سلسة الفوائد اليومية:
122 أكثر أعمار الأمة المحمدية إلى سبعين سنة , وقليل من يزيد على ذلك , وذكر بعض المعمرين
** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ »
[ رواه الترمذي وغيره , وصححه الشيخان ]
** وفي كتاب: (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح),للملا علي القاري (8/ 3303):
** أَيْ : نِهَايَةُ أَكْثَرِ أَعْمَارِ أُمَّتِي غَالِبًا مَا بَيْنَهُمَا ,
(وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ), أَيْ : السَّبْعِينَ فَيَصِلُ إِلَى الْمِائَةِ فَمَا فَوْقَهَا .
** وَأَكْثَرُ مَا اطَّلَعْنَا عَلَى طُولِ الْعُمُرِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْمُعَمَّرِينَ فِي الصَّحَابَةِ وَالْأَئِمَّةِ :
** سِنُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , فَإِنَّهُ مَاتَ وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ مِائَةٌ وَثَلَاثُ سِنِينَ .
** وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ , مَاتَتْ وَلَهَا مِائَةُ سَنَةٍ . وَلَمْ يَقَعْ لَهَا سِنٌّ وَلَمْ يُنْكَرْ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ .
** وَأَزْيَدُ مِنْهُمَا عُمُرُ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ , مَاتَ وَلَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً عَاشَ , مِنْهَا سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَامِ .
** وَأَكْثَرُ مِنْهُ عُمُرًا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ , فَقِيلَ : عَاشَ مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً .
** وَقِيلَ : ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً , وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ،
** ثُمَّ مِنْ تَارِيخِ مَوْتِهِ يُفْهَمُ أَنَّهُ عَاشَ فِي الْإِسْلَامِ قَلِيلًا؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ أَنَّهُ مَاتَ بِالْمَدَائِنِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ،
** وَقَدْ أَدْرَكْنَا سَيِّدَنَا السَّيِّدَ زَكَرِيَّا وَسَمِعْنَا مِنْهُ أَنَّ عُمُرَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً – رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى . اهـ
** وفي كتاب: (مصابيح التنوير على صحيح الجامع الصغير للألباني), للمناوي (2/ 6)
(أعمار أمتي) أمة الدعوة لا أمة الإجابة كما هو بين ولكل مقام مقال .
(ما بين الستين) من السنين (إلى السبعين) أي ما بين الستين والسبعين.
** وإنما عبر بـ(إلى) التي للانتهاء , ولم يقل :(والسبعين) الذي هي حق التعبير ؛ ليبين أنها لا تدخل إلا على متعدد ؛ لأن التقدير :(ما بين الستين وفوقها إلى السبعين) فـ(إلى) غاية الفوقية لدلالة الكلام عليه .
** وقال بعضهم : معناه آخر عمر أمتي ابتداؤه إذا بلغ ستين وانتهاؤه سبعون.
(وأقلهم من يجوز ذلك) قال الطيبي: هذا محمول على الغالب بدليل شهادة الحال ؛ فإن منهم من لم يبلغ ستين .
** وهذا من رحمة اللّه بهذه الأمة ورفقه بهم , أخرهم في الأصلاب حتى أخرجهم إلى الأرحام بعد نفاد الدنيا ثم قصر أعمارهم لئلا يلتبسوا بالدنيا إلا قليلاً ؛
** فإن القرون السالفة كانت أعمارهم وأبدانهم وأرزاقهم أضعاف ذلك , كان أحدهم يعمر ألف سنة , وطوله ثمانون ذراعاً وأكثر وأقل ,
** وحبة القمح ككلوة البقرة .
** والرمانة يحملها عشرة , فكانوا يتناولون الدنيا بمثل تلك الأجساد وفي تلك الأعمار فبطروا واستكبروا وأعرضوا عن اللّه {فصب عليهم ربك سوط عذاب} ,
** فلم يزل الخلق ينقصون خلقاً ورزقاً وأجلاً إلى أن صارت هذه الأمة آخر الأمم يأخذون أرزاقاً قليلة بأبدان ضعيفة في مدة قصيرة كيلا يبطروا فذلك رحمة بهم .
** قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ :
** الْأَسْنَانُ أَرْبَعَةٌ : سِنُّ الطُّفُولِيَّةِ , ثُمَّ الشَّبَابِ , ثُمَّ الْكُهُولَةِ , ثُمَّ الشَّيْخُوخَةِ ,
** وَهِيَ آخِرُ الْأَسْنَانِ , وَغَالِبُ مَا يَكُونُ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ وَالسَّبْعِينَ فَحِينَئِذٍ يَظْهَرُ ضَعْفُ الْقُوَّةِ بِالنَّقْصِ وَالِانْحِطَاطِ .
** فَيَنْبَغِي لَهُ الْإِقْبَالُ عَلَى الْآخِرَةِ بِالْكُلِّيَّةِ لِاسْتِحَالَةِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْحَالَةِ الْأُولَى مِنَ النَّشَاطِ وَالْقُوَّةِ . اهـ
** وفي كتاب :(التنوير شرح الجامع الصغير), الصنعاني (2/ 513):
** (أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين) ينتهي في هذه العشر التي سمتها العرب وفاقة الرقاب كما قيل:
وإن امرأ قد صار ستين حجة إلى منهل من ورده لقريب
** ولذا ورد أنه قد أعذر الله من بلغ هذه السن،
** وروي أنها المراد من قوله {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّر} [فاطر: 37]
** وفائدة الإخبار بهذا حث من بلغ إليها أن يتزود للمعاد ويقطع عن الدنيا علائق كل مراد،
** وفيه رد لمن يدعي إثبات العمر الطبيعي الذي لا دليل عليه.
** (وأقلهم من يجوز) تجاوز (ذلك). اهـ
** (قلت): العمر الطبيعي للإنسان الذي ادعاه بعض الفقهاء والأطباء هو مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً .
** قال ابن كثير في تفسيره / ط العلمية (6/ 492):
** وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْعُمُرَ الطَّبِيعِيَّ عِنْدَ الْأَطِبَّاءِ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً،
** فَالْإِنْسَانُ لَا يَزَالُ فِي ازْدِيَادٍ إِلَى كَمَالِ السِّتِّينَ، ثُمَّ يَشْرَعُ بَعْدَ هَذَا فِي النَّقْصِ وَالْهَرَمِ، كَمَا قَالَ الشاعر [الوافر] :
إِذَا بَلَغَ الْفَتَى سِتِّينَ عَامًا
فَقَدْ ذَهَبَ الْمَسَرَّةُ وَالْفَتَاءُ . اهـ المراد
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الجمعة 2 / 11/ 1440 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
================