سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
5_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
() ومن الجمل النحوية أو الأمثلة المشهورة, التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
() قول العرب: (اخْبُرْ تَقْلَهُ)
() والقِلَى: البُغْضُ، تقول: (قليته), أي: أبغضته.
() وَفِي الْقُرْآن {إِنِّي لعملكم من القالين}, أي المبغضين.
() ومعنى المثل: جَرِّب الشخص تبغضْهُ لما ينكشف لك من بَاطِنِ سريرته خلاف ما يظهره.
() وهذا المثل: لفظه لفظ الأَمر ومعناه الخبر.
(**) أَي: من جرَّب غيره وخبره أَبغضه وتركه.
() والهاء في (تقله) للسكت، دَخَلَتْ لبَيَانِ الْحَرَكَة.
() مثلهَا فِي قَوْلهم: (يَا زيد امْشِهْ), و(يَا عَمْرُو استَوِهْ),
(**) ومثلهَا من التنزيل قَوْله تعالى:{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
(**) وفي كتاب (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين), للحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي (3/ 1278):
() 1935 – (قال أبو الدرداء) رضى الله عنه (أخبر تقله).
() (أُخبر) بضم الهمزة أمر من خبره إذا جربه.
() (تقله) بفتح اللام وكسرها معاً من: (قَلَاه يقلاه ويَقْلِيه قِلًى وقَلًى إذا أبْغَضَه.) إذا أبغضه.
() قال الجوهري إذا فتحت مددت, و(تقلي) لغة طيء.
() يقول: جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم.
() لفظه الأمر ومعناه الخبر, أي: من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم,
(**) و(الهاء) في تقله للسكت. اهـ
() وإعراب المثال:
() (اخْبُرْ): فعل أمر, مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
() وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: (أنت).
() (تَقْلَهُ): فعل مضارع مجزوم بأداة شرط محذوفة مع فعل الشرط دل عليهما الطلب, والتقدير: (اخْبُرْ, فإن تَخْبُرْ تَقْلَهُ),
() وعلامة جزمه حذف حرف العلة-وهو الألف, والفتحة قبله دليل عليه-, (والأصل: تقلاه),
() وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: (أنت).
(**) و(الهاء) للسكت, حرف لا محل له من الإعراب.
() تنبيهان:
() الأول: ذهب جمهور النحويين إلى أن الجازم للمضارع المسبوق هو بطلب أداة شرط محذوفة مع فعل الشرط, دل عليهما الطلب, لا بالطلب نفسه لأنه عامل معنوي ضعيف-وهذا هو الصحيح-.
() قال ابن هشام في كتابه (شرح شذور الذهب) (ص: 444)
() مسَائِل الْحَذف الْوَاقِع فِي بَاب الشَّرْط وَالْجَزَاء ثَلَاثَة:
() الْمَسْأَلَة الأولى: . . .
() الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: . . .
() الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة: حذف أَدَاة الشَّرْط وَفعل الشَّرْط.
() وَشَرطه أَن يتَقَدَّم عَلَيْهِمَا طلب بِلَفْظ الشَّرْط وَمَعْنَاهُ, أَو بِمَعْنَاهُ فَقَط.
() فَالْأول: نَحْو: (ائْتِنِي أكرمك), تَقْدِيره: (ائْتِنِي, فَإِن تأتني أكرمك),
فـ(أكرمك), مجزوم فِي جَوَاب شَرط مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ فعل الطّلب الْمَذْكُور
() هَذَا هُوَ الْمَذْهَب الصَّحِيح.
(**) وَالثَّانِي: نَحْو قَوْله تَعَالَى: {قل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم عَلَيْكُم}
أَي: (تَعَالَوْا, فَإِن تَأْتُوا أتل) وَلَا يجوز أَن يقدر (فان تَتَعَالَوْا)؛ لِأَن (تَعَالَ) فعل جامد, لَا مضارع لَهُ وَلَا ماضي حَتَّى توهم بَعضهم أَنه اسْم فعل. اهـ
() التنبيه الثاني:
() هذا المثال: (اخْبُرْ تَقْلُهُ), قد جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه, مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يثبت.
(**) راجع: (السلسلة الضعيفة والموضوعة), للشيخ الألباني
(5/ 128) برقم: (2110)
() من المراجع:
() كتاب (جمهرة الأمثال), (1/ 105)
أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
(**) وكتاب (الأمثال للهاشمي), (1/ 33)
لأبي الخير زيد بن عبد الله الهاشمي (المتوفى: بعد 400هـ)
(**) وكتاب (فصل المقال في شرح كتاب الأمثال), (ص: 391)
لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)
(**) وكتاب (مجمع الأمثال), (1/ 162)
لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (المتوفى: 518هـ)
(**) وكتاب (المستقصى في أمثال العرب), (1/ 93)
لأبي القاسم محمود بن عمرو، الزمخشري (المتوفى: 538هـ)
(**) وكتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 298)
لأبي محمد، جمال الدين، عبد الله بن يوسف، ابن هشام
(المتوفى: 761هـ)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح ), (2/ 382)
لخالد بن عبد الله الجرجاويّ الأزهري المصري، (المتوفى: 905هـ)
(**) وكتاب (شرح الأشمونى لألفية ابن مالك مع حاشية الصبان عليه),
(3/ 453)
لأبي الحسن، نور الدين علي بن محمد بن عيسى، الأُشْمُوني الشافعي
(المتوفى: 900هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 24 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============