سلسة الفوائد اليومية:
113 ذكر أسماء المكثرين في رواية الحديث من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ممن روى فوق الألف.
** الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعة من الصحابة الأبرار – رضوان الله عليهم أجمعين –
** وهم : أبو هريرة , وابن عمر , وابن عباس , وأنس , وجابر , وأبو سعيد الخدري , وعائشة أم المؤمنين .
** وهؤلاء السبعة – بعد مجاوزتهم الألف – ما بين مقل ومكثر .
** فأولهم – وهو رئيسهم في الحفظ باتفاق – : أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه ,
روى من الأحاديث:(5374)، وقيل : (5472)
** قال الإمام النووي في شرحه على مسلم (1/ 67):
** وَلِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ وَهِيَ أَنَّهُ أَكْثَرُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رِوَايَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
** وَذَكَرَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ الْأَنْدَلُسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ لِأَبِي هُرَيْرَةَ خَمْسَةَ آلَافِ حَدِيثٍ وَثَلَاثَمِائَةٍ وَأَرْبَعَةً وسبعين حديثا.
** وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ هَذَا الْقَدْرِ وَلَا مَا يُقَارِبهُ
** قَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي دَهْرِهِ .اهـ المراد
الثاني : أبوعبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما –
روي من الأحاديث ألفين وستمائة وثلاثين حديثا , (2630)
الثالث : أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري – رضي الله عنه –
روى من الأحاديث ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثا,(2286)
الرابع : عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق – رضي الله تعالى عنهما -،
روت من الأحاديث ألفين ومائتين وعشرة أحاديث ,(2210)
الخامس : أبو العباس عبد الله بن عبّاس – رضي الله تعالى عنهما -،
روي من الأحاديث ألفا وستمائة وستين حديثا,(1696)
السادس : أبو عبد الرحمن، أو أبو عبد الله، أو أبو محمَّد المدني، جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله تعالى عنهما،
روي من الأحاديث ألفا وخمسمائة وأربعين حديثا.,(1540)
السابع : أبو سعيد الخدريّ سعد بن مالك بن سنان الأنصاري ،
روي من الأحاديث ألفا ومائة وسبعين حديثا ,(1170)
** وفي كتاب :(فتح المغيث بشرح ألفية الحديث), (4/ 102):
[الْمُكْثِرُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ]
الرَّابِعَةُ: فِي الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رِوَايَةً وَإِفْتَاءً.
** (وَالْمُكْثِرُونَ) مِنْهُمْ رِوَايَةً كَمَا قَالَهُ أَحْمَدُ فِيمَا نَقَلَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَغَيْرُهُ، الَّذِينَ زَادَ حَدِيثُهُمْ عَلَى أَلْفٍ (سِتَّةُ) ، وَهُمْ:
** (أَنَسٌ) هُوَ ابْنُ مَالِكٍ،
** وَ(ابْنُ عُمَرَ) عَبْدُ اللَّهِ،
** وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ (الصِّدِّيقَةُ) ابْنَةُ الصِّدِّيقِ،
** وَ(الْبَحْرُ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ.
** وَسُمِّيَ بَحْرًا ; لِسَعَةِ عِلْمِهِ وَكَثْرَتِهِ،
** وَمِمَّنْ سَمَّاهُ بِذَلِكَ أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَحَدُ التَّابِعِينَ مِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ، فَقَالَ فِي شَيْءٍ: وَأَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ، يُرِيدُ ابْنَ عَبَّاسٍ.
** وَ(جَابِرٌ) هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
** وَ(أَبُو هُرَيْرَةِ) ، وَهُوَ بِإِجْمَاعٍ حَسْبَمَا حَكَاهُ النَّوَوِيُّ (أَكْثَرُهُمْ) كَمَا قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ وَابْنُ حَنْبَلٍ، وَتَبِعَهُمَا ابْنُ الصَّلَاحِ غَيْرَ مُتَعَرِّضٍ لِتَرْتِيبِ مَنْ عَدَاهُ فِي الْأَكْثَرِيَّةِ.
** وَالَّذِي يَدُلُّ لِذَلِكَ مَا نُسِبَ لِبَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ مِمَّا أَوْدَعَهُ فِي مُسْنَدِهِ خَاصَّةً كَمَا أَفَادَهُ شَيْخُنَا لَا مُطْلَقًا ; فَإِنَّهُ رَوَى لِأَبِي هُرَيْرَةَ خَمْسَةَ آلَافٍ وَثَلَاثَمِائَةٍ وَأَرْبَعَةً وَسِتِّينَ،
** وَلِابْنِ عُمَرَ أَلْفَيْنِ وَسِتَّمِائَةٍ وَثَلَاثِينَ،
** وَلِأَنَسٍ أَلْفَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَسِتَّةً وَثَمَانِينَ،
** وَلَعَائِشَةَ أَلْفَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَعَشَرَةً،
** وَلِابْنِ عَبَّاسٍ ألْفًا وَسِتَّمِائَةٍ وَسِتِّينَ،
** وَلِجَابِرٍ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ وَأَرْبَعِينَ.
** وَلَهُمْ سَابِعٌ نَبَّهَ عَلَيْهِ الْمُصَنِّفُ تَبَعًا لِابْنِ كَثِيرٍ، وَهُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَرَوَى لَهُ بَقِيٌّ أَلْفًا وَمِائَةً وَسَبْعِينَ،
** وَقَدْ نَظَمَهُ الْبُرْهَانُ الْحَلَبِيُّ فَقَالَ:
أَبُو سَعِيدٍ نِسْبَةً لِخُدْرَةِ * * * سَابِعُهُمْ أُهْمِلَ فِي الْقَصِيدَةِ. اهـ المراد
** وهؤلاء السبعة المكثرون قد جمعهم السيوطي رحمه الله في ألفيته في علوم الحديث / ت ماهر الفحل (ص: 108)، فقال:
661 – وَالْمُكْثِرُونَ فِي رِوَايَةِ الأَثَرْ:
أَبُو هُرَيْرَةَ يَلِيهِ ابْنُ عُمَرْ
662 – وَأَنَسٌ وَالْبَحْرُ كَالْخُدْرِيِّ
وَجَابِرٌ وَزَوْجَةُ النَّبِيِّ .اهـ
** والبحر هو ابن عباس كما تقدم .
** وزوجة النبي هي عائشة رضي الله عن الصحابة أجمعين.
** وفي كتاب (منظومة مصباح الراوي في علم الحديث), (ص: 110):
** ونظمهم جميعا الجمال ابن ظهيرة في بيت فقال :
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا
من الحديث عن المختار خير مضر
أبو هريرة ، سعد، جابر، أنس
صديقة ، وابن عباس كذا ابن عمر .
** ونظمهم مرتبا لهم من حيث الأكثرية الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي في كتابه : (مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه), (1/ 49) فقال :
** والمكثر من روى فوق الألف، وهم الذين جمعتهم مرتّبًا بقولي:
المُكْثِرُونَ في رِوَايةِ الخُبَر
مِنَ الصَّحَابَةِ الأكارِم الْغُرَرْ
أبو هُرَيْرَةَ يَليه ابْنُ عُمَرْ
فَأنَسٌ فَزَوْجَةُ الهادي الأَبَرْ
ثُمَّ ابْنُ عَبَّاسٍ يَلِيهِ جَابِرُ
وَبَعْدَهُ الخُدْرِيُّ فَهْوَ الآخِرُ
** فأما أبو هريرة -رضي الله عنه- فروى (5374) حديثًا، اتفق الشيخان على (326) وانفرد البخاريّ (93) ومسلم (98) (1).
** وأما ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فروى (2630) اتفقا على (170) وانفرد البخاريّ (81) ومسلم (31).
** وأما أنس بن مالك -رضي الله عنه-، فروى (2286)، اتفقا على (168) وللبخاريّ (83) ولمسلم (71).
** وأما عائشة رضي الله تعالى عنها، وهي المرادة بقولي: “فزوجة الهادي الأبرّ”، فروت (2210) اتفقا على (174) وللبخاريّ (54) ولمسلم (68).
** وأما ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، فروى (1696)، اتفقا على (75) وللبخاري (28) ولمسلم (49).
** وأما جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فروى (1540) اتفقا على (58) وللبخاريّ (26) ولمسلم (126).
** وأما أبو سعيد الخدريّ، وهو المراد بقولي “الخدريّ”، فروى (1170) اتفقا على (43) وللبخاريّ (26) ولمسلم (52). والله تعالى أعلم.
(1) هكذا في “سير أعلام النبلاء” 2/ 632 والذي في “خلاصة الخزرجي” أن المتفق عليه (325) وما للبخاريّ (79) وما لمسلم (93) فليحرر.
** والله الموفق.
** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** السبت 25/ 2/ 1440 هـ
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/11613