1441{11} حب رمضان من الإيمان, وكراهيتة من النفاق والعصيان
سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ:
11- حب رمضان من الإيمان, وكراهيتة من النفاق والعصيان
** قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}
** وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}
** المؤمن الطائع الموفق هو الذي يفرح بالعبادات ويأنس لها, ويستكثر منها لأنها:
تزيد إيمانه, وتجدد نشاطه, وتضاعف حسناته، وترفع درجاته وتكفير عنه خطاياه وسيئاته.
** والعاصي الفاجر المخذول على العكس من ذلك تماما, فلا يفرح بالعبادات ولا يأنس لها, بل تنقبض منها نفسه، وتنفر منها روحه ويعتبرها قيدا وسجناً وعذابا، والعياذ بالله.
** فيكره رمضان – على سبيل المثال – لأنه في نظره حرمه من حظوظ نفسه، وشهوات جسده، ولهذا يراه كجبل سقط عليه, يعد ساعاته وأيامه ولياليه، منتظرا رحيله بفارغ الصبر, نسأل الله السلامة والعافية.
** قال الحافظ ابن رجب في كتابه: (لطائف المعارف), (ص:145):
** وربما كره كثير منهم صيام رمضان.
** حتى إن بعض السفهاء من الشعراء كان يسبه.
** وكان للرشيد ابن سفيه فقال مرة:
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر *
ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر
فلو كان يعديني الأنام بقدرة*
على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر
** فأخذه داء الصرع فكان يصرع في كل يوم مرات متعددة , ومات قبل أن يدركه رمضان آخر.
** وهؤلاء السفهاء يستثقلون رمضان لاستثقالهم العبادات فيه من الصلاة والصيام.
** فكثير من هؤلاء الجهال لا يصلي إلا في رمضان إذا صام.
** وكثير منهم لا يجتنب كبائر الذنوب إلا في رمضان, فيطول عليه, ويشق على نفسه مفارقتها لمألوفها , فهو يعد الأيام والليالي ليعودوا إلى المعصية.
وهؤلاء مصرون على ما فعلوا وهم يعلمون , فهم هلكى.
** ومنهم من لا يصبر على المعاصي , فهو يواقعها في رمضان.
** وحكاية محمد بن هارون البلخي مشهورة, وقد رويت من وجوه.
** وهو أنه كان مصرا على شرب الخمر, فجاء في آخر يوم من شعبان وهو سكران فعاتبته أمه وهي تسجر تنورا, فحملها فألقاها في التنور فاحترقت.
** وكان بعد ذلك قد تاب وتعبد.
فرؤي له في النوم أن الله قد غفر للحاج كلهم سواه.
** فمن أراد الله به خيرا حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان فصار من الراشدين.
** ومن أراد به شرا خلى بينه وبين نفسه فاتبعه الشيطان فحبب إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الغاوين. اهـ المراد
** والله الموفق.
** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** السبت 25/ 8 / 1441 هـ.
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/fr1441
==============