** قال ابن هشام في كتابه: (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)، (ص: 431):
(مَنْ) على أَرْبَعَة أوجه:
1 -شَرْطِيَّة، نَحْو: (من تكرمْ أكرمْ)، بسكون الفعلين، وقوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}.
2 -واستفهامية، فتحتاج إِلَى جَوَاب، نَحْو: (من تكرمُ) برفع الفعل، وقوله تعالى: {مَنْ بَعَثنا منْ مَرْقَدِنَا}، {فَمن رَبكُمَا يَا مُوسَى}.
** وَإِذا قيل: (من يفعلُ هَذَا إِلَّا زيد) فَهِيَ (من) الاستفهامية، أشربت معنى النَّفْي، أي: (لا يفعلُ هَذَا إِلَّا زيد)، وَمِنْه قوله تعالى: {وَمن يغْفر الذُّنُوب إِلَّا الله}.
** وَلَا يتَقَيَّد جَوَاز ذَلِك بِأَن يتقدمها الْوَاو خلافًا لِابْنِ مَالك بِدَلِيل {من ذَا الَّذِي يشفع عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ}.
3 -وموصولة، فِي نَحْو: (زارني من علمته) أي الذي علمته، وَمِنْه قوله تعالى: {ألم تَرَ أَن الله يسْجد لَهُ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض}.
4 -ونكرة مَوْصُوفَة، وَلِهَذَا دخلت عَلَيْهَا رب فِي قَوْل الشاعر:
(رُبَّ مَنْ أنضجْتُ غَيظاً قَلْبَهُ *** قَدْ تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ)
أي رُبَّ رجلٍ، أو شخص.
** ووصفت بالنكرة فِي نَحْو قَوْلهم: (مَرَرْتُ بمَنْ مُعْجِبٍ لك) بإِنْسَان مُعْجِبٍ لك.
((تَنْبِيه)):
** إذا قلت: (من يكرمني أكْرمه) احتملت (من) الْأَوْجه الْأَرْبَعَة:
** فَإِن قدرتها شَرْطِيَّة جزمت الْفِعْلَيْنِ.
** أَو مَوْصُولَة أَو مَوْصُوفَة رفعتهما.
** أو استفهامية رفعت الأول وجزمت الثَّانِي لِأَنَّهُ جَوَاب بِغَيْر الْفَاء.
** وَ(مَنْ) فِيهِنَّ مُبْتَدأ.
** وَخبر الاستفهامية الْجُمْلَة الأولى.
** وخبر الموصولة أَو الموصوفة الْجُمْلَة الثَّانِيَة.
** وخبر الشرطية الْجُمْلَة الأولى أَو الثَّانِيَة على خلاف فِي ذَلِك.
** وَتقول: (من زارني زرته) فَلَا تحسن الاستفهامية وَيحسن مَا عَداهَا. اهـ بتصرف وزيادة
** والله الموفق.
** كتبها: أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** السبت 20 / 11/ 1438 هـ