سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
7_ ثوبي حجر
() ومن الأسئلة النحوية التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
() قول موسى –عليه السلام-: (ثَوْبِيَ حَجَرُ)
(**) وهو قطعة من حديث رواه الشيخان, ولفظه:
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ، إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ: إِمَّا بَرَصٌ, وَإِمَّا أُدْرَةٌ, وَإِمَّا آفَةٌ. وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى، فَخَلاَ يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِيَ حَجَرُ، ثَوْبِيَ حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ. وَقَامَ الحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ. فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلاَثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}.
() قوله: (بَرَصٌ), بقع بياض تكون على الجلد
() قوله: (أُدْرَةٌ), هي -بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الدَّالِ عَلَى الْمَشْهُورِ- مرض تنتفخ منه الخصيتان وتكبران جدا, ورجل آدر –بالمد- كآدم, به أُدْرَة.
() قوله: (آفَةٌ), عيب.
() قوله: (لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ), النَّدَبُ: فَهُوَ بِفَتْحِ النُّونِ وَالدَّالِ. وَأَصْلُهُ: أَثَرُ الْجُرْحِ إِذَا لَمْ يَرْتَفِعْ عَنِ الْجِلْدِ.
() وإعراب هذه الجملة:
() قوله: (ثَوْبِيَ) -بِفَتْحِ يَاءِ المتكلم- مفعول به منصوب بفعل محذوف جوازا تقديره: (أَعْطِنِي, أَوْ رُدَّ، أو اترك), فحذف الفعل لدلالة الحال
عليه.
() و(ثَوْب) مضاف.
() و(الياء المفتوحة) مضاف إليه, ضمير متصل مبني على الفتح في جر.
() و(حَجَرُ)- بِالضَّمِّ – منادى مفرد, حَذْفِ منه حَرْفِ النِّدَاءِ جوازا, مبني على الضم في محل نصب مفعول به بالفعل المحذوف الذي ناب
عنه حرف النداء, والتقدير: (أنادي حجرا).
() وحذف حرف النداء –هنا- استعجالًا للمنادى.
() وجملة: (ثَوْبِيَ حَجَرُ) توكيد للأولى.
() وجملة: (ثَوْبِيَ حَجَرُ ثَوْبِيَ حَجَرُ) في محل نصب مفعول به للفعل (يقول).
() وجاء في رواية للبخاريّ في “كتاب الغسل”: (ثوبي يا حجرُ) بذكر حرف النداء.
() وإنما نادى موسى ـ عليه السلام ـ الحجر نداء من يعقل، لأنَّه صدر عن الحجر فعل من يعقل.
() من المراجع:
() كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم), (6/ 190)
لأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي (578 – 656 هـ)
وكتاب (شرح النووي على مسلم), (15/ 126)
لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
وكتاب (التوضيح لشرح الجامع الصحيح), (4/ 627)
لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي (المتوفى: 804هـ)
وكتاب (فتح الباري), (6/ 437)
لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
وكتاب (إعراب القرآن وبيانه), (8/ 59)
لمحيي الدين بن أحمد مصطفى درويش (المتوفى : 1403هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 26 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============