سلسة الفوائد النحوية:
14- ذكر الصور التي يتألف منها الكلام جملة وتفصيلا
() فائدة:
() قال الأزهري في كتابه: (شرح التصريح), (1/ 15):
() والتألُّف والتأليف: وقوع الألفة والتناسب بين الجزأين.
() وهو أخص من التركيب؛ إذ التركيب ضم كلمة إلى أخرى فأكثر.
(**) فكل مؤلف مركب من غير عكس. اهـ
() وقد تتبع النحويون كلام العرب شعره ونثره، فوجدوا أن الصور التي يتألف منها الكلام: سبع صور على سبيل الإجمال, وثلاث عشرة
صورة على سبيل التفصيل:
() الأولى: أن يتألف من اسمين.
() الثانية: أن يتألف من فعل واسم.
() الثالثة: أن يتألف من جملتين.
() الرابعة: أن يتألف من فعل واسمين.
() الخامسة: أن يتألف من فعل وثلاثة أسماء.
() السادسة: أن يتألف من فعل وأربعة أسماء.
() السابعة: أن يتألف من اسم وجملة.
(**) فهذه سبع صور على وجه الإجمال.
(**) وأما على وجه التفصيل:
() فالمؤلف من اسمين له أربع صور؛ لأن الاسمين:
() إما مبتدأ وخبر، نحو: “محمد عالم”
() وإما مبتدأ وفاعل، سدَّ مسدَّ الخبر، نحو: “أمسافر الزيدان”
() وإما مبتدأ ونائب فاعل، سد مسد الخبر، نحو: “أمضروب
الزيدون”
(**) وإما اسم فعل وفاعله, نحو: “هيهات العقيق”.
() والمؤلف من فعل واسم، له صورتان؛ لأنه:
() إما من فعل وفاعل نحو: “قام زيد”.
(**) ومنه: “استقم”؛ فإنه مؤلف من فعل الأمر المنطوق به، ومن
ضمير المخاطب المقدر بـ”أنت”.
(**) ومنه أيضا: المنادى نحو: (يا زيد)؛ لأنه في الأصل مؤلف من
الفعل المحذوف مع فاعله المستتر فيه, وما بعده فُضْلَةٌ لأنه مفعول به, والتقدير: (أدعو زيدا).
(**) وإما من فعل ونائب فعل نحو: “يكرم المجتهد”.
() والمؤلف من جملتين، له صورتان؛ لأن الجملتين:
() إما جملتا القسم وجوابه، نحو: “أقسمت بالله لأكرمنك”
(**) وإما جملتا الشرط وجوابه ، نحو”إن يجتهد زيد ينجح”.
() والمؤلف من فعل واسمين، له صورة واحدة:
() وهي: “كان” أو إحدى أخواتها مع اسمها وخبرها، نحو قولك: “كان المطر غزيرا” و”أصبح البرد شديدا”.
() والمؤلف من فعل وثلاثة أسماء، له صورة واحدة أيضا:
() وهي: “ظن” أو إحدى أخواتها مع فاعلها ومفعوليها، نحو:
“ظننت بكرا مسافرا”. و”وجدت العلم نافعا”
() والمؤلف من فعل وأربعة أسماء ، له صورة واحدة أيضا:
() وهي: “أعلم” أو إحدى أخواتها مع فاعلها ومفعولاتها، نحو:
“أعلمت زيدا عمرا منطلقا” و “أريت خالدا بكرا أخاك”.
() والمؤلف من اسم وجملة له صورتان؛ لأنه:
() إما من اسم وجملة اسمية نحو: “زيد أبوه قائم”.
(**) وإما من اسم وجملة فعلية نحو: “زيد قام أبوه”.
() (( تنبيه )):
() ذهب بعضهم إلى أن الكلام بقي له صورة ثامنة يتألف منها:
() وهي: أن يكون مؤلفا من حرف واسم, نحو: (أَلا مَاء),
() فهذا كلَام تام مؤلف من حرف وَاسم؛ وَإِنَّمَا تمّ الْكَلَام بذلك حملا على مَعْنَاهُ, وَهُوَ: (أَتَمَنَّى مَاء).
() فـ(الهمزة) حرف استفهام يراد به التمني.
() و (لا) نافية للجنس, و (ماء) اسمها, وليس لها خبر لا لفظا ولا تقديرا؛ لِأَن (أَلا) الَّتِي لِلتَّمَنِّي لَا خبر لَهَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ لفظا وَلَا تَقْديرا.
(**) وخالفه الْمَازِني والمبرد فذهبا إلى أن (أَلا) الَّتِي لِلتَّمَنِّي لها خبر محذوف تقديره: (موجود, أو حاضر) أو نحو ذلك.
(**) وعلى هذا الأخير يكون الكلام مؤلفا من اسمين هما: اسم (لا) وخبرها المحذوف اللذان أصلهما: مبتدأ, وخبر (لا), من حرف واسم.
(**) من المراجع:
() شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (2/ 21)
() شرح قطر الندى صـ ( 61 ) مع حاشية السجاعي
() ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب (ص: 499)
() وحاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (1/ 37)
() وحاشية الخضري على ابن عقيل (1/ 36)
() وحاشية أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (1/ 34), ليوسف
الشيخ محمد البقاعي.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 19 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :