الحث على طلب العلم
محاضرة
الحث على طلب العلم
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
10 صفر 1440
محاضرة
الحث على طلب العلم
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
10 صفر 1440
سلسلة الفوائد اليومية:
242- الرجوع إلى الحق توفيق وكمال ومنقبة, والعكس بالعكس
(**) قال الله تعالى في واصفا المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل عمران]
(**) وعن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوابُونَ”.
[رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني]
(**) وفي كتاب (أحكام القرآن), لابن العربي (1/ 248)
(**) أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْعُثْمَانِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ: وَصَلْت الْفُسْطَاطَ مَرَّةً، فَجِئْت مَجْلِسَ الشَّيْخِ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَحَضَرْت كَلَامَهُ عَلَى النَّاسِ، (**) فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ جَلَسْت إلَيْهِ: إنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – طَلَّقَ وَظَاهَرَ وَآلَى،
(**) فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْته حَتَّى بَلَغْت مَعَهُ إلَى مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي الدِّهْلِيزِ، وَعَرَّفَهُمْ أَمْرِي، فَإِنَّهُ رَأَى إشَارَةَ الْغُرْبَةِ وَلَمْ يَعْرِفْ الشَّخْصَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ،
(**) فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ أَكْثَرُهُمْ قَالَ لِي: أَرَاك غَرِيبًا، هَلْ لَك مِنْ كَلَامٍ؟ (**) قُلْت: نَعَمْ.
(**) قَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَفْرِجُوا لَهُ عَنْ كَلَامِهِ. فَقَامُوا وَبَقِيت وَحْدِي مَعَهُ.
(**) فَقُلْت لَهُ: حَضَرْت الْمَجْلِسَ الْيَوْمَ، وَسَمِعْتُك تَقُولُ:
(آلَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَصَدَقْت، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَصَدَقْت.
(**) وَقُلْت: وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهَذَا لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ؛ لِأَنَّ الظِّهَارَ مُنْكَرٌ مِنْ الْقَوْلِ وَزُورٌ؛ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(**) فَضَمَّنِي إلَى نَفْسِهِ وَقَبَّلَ رَأْسِي، وَقَالَ لِي: أَنَا تَائِبٌ مِنْ ذَلِكَ، جَزَاك اللَّهُ عَنِّي مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا.
(**) ثُمَّ انْقَلَبْت عَنْهُ، وَبَكَّرْت إلَى مَجْلِسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَأَلْفَيْته قَدْ سَبَقَنِي إلَى الْجَامِعِ،
(**) وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا دَخَلْت مِنْ بَابِ الْجَامِعِ وَرَآنِي نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: مَرْحَبًا بِمُعَلِّمِي؛ أَفْسِحُوا لِمُعَلِّمِي،
(**) فَتَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ إلَيَّ، وَحَدَّقَتْ الْأَبْصَارُ نَحْوِي، وَتَعْرِفنِي: يَا أَبَا بَكْرٍ يُشِيرُ إلَى عَظِيمِ حَيَائِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ فَاجَأَهُ خَجِلَ لِعَظِيمِ حَيَائِهِ، وَاحْمَرَّ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ طُلِيَ بِـ(جُلَّنَارٍ)
(**) قَالَ: وَتَبَادَرَ النَّاسُ إلَيَّ يَرْفَعُونَنِي عَلَى الْأَيْدِي وَيَتَدَافَعُونِي حَتَّى بَلَغْت الْمِنْبَرَ،
(**) وَأَنَا لِعَظْمِ الْحَيَاءِ لَا أَعْرِفُ فِي أَيْ بُقْعَةٍ أَنَا مِنْ الْأَرْضِ، وَالْجَامِعُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، وَأَسَالَ الْحَيَاءُ بَدَنِي عَرَقًا،
(**) وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الْخَلْقِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا مُعَلِّمُكُمْ، وَهَذَا مُعَلِّمِي؛ لَمَّا كَانَ بِالْأَمْسِ قُلْت لَكُمْ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَطَلَّقَ، وَظَاهَرَ؛ فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَقُهَ عَنِّي وَلَا رَدَّ عَلَيَّ، فَاتَّبَعَنِي إلَى مَنْزِلِي، وَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا؛ وَأَعَادَ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ،
(**) وَأَنَا تَائِبٌ عَنْ قَوْلِي بِالْأَمْسِ، وَرَاجِعٌ عَنْهُ إلَى الْحَقِّ؛
(**) فَمَنْ سَمِعَهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَلَا يُعَوِّلْ عَلَيْهِ. وَمَنْ غَابَ فَلْيُبَلِّغْهُ مَنْ حَضَرَ؛
(**) فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؛ وَجَعَلَ يَحْفُلُ فِي الدُّعَاءِ، وَالْخَلْقُ يُؤَمِّنُونَ.
(**) قالَ الإمام ابنُ العربيِّ المالكي – معلِّقًا على هذه القصة-:
(**) فَانْظُرُوا رَحِمَكُمْ اللَّهُ إلَى هَذَا الدِّينِ الْمَتِينِ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعِلْمِ لِأَهْلِهِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مِنْ رَجُلٍ ظَهَرَتْ رِيَاسَتُهُ، وَاشْتُهِرَتْ نَفَاسَتُهُ، لِغَرِيبٍ مَجْهُولِ الْعَيْنِ لَا يُعْرَفُ مَنْ وَلَا مِنْ أَيْنَ، فَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا. اهـ بتصرف.
(**) قوله: (الجُلَّنار)
(**) قال الفيروزآبادى في القاموس المحيط (ص: 367)
(الجُلَّنارُ) -بضم الجيم وفتح اللامِ المُشَدَّدَةِ-: زَهْرُ الرُّمَّانِ. اهـ
(**) وفي كتاب (تاريخ بغداد), للخطيب البغدادي (3/ 400)
(**) حكى أبو الحسن الدارقطني: أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث، إما كان (حبان)، فقال: (حيان)، أو (حيان) فقال: (حبان).
(**) قَالَ أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم وهبته أن أوقفه على ذلك،
(**) فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت،
(**) ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر المستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية،
(**) ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا،
(**) وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قَالَ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 14 / 8 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
الجواب عن سؤال عن
المنهجية في طلب علم النحو
لفضيلة الشيخ أبي عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى :
س1: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. كيف حالكم فضيلة الشيخ؟ ما هي الكتب التي تنصح بها في التدرج بعلم النحو ؟
ج1: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله يا أخي.
وأهلا وسهلا ومرحبا بك.
وأنا بخير و لله الحمد والمنة.
وإن شاء الله تكون كذلك.
التدرج في كتب النحو يكون بالابتداء بمتن الآجرومية يدرسه الطالب مجردا من الشروحات بشرح وجيز، ثم يأخذه مرة أخرى بشرح من الشروحات السهلة.
ثم ينتقل إلى متممة الآجرومية مع شرحها أو بدلا عنها متن قطر الندى مع شرحه بأسلوب سهل بدون كثرة حواشي حتى لا يضيع الطالب بين هذه الحواشي.
ثم ينتقل إلى شرح ابن عقيل.
ثم يطالع الكتب النحوية المفيدة كـ: شرح شذور الذهب، والمغنى، وبقية شروح الألفية، والقواعد الأساسية للهاشمي، وجامع الدروس العربية، وملحة الإعراب مع شروحاتها، وشروحات الآجرومية، ونحو ذلك.
و الله الموفق.
س2: جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيك، ونفع بك الإسلام والمسلمين. ما هي أفضل الشروح التي تنصح بها لقطر الندى؟
ج2: الذي ننصح به أن يعتنى بشرح المصنف نفسه، فتفكك ألفاظه بشرح وجيز سهل.
وإذا كان ولا بد من الانتقال إلى شرح غيره فينتقل إلى شرح الشيخ عبد الله الفوزان؛ فإنه شرح مختصر ومفيد.
و الله الموفق.
أجاب عن هذا السؤال : يوم الاثنين 1 ذي القعدة 1441هـ
سلسة الفوائد اليومية:
141- العلوم أربعة
** في كتاب: (إنباه الرواة على أنباه النحاة), (1/ 381)
** وقال الأصمعيّ: قال الخليل بن أحمد: العلوم أربعة :
** فعلم له أصل وفرع،
** وعلم له أصل ولا فرع له .
** وعلم له فرع ولا أصل له .
** وعلم لا أصل له ولا فرع .
** فأما الذى له أصل وفرع : فالحساب , ليس بين أحد من المخلوقين فيه خلاف،
** وأما الذى له أصل ولا فرع له : فالنجوم, ليس لها حقيقة يبلغ تأثيرها فى العالم – يعنى الأحكام والقضايا على الحقيقة –
** وأما الذى له فرع ولا أصل له : فالطبّ , أهله منه على التجارب إلى يوم القيامة .
** والعلم الذى لا أصل له ولا فرع : فالجدل .
** قال أبو بكر الصّولى: يعنى الجدل بالباطل. اهـ
** (فائدة أخرى):
** وقال بعض السلف: العلوم أربعة:
الفقه للأديان،
والطب للأبدان،
والنجوم للأزمان،
والنحو للسان. اهـ
المرجع :
** (البصائر والذخائر) (1/ 101)
** (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار), (4/ 17)
** (المستطرف في كل فن مستطرف), (ص: 27)
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الأربعاء 16 / 3 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/11613
=======================
سلسة الفوائد اليومية:
140- إتحاف الإخوان بذكر بعض الأشياء التي اشتركت وافترقت فيها الجمعة والعيدان
** قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه: (إرشاد أولى البصائر والألباب لنيل الفقة بأقرب الطرق وأيسر الأسباب (ص: 116)
** اعلَمْ أنَّ الشَّارِعَ مِن حِكمَتِه، ومحَاسِنِ شَرعِهِ، شَرَعَ للمسلِمِينَ الاجتماعَ للصَّلَواتِ وأنوَاعِ اَلتَّعَبُّدَات. وَهُوَ:
** إما اجتماعٌ خَاص كاجتمَاعِ أَهْلِ المحالِّ المتقَارِبَةِ لجماعةِ الصَّلَواتِ الخَمسِ.
** وإِمَّا اجتمَاعٌ عَام يجتَمِعُ فيه أهلُ البَلَدِ في مَسْجِدٍ وَاحِدٍ للجمعَةِ.
** وإِمَّا اجْتمَاعٌ أَعَم مِن ذَلِكَ كاجتماعِ أَهْلِ البَلَدِ رجَالهم ونِسَائهم أحرارِهِم وأَرِقَّائِهم في الأَعيَادِ.
** وإِمَّا اجتماعٌ أَعمَّ مِن ذَلِكَ كُلِّه كاجتماعِ المسلِمين مِن جَمِيعِ أَقْطَارِ الأَرضِ فِي عَرَفَةَ ومَنَاسِكِ الحجِّ.
** وفي هَذِه الاجتِمَاعَاتِ مِنَ الحِكَمِ وَالأَسْرَار ومَحَاسِنِ الشَّرِيعَةِ ومَصْلَحَةِ الأُمَّة مَالا يُعدُّ وَلا يُحصَرُ.
** فمنهَا: ( إِظْهَار شَعَائِرِ الدِّين وبُرُوزِهَا مُشَاهَدًا جمالها عِندَ الموافِقين والمخالِفين، . . . )
** ومِنهَا: أَنُّ حَقَائقَ هَذِهِ العِبَادَاتِ لا تَحصُلُ بِدُونِ الاجتِمَاعَاتِ المذكُورَةِ، فالحكَمُ الَّتِي شُرِعَتْ لأَجْلهَا مُتَوَقِّفَةٌ على هَذَا الاجتِمَاعِ.
** ومِنهَا: ( أَنَّ اجتِمَاعَ الخَلقِ لهَذِه العِبَادَاتِ مِن أَعظَمِ مَحبُوبَاتِ الربِّ، . . . )
** ومنهَا: ( مَا في اجتِمَاعِ المسلِمين مِن قِيَامِ اَلأُلْفَة والمودَّة؛ لأَنَّ الاجتِمَاعَ الظَّاهِرَ عِنوَانُ الاجتِمَاعِ البَاطِنِ، . . . )
** ومِنهَا: ( أَن فِي هَذِه الاجتمَاعَاتِ مِن مَعرِفَةِ مَرَاتِبِ المسلِمين، ومَا هُمْ عَلَيهِ مِنَ العِلمِ والدِّينِ والأخلاقِ، والمحافَظَةِ على الشَّرائِعِ أَو غَيرِ ذَلِكَ مِن أَعظَمِ الفَوَائِدِ المميِّزةِ؛ لتحصُلَ مُعَامَلَتُهُم بحسَبِ ذَلِكَ. . . . )
** وفي الجملةِ: فِيهَا مِن صَالِحِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا مَا هُوَ مِنَ الضرُورَاتِ الَّتي لا بُدَّ مِنهَا.
** فَهَذِه الفَوَائِدُ وغَيرُهَا قد اشتَرَكَتْ فِيهَا.
** وبأنها مِن شُرُوطِ الدِّين وَوَاجِبَاتِه.
** وبأنها رَكعتَانِ يجهر فِيهِمَا في القِرَاءةِ.
** وبمشروعيَّة الخُطبَتين فيهمَا.
** فالَّذِي اشْتَرَكَتْ فيه أَكثَرُ ممَّا افترقت.
** واستِحبَابُ اَلتَّجَمُّل والتَّطَيُّب وتَبْكِيرُ المأمُومِ إليهِما وتأخر الإِمَامِ إِلَى وَقتِ الصَّلاةِ والاستِيطَانِ والعَدَدِ عَلَى القَولِ بِه.
** وافتَرقَتْ بِأَشْيَاء بحسَبِ أحوَالِها، وَمُنَاسَبَة الحَالِ الوَاقِعَةِ:
** فمنها: الوَقتُ: الجمعةُ مِنَ الزَّوَالِ إِلَى وَقتِ العَصرِ عندَ أَكْثَرِ العُلَمَاءِ,
وعِندَ الإِمَامِ أَحمد مِن أَوَّلِ صَلاةِ العِيدِ إِلَى وَقتِ العَصرِ، وَوَقتُ العِيد ِ مِن ارتفَاعِ الشَّمسِ قَيدَ رُمحٍ إِلى قُبَيلَ الزَّوَالِ.
** ومِنهَا: أَنَّ صَلاةَ الجمعَةِ إِذَا فَاتَتْ لا تُقضَى بَل يُصَلُّونَ ظُهرًا،
وأَمَّا العِيدُ فتُقضَى مِنَ الغَد بِنَظِيرِ وَقتِهَا.
** والفَرقُ: أَن العِيدَ لما كَانَ لا يَتَكَرَّرُ إلاَّ بتَكَرُّرِ العَامِ وَلا يُمكِنُ تَفوِيتُ مَا في ذَلِكَ الاجتِمَاعِ مِنَ المصَالِحِ شُرِعَ قَضَاؤُه،
** وأَمَّا الجُمعَةُ فتتكرَّرُ بالأُسبُوعِ، فإذَا فَاتَ أسبوعٌ حَصَلَ المقصُودُ بِالآخَرِ،
** مَعَ حِكمَةٍ أُخرَى وَهِيَ أَنَّ العِيدَ كَثِيرًا مَا يُعذَرُ النَّاسُ بفَوَاتِه؛ لتعلُّقِه بالأَهِلَّة بِخِلافِ الجمعَةِ.
** ومِنهَا: أَنَّ الجمعَة الخُطبَتانِ قَبَلَهَا والعِيدَينِ بعدَهُما،
** وقد ذكر الحِكمَة في ذَلِكَ أَنَّهمَا في العِيدِ سُنَّةٌ، وفي الجمعَةِ شَرط لازِمٌ، فاهتَمّ بتَقدِيمه
** وهَذَا أَيضًا فَرق آخَرُ.
** ومِنهَا: أَنَّه يُشرَعُ في صَلاةِ العِيدِ تَكبِيرَاتٌ زَوَائِد في أَوَّلِ كُلِّ ركعَةٍ في الأُولَى سِتًّا بَعدَ تَكبِيرَةِ الإِحْرَامِ، وفي الثَّانِيَةِ خَمسًا بَعدَ تَكبِيرَةِ الانتِقَالِ.
** ومِنهَا: أَنَّ المشْرُوعَ أَن تَكُونَ صَلاة العِيدَين في الصَّحرَاءِ إِلا لِعُذرٍ، والجُمعَةُ المشرُوعُ أن تَكُونَ في قصَبَةِ البَلَدِ إلاَّ لِعذرٍ.
** ومِنَ الحِكمَةِ في ذَلِكَ لاشتِهَارِ العِيدِ، وزِيَادَةِ إِظهَارِه، ولاشتِرَاكِ اَلرِّجَال والنِّسَاءِ فِيهِ،
** وهَذَا أيضًا مِنَ اَلْفُرُوق بينَهُمَا.
** ولِذَلِكَ كَانَ النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَأمُرُ النِّسَاءَ بالخُرُوجِ للعِيدِ حَتَّى يَأمُرُ ذَوَات اَلْخُدُورِ، وحتَّى يَأْمُرُ الحُيَّضَ لِيُحْضَرْنَ دَعْوةَ المسلِمين، فَإنَّ دعوتَهُم مجتمعةً أقرَبُ للإِجَابَة.
** كَما أنَّ العِبَادَةَ المشتَرَكَة أفضَلُ مِنَ اَلْمُنْفرِدَة حتَّى فُضِّلَتْ صَلاةُ الجماعَةِ عَلَى صَلاةِ الفَذِّ بِسَبعٍ وعِشرِينَ ضِعفًا.
** وهَذَا مِنَ المعَاني المشتَرَكَةِ.
** ومِنهَا: وُجُوبُ فِطْرِ يَومِ العِيدِ دُونَ الجمعَةِ، فإنَّ إِفرَادَ صَومِه مَكرُوهٌ لِكَونِ العِبَادِ أَضيافَ كَرَمِ الكَرِيمِ فِيهمَا.
** وَمِنها: أنه في العِيدِ ينبغِي أن يَخرُجَ مِن طَرِيقٍ ويَرجِعَ فِي آخَر بِخِلافِ الجمعَةِ.
** ومِنهَا: كَرَاهَةُ التنفُّلِ في مُصَلَّى العِيدِ قَبلَ الصَّلاةِ وبَعدَهَا بخِلافِ الجمعَةِ.
** ومِنهَا: أن الجمعَةَ فَرضُ عَينٍ بالإِجمَاعِ، وأمَّا العِيدَانِ ففيهمَا خِلافٌ مَعرُوفٌ، المشهُورُ مِنَ المذهَبِ أَنَّهُمَا فَرضَا كِفَايَة.
والصَّحِيحُ: أَنَّهُمَا فَرضَا عَينٍ، وَهُوَ إِحدَى اَلرِّوَايَتَيْنِ عَن أَحمد، اختَارَهَا الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ.
** ومِنها: ما يتعلَّقُ بالعِيدَينِ مِن زَكَاةِ الفِطرِ والتَّكبِيرِ المطلَقِ والمقَيَّدِ ومِنَ اَلأَضَاحِيّ والهَدْي فَلا تُشَارِكُهَا الجمعَةُ فِيهَا.
** ومِنهَا: أنَّ في الجمعَةِ سَاعَة، لا يُوافِقُهَا مُسلِمٌ يَدعُو اللَّه إِلا استُجِيبَ لَهُ، ولم يَرِد مِثلُ هَذَا في العِيدَينِ.
** وكذَلِكَ: استَحبَّ العُلَمَاءُ زِيَارَةَ القُبُورِ يَومَ الجُمعَةِ دونَ العِيدَينِ؛ فالجُمعَةُ تتأكدُ فِيهَا الزِّيارَةُ والعِيدُ استحبَابٌ مطلَقٌ كسائِرِ اَلأَيَّام.
** ومِنَ الفُرُوقِ: ما قَالَهُ الأَصحَابُ: أَنَّ خطْبتِي العِيدَينِ تُستَفتَحُ الأُولَى بتِسعِ تَكبِيرَاتٍ، والثَّانِيَةُ بِسَبعٍ، بخِلافِ الجمعَةِ فإِنَّهَا تُستَفتَحُ بالحَمْدِ.
** والصَّحِيحُ: استِوَاؤهُمَا بالاستِفتَاحِ بالحمدِ كَما كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يستَفتِحُ جَمِيعَ خُطَبِه بالحمدِ. اهـ المراد
(تنبيه):
صدر هذه الفائدة قد تقدم في فائدة سابقة بعنوان: ( ذكر بعض الفوائد والحكم السامية في اجتماع الناس على العبادة الجماعية ) ؛
فلذلك ذكرته هنا مختصرا ؛
إذ الغرض هو ذكر الاتفاقات والافتراقات بين الجمعة والعيد.
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الجمعة 11 / 3 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد اليومية:
139- الجواب المختصر الشافي الكافي لمن ابتلي بداء الإصرار على المعاصي
** سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الدواء الشافي لمن تمكنت فيه أمراض الذنوب والمعاصي , فأجاب بجواب مختصر مفيد .
** وإليك نص هذا السؤال مع الجواب :
** قال محمد بن علي ، أبو عبد الله، بدر الدين البعليّ (المتوفى: 778هـ) في كتابه: (مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية),
(ص: 650):
** مَا دَوَاء من تحكم فِيهِ الدَّاء , وَمَا الاحتيال فِيمَن تسلط عَلَيْهِ الخبال , وَمَا الْعَمَل فِيمَن غلب عَلَيْهِ الكسل , وَمَا الطَّرِيق إِلَى التَّوْفِيق , وَمَا الْحِيلَة فِيمَن سطت عَلَيْهِ الْحيرَة , إِن قصد التَّوَجُّه إِلَى الله تَعَالَى مَنعه هَوَاهُ ,
وَإِن رام الادكار غلب عَلَيْهِ الافتكار , وَإِن أرد أَن يشْتَغل لم يطاوعه الْفشل ؟
غلب الْهوى فتراه فِي أوقاته
حيران صَاحٍ بل هُوَ السَّكْرَان
إِن رام قربا للحبيب تفَرقت
أَسبَابه وتواصل الهجران
هجر الْأَقَارِب والمعارف عله
يجد الْغنى وعَلى الْغناء يعان
** أجَاب رَضِي الله عَنهُ :
** دواؤه الالتجاء إِلَى الله
ودوام التضرع وَالدُّعَاء بِأَن يتَعَلَّم الْأَدْعِيَة المأثورة
** ويتوخى الدُّعَاء فِي مظان الْإِجَابَة مثل آخر اللَّيْل وأوقات الْأَذَان
** وَالْإِقَامَة وَفِي سُجُوده وَفِي أدبار الصَّلَوَات
** وَيضم إِلَى ذَلِك الاسْتِغْفَار
فَإِنَّهُ من اسْتغْفر الله ثمَّ تَابَ إِلَيْهِ متعه مَتَاعا حسنا إِلَى أجل مُسَمّى
** وليتخذ وردا من الْأَذْكَار طرفِي النَّهَار وَوقت النّوم
** وليصبر على مَا يعرض لَهُ من الْمَوَانِع والصوارف
فَإِنَّهُ لَا يلبث أَن يُؤَيّدهُ الله بِروح مِنْهُ وَيكْتب الْإِيمَان فِي قلبه
** وليحرص على إِكْمَال الْفَرَائِض من الصَّلَوَات الْخمس بباطنه وَظَاهره فَإِنَّهَا عَمُود الدّين
** وَليكن هجيراه لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا الله الْعلي الْعَظِيم؛ فَإِنَّهُ بهَا يحمل الأثقال ويكايد الْأَهْوَال وينال رفيع الْأَحْوَال
** وَلَا يسأم من الدُّعَاء والطلب فَإِن العَبْد يستجاب لَهُ مالم يعجل فَيَقُول قد دَعَوْت فَلم يستجب لي
** وليعلم أَن النَّصْر مَعَ الصَّبْر وَأَن الْفرج مَعَ لكرب وَأَن مَعَ الْعسر يسرا
** وَلم ينل أحد شَيْئا من جسيم الْخَيْر نَبِي فَمن دونه إِلَّا بِالصبرِ .
** وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين . اهـ
** (تنبيه):
** سئل ابن القيم رحمه الله تعالى بسؤال نحو هذا السؤال
فأجاب بجواب مفصل مفيد في كتاب كامل اسمه:
(الداء والدواء) أو (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي).
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الاثنين 7 / 3 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/11613
================
سلسة الفوائد اليومية:
138- مراتب طلب العلم
** قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه: (جامع بيان العلم وفضله), (1/ 476) :
** قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : «أَوَّلُ الْعِلْمِ النِّيَّةُ ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ ثُمَّ الْفَهْمُ ثُمَّ الْحِفْظُ ثُمَّ الْعَمَلُ ثُمَّ النَّشْرُ» اهـ
** وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه: (فتح الباري),
(1/ 217):
** (. . . وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ : أَوَّلُ الْعِلْمِ الِاسْتِمَاعُ , ثُمَّ الْإِنْصَاتُ , ثُمَّ الْحِفْظُ , ثُمَّ الْعَمَلُ , ثُمَّ النَّشْرُ .
** وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ : تَقْدِيمُ الْإِنْصَاتِ عَلَىِ الِاسْتِمَاعِ .
** وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ : أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : الْإِنْصَاتُ مِنَ الْعَيْنَيْنِ .
فَقَالَ لَهُ بن عُيَيْنَةَ : وَمَا نَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ !
قَالَ : إِذَا حَدَّثْتَ رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْكَ لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا . انْتَهَى
** وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ . وَاللَّهُ أعلم . اهـ
** وفي زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 9):
** ( . . . فالْجِهَادُ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ: جِهَادُ النَّفْسِ، وَجِهَادُ الشَّيْطَانِ، وَجِهَادُ الْكُفَّارِ، وَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ.
** فَجِهَادُ النَّفْسِ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ أَيْضًا:
** (إِحْدَاهَا): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى تَعَلُّمِ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا فَلَاحَ لَهَا وَلَا سَعَادَةَ فِي مَعَاشِهَا وَمَعَادِهَا إِلَّا بِهِ، وَمَتَى فَاتَهَا عِلْمُهُ شَقِيَتْ فِي الدَّارَيْنِ.
** (الثَّانِيَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الْعَمَلِ بِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ الْعِلْمِ بِلَا عَمَلٍ إِنْ لَمْ يَضُرَّهَا لَمْ يَنْفَعْهَا.
** (الثَّالِثَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ، وَإِلَّا كَانَ مِنَ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْهُدَى وَالْبَيِّنَاتِ، وَلَا يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ، وَلَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.
** (الرَّابِعَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الصَّبْرِ عَلَى مَشَاقِّ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ وَأَذَى الْخَلْقِ، وَيَتَحَمَّلُ ذَلِكَ كُلَّهُ لِلَّهِ.
** فَإِذَا اسْتَكْمَلَ هَذِهِ الْمَرَاتِبَ الْأَرْبَعَ صَارَ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ .
** فَإِنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ الْعَالِمَ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى رَبَّانِيًّا حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ وَيَعْمَلَ بِهِ وَيُعَلِّمَهُ .
** فَمَنْ عَلِمَ وَعَمِلَ وَعَلَّمَ فَذَاكَ يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. اهـ
** وفي كتابه: (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب),
(1/ 43) للعلامة محمد بن أحمد السفاريني (المتوفى: 1188هـ):
** مَرَاتِبُ التَّعَلُّمِ سِتَّةٌ، وَحِرْمَانُ الْعِلْمِ بِسِتَّةٍ :
** وَاعْلَمْ أَنَّ لِلتَّعَلُّمِ سِتَّ مَرَاتِبَ:
** (أَوَّلُهَا): حُسْنُ السُّؤَالِ .
** (ثَانِيهَا): حُسْنُ الْإِنْصَاتِ وَالِاسْتِمَاعِ.
** (ثَالِثُهَا): حُسْنُ الْفَهْمِ .
** (رَابِعُهَا): الْحِفْظُ .
** (خَامِسُهَا): التَّعْلِيمُ .
** (سَادِسُهَا): – وَهِيَ الثَّمَرَةُ – الْعَمَلُ بِهِ وَمُرَاعَاةُ حُدُودِهِ.
** وَحِرْمَانُ الْعِلْمِ يَكُونُ بِسِتَّةِ أَوْجُهٍ:
** (أَحَدُهَا) : تَرْكُ السُّؤَالِ.
** (الثَّانِي) : سُوءُ الْإِنْصَاتِ وَعَدَمُ إلْقَاءِ السَّمْعِ.
** (الثَّالِثُ) : سُوءُ الْفَهْمِ.
** (الرَّابِعُ) : عَدَمُ الْحِفْظِ.
** (الْخَامِسُ) : عَدَمُ نَشْرِهِ وَتَعْلِيمِهِ، فَمَنْ خَزَّنَ عِلْمَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِنِسْيَانِهِ جَزَاءً وِفَاقًا.
** (السَّادِسُ) : عَدَمُ الْعَمَلِ بِهِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ يُوجِبُ تَذَكُّرَهُ وَتَدَبُّرَهُ وَمُرَاعَاتَهُ وَالنَّظَرَ فِيهِ، فَإِذَا أَهْمَلَ الْعَمَلَ بِهِ نَسِيَهُ.
** قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ الْعِلْمِ بِالْعَمَلِ بِهِ.
** وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا ارْتَحَلَ،
** فَمَا اسْتَدَرَّ الْعِلْمُ وَاسْتُجْلِبَ بِمِثْلِ الْعَمَلِ بِهِ. اهـ
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الخميس 3 / 3 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/11613
================