4_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
4_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
(**) كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- إذا درس أو حاضر يذكر بعض الجمل النحوية أو الأمثلة المشهورة, ثم يتوقف ويسأل بعض الطلاب عن معناها أو عن إعرابها أو إعراب جزء منها, حتى إن بعض الطلاب الذين ليسوا مشتغلين بالنحو قد حفظوا بعض الإعرابات لكثرة ما
يسئل عنها.
(**) فمن ذلك: قول العرب: (أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً (يُثَبْ) عَلَيْه).
(**) كان الشيخ –رحمه الله تعالى- يقيم الطالب فيسأله ويقول له: بماذا جزم (يُثَبْ)؟
(**) فيقول الطالب الفاهم الذي قد مر عليه هذا المثال أثناء دراسته شرح قطر الندى: جزم بالطلب.
فيقول الشيخ: أين الطلب؟
(**) فيقول الطالب: جملة (أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً) خبرية لفظا,
طلبية معنى؛ إذ معناها: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه).
فيقول الشيخ: أحسنت, بارك الله فيك؟.
(**) قال ابن هشام –رحمه الله- في كتابه (شرح قطر الندى),
(ص: 81):
(**) (… وَأما قَول الْعَرَب(أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه) بِالْجَزْمِ فوجهه أَن: (أَتَّقَى اللَّهَ وفَعَلَ) وَإِن كَانَا فعلين ماضيين ظاهرهما الْخَبَر إِلَّا أَن المُرَاد بهما الطّلب وَالْمعْنَى: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً).
(**) وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم تؤمنون بِاللَّه وَرَسُوله وتجاهدون فِي سَبِيل الله بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ ذَلِكُم خير لكم إِن كُنْتُم تعلمُونَ يغْفر لكم} فَجزم (يغْفر)؛ لِأَنَّهُ جَوَاب لقَوْله تَعَالَى: {تؤمنون بِاللَّه وَرَسُوله وتجاهدون} لكَونه فِي معنى: (آمنُوا وَجَاهدُوا). اهـ المراد
(**) وإعراب المثال:
(**) (أَتَّقَى): فعل ماض, مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر, لا محل له من الإعراب.
(**) والفعل -هنا- لفظه الخبر ومهناه الطلب, أي: (ليتق).
(**) ولفظ الجلالة (اللَّهَ): مفعول به مقدم
(**) و(امْرؤٌ): فاعل مؤخر.
(**) و(فَعَلَ): فعل ماض, وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: (هو)
(**) والفعل -هنا- لفظه الخبر ومعناه الطلب, أي: (ليفعل).
(**) و(خَيْراً): مفعول به للفعل: (فعل).
(**) وجملة (فَعَلَ خَيْراً) في محل رفع صفة لـ(امرؤ),
(**) و(يُثَبْ): فعل مضارع مغير الصيغة, مجزوم لوقوعه في جواب طلب مؤول, تقديره: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه), وعلامة جزمه السكون.
(**) ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره: (هو).
(**) و(عَلَيْه): جار ومجرور متعلقان بالفعل: (يُثَبْ).
(**) تنبيه:
(**) هذا المثال كان أول جواب نحوي لي أجبت به الشيخ-رحمه الله- وأنا لا زلت أدرس في (التحفة السنية).
(**) وذلك أني كنت قد سمعته من الشيخ أكثر من مرة- حين يسأل عنه الطلاب-؛ فحفظته, ثم في ذات مرة سأل عنه, فرفعت يدي كي أجيبه, (**) فقال لي : قم, فقمت وأجبت, فاستغرب الشيخ من إجابتي.
(**) وقال لي: هذه الإجابة من عندك أو من عند غيرك؟
(**) فقلت له : من عندي!
(**) فقال لي: ما شاء الله ما شاء الله, أحسنت يا أخانا أحمد.
(**) ثم قال لي: اجلس-بارك الله فيك-, فجلست -وأنا فرح-, أكاد أطير من الفرح.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 22 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============