سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ:
8- الموفق من ختم شعبان بالأعمال الصالحات لا بالإكثار من المحرمات أو المباحات من مأكولات ومشروبات وملهيات
** وفي كتاب: (لطائف المعارف) لابن رجب, (ص: 134):
** (… ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن .
** وقال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء .
** وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء
.
** وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .
** يا من فرط في الأوقات الشريفة وضيعها وأودعها الأعمال السيئة وبئس ما استودعها.
مضى رجب وما أحسنت فيه *
وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلا *
بحرمتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قسرا *
ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا*
بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحيم *
فخير ذوي الجرائم من تدارك
. اهـ بتصرف
** وقال أيضا – رحمه الله – في (ص: 145):
** ولربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام؛
** ولهذا يقولون: هي أيام توديع للأكل, وتسمى تنحيسا واشتقاقه من الأيام النحسات, ومن قال: هو تنهيس بالهاء فهو خطأ منه ذكره ابن درستويه النحوي,
** وذكر أن أصل ذلك متلقى من النصارى؛ فإنهم يفعلونه عند قرب صيامهم.
** وهذا كله خطأ وجهل ممن ظنه.
** وربما لم يقتصر كثير منهم على اغتنام الشهوات المباحة بل يتعدى إلى المحرمات, وهذا هو الخسران المبين.
** وأنشد لبعضهم:
إذا العشرون من شعبان ولت *
فواصل شرب ليلك بالنهار
ولا تشرب بأقداح صغار *
فإن الوقت ضاق على الصغار
** وقال آخر:
جاء شعبان منذرا بالصيام *
فاسقياني راحا بماء الغمام
** ومن كانت هذه حاله فالبهائم أعقل منه وله نصيب من قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} الآية. اهـ المراد
** والله الموفق.
** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الخميس 23/ 8 / 1441 هـ
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/fr1441
==============