سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ:
27- ذكر شروط الصيام
** الصيام عبادة من العبادات العظيمة, ولها شروطها، وأركانها،
وواجباتها، ومستحباتها.
** والشَّرْطُ لُغَةً: الْعَلَامَةُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}, أَيْ عَلَامَاتُ السَّاعَةِ.
** وشرعاً: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود.
كـ(الطهارة) – مثلا -, فإنها شرط للصلاة, فيلزم من عدمها عدم الصلاة،
ولا يلزم من وجودها وجود الصلاة؛ لأن الإنسان قد يتطهر ولا يصلي, كما لو تطهر لقراءة القران أو لنوم أو نحو ذلك.
** وشروط الصيام سبعة, وهي:
** الأول: الإسلام, وضده الكفر،
فالكافر لا يُلزم بالصوم ولا يصح منه.
** والثاني: البلوغ ، وضده الصغر,
فالصغير لا يجب عليه الصيام حتى يبلغ, ولكن يأمره وليُّهُ بالصوم إذا أطاقه.
** والثالث: العقل، وضده الجنون،
فالمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق.
** والرابع: القدرة، وضدها العجز،
فالعاجز عن الصوم لا يجب عليه الصوم أداء، ويجب عليه القضاء.
** والخامس: الإقامة، وضدها السفر,
فالمسافر لا يجب عليه الصيام أداءً، وعليه القضاء.
** والسادس: ألا يكون هناك مانع, كالحيض والنفاس، للمرأة،
فلا يجب عليها الصيام أداءً، بل يجب عليها الفطر والقضاء.
** وقد تقدم الكلام على هذه الستة مفصلا في:
(التبيان فيمن يجب عليه صيام رمضان) في الفائدة (22), فارجع إليه إن شئت.
** والسابع: تبيت النية, وهي القصد، والإدارة للشيء.
** ودليله حديث حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ»
[رواه النسائي, وصححه الألباني]
** والنية محلها القلب, فلا يجوز التلفظ بها.
** وفي كتاب: (الاختيارات العلمية في اختيارات شيخ الإسلام ابن
تيمية), (ص: 459):
** (ومَن خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى). اهـ
** وفي كتاب: (الفتاوى الكبرى), (1/ 213) لشيخ الإسلام ابن تيمية:
** ( … بَلْ التَّلَفُّظُ بِالنِّيَّةِ نَقْصٌ فِي الْعَقْلِ وَالدِّينِ:
** أَمَّا فِي الدِّينِ فَلِأَنَّهُ بِدْعَةٌ،
** وَأَمَّا فِي الْعَقْلِ فَلِأَنَّ هَذَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُرِيدُ أَكْلَ الطَّعَامِ فَقَالَ: أَنْوِي بِوَضْعِ يَدِي فِي هَذَا الْإِنَاءِ أَنِّي آخُذُ مِنْهُ لُقْمَةً، فَأَضَعُهَا فِي فَمِي فَأَمْضُغُهَا، ثُمَّ أَبْلَعُهَا لِأَشْبَعَ فَهَذَا حُمْقٌ وَجَهْلٌ.
** وَذَلِكَ أَنَّ النِّيَّةَ تَتْبَعُ الْعِلْمَ، فَمَتَى عَلِمَ الْعَبْدُ مَا يَفْعَلُ كَانَ قَدْ نَوَاهُ ضَرُورَةً، فَلَا يُتَصَوَّرُ مَعَ وُجُودِ الْعِلْمِ بِهِ أَنْ لَا تَحْصُلَ نِيَّةٌ، … الخ). اهـ
** والله الموفق.
** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الأحد 3 / 9 / 1441 هـ.
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/fr1441
==============