم – ترد في كلام العرب على أربعة أوجه , وقد يحتمل مثال واحد هذه الأوجه الأربعة
(**) قال ابن هشام في كتابه: (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 431):
(**) (مَنْ) على أَرْبَعَة أوجه:
1- شَرْطِيَّة, نَحْو: (مَنْ تكرمْ أكرمْ), بسكون الفعلين, وقوله تعالى:
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}.
2- واستفهامية, فتحتاج إِلَى جَوَاب, نَحْو: (مَنْ تكرمُ) برفع الفعل, وقوله تعالى: {مَنْ بَعَثنا منْ مَرْقَدِنَا}, {فَمَنْ رَبكُمَا يَا مُوسَى}.
(**) وَإِذا قيل: (مَنْ يفعلُ هَذَا إِلَّا زيد) فَهِيَ (مَنْ) الاستفهامية, أشربت
معنى النَّفْي, أي: (لا يفعلُ هَذَا إِلَّا زيد), وَمِنْه قوله تعالى: {وَمَنْ يغْفر الذُّنُوب إِلَّا الله}
(**) وَلَا يتَقَيَّد جَوَاز ذَلِك بِأَن يتقدمها الْوَاو خلافًا لِابْنِ مَالك بِدَلِيل {مَنْ ذَا الَّذِي يشفع عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ}
3- وموصولة, فِي نَحْو: (زارني مَنْ علمته) أي الذي علمته,
وَمِنْه قوله تعالى: {ألم تَرَ أَن الله يسْجد لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَمَنْ فِي
الأَرْض}
4- ونكرة مَوْصُوفَة, وَلِهَذَا دخلت عَلَيْهَا رب فِي قَوْل الشاعر:
رُبَّ مَنْ أنضجْتُ غَيظاً قَلْبَهُ
قَدْ تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
(**) أي: رُبَّ رجلٍ, أو شخص.
(**) ووصفت بالنكرة فِي نَحْو قَوْلهم: (مَرَرْتُ بمَنْ مُعْجِبٍ لك),
(**) أي: بإِنْسَان مُعْجِبٍ لك.
(**) (تَنْبِيه)
(**) إذا قلت:
(مَنْ يكرمني أكْرمه )
احتملت (مَنْ) الْأَوْجه الْأَرْبَعَة:
(**) فَإِن قدرتها شَرْطِيَّة جزمت الْفِعْلَيْنِ.
(**) أَو مَوْصُولَة أَو مَوْصُوفَة رفعتهما.
(**) أو استفهامية رفعت الأول وجزمت الثَّانِي لِأَنَّهُ جَوَاب بِغَيْر الْفَاء.
(**) وَ(مَنْ) فِيهِنَّ مُبْتَدأ.
(**) وَخبر الاستفهامية الْجُمْلَة الأولى.
(**) وخبر الموصولة أَو الموصوفة الْجُمْلَة الثَّانِيَة.
(**) وخبر الشرطية الْجُمْلَة الأولى أَو الثَّانِيَة على خلاف فِي ذَلِك.
(**) وَتقول: (مَنْ زارني زرته)
فَلَا تحسن الاستفهامية وَيحسن مَا عَداهَا. اهـ
بتصرف وزيادة
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 27 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
21- معرفة الحروف الزائدة, وذكر بعض التراكيب التي جمعت فيها
(**) حروف الزيادة عشرةٌ، وهي: الهمزة، والألف، والهاء، والياء،
والنون، والتاء، والسين، والميم، والواو، واللام.
(**) وَمعنى كَونهَا زائدةٌ: أنه لا يقع في كلام العرب حرف زائد في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف, لا أنها لا تقع إلا زائدة.
(**) وفي كتاب (اللباب في علل البناء والإعراب), لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (2/ 223):
(**) وَمعنى كَونهَا زائدةٌ أنَّها تكون فِي بعضِ الْمَوَاضِع زائدةٌ, لَا فِي كلِّ موضعٍ, بل قد تكون كلّها أصولاً أَلا ترى أنَّ: (أَوَى, وَيَوْم, وسل) كلّها أصُول. اهـ
(**) وفي كتاب (تاج العروس), (8/ 161) للزَّبيدي (المتوفى:
1205هـ)
(**) قَالَ شيخُنا: وَقد أَورَدَ هذه الحروفَ العُلماءُ فِي كُتبهم، وجمعوها فِي تراكِيبَ مُخْتَلفَة، أَوْصَلُوهَا إِلى نحوِ مائةٍ ونَيّف وَثَلَاثِينَ تَركيباً.
(**) وَمن أَحسن ضَوَابطِها: قَول أَبي مُحَمَّد عبدِ المَجيد بن عَبدُونَ
الفِهْرِيّ:
سَأَلْتُ الحُروفَ الزَّائداتِ عنِ اسْمِها * فقالَتْ وَلم تَكْذِب: أَمانٌ وتَسْهِيلُ
(**) قَالَ : وَمن ضوابطها: أَهْوَى تِلِمْسَانَ
(**) ونظَمَه الإِمام أَبو الْعَبَّاس أَحمد الْمقري فِي قَوْله:
قَالَتْ حُرُوفُ زِيَادَاتٍ لسائِلِهَا * هَوِيت من بَلْدةٍ: أَهْوَى تِلِمْسَانَا
(**) قَالَ: وجَمعها الشيخُ ابنُ مالِك أَربَع مرّاتٍ فِي أَربعةِ أَمثلة بِلَا حَشْو، فِي بيتٍ واحِد، مَعَ كمالِ العُذُوبة، فَقَالَ:
هَنَاءٌ وتَسْلِيمٌ، تَلَا يَوْمَ أُنْسِهِ * * * نِهَايَةُ مَسْئولٍ ، أَمانٌ وتَسْهِيل
(**) وحُكِيَ أَنَّ أَبا عُثمانَ المازنيّ سُئل عَنْهَا فأَنْشَدَ:
هَوِيتُ السِّمانَ فَشَيَّبْنَنِي * * * وَقَدْ كُنْتُ قِدْماً هَوِيتُ السِّمَانا
(**) فَقيل لَهُ: أَجِبْنَا فَقَالَ: أَجبتكم مَرَّتين.
(**) ويروى أَنه قَالَ: سَأَلْتُمونِيها، فأَعطيتكم ثلاثةَ أَجوبَة. اهـ المراد
(**) وفي كتاب : ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب )
لشهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ)
ت / إحسان عباس (3/ 455)
(**) ( قلت: وعلى ذكر حروف الزيادة فقد أكثر الناس في انتقاء الكلمات الضابطة لها، وقد كنت جمعت فيها نحو مائة ضابط, ولنذكر الآن بعضها، فنقول: (منها: …
(**) ثم قال: فهذه مائة وأربعة وثلاثون تركيباً، منها ما هو متين، ومنها ما هو غير متين ، … )
(**) وقال أيضا: (وقد جمعت في المغرب زيادة على ما تقدم، وكنت قدرت رسالة فيها أسميتها:
“إتحاف أهل السيادة بضوابط حروف الزيادة”. الخ). اهـ
(**) قال أبو الجعدي-وفقه الله-: وقد ذكرت بعضا من هذه التراكيب على سبيل المثال, ورتبتها على حروف الهجاء, وهي كالتالي:
(**) فمن التراكيب المبدوءة بالهمزة:
(**) (أسلم وانتهي),(أتلهو يا مسن),(أَسْهَلُ مَا تَنْوِي),(أمان وتسهيل)
,(أيهما نتوسل).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالألف:
(**) (اسلمتونيها), (الْتَمَسْنَ هواي), (استَمَالَنِي هُوَ), (اسألي مؤنته),
(استهون ألمي)
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالتاء :
(**) (تأوه سليمان), (تلا يوم أنسه), (تأَمَّلَهَا يُونُس), (تَيمَّن لي وَسهَا)
,(تَسالمِي أَهْون).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالسين:
(**) (سَأَلْتُمُونِيهَا)، (سَائِل وانْتَهِمْ), و (سألتم هواني), (سأَلْتَنِي ما هُوَ)
،(سأَلتَ مَا يَهُونَ).
(**) ومن التراكيب المبدوءة باللام:
(**) (لم يأتنا سهو)، (لا أنسيتموه)، (لأيهما نتوسم)، (لهواء تنسمي)
,(لسموه أتاني).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالميم:
(**) (ما أنت وسهيل), (مسألتي نواه), (مسألتي أهون),(ما سألت
نهوي)، (ما تسأل يهون).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالنون:
(**) (نويت أسالمه), (نويت ألمسها), (نويت ألامسه), (نهاية مسؤول)
,(نهوي ما تسأل).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالواو:
(**) (وَهِي أَسلمتنا), (اليتم أنسه), (وَنهى مَا تسأَل), (وإِنّي سأَلْتهم),
(وَهَيّنٌ مَا سأَلت).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالهاء:
(**) (هل أنت مواسي), (هناء وتسليم), (هم يتساءلون) (هويتُ السّمان), (هُو لى استأْمَن).
(**) ومن التراكيب المبدوءة بالياء:
(**) (يا أوس هل نمت), (يمنها أتوسل), (يَا هَوْلُ اسْتَنِمْ), (يتأملن سواه), (يهون ما سألت).
(**) (تنبيه)
(**) (قول الزبيدي: قَالَ شيخُنا : … )
(**) في أرشيف منتدى الألوكة – 4 (ص: 0)
(**) [ابو عبد الإله المسعودي]
(**) . . . . . .
(**) قلتُ: المقصودُ بشيخِه هنا، و في غيره من المواضع في الكتاب هو شيخُه:أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي الشركي – وقد مر بنا في هذا الموضوع -، فقد كتب على القاموس شرحاً.
(**) قال عنه الزبيدي (1/ 3):
(**) “ومن أجمعِ ما كُتِبَ عليه (يعني القاموس) مما سَمِعْتُ ورأيتُ شَرْحَ شيخنا الإمام اللّغوي أبي عبد الله محمّد بن الطّيّب بن محمّد الفاسيّ،المتولد بفاس, (سنة: 1110), والمتوفَّى بالمدينة المنورة,
(سنة: 1170)
(**) وهو عُمدتي في هذا الفنّ، والمقلد جيدي العاطل بحلى تقريره المستحسن، و شرحُه هذا عندي في مجلدَيْن ضَخميْن”. اهـ
(**) قلتُ: سمّى شرحه: (إضاءة الراموس وإضافة الناموس على
إضاءة القاموس)
(**) انظر عن مخطوطاته وما طُبع منه:
مقدمةَ محقّق كتابه ” فيض نشر الانشراح” ص 33 – 34 . اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 26 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
20- ذكر حروف المعاني الخاصة والمشتركة , من حيث عددها , أقسامها , معانيها
(**) الحروف كلها مبنية, وهي قليلة بحيث لا يتجاوز عددها ثمانين،
(**) ويقال لها: حروف المعاني، كما أَن حروف الهجاءِ يقال لها: حروف المباني.
(**) حروف المعاني على خمسة أقسام: أحادية، وثنائية، وثلاثية،
ورباعية، وخماسية.
(**) “أما الأحادية” فثلاثة عشر, وهي: (الهمزة, والألف, والباء,
والتاء, والسين, والفاء, والكاف, واللام, والميم, والنون, والهاء,
والواو, والياء).
(**) و”أما الثنائية” فستة وعشرون, وهي: (آ, وإذ, وأل, وأم, وأن,
وإن, وأو, وأي, وإي, وبل, وعن, وفي, وقد, وكي, ولا, ولم, ولن, ولو,
وما, ومُذ, ومِنْ, وها, وهل, ووا, ويا, والنون الثقيلة).
(**) و”أما الثلاثية” فخمسة وعشرون, وهي: (آي, وأجَلْ, وإذا,
وإذنْ, وألا, وإلى, وأما, وإنَّ, وأنّ, وأيا, وبلى, وثم, وجَلَلْ, وجَيْرِ,
وخلا, ورُبَّ, وسوف, وعدا, وعَلَّ, وعلى, ولاتَ, وليت, ومنذ,
ونَعَمْ, وهَيَا).
(**) “وأما الرباعية” فخمسة عشر, وهي: (إذما, وألاّ, وإلاّ, وأمّا, وإمّا, وحاشا, وحتى, وكأن, وكلا, ولكنْ, ولعلّ, ولمّا, ولولا, ولوما,
وهلاَّ).
(**) و”أما الخماسية” فلم يأت منها إلا (لكن) وهي للاستدراك نحو:
(فلان عالم لكنه جبان).
(**) ومما تقدّم يعلم أن الحروف تنقسم إلى أصناف, فكل طائفة منها اشتركت في معنى أو عمل تنسب إليه فيقال:
(**) “أحرف الجواب”: (لا, ونعَمْ, وبلى, وإي, وأجَلْ, وجلَلْ, وجَيْرِ, وإنّ).
(**) و”أحرف النفي”: (لم, ولمّا, ولن, وما, ولا, ولات).
(**) و”أحرف الشرط”: (إنْ, وإِذما, ولو, ولولا, ولوما, وأمّا).
(**) و”أحرف التحضيض”: ( ألا, وألاّ, وهلاّ, ولولا, ولوما).
(**) و”الأحرف المصدرية”: (أنّ , وأن, وكي, ولو, وما).
(**) و”أحرف الاستقبال”: (السين, وسوف, وأنْ, وإنْ, ولن, وهل).
(**) و”أحرف التنبيه”: (ألا, وإما, وها, ويا).
(**) و”أحرف التوكيد”: (إنّ, وأنّ, والنون, ولام الابتداء, وقد).
(**) ومن ذلك “حروف الجر, والعطف, والنداء, ونواصب المضارع, وجوازمه”, وقد مر بيانها.
(**) وتنقسم الحروف إلى عاملة كـ(إنَّ وأخواتها), وغير عاملة كـ(
أحرف الجواب).
(**) وتنقسم أيضاً إلى:
مختصة بالأفعال كـ(أحرف التحضيض)
ومختصة بالأسماء كـ(حروف الجر)
ومشتركة كـ(ما, ولا النافيتين, والواو, والفاء العاطفتين).
(**) انتهى باختصار من كتاب: (الموجز في قواعد اللغة العربية), لسعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني (المتوفى: 1417هـ), (ص: 388).
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 25 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
19- كيفية إعراب أسماء الشرط والاستفهام
(**) جميع أسماء الشرط والاستفهام مبنية على حركة أو سكون، فالحكم لمحلها على حسب موقعها، ما عدا “أيا” فإنها معربة، فيظهر أثر الإعراب على لفظها.
(**) وأما إعرابها فقال محمد بن عبد العزيز النجار في كتابه: (ضياء السالك إلى أوضح المسالك), (4/ 45):
(**) ومن المفيد أن نذكر هنا في إجمال كيفية إعراب أسماء الشرط والاستفهام فنقول:
1- إذا وقعت الأداة بعد حرف جر أو مضاف فهي في محل جر بالحرف أو بالإضافة نحو: (عمن تتعلم أتعلم)؛ و(كتاب من تقرأ أقرأ)، و (صفحة ما تكتب أكتب)
(**) ولا تكاد الأداة تجر في غير هاتين الحالتين.
2- وإذا كان الأداة ظرفا للزمان أو المكان فهي في محل نصب على الظرفية لفعل الشرط إن كان تاما؛ نحو: متى يقبل الصيف يشتد الحر. وللخبر إن كان ناسخا. نحو: أينما تكن تجد تقديرًا لإخلاصك؛ فأينما ظرف متعلق بمحذوف خبر “تكن”
(**) وأدوات هذا النوع هي: متى، وأيان؛ للزمان. وأين، وأنى، وحيثما،؛ للمكان؛ وأي مضافة إلى الزمان أو المكان، كل حسب الحالة.
3- وإن دلت الأداة على حدث محض، فهي مفعول مطلق لفعل الشرط.
(**) وأداة هذا النوع؛ “أي” مضافة للمصدر؛ نحو: أي عمل تقدم للوطن تجز به خيرًا.
(**) أما إذا دلت على ذات؛ فإن كان فعل الشرط لازمًا، فهي مبتدأ خبره فعل الشرط على الأصح، وتوقف الفائدة على الجواب، إنما هو من حيث التعلق، لا من حيث الخبرية.
(**) وقيل: الجواب هو الخبر.
(**) وقيل: هما؛ نحو: (من يسافر أسافر معه).
(**) وكذلك إن كان متعديًا ومفعوله أجنبي منها؛ نحو: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
(**) وإن كان متعديًا مسلطًا عليها فهي مفعوله؛ نحو: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا}
(**) فإن سلط على ضميرها أو على ملابسه فاشتغال؛ نحو: من يكرمه محمد أكرمه، ومن يصاحب أخاه علي أصاحبه؛ فيجوز في “من” أن تكون مبتدأ، وأن تكون مفعولا لفعل محذوف يفسره فعل الشرط.
(**) وأدوات هذا النوع: من، وما، ومهما، وأي مضافة إلى اسم ذات.
(**) ويتبين مما تقدم:
(**) أن متى وأيان، يدلان على الزمان؛ فكلاهما ظرف زمان جازم.
(**) وأين، وأنى، وحيثما، تدل على المكان،
(**) ومن، وما، ومهما غير ظروف،
(**) أما “أي” فبحسب ما تضاف إليه؛ فإن أضيفت إلى زمان فزمان أو إلى مكان فمكان أو إلى غيرهما فغير ظرف.
(**) أما “إن” و”إذ ما” فلتعليق الجواب على الشرط تعليقًا مجردًا من غير دلالة على زمان أو مكان أو غيرهما، وتفيدان الشك والظن .
(**) كما أن ” إذا ” الشرطية تفيد الأمر المتقين غالبًا،
(**) و”كيفما” تدل على الحال. [ كيف زيد؟ فـ(كيف) خبر مقدم وجوبا, و (زيد) مبتدأ مؤخر]. اهـ
(**) (تنبيه)
(**) لم يمثل النجار لأدوات الاستفهام, ونحن نمثل لها على ترتيبه تتميما للفائدة فنقول:
(**) مثال الاستفهام المجرور محلا قولك: (على من سلمت؟), و (غلام من ضربت؟) .
(**) ومثال الاستفهام المنصوب على الظرفية, أو على الخبرية للناسخ قولك: (متى سافرت؟), و (أين جلست؟), و (أين كان زيد).
(**) ومثال الاستفهام المنصوب على المفعولية المطلقة قولك: (أي
ضرب ضربت؟).
(**) ومثال الاستفهام المرفوع محلا على أنه مبتدأ لكون الفعل الذي بعده لازما أو متعديا وأخذ مفعوله قولك: (من سافر؟), و(من أكرم زيدا؟).
(**) ومثال الاستفهام المنصوب محلا على أنه مفعول به لكون الفعل الذي بعده متعديا ووقع عليه قولك: (من أكرمت؟, وما قرأت؟).
(**) ومثال الاستفهام المرفوع محلا على أنه مبتدأ, أو على أنه منصوب على الاشتغال قولك: (من ضربته؟), أو (من ضربت أخاه؟).
(**) ومثال الاستفهام في (كيفما) قولك: كيف زيد؟)
فـ(كيف) خبر مقدم وجوبا, و (زيد) مبتدأ مؤخر.
(**) من المراجع:
(**) كتاب: (مغني اللبيب), (ص: 607)
(**) وكتاب: (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), (2/ 566)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 24 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
17- أسماء الأنبياء والمرسلين والملائكة المكرمين من حيث كونها عربية أو عجمية, مصروفة وغير مصروفة
(**) أسماء الأنبياء والمرسلين كلها أعجمية إلا أربعة, وهم: (هودٌ
وشعيبٌ وصالحٌ ومحمدُ, عليهم الصلاة والسلام).
(**) وأسماء الملائكة المكرمين كلها أعجمية إلا أربعة, وهم: (رضوانُ, ومالكٌ, ونكيرٌ, و منكرٌ, عليهم السلام).
(**) وقد نظمها بعضهم في قوله:
هودٌ شعيبٌ صالحٌ محمدُ * * * أوضاعها في العجم ليست توجدُ
رضوانُ مالكٌ نكيرٌ منكرُ * * * أمثالها في الحكم ما قد ذكروا
(**) لكن اسم (رضوان) ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف
والنون، بخلاف بقية الأربعة فإنها مصروفة.
(**) وأسماء النبيين كلها ممنوعة من الصرف؛ للعلمية والعجمة إلا سبعة, مجموعة في قولك: (صن شمله)
فالصاد: لصالح، والنون: لنوح، والشين: لشعيب, وشيث، والميم: لمحمد
، واللام: للوط، والهاء: لهود.
** وقد نظمها بعضهم بقوله :
أَلَا إِنَّ أَسْمَاءَ النَّبِيِّيْنَ سَبْعَةٌ * لَهَا الصَّرْفُ فِيْ إِعْرَابِ مَنْ يَتَنَشَّدُ
فَشِيْثٌ وَنُوْحٌ ثُمَّ هُوْدٌ وَصَالِحٌ * شُعَيْبٌ وَلُوْطٌ وَالنَّبِيُّ مُحَمَّدُ
(**) فهذه السبعة مصروفة؛ لأن أربعة منها عربية’ وهم:
(محمد، وصالح، وشعيب، وهود), كما تقدم.
(**) وثلاثة منها أعجمية، ولكنها صرفت لخفتها بكونها ساكنة الوسط، وهم: (نوح، ولوط، وشيث) ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
(**) ونَظَمَهَا بَعْضُهُمْ في بيت واحد فَقَالَ:
تذكّر شعيبًا ثم نوحًا وصالحاً * * * وهودًا ولوطًا ثم شيثًا محمدا
(**) (تنبيه)
(**) لم يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فيما أعلم- أن (شيثا) كان نبيا, وأن اسم خازن الجنة (رضوان).
(**) وأما (منكر, ونكير) فهما اسمان ثابتان للملكين الموكلين بسؤال الميت كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِذَا قُبِرَ المَيِّتُ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: الْمُنْكَرُ، وَلِلْآخَرِ: النَّكِيرُ، … )
[الحديث رواه الترمذي برقم :(1071), وحسنه الألباني].
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 22 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
16- معرفة أنواع البناء والإعراب
(**) أنواع البناء أربعة: الضم، والفتح، والكسر، والسكون.
(**) وأنواع الإعراب أربعة: الرفع، والنصب، والجر، والجزم.
(**) والكوفيون لا يفرقون بينهما, فيطلقون هذا على هذا, وهذا على هذا
(**) وفي حاشية الخضري على ابن عقيل (1/ 86)
(**) وأنواعه [يعني البناء] تسمى عند البصريين ضماً وفتحاً وكسراً وسكوناً.
(**) . . . وأنواع الإعراب تسمى بالرفع وأخواته.
(**) والكوفيون لا يفرقون بين أسمائهما.
(**) ولقد أحسن من نظم ألقابهما بقوله:
لَقَدْ فتحَ الرحمنُ أَبْوَابَ فَضْلِهِ *
ومَنَّ بِضَمِّ الشَّملِ فانجبَرَ الكَسْرُ
وَمُذْ سَكَّنَ القَلْبَ انْتَصَبْتُ لِشُكْرِهِ *
لِجَزْمِي بأنَّ الرَّفعَ قَدْ جَرَّهُ الشُّكْرُ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 21 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
15- شروط دخول حرف (قد) على الفعل
(**) (قد) الحرفية: علامة من العلامات الدالة على فعلية الكلمة.
(**) وهي علامة مشتركة بين الفعل الماضي والفعل المضارع,
ولا تدخل على فعل الأمر.
(**) فإن دخلت على الماضي دلت بكثرة على تحقيق وقوع الفعل, كقولك: (قد نجح علي),
وبقلة على تقريب وقوع الفعل, كقولك: (قد قامت الصلاة).
(**) وإن دخلت على المضارع دلت بكثرة على تقليل وقوع الفعل, كقولك: (قد ينجح الكسول),
وبقلة على تكثير وقوع
الفعل, كقولك: (قد يجود الكريم).
(**) ويشترط لدخولها على الفعل شروط.
(**) الأول: أن يكون الفعل متصرفا, كالأمثلة المتقدمة.
(**) فلا تدخل على جامد مثل: (عسى, وليس, ونعم, وبئس).
(**) الثاني: أن يكون الفعل خبريا, أي: حدثا قد مضى.
(**) فلا تدخل على فعل إنشائي,
فلا يقال: (قد بعتك الدار) تريد إنشاء بيع في الحال.
(**) الثالث: أن يكون الفعل مثبتا.
(**) فلا تدخل على فعل منفي,
فلا يقال: (ما قد قام زيد)
(**) الرابع: أن يكون الفعل مجرّدا من جازم أو ناصب أو حرف تَنْفِيس.
(**) فلا يقال: (قد لم يذهب),
ولا: (قد أن يخرج),
ولا: (قد سيقوم, أو قد سوف يقوم)
(**) الخامس: أن يكون الفعل متصلا بها؛ لأنها كالجُزءِ منه.
(**) فلا يقال: (قد في الدار نام زيد).
(**) ويَجُوزُ الفَصْلُ بَيْنَها وَبَيْنَ الفِعْلِ بِالقَسَمِ خاصة، كقول العرب:
(قَدْ وَاللَهِ أَحْسَنْتَ).
(**) قال الشاعر:
أخالِدُ قَدْ – واللهِ – أَوْطَأتَ عَشوَةً
وَمَا العَاشِقُ المِسكينُ فينا بسَارقٍ
(**) وانظر كتاب: (مغني اللبيب), (ص: 227)
(**) (تنبيه)
(**) من الأخطاء الشائعة التي تجري على ألسنة كثير من الناس خاصتهم
وعامتهم استعمالهم (ما) النافية قبل حرف (قد) فيقولون: (ما قد جاء ,
ما قد سافر… الخ).
(**) وبهذه المناسبة أذكر قصة وقعت بيني وبين والدي وشيخي الإمام الوادعي رحمه الله:
(**) وهي أنني كنت يوما من الأيام حارسا للشيخ -وذلك قبل أن يعين الإخوة مجموعة خاصة من أهل البلاد لحراسة الشيخ-,
وبعد أن تناولنا طعام الغداء مع الشيخ قلت له- يا شيخ-: عندي سؤال.
فقال لي: سل يا أخانا أحمد.
فقلت له: ما إعراب: (ما قد قام زيد؟).
(**) فسكت الشيخ قليلا ثم قال: ماذا تريد يا أخانا أحمد؟
هل تريد أنه كيف يكون فاعلا وهو لم يحدث فعلا؟
(**) فقلت له: لا, ما أردت هذا.
(**) فقال لي: فماذا إذن؟
(**) فقلت له: يا شيخ إنما أردت بهذا أن أنبهك على شيء, وهو أنه يجري على لسانك كثيرا استعمال (ما) النافية قبل حرف (قد)
وهي لا تدخل عليها – كما تعلم -.
(**) فقال لي: جزاك الله خيرا يا أخانا أحمد وبارك فيك.
(**) فقلت له: آمين وإياك.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 20 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
14- ذكر الصور التي يتألف منها الكلام جملة وتفصيلا
(**) فائدة:
(**) قال الأزهري في كتابه: (شرح التصريح), (1/ 15):
(**) والتألُّف والتأليف: وقوع الألفة والتناسب بين الجزأين.
(**) وهو أخص من التركيب؛ إذ التركيب ضم كلمة إلى أخرى فأكثر.
(**) فكل مؤلف مركب من غير عكس. اهـ
(**) وقد تتبع النحويون كلام العرب شعره ونثره، فوجدوا أن الصور التي يتألف منها الكلام: سبع صور على سبيل الإجمال, وثلاث عشرة
صورة على سبيل التفصيل:
(**) الأولى: أن يتألف من اسمين.
(**) الثانية: أن يتألف من فعل واسم.
(**) الثالثة: أن يتألف من جملتين.
(**) الرابعة: أن يتألف من فعل واسمين.
(**) الخامسة: أن يتألف من فعل وثلاثة أسماء.
(**) السادسة: أن يتألف من فعل وأربعة أسماء.
(**) السابعة: أن يتألف من اسم وجملة.
(**) فهذه سبع صور على وجه الإجمال.
(**) وأما على وجه التفصيل:
(**) فالمؤلف من اسمين له أربع صور؛ لأن الاسمين:
(**) إما مبتدأ وخبر، نحو: “محمد عالم”
(**) وإما مبتدأ وفاعل، سدَّ مسدَّ الخبر، نحو: “أمسافر الزيدان”
(**) وإما مبتدأ ونائب فاعل، سد مسد الخبر، نحو: “أمضروب
الزيدون”
(**) وإما اسم فعل وفاعله, نحو: “هيهات العقيق”.
(**) والمؤلف من فعل واسم، له صورتان؛ لأنه:
(**) إما من فعل وفاعل نحو: “قام زيد”.
(**) ومنه: “استقم”؛ فإنه مؤلف من فعل الأمر المنطوق به، ومن
ضمير المخاطب المقدر بـ”أنت”.
(**) ومنه أيضا: المنادى نحو: (يا زيد)؛ لأنه في الأصل مؤلف من
الفعل المحذوف مع فاعله المستتر فيه, وما بعده فُضْلَةٌ لأنه مفعول به, والتقدير: (أدعو زيدا).
(**) وإما من فعل ونائب فعل نحو: “يكرم المجتهد”.
(**) والمؤلف من جملتين، له صورتان؛ لأن الجملتين:
(**) إما جملتا القسم وجوابه، نحو: “أقسمت بالله لأكرمنك”
(**) وإما جملتا الشرط وجوابه ، نحو”إن يجتهد زيد ينجح”.
(**) والمؤلف من فعل واسمين، له صورة واحدة:
(**) وهي: “كان” أو إحدى أخواتها مع اسمها وخبرها، نحو قولك: “كان المطر غزيرا” و”أصبح البرد شديدا”.
(**) والمؤلف من فعل وثلاثة أسماء، له صورة واحدة أيضا:
(**) وهي: “ظن” أو إحدى أخواتها مع فاعلها ومفعوليها، نحو:
“ظننت بكرا مسافرا”. و”وجدت العلم نافعا”
(**) والمؤلف من فعل وأربعة أسماء ، له صورة واحدة أيضا:
(**) وهي: “أعلم” أو إحدى أخواتها مع فاعلها ومفعولاتها، نحو:
“أعلمت زيدا عمرا منطلقا” و “أريت خالدا بكرا أخاك”.
(**) والمؤلف من اسم وجملة له صورتان؛ لأنه:
(**) إما من اسم وجملة اسمية نحو: “زيد أبوه قائم”.
(**) وإما من اسم وجملة فعلية نحو: “زيد قام أبوه”.
(**) (( تنبيه )):
(**) ذهب بعضهم إلى أن الكلام بقي له صورة ثامنة يتألف منها:
(**) وهي: أن يكون مؤلفا من حرف واسم, نحو: (أَلا مَاء),
(**) فهذا كلَام تام مؤلف من حرف وَاسم؛ وَإِنَّمَا تمّ الْكَلَام بذلك حملا على مَعْنَاهُ, وَهُوَ: (أَتَمَنَّى مَاء).
(**) فـ(الهمزة) حرف استفهام يراد به التمني.
(**) و (لا) نافية للجنس, و (ماء) اسمها, وليس لها خبر لا لفظا ولا تقديرا؛ لِأَن (أَلا) الَّتِي لِلتَّمَنِّي لَا خبر لَهَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ لفظا وَلَا تَقْديرا.
(**) وخالفه الْمَازِني والمبرد فذهبا إلى أن (أَلا) الَّتِي لِلتَّمَنِّي لها خبر محذوف تقديره: (موجود, أو حاضر) أو نحو ذلك.
(**) وعلى هذا الأخير يكون الكلام مؤلفا من اسمين هما: اسم (لا) وخبرها المحذوف اللذان أصلهما: مبتدأ, وخبر (لا), من حرف واسم.
(**) من المراجع:
(**) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (2/ 21)
(**) شرح قطر الندى صـ ( 61 ) مع حاشية السجاعي
(**) ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب (ص: 499)
(**) وحاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (1/ 37)
(**) وحاشية الخضري على ابن عقيل (1/ 36)
(**) وحاشية أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (1/ 34), ليوسف
الشيخ محمد البقاعي.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 19 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
13- الفرق بين الكلام والجملة
** الكلام: هو اللفظ المفيد, نحو: (قام زيد),
و(زيد قائم)
** والجملة: هي المركب الإسنادي (من اسمين أو اسم وفعل)
أفاد نحو: (زيد قائم) ونحو: (قام زيد),
أو لم يفد نحو: (إن قام زيد).
** فتبين مما تقدم أن بين الكلام والجملة العموم والخصوص المطلق:
** فالجملة أعم من الكلام ,
والكلام أخص منها.
** فيجتمعان في نحو:
(قام زيد, و زيد قائم)
** وتنفرد الجملة في نحو: (إن قام زيد).
** فعلى ما تقدم يقال: (كل كلام جملة),
(وليس كل جملة كلاما).
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 18 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسلة الفوائد اليومية:
212- ذكر بعض صفات أهل النفوس الخيرة
(**) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)}
(**) قال ابن الجوزي في كتابه (التبصرة), (1/ 134):
(**) لِلنُّفُوسِ الْخَيِّرَةِ عَلامَاتٌ:
(**) الْجِدُّ فِي الْغَالِبِ,
(**) وَالْحَذَرُ مِنَ الزَّلَلِ,
(**) وَالاحْتِقَارُ لِلْعَمَلِ,
(**) وَالْقَلَقُ مِنْ خَوْفِ السَّابِقَةِ,
(**) وَالْجَزَعُ مِنْ حذر الخاتمة,
(**) فترى أحدهم يستغيث استغاثة الغريق,
(**) وَيَلْجَأُ لَجْأَ الأَسِيرِ,
(**) الذُّلُّ لِبَاسُهُ,
(**) وَسَهَرُ اللَّيْلِ فِرَاشُهُ,
(**) وَذِكْرُ الْمَوْتِ حَدِيثُهُ,
(**) وَالْبُكَاءُ دَأْبُهُ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 16 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============