سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
1_ ذكر بعض القصص في تقلبات الزمان بأهله
(**) المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية.
(**) وهي سلسلة جديدة من فوائدي المسموعة من شيخي الوادعي – رحمه الله -:
(**) والمسموع لي من هذه الفوائد قسمان:
أحدهما: الفائدة بنصها, فهذا القسم أذكر فيه الفائدة كما سمعتها.
الثاني: أصل الفائدة, وهذا القسم يذكر شيخنا -رحمه الله-الفائدة بالمعنى مختصرة وأنا – من باب إتمام الفائدة- أنقلها بنصها من مصادرها,
– إن تيسر لي ذلك- وأحليها ببعض الآيات القرآنية والأبيات الشعرية.
(**) رقم الفائدة:(1)
(**) فائدة اليوم بعنوان:
[ذكر بعض القصص في تقلبات الزمان بأهله]
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
(**) من القصص المؤثرة التي كان يقصها علينا شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر:
(**) قصة الملك المعتمد محمد بن المعتضد عبّاد اللخمي.
(**) قال المؤرخ ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية), (16/ 119):
(**) وَقَدْ كَانَ الْمُعْتَمِدُ هَذَا مَوْصُوفًا بِالْكَرَمِ وَالْأَدَبِ وَالْحِلْمِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ وَالْعِشْرَةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الرَّعِيَّةِ وَالرِّفْقِ بِهِمْ فَحَزِنَ النَّاسُ عَلَيْهِ,
(**) وَقَالَ فِي مُصَابِهِ الشُّعَرَاءُ فَأَكْثَرُوا. اهـ
(**) والمعتمد هو: أبو القاسم محمد بن المعتضد عبّاد اللخمي، صاحب الأندلس، من ذرية النعمان بن المنذر آخر ملوك الحيرة.
(**) كان المعتمد ملكا جليلا، وعالما ذكيا، وشاعرا محسنا، وبطلا شجاعا، وجوادا ممدحا، كان بابه محط الرحال، وكعبة الآمال.
(**) ملك من بلاد الأندلس؛ من المدائن والحصون والمعاقل مائةوثلاثين مسورا، وبقي في المملكة نيفا وعشرين سنة،
(**) ثم إن أمير المسلمين ابن تاشفين غلب على ممالكه، وقبض عليه، وسجنه بأغمات حتى مات بعد أربع سنين من زوال ملكه،
(**) وخلع عن ثمان مائة سرية ومائة وثلاثة وسبعين ولدا.
(**) قال الشيخ اليافعي: (أما كثرة الأولاد .. فقد نقل أن غيره كان أكثر أولادا منه،
(**) وأما السراري .. فما سمعت أحدا من الخلفاء بلغ في كثرتهن إلى هذا العدد المذكور، وكان راتبه في اليوم ثمان مائة رطل لحم.
(**) ومما قيل فيه لما قبض عليه: [من البسيط]
لكل شيء من الأشياء ميقات *** وللمنى من مناياهنّ غايات
(**) وقال آخر بعد لزومه وقتل ولديه: [من البسيط]
تبكي السماء بدمع رائح غاد *** على البهاليل من أبناء عباد
(**) ومما قيل فيه لما حبس: [من الطويل]
تنشق رياحين السلام فإنما *** أفضّ بها مسكا عليك مختّما
أفكر في عصر مضى لك مشرقا *** فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة إذ رأى *** كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما
(**) وشعره رحمه الله في الذروة العليا، . . .
(**) ومنه ما أنشده وقد دخلت عليه بناته السجن، وكان يوم عيد، وقد صرن يغزلن للناس بالأجرة وهن في أطمار: [من البسيط]
فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا *** فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا
تَرَى بَنَاتِكَ فِي الأَطْمَارِ جَائِعَةً *** يَغْزِلْنَ لِلنَّاسِ مَا يَمْلُكْنَ قِطْمِيْرَا
بَرَزْنَ نَحْوَكَ لِلتَّسْلِيمِ خَاشِعَةً *** أَبْصَارُهُنَّ حَسِيْرَاتٍ مَكَاسِيْرَا
يَطَأْنَ فِي الطِّيْنِ وَالأَقْدَامُ حَافِيَةٌ *** كَأَنَّهَا لَمْ تَطَأْ مِسْكاً وَكَافُوْرَا
قَدْ كَانَ دَهْرُكَ إِنْ تَأْمُرْهُ مُمْتَثِلًا *** فَرَدَّكَ الدَّهْرُ مَنْهِيًّا وَمَأْمُورَا
مَنْ بَاتَ بَعْدَكَ فِي مُلْكٍ يُسَرُّ بِهِ *** فَإِنَّمَا بَاتَ بِالْأَحْلَامِ مَسْرُورَا
(**) توفي في السجن بأغمات سنة ثمان وثمانين وأربع مائة.
(**) فسبحان من يعطي ويمنع، ويضر وينفع لا راد لما قضى، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويرفع ويضع،) {لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون}.
تنبيه: هذه الأبيات:
فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا *** فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا
……………………………….
كانت من المحفوظات الشعرية التي حفظناها في حلقة شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى-, وكنا نقرؤها بين يديه بين الحين والآخر إذا طلب ذلك.
(**) ومن الأبيات الشعرية:
(**) قال الإمام الشافعي:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر *** والعيش عيشان ذا صفو و ذا كدر
(**) وقال النمر بن تولب:
فَيومٌ علينا وَيَوْمٌ لنا *** وَيَوْمٌ نسَاء وَيَوْمٌ نسر
(**) وقال محمد بن عبد الملك الزيات:
لا تجزعن رويدا إنها دول *** دنياً تنقل من قوم إلى قوم
(**) وقال أبو البقاء الرندي:
هي الأمور كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد *** ولا يدوم على حال لها شآن
(**) من المراجع:
(**) كتاب (قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر) (3/ 516) لأبي محمد الطيب بن عبد الله بن أحمد بن علي بامخرمة، الهِجراني الحضرمي الشافعي (870 – 947 هـ)
(**) وكتاب (تاريخ الإسلام ت بشار) (10/ 611) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
(**) وكتاب (سير أعلام النبلاء) ط الرسالة (19/ 64) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
(**) وكتاب (الكامل في التاريخ) (8/ 394) لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)
(**) كتاب (الوافي بالوفيات) (3/ 151) لصلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى: 764هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 13 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============