موقع الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
  • الرئيسية

  • الدروس

  • الخطب

  • المحاضرات

  • الفوائد

    • الفوائد اليومية

    • الفوائد النحوية

    • الفوائد الرمضانية

    • الفوائد الوادعية

      المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية
  • الفتاوى

  • الرئيسية

  • جديد الموقع

  • الدروس

  • الخطب

  • المحاضرات

  • الكتب

  • الفتاوى

  • الفوائد

    • الفوائد اليومية

    • الفوائد النحوية

    • الفوائد الرمضانية

    • الفوائد الوادعية

      المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية
  • اتصل بنا

  • الإذاعة

  • دار الحديث

  • نبذة عن الشيخ

  • شبكة علماء اليمن

  • شبكة العلم الشرعي

28 شعبان 1444 هـ
  • Twitter
  • Facebook
  • Telegram Broadcast
  • RSS
  • شبكة العلم الشرعي

  • شبكة علماء اليمن

  • الإذاعة

الرئيسية / الفوائد، الفوائد الرمضانية / 1441{32} السحور بركة, وهو من خصائص هذه الأمة

1441{32} السحور بركة, وهو من خصائص هذه الأمة

1441{32} السحور بركة, وهو من خصائص هذه الأمة
كتبها مشرف تقني

الأربعاء ۱۳ رمضان ۱٤٤۱ هـ الموافق ٦ مايو ۲۰۲۰ مـ | الفوائد، الفوائد الرمضانية | شارك بتعليقك

سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ:

32- السحور بركة, وهو من خصائص هذه الأمة

(1) تعريف السحور لغةً واصطلاحاً:

** السحور لغةً:
السَّحُور بالفتح: طعام السحر وشرابُه، وبالضم: أكل هذا الطعام.

** فهو بالفتح اسم لما يُتَسَحَّر به، وبالضم اسم للفعل نفسه .

** ومن اللطائف قول بعضهم : نحن في السُّحر نأكل السَّحور.

** وهَذَا هُوَ الْأَشْهَرُ, كما نبه عليه ابن دقيق العيد في كتابه: (إحكام
الأحكام شرح عمدة الأحكام), (2/ 9)

** واصطلاحاً: كلُّ طعام أو شراب يتغذَّى به آخر الليل من أراد الصيام.

(2) حكمه:

** السحور مستحب في حق من يريد الصيام , وليس بواجب إجماعا.

** وفي ( صحيح البخاري ), (3/ 29):

** بَابُ بَرَكَةِ السَّحُورِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ «لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابَهُ وَاصَلُوا وَلَمْ يُذْكَرِ السَّحُورُ». اهـ المراد

** وقال ابن المنذر في كتابه: (الإشراف على مذاهب العلماء),
(3/ 120): (باب السحور)

** ثبت أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم – قال: تسحروا فإن في السحور بركة.

** قال أبو بكر: هذا أمر ندب لا أمر فرض.

** وقد أجمعوا على أن ذلك مندوب إليه مستحب، ولا إثم على من تركه . اهـ

(3) الحكمة منه:

** من حكم السحور ومقاصده:

(أ)- أنه معين على العبادة، فإنه يعين الإنسان على مواصلة الصيام.

(ب)- أن فيه مخالفة لأهل الكتاب فإنهم لا يتسحرون.

** عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً» متفق عليه

** وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ» رواه مسلم.

** وهذه بعض المسائل التي تتعلق بالسحور.

(4) جعل الله في السحور بركة, كما في حديث أَنَسٍ المتفق عليه, وقد تقدم.

** وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ»
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الألباني]

** وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الْبَرَكَةُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْجَمَاعَةِ، وَالثَّرِيدِ، وَالسَّحُورِ.
[رواه البيهقي وغيره, وصححه الألباني]

** و(البركة): هي نزول الخير الإلهي في الشيء، وثبوته فيه، والزيادةُ في الخير والأجر، وفي كل ما يحتاجه العبد من منافع الدنيا والآخرة.

** والبركةُ إنما تكون من الله، ولا تنال إلا بطاعته -عز وجل-.

** وهذه البركة المذكورة في الحديث قد تكون راجعة لأمر ديني أو لأمر دنيوي أو لهما معا, وهذا هو الأظهر.

** وفي كتاب: (فتح الباري), لابن حجر (4/ 139):

** قَوْله فِي حَدِيث أنس (تسحرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)

** هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ وَبِضَمِّهَا؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَرَكَةِ الْأَجْرُ وَالثَّوَابُ فَيُنَاسِبُ الضَّمُّ ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّسَحُّرِ.

** أَوِ الْبَرَكَةُ لِكَوْنِهِ يُقَوِّي عَلَى الصَّوْمِ وَيُنَشِّطُ لَهُ وَيُخَفِّفُ الْمَشَقَّةَ فِيهِ فَيُنَاسِبُ الْفَتْحَ ؛ لِأَنَّهُ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ.

** وَقِيلَ الْبَرَكَةُ مَا يُتَضَمَّنُ مِنَ الِاسْتِيقَاظِ وَالدُّعَاءِ فِي السَّحَرِ.

** وَالْأَوْلَى أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهِيَ:

** اتِّبَاعُ السُّنَّةِ .

** وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ.

** وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ.

** وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ .

** وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ .

** وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ .

** وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ .

** قَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ: هَذِهِ الْبَرَكَةُ يَجُوزُ أَنْ تَعُودَ إِلَى الْأُمُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ السُّنَّةِ يُوجِبُ الْأَجْرَ, وَزِيَادَتَهُ, وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَعُودَ إِلَى الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ كَقُوَّةِ الْبَدَنِ عَلَى الصَّوْمِ, وَتَيْسِيرِهِ مِنْ غَيْرِ إِضْرَارٍ بِالصَّائِمِ.

** قَالَ وَمِمَّا يُعَلَّلُ بِهِ اسْتِحْبَابُ السُّحُورِ الْمُخَالَفَةُ لِأَهْلِ الْكِتَابِ لِأَنَّهُ مُمْتَنِعٌ عِنْدَهُمْ وَهَذَا أَحَدُ الْوُجُوهِ الْمُقْتَضِيَةِ لِلزِّيَادَةِ فِي الْأُجُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ … الخ)
اهـ

** ومن بركة السحور: أداء صلاة الفجر مع الجماعة، وفي وقتها الفاضل , بخلاف من لم يتسحر.

** وهذا مشاهد؛ فإن عدد المصلين في صلاة الصبح مع الجماعة في رمضان أكثر من غيره من الشهور؛ لأنَّهم قاموا من أجل السحور.

** فينبغي للصائم أن يحرص على السحور، ولا يتركه لغلبة النوم أو غيره،

** وعليه أن يكون سهلاً ليناً عند إيقاظه من النوم.

** وأن يكون طيب النفس. مسروراً بامتثال أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حريصاً على الخير، لأن نبينا – صلى الله عليه وسلم – أكّد السحور، فأمر به وبين أنه شعار صيام المسلمين والفارق بين صيامهم وصيام أهل الكتاب، ونهى عن تركه.

(5) تحصل بركة السحور ولو بلقمة أو شربة.

(6) صلاة الله وملائكته على المتسحرين.

** عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ”
[رواه أحمد, وحسنه الألباني]

(7) أفضل السحور: التمر.

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(نِعْمَ سحور المؤمن التمر) رواه أبو داود وصححه الألباني .

** وفي كتاب: (شرح المشكاة), (5/ 1590) للطيبي:

** وَإِنَّمَا مَدَحَ التَّمْرَ فِي هَذَا الْوَقْتِ لِأَنَّ فِي نَفْسِ السَّحُورِ بَرَكَةٌ،
وَتَخْصِيصُهُ بِالتَّمْرِ بَرَكَةً، عَلَى بَرَكَةِ.

** إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ، لِيَكُونَ الْمَبْدُوءُ بِهِ
وَالْمُنْتَهَى إِلَيْهِ الْبَرَكَةَ. اهـ

(8) يستحب تأخير السحور إلى قبيل الفجر, وكلما كان السحور قريبا من الفجر كان موافقا للسنة.

** عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ، قَالَ: قُلْتُ: كَمْ كَانَ قَدْرُ ذَلِكَ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً. متفق عليه

** وفي كتاب: (فتح الباري) لابن حجر (4/ 138):

** قَوْلُهُ: (قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً) أَيْ مُتَوَسِّطَةً, لَا طَوِيلَةً وَلَا قَصِيرَةً, لَا سَرِيعَةً وَلَا بَطِيئَةً …

** قَالَ الْمُهَلَّبُ وَغَيْرُهُ : فِيهِ تَقْدِيرُ الْأَوْقَاتِ بِأَعْمَالِ الْبَدَنِ.

** وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُقَدِّرُ الْأَوْقَات بِالْأَعْمَالِ كَقَوْلِهِم: قَدْرَ حَلْبِ شَاةٍ, وَقَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ, فَعَدَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ ذَلِكَ إِلَى التَّقْدِيرِ بِالْقِرَاءَةِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ ذَلِكَ الْوَقْتَ كَانَ وَقْتَ الْعِبَادَةِ بِالتِّلَاوَةِ.

** وَلَوْ كَانُوا يُقَدِّرُونَ بِغَيْرِ الْعَمَلِ لَقَالَ – مَثَلًا – : قَدْرَ دَرَجَةٍ أَوْ ثُلُثِ خمس سَاعَة.

** وَقَالَ بن أَبِي جَمْرَةَ: فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ أَوْقَاتِهُمْ كَانَتْ مُسْتَغْرَقَةً بِالْعِبَادَةِ .

** وَفِيهِ تَأْخِيرُ السُّحُورِ لِكَوْنِهِ أبلغ فِي الْمَقْصُود.

** قَالَ بن أَبِي جَمْرَةَ : كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ مَا هُوَ الْأَرْفَقُ بِأُمَّتِهِ فَيَفْعَلُهُ؛ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَتَسَحَّرْ لَاتَّبَعُوهُ فَيَشُقُّ عَلَى بَعْضِهِمْ وَلَوْ تَسَحَّرَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لَشَقَّ أَيْضًا عَلَى بَعْضِهِمْ مِمَّنْ يَغْلِبُ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَقَدْ يُفْضِي إِلَى تَرْكِ الصُّبْحِ أَوْ يَحْتَاجُ إِلَى الْمُجَاهَدَةِ بِالسَّهَرِ.

** وَقَالَ : فِيهِ أَيْضًا تَقْوِيَةٌ عَلَى الصِّيَامِ لِعُمُومِ الِاحْتِيَاجِ إِلَى الطَّعَامِ وَلَوْ تُرِكَ لَشَقَّ عَلَى بَعْضِهِمْ وَلَا سِيَّمَا مَنْ كَانَ صَفْرَاوِيًّا فَقَدْ يُغْشَى عَلَيْهِ فَيُفْضِي إِلَى الْإِفْطَارِ فِي رَمَضَانَ.

** قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ تَأْنِيسُ الْفَاضِلِ أَصْحَابَهُ بِالْمُؤَاكَلَةِ.

** … وَفِيهِ الِاجْتِمَاعُ عَلَى السُّحُورِ.

** وَفِيهِ حُسْنُ الْأَدَبِ فِي الْعِبَارَةِ لِقَوْلِهِ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَمْ يَقُلْ نَحْنُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يُشْعِرُ لَفْظُ
الْمَعِيَّةِ بِالتَّبَعِيَّةِ … الخ .اهـ المراد

** وقال الشوكاني في كتاب: (في نيل الأوطار), (2/ 24):
** ( … وَالْمُدَّةُ الَّتِي بَيْنَ الْفَرَاغِ مِنْ السَّحَرِ وَالدُّخُولِ فِي الصَّلَاةِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْخَمْسِينَ آيَةً هِيَ مِقْدَارُ الْوُضُوءِ … الخ). اهـ

** وفي كتاب: (شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام), لابن باز
(ص: 3):
** (خمسون آية بتلاوة متأنية مرتلة نحو خمس أو سبع دقائق إلى عشر دقائق).

** وفي كتاب: (تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام) , ( 419 ) للعثيمين:
** ( … لكني قرأتها فبلغت نحو ست دقائق). اهـ المراد

** وفي كتاب: (شرح رياض الصالحين) (5/ 285) للعثيمين:

** وقد بين زيد بن ثابت رضي الله عنه حينما ذكر أنه تسحر مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قاموا إلى الصلاة ولم يكن بينهما إلا قدر خمسين آية.

** (خمسون آية): من عشر دقائق إلى ربع الساعة, إذا قرأ الإنسان
قراءة مرتلة أو دون ذلك.

** وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤخر السحور تأخيرا بالغا.
** وعلى أنه يقدم صلاة الفجر ولا يتأخر.

** ثم إنه ينبغي للإنسان حين تسحره أن يستحضر:

** أنه يتسحر امتثالا لأمر الله ورسوله.

** ويتسحر مخالفة لأهل الكتاب وكرها لما كانوا عليه.

** ويتسحر رجاء البركة في هذا السحور.

** ويتسحر استعانة به على طاعة الله حتى يكون هذا السحور الذي يأكله خيرا وبركة وطاعة. والله الموفق. اهـ

** (فائدة): سورة المرسلات هي السورة الوحيدة التي عدد آياتها خمسون آية.

(9) السحور فارق بين صيام هذه الأمة وصيام اليهود والنصارى.

** عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ»
رواه مسلم.

** قال القرطبيُّ في كتابه: (المفهم), (9/ 118):

** و((الفصل)): الفرق .

** و((أهل الكتاب)): اليهود والنصارى.

** وهذا الحديث يدل على أن السحور من خصائص هذه الأمة، ومما خفف به عنهم.

** وقال القاضي عياض في كتابه: (إكمال المعلم بفوائد مسلم),
(4/ 32):

** وقوله: “تسحروا فإن فى السحور بركة”

** أصل البركة الزيادة، …

** وهو مما اختصت به هذه الأمة فى عمومها, … ). اهـ المراد

** وقال ابن الملقن في كتابه:(الإعلام بفوائد عمدة الأحكام),(5/ 188):

** وهو من خصائص هذه الأمة.

(10) الحذر من الإفراط في السحور.

** عن المقدامِ بْنِ مَعْدِ يكرِبٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول: “ما مَلأ آدمِيٌّ وعاءً شرّاً مِنْ بطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدمَ أُكَيْلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كانَ لا مَحالَة؛ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ، وثلُثٌ لِشرابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفَسِهِ”.
[رواه الترمذي وغيره, وصححه الألباني].

** قال العلامة الصنعاني في كتابه: (سبل السلام), (2/ 651):

** وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى ذَمِّ التَّوَسُّعِ فِي الْمَأْكُولِ وَالشِّبَعِ وَالِامْتِلَاءِ،

** وَالْإِخْبَارُ عَنْهُ بِأَنَّهُ شَرٌّ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمَفَاسِدِ الدِّينِيَّةِ، وَالْبَدَنِيَّةِ، فَإِنَّ فُضُولَ الطَّعَامِ مَجْلَبَةٌ لِلسَّقَامِ وَمُثَبِّطَةٌ عَنْ الْقِيَامِ بِالْأَحْكَامِ،

** وَهَذَا الْإِرْشَادُ إلَى جَعْلِ الْأَكْلِ ثُلُثَ مَا يَدْخُلُ الْمِعْدَةَ مِنْ أَفْضَلِ مَا أَرْشَدَ إلَيْهِ سَيِّدُ الْأَنَامِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَإِنَّهُ يُخَفِّفُ عَلَى الْمِعْدَةِ وَيَسْتَمِدُّ مِنْ الْبَدَنِ الْغِذَاءَ وَتَنْتَفِعُ بِهِ الْقُوَى وَلَا يَتَوَلَّدُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ الْأَدْوَاءِ.
اهـ المراد

** وقال الإمام ابن دقيق العيد في كتابه) :إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام), (2/ 10)

** وَلِلْمُتَصَوِّفَةِ وَأَرْبَابِ الْبَاطِنِ فِي هَذَا كَلَامٌ تَشَوَّفُوا فِيهِ إلَى اعْتِبَارِ مَعْنَى الصَّوْمِ وَحِكْمَتِهِ وَهُوَ كَسْرُ شَهْوَةِ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ،

** وَقَالُوا: إنَّ مَنْ لَمْ تَتَغَيَّرْ عَلَيْهِ عَادَتُهُ فِي مِقْدَارِ أَكْلِهِ لَا يَحْصُلُ لَهُ الْمَقْصُودُ مِنْ الصَّوْمِ، وَهُوَ كَسْرُ الشَّهْوَتَيْنِ.

** وَالصَّوَابُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- أَنَّ مَا زَادَ فِي الْمِقْدَارِ، حَتَّى تُعْدَمَ هَذِهِ الْحِكْمَةُ بِالْكُلِّيَّةِ لَا يُسْتَحَبُّ، كَعَادَةِ الْمُتْرَفِينَ فِي التَّأَنُّقِ فِي الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ. وَكَثْرَةِ الِاسْتِعْدَادِ فِيهَا،

** وَمَا لَا يَنْتَهِي إلَى ذَلِكَ، فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ عَلَى وَجْهِ الْإِطْلَاقِ.

** وَقَدْ تَخْتَلِفُ مَرَاتِبُ هَذَا الِاسْتِحْبَابِ بِاخْتِلَافِ مَقَاصِدِ النَّاسِ وَأَحْوَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِ مِقْدَارِ مَا يَسْتَعْمِلُونَ. اهـ

(11) من أسماء السحور أيضا: الفلاح , والغداء المبارك.

** عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا مِنَ الشَّهْرِ شَيْئًا حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا اللَّيْلَةَ الرَّابِعَةَ، وَقَامَ بِنَا اللَّيْلَةَ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ قَالَ: “إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ بَقِيَّةُ لَيْلَتِهِ ” ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا السَّادِسَةَ، وَقَامَ بِنَا السَّابِعَةَ، قَالَ: وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِهِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ . [رواه أحمد وغيره, وصححه الألباني].

** وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ»
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الألباني]

** وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ,
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَدْعُونِي إِلَى السَّحُورِ، وَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ الْغَدَاءَ الْمُبَارَكَ».
[رواه الطبراني في “المعجم الأوسط ” وصححه الألباني].

** والله الموفق.

** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

** الثلاثاء 12 / 9 / 1441 هـ.

** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/fr1441

==============

مقالات ذات صلة

1441{31} الصلاة أفضل من الصيام
سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ انتقاها وألفها الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
1441{33} صوم الجوارح
سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ انتقاها وألفها الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
  • تويتر
  • فيسبوك
  • لينكدإن
  • واتساب
السحورالصيامرمضانفوائد رمضان 1441

شارك بتعليقك إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أحدث المقالات

  • الحث على التقوى
  • دروس شوال 1442
  • خطبة عيد الفطر 1442
  • صدقة الفطر
  • اغتنام العشر الأواخر من رمضان
  • هل ليلة القدر هي ليلة 27 سبعة وعشرين من رمضان؟
  • هل كتابك التحفة الوصابية يصلح للمبتدئ في علم النحو؟
  • الدروس الرمضانية 1442

تصنيفات

  • أدب الطلب (7)
  • التاريخ والسير والأنساب والجغرافيا (1)
    • التاريخ (1)
  • التزكية والرقائق (4)
  • الحديث وعلومه (2)
    • التراجم والطبقات (1)
    • متون ومنظومات الحديث وشروحها (1)
    • مصطلح الحديث (1)
  • الخطب (18)
  • الدروس (31)
  • الدفاع عن الدعوة السلفية (4)
  • العقيدة (2)
    • مسائل عقدية (2)
  • الفتاوى (18)
  • الفقه (14)
    • متون ومنظومات الفقه وشروحها (14)
      • فقه عام (14)
  • الفوائد (336)
    • الفوائد الرمضانية (72)
    • الفوائد الصوتية (1)
    • الفوائد النحوية (72)
    • الفوائد الوادعية (8)
    • الفوائد اليومية (180)
  • القرآن وعلومه (2)
    • تفسير القرآن (2)
  • الكتب (3)
  • اللغة (36)
    • الصرف (1)
    • العروض والشعر (1)
    • النحو (34)
  • المحاضرات (12)
  • المقتطفات والمختارات (2)

التقويم الهجري

رمضان 1441
س د ن ث أرب خ ج
« شعبان   شوال »
 1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30  

وسوم

أهمية الشعر ابن هشام استقبال رمضان الآجرومية الأدب الاستغفار الاعتكاف البلاء التجارة الرابحة التوبة التوكل الجمعة الخير الدعاء السحور الشر الشعر الصبر الصدقة الصلاة الصيام العشر الأواخر العلم القدر الكلام اللحن النعت الورع الوقت تعجيل الفطر ذكر الله ذي الحجة رمضان ست شوال شعبان صيام صيام عاشوراء طلب العلم عاشوراء فضل النحو فوائد رمضان 1438 فوائد رمضان 1441 كورونا لغة العرب ليلة القدر
1438 هجري / 2017 ميلادي
  • تويتر
  • فيسبوك
  • لينكدإن
  • واتساب