007 ذكر بعض الأئمة الذين كانوا لا يلحنون (فوائد نحوية)
سلسة الفوائد النحوية:
7- ذكر بعض الأئمة الذين كانوا لا يلحنون
(**) لما انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله أفواجا واختلط العجم بالعرب في البيع والشراء والمجاورة والمصاهرة فسدت ألسنة كثير من العرب حتي صاروا يعدون من لا يلحن.
(**) قال ابن عساكر في كتابه: (تاريخ دمشق), (34/ 203):
(**) قال الأصمعي : لم يلحنوا في جد ولا هزل:
الشعبي , وعبد الملك بن مروان , والحجاج بن يوسف , وابن القرية , والحجاج أفصحهم.
(**) قال يوما لطباخه : اطبخ لنا مخللة , وأكثر عليها من الفيحن (1) , واعمل لها موعوعا (2) , فلم يفهم عنه الطباخ !
(**) فسأل بعض ندمائه , فقال :اطبخ له سكباجا (3) , وأكثر عليه
من السذاب , واعمل له فالوذا سلسا .
(**) قال : وقدم إليه مرة أخرى سمكة مشوية , فقال له : خذها ويلك فسمنها وارددها ! فلم يفهم عنه , فقال له نديمة ! يقول بردها ؛ فإنها حارة . اهـ
(1) الفيجن: كحيدر السذاب (القاموس) وتبدل نونه لاما قال ابن دريد ولا أحسبها عربية صحيحة.
(2) الموعوع: الفالوذ أو الفالوذج نوع من الحلوى.
(3) السكباج: بالكسر لحم يطبخ نجل.
(**) (وابن القِرِّيَّة) اسمه: أيوب بن زيد
(**) قال الزركلي في كتابه (الأعلام) (2/ 37):
(**) ابن القِرِّيَّة: (000 – 84 هـ = 000 – 703 م)
(**) أيوب بن زيد بن قيس بن زرارة الهلالي: أحد بلغاء الدهر. خطيب يضرب به المثل. يقال (أبلغ من ابن القرية) والقرية أمه,…الخ). اهـ
(**) وكان الحجاج – مع فصاحته – يخشى على نفسه الحن ، فيسأل بعض علماء اللغة: أتسمعنى ألحن؟
(**) ففي:(طبقات النحويين واللغويين), لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي الإشبيلي، (المتوفى: 379هـ) (ص: 28):
(**) وأخذ النحو يحيى بن يعمر عن أبي الأسود.
(**) وذكر يونس بن حبيب قال: قال الحجاج لابن يعمر: أَتَسْمَعُنِي ألحنُ على المنبر؟
(**) قال: الأمير أفصح من ذلك. فألحَّ عليه،
(**) فقال: حرفًا.
(**) قال: أيًّا؟
(**) قال: في القرآن.
(**) قال الحجاج: ذلك أشنع له، فما هو؟!
(**) قال: تقول: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} إلى قوله عز وجل: {أَحَبَّ}، فتقرؤها: “أَحَبُّ” بالرفع، والوجه أن تُقرأ بالنصب على خبر كان. قال: لا جرم! لا تسمع لي لحنًا أبدًا. اهـ
(**) وفي كتاب:(البحر المحيط في التفسير) لأبي حيان الأندلسي
(المتوفى: 745هـ), (5/ 392):
(**) وَالْقُرَّاءُ عَلَى نَصْبِ (أَحَبَّ) لِأَنَّهُ خَبَرُ كَانَ.
(**) وَكَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ يَقْرَأُ: (أَحَبُّ) بِالرَّفْعِ،
** وَلَحَّنَهُ يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ،
(**) وَتَلْحِينُهُ إِيَّاهُ لَيْسَ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِمُخَالَفَةِ إِجْمَاعِ الْقُرَّاءِ النَّقَلَةِ، وَإِلَّا فَهُوَ جَائِزٌ فِي عِلْمِ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى أَنْ يُضْمَرَ فِي (كَانَ) ضَمِيرُ الشَّأْنِ، وَيُلْزَمَ مَا بَعْدَهَا بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ، وَتَكُونُ الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ(كَانَ). اهـ
(**) وفي كتاب:(تفسير القرطبي), (20/ 163)
(**) وَيُرْوَى أَنَّ الْحَجَّاجَ قَرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْغَزْوِ، فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ: أَنَّ رَبَّهُمْ بِفَتْحِ الْأَلِفِ، ثُمَّ استدركها فقال: لَخَبِيرٌ بِغَيْرِ لَامٍ. وَلَوْلَا اللَّامُ لَكَانَتْ مَفْتُوحَةً، لِوُقُوعِ الْعِلْمِ عَلَيْهَا.
(**) وَقَرَأَ أَبُو السَّمَّالِ:{أَنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ خَبِيرٌ}. وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ. اهـ
(**) وفي كتاب:(تفسير القرآن العظيم), المنسوب للإمام الطبراني (ص: 0)
(**) ويحكى : أنَّ الحجاجَ غلطَ في قراءةِ هذه السُّورة فقالَ : (أنَّ رَبَّهُمْ) بالفتحِ ، واستدركَ الغلطَ من جهةِ العربية وحذفَ اللام فقالَ:
(خَبيرٌ)
(**) فالتفتَ الحسن إلى أصحابهِ وقالَ: (ألاَ تَنْظُرُونَ إلَى عَدُوِّ اللهِ يُغَيِّرُ كِتَابَ اللهِ لِيُقَوِّمَ لِسَانَهُ!). اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام المحدث سليمان بن مهران الأعمش)
(**) ففي كتاب:(التوضيح لشرح الجامع الصحيح), (3/ 38):
(**) وفي كتاب:(عمدة القاري شرح صحيح البخاري), (1/ 214):
(**) ( … وظهر للأعمش أربعة آلاف حديث، ولم يكن لَهُ كتاب، وكان فصيحًا لم يلحن قط … ). اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (خالد بن الحارث، وبشر بن المفضل
الفقيهان، و أبو زيد النحوي، وابو سعيد المعلم).
(**) ففي كتاب:(البيان والتبيين), للجاحظ (2/ 152):
(**) وأما خالد بن الحارث، وبشر بن المفضل الفقيهان، فإنهما كانا لا يلحنان.
(**) وممن كان لا يلحن البتة حتى كأن لسانه لسان أعرابي فصيح: أبو زيد النحوي، وابو سعيد المعلم. اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام المحدث قَتَادَةُ بن دعامة السدوسي)
(**) ففي كتاب:(مسند ابن الجعد). (ص: 456):
(**) حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، نَا عَفَّانُ، نَا هَمَّامٌ قَالَ: إِذَا قُلْتُ: قَالَ قَتَادَةُ: فَإِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَإِنِّي لَا أُدَلِّسُ وَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ لَحْنًا فَأَعْرِبُوهُ، فَإِنَّ قَتَادَةَ كَانَ لَا يَلْحَنُ. اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام المحدث أبو عمرو الْأَوْزَاعِيِّ)
(**) ففي كتاب:( أخبار النحويين), لأبي طاهر المقرئ (ص: 51):
(**) (مِنْ مَنَاقِبِ الْأَوْزَاعِيِّ)
(**) حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ثَنَا مُوسَى ثَنَا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ ثَنَا الْفَضْلُ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ لَا يَلْحَنُ. اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام المحدث عاصم بن بهدلة)
(**) ففي كتاب:(المقدمات الأساسية في علوم القرآن), (ص: 199):
(**) إمام أهل الكوفة عاصم بن بهدلة ابن أبي النّجود الأسدي
(**) انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرّحمن السّلميّ، وكان فصيحا متقنا، ومن أحسن النّاس صوتا بالقرآن، صدوقا في الحديث.
(**) قال أبو إسحاق السّبيعيّ (وكان فصيحا لا يلحن). اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام يعقوب الحضرمي البصري)
(**) صفحات في علوم القراءات (ص: 366)
(**) الإمام يعقوب الحضرمي البصري …
(**) قال ابن المنادي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه. اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء)
(**) ففي كتاب:(جامع البيان في القراءات السبع), لأبي عمرو الداني (المتوفى: 444هـ) (1/ 175):
(**) (أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء)
(**) قَالَ الْأَصْمَعِي: كنت إِذا سَمِعت أَبَا عَمْرو يتَكَلَّم ظَنَنْت أَنه لَا يحسن شَيْئا وَلَا يلحن يتَكَلَّم كلَاما سهلا. اهـ
(**) وممن كان لا يلحن: (الإمام المحدث أبو عبد الله أحمد بن حنبل)
(**) الإبانة الكبرى لابن بطة (6/ 264)
(**) وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَا يَلْحَنُ فِي الْكَلَامِ،
(**) قَالَ: ” وَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ لَمَّا نُوظِرَ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ لَمْ يَتَعَلَّقْ عَلَيْهِ بِلَحْنٍ، حَتَّى حُكِيَ أَنَّهُ جَعَلَ يَقُولُ: فَكَيْفَ أَقُولُ مَا لَمْ يُقَلْ؟. اهـ
(**) قال أبو عبد الله الجعدي وفقه الله:
(**) وممن كان لا يلحن إلا نادرا, وربما استدركه في الحال:
(**) شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي, رحمه الله رحمة الأبرار.
(**) وكان – رحمه الله – حريصا جدا على التكلم باللغة العربية الفصحى, في دروسه ومحاضراته وخطبه وخطابه مع الناس.
(**) وكان يحث طلابه على ذلك, حتى إنه كان يقيم بعض الطلاب المستفيدين في بعض الليالي ليتكلم نحوا من خمس دقائق بدون أن يلحن.
(**) فإذا قام يتكلم أخذ كثير من الطلاب أقلامهم ودفاترهم ليرصدوا الكلمات التي لحن فيها -إن حصل منه لحن-.
** والله الموفق.
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الخميس 1 / 1/ 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436