سلسلة الفوائد اليومية:
97 تأليف الكتب: أنواعه وأسبابه
قال العلامة أبو الطيب محمد صديق خان الحسيني البخاري القِنَّوجي(المتوفى:1307هـ) في كتابه:(أبجد العلوم) (ص:107):
اعلم أن كتب العلم كثيرة؛ لاختلاف أغراض المصنفين في الوضع والتأليف، ولكن تنحصر من جهة المعنى في قسمين:
الأول: إما أخبار مرسلة، وهي كتب التواريخ، وإما أوصاف وأمثال ونحوها قيدها النظم، وهي دواوين الشعر.
والثاني: قواعد علوم وهي تنحصر من جهة المقدار في ثلاثة أصناف:
الأول: مختصرات تجعل تذكرة لرؤوس المسائل ينتفع بها المنتهي للاستحضار، وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء لسرعة هجومهم على المعاني من العبارات الدقيقة.
والثاني: مبسوطات تقابل المختصرات، وهذه ينتفع بها للمطالعة.
والثالث: متوسطات وهذه نفعها عام.
ثم إن التأليف على سبعة أقسام:
لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي:
إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه.
أو شيء ناقص يتممه.
أو شيء مغلق يشرحه.
أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
أو شيء متفرق يجمعه.
أو شيء مختلط يرتبه
أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه.
اهـ المراد
وفي كتاب:(أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض),(3/ 34) لشهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبي العباس المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ):
ورأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة:
شيء لم يسبق إليه فيؤلف،
أو شيء ألف ناقصا فيكمل،
أو خطأ فيصحح،
أو مشكل فيشرح،
أو مطول فيختصر،
أو مفترق فيجتمع،
أو منثور فيرتب.
وقد نظمها بعضهم فقال:
ألا فاعلمن أنّ التآليف سبعة
لكلّ لبيب في النّصيحة خالصِ
فشرحُ لإغلاق وتصحيح مُخطئ
وإبداعُ حِبْرٍ مُقْدِمٍ غير ناكصِ
وترتيب مَنثورٍ وجمع مُفَرَّقِ
وتقصير تطويلٍ وتتميم ناقصِ.
اهـ
ونظمها بعضهم في بيت واحد فقال:
في سبعة حصروا مقاصد العقلا
من التآليف فاحـفظها تنل أمـلا
أبدع، تمام، بيان، لاختصارك في
جمع، ورتب، وأصلح يا أخي الخللا
والله الموفق.
كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
الاثنين 26/ 1 / 1438 هـ
ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط:
https://binthabt.al3ilm.net/11613
=======================