الحث على طلب العلم
محاضرة
الحث على طلب العلم
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
10 صفر 1440
محاضرة
الحث على طلب العلم
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
10 صفر 1440
سلسلة الفوائد اليومية:
207- من أجل الأمور التي يتنافس فيها المتنافسون نشر العلم بتعليم أو كتابة؛ فإنه لصاحبه عمر ثان
(**) قال الله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}
(**) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ [فِي البَحْر] لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ»
[ رواه الترمذي وغيره, وصححه الألباني]
(**) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» رواه مسلم
(**) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” رواه مسلم
(**) تفسير السعدي (ص: 693)
(**) {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم،
(**) {وَآثَارَهُمْ} وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم،
(**) فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر،
(**) أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته،
(**) أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره،
(**) أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له،
(**) وكذلك عمل الشر.
(**) ولهذا: {من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة}
(**) وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى الله والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك،
(**) ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما. اهـ
(**) (مفتاح دار السعادة ), (1/ 148)
(**) وَفِي الأثر الْمَشْهُور لَا يزَال الله يغْرس فِي هَذَا الدّين غرسا يستعملهم بِطَاعَتِهِ.
(**) وَكَانَ من دُعَاء بعض من تقدم اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من غرسك الَّذين تستعملهم بطاعتك.
(**) وَلِهَذَا مَا أقام الله لهَذَا الدّين من يحفظه ثمَّ قَبضه إليه إلا وَقد زرع مَا علمه من الْعلم وَالْحكمَة أما فِي قُلُوب أمثاله وأما فِي كتب ينْتَفع بهَا النَّاس بعده, وَبِهَذَا وَبِغَيْرِهِ فضل الْعلمَاء الْعباد,
(**) فَإِن الْعَالم إِذا زرع علمه عِنْد غَيره ثمَّ مَاتَ جرى عَلَيْهِ أجره وَبَقِي لَهُ ذكره وَهُوَ عمر ثَان وحياة أخرى,
(**) وَذَلِكَ أحق مَا تنافس فِيهِ الْمُتَنَافسُونَ وَرغب فِيهِ الراغبون. اهـ
(**) وفي (سير أعلام النبلاء) (7/ 370):
(**) قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ رحمه الله تعالى:
لاَ أَعْلَمُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَفْضَلَ مِنْ بَثِّ العِلْمِ. اهـ
(**) وفي (سير أعلام النبلاء) (7/ 377):
(**) قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ رحمه الله تعالى:
مَنْ بَخِلَ بِالعِلْمِ، ابْتُلِي بِثَلاَثٍ: إِمَّا مَوْتٌ يُذْهِبُ عِلْمَهُ، وَإِمَّا يَنْسَى، وَإِمَّا يَلْزَمُ السُّلْطَانَ، فَيَذْهَبُ عِلْمُهُ.
(**) وَقَالَ أيضا: أَوَّلُ مَنْفَعَةِ العِلْمِ أَنْ يُفيد بعضُهم بَعْضاً. اهـ
(**) قال الشاعر:
ما في الحياةِ بغير العلمِ منفعةٌ
وهل بغيرِ ضياءٍ ينفعُ البصرُ؟
والعلمُ أولهُ إِنقاذُ ناشئةٍ
من شرِّ أميةٍ في تركها الخطرُ
(**) وقال آخر:
– أفدِ العلمَ ولا تبخلْ به
وإِلى علمِكَ علماً فاستزِدْ
استفدْ ما استطعتَ من علمٍ وكن
عاملاً بالعلمِ والناسَ أفدْ
من يفده يجزِه اللهُ به
وسيُغني الله عمن لم يُفدْ
(**) وقال آخر:
ما الفخرُ إلا لأهلِ العلمِ أنهمُ
على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ
وقيمة المرء ما كان يُحسِنُهُ
والجاهِلُون لأهلِ العلم أعداءُ
فعشْ بعلمٍ تفز حيّاً به أبداً
الناس موتى وأهل العلمِ أحياء
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 11 / 2 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد اليومية:
138- مراتب طلب العلم
** قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه: (جامع بيان العلم وفضله), (1/ 476) :
** قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : «أَوَّلُ الْعِلْمِ النِّيَّةُ ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ ثُمَّ الْفَهْمُ ثُمَّ الْحِفْظُ ثُمَّ الْعَمَلُ ثُمَّ النَّشْرُ» اهـ
** وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه: (فتح الباري),
(1/ 217):
** (. . . وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ : أَوَّلُ الْعِلْمِ الِاسْتِمَاعُ , ثُمَّ الْإِنْصَاتُ , ثُمَّ الْحِفْظُ , ثُمَّ الْعَمَلُ , ثُمَّ النَّشْرُ .
** وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ : تَقْدِيمُ الْإِنْصَاتِ عَلَىِ الِاسْتِمَاعِ .
** وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ : أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : الْإِنْصَاتُ مِنَ الْعَيْنَيْنِ .
فَقَالَ لَهُ بن عُيَيْنَةَ : وَمَا نَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ !
قَالَ : إِذَا حَدَّثْتَ رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْكَ لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا . انْتَهَى
** وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ . وَاللَّهُ أعلم . اهـ
** وفي زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 9):
** ( . . . فالْجِهَادُ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ: جِهَادُ النَّفْسِ، وَجِهَادُ الشَّيْطَانِ، وَجِهَادُ الْكُفَّارِ، وَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ.
** فَجِهَادُ النَّفْسِ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ أَيْضًا:
** (إِحْدَاهَا): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى تَعَلُّمِ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا فَلَاحَ لَهَا وَلَا سَعَادَةَ فِي مَعَاشِهَا وَمَعَادِهَا إِلَّا بِهِ، وَمَتَى فَاتَهَا عِلْمُهُ شَقِيَتْ فِي الدَّارَيْنِ.
** (الثَّانِيَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الْعَمَلِ بِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ الْعِلْمِ بِلَا عَمَلٍ إِنْ لَمْ يَضُرَّهَا لَمْ يَنْفَعْهَا.
** (الثَّالِثَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ، وَإِلَّا كَانَ مِنَ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْهُدَى وَالْبَيِّنَاتِ، وَلَا يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ، وَلَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.
** (الرَّابِعَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الصَّبْرِ عَلَى مَشَاقِّ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ وَأَذَى الْخَلْقِ، وَيَتَحَمَّلُ ذَلِكَ كُلَّهُ لِلَّهِ.
** فَإِذَا اسْتَكْمَلَ هَذِهِ الْمَرَاتِبَ الْأَرْبَعَ صَارَ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ .
** فَإِنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ الْعَالِمَ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى رَبَّانِيًّا حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ وَيَعْمَلَ بِهِ وَيُعَلِّمَهُ .
** فَمَنْ عَلِمَ وَعَمِلَ وَعَلَّمَ فَذَاكَ يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. اهـ
** وفي كتابه: (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب),
(1/ 43) للعلامة محمد بن أحمد السفاريني (المتوفى: 1188هـ):
** مَرَاتِبُ التَّعَلُّمِ سِتَّةٌ، وَحِرْمَانُ الْعِلْمِ بِسِتَّةٍ :
** وَاعْلَمْ أَنَّ لِلتَّعَلُّمِ سِتَّ مَرَاتِبَ:
** (أَوَّلُهَا): حُسْنُ السُّؤَالِ .
** (ثَانِيهَا): حُسْنُ الْإِنْصَاتِ وَالِاسْتِمَاعِ.
** (ثَالِثُهَا): حُسْنُ الْفَهْمِ .
** (رَابِعُهَا): الْحِفْظُ .
** (خَامِسُهَا): التَّعْلِيمُ .
** (سَادِسُهَا): – وَهِيَ الثَّمَرَةُ – الْعَمَلُ بِهِ وَمُرَاعَاةُ حُدُودِهِ.
** وَحِرْمَانُ الْعِلْمِ يَكُونُ بِسِتَّةِ أَوْجُهٍ:
** (أَحَدُهَا) : تَرْكُ السُّؤَالِ.
** (الثَّانِي) : سُوءُ الْإِنْصَاتِ وَعَدَمُ إلْقَاءِ السَّمْعِ.
** (الثَّالِثُ) : سُوءُ الْفَهْمِ.
** (الرَّابِعُ) : عَدَمُ الْحِفْظِ.
** (الْخَامِسُ) : عَدَمُ نَشْرِهِ وَتَعْلِيمِهِ، فَمَنْ خَزَّنَ عِلْمَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِنِسْيَانِهِ جَزَاءً وِفَاقًا.
** (السَّادِسُ) : عَدَمُ الْعَمَلِ بِهِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ يُوجِبُ تَذَكُّرَهُ وَتَدَبُّرَهُ وَمُرَاعَاتَهُ وَالنَّظَرَ فِيهِ، فَإِذَا أَهْمَلَ الْعَمَلَ بِهِ نَسِيَهُ.
** قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ الْعِلْمِ بِالْعَمَلِ بِهِ.
** وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا ارْتَحَلَ،
** فَمَا اسْتَدَرَّ الْعِلْمُ وَاسْتُجْلِبَ بِمِثْلِ الْعَمَلِ بِهِ. اهـ
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الخميس 3 / 3 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/11613
================