الحث على التقوى
محاضرة
الحث على التقوى
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد السنة بالحديدة
4 شوال 1442
محاضرة
الحث على التقوى
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد السنة بالحديدة
4 شوال 1442
دروس شوال 1442
الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
سنة 1442 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 1 شوال 1442
خطبة
عيد الفطر 1442
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مسجد الحق بالحديدة
1 شوال 1442
خطبة
صدقة الفطر
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مسجد النصيحة بالحديدة
25 رمضان 1442
محاضرة
اغتنام العشر الأواخر من رمضان
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مسجد الحق بالحديدة
20 رمضان 1442
هل ليلة القدر هي ليلة 27 سبعة وعشرين من رمضان؟
أجاب عنه الشيخ الفاضل
أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
17 رمضان 1442هـ
السائل:
تأملوالإعجاز العددي في سورة( القدر) :
إنا. ١
أنزلناه ٢
في. ٣
ليلة. ٤
القدر. ٥
وما. ٦
ادراك ٧
ما. ٨
ليلة. ٩
القدر. ١٠
ليلة. ١١
القدر. ١٢
خير. ١٣
من. ١٤
ألف. ١٥
شهر. ١٦
تنزل. ١٧
الملائكة. ١٨
والروح. ١٩
فيها. ٢٠
بإذن. ٢١
ربهم. ٢٢
من. ٢٣
كل. ٢٤
أمر. ٢٥
سلام. ٢٦
هي. ٢٧
حتى. ٢٨
مطلع. ٢٩
الفجر. ٣٠
تأملو عدد كلمات سورة القدر ٣٠ كلمة بعدد أجزاء القرآن
وعدد حروفها ١١٤ حرف بعدد سور القرآن الكريم
كلمة( هي) في السور رقمها ٢٧ إشارة إلى أن ليلة القدر هي ليلة ٢٧ من شهر رمضان
كلمة (القدر) تكررت في السورة في الأرقام ٥-١٠-١٢
لوجمعت. ٥+١٠+١٢ = ٢٧
دليل أيضا علي أن (ليلةالقدر) هي ليلة ٢٧ من رمضان..سبحان الله العظيم.
?مارايك يا شيخ احمد في هذا الكلام؟
الجواب:
هذا فيه تكلف ، وهو غير مقبول لأنه يعد من التلاعب بالقرآن ومحاولة جعله موافقا لهواه.
ثم إن الصحيح من أقوال أهل العلم أن ليلة القدر تتنقل في الليالي الوترية فتارة تكون في إحدى وعشرين ، وهذا قد حصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وتارة في ثلاث وعشرين
و….. و…… و…… و…….
وأرجى ما تكون في ليلة سبع وعشرين لكن بدون جزم.
والله الموفق.
هل كتابك التحفة الوصابية يصلح للمبتدئ في علم النحو؟
أجاب عنه الشيخ الفاضل
أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
14 رمضان 1442هـ
السائل:
هل كتابك التحفة الوصابية يصلح للمبتدئ في علم النحو؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم يصلح.
خاصة إذا وجد المدرس الذي يستطيع توصيل المعلومة بطريقة سهلة.
والأحسن أن يبدأ بالتعليقات الأولية خاصة إذا كان بطيء الفهم.
والله الموفق.
السائل:
أنا لا شيخ عندي.
الجواب:
فخذ إذا الأسهل فالأسهل.
وفقك الله.
الدروس الرمضانية 1442
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1442 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 26 شعبان 1442
شرح أحاديث الصيام 1442
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1442 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 23 شعبان 1442
خطبة
الحث على اغتنام أوقات رمضان
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مسجد ابن عباس بالحديدة
11 رمضان 1442
شرح الفاكهي على المقدمة الآجرومية
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1442 هجري
بدار الحديث في مسجد السنة بالحديدة
بدأ به لية 19 محرم 1442
خطبة
فضل شعبان وكونه مقدمة لرمضان
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد السلام بالحديدة
6 شعبان 1442
خطبة
تحريم ظلم النفس في رجب وغيره
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد السلام بالحديدة
12 رجب 1442
محاضرة
ذكر بعض ما يستقبل به شهر رمضان
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
23 شعبان 1442
محاضرة
ذكر شيء من حكاياتي مع شيخنا الوادعي
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
30 ربيع الثاني 1442
محاضرة
اغتنام صلاة القيام في الدعاء
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
6 رمضان 1442
محاضرة
الحث على طلب العلم
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد النصيحة بالحديدة
10 صفر 1440
سؤال حول إعراب كلمة سواء أنها حال وقول جاء رجل راكبا
أجاب عنه الشيخ الفاضل
أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
23 شعبان 1442هـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كيف حالكم شيخنا الكريم؟
عساكم بخير وعافية.
بارك الله فيكم في شرح المتممة ذكرتم في باب الحال أنه: الإسم المنصوب المفسر لما أبهم من الهيئات وأن صاحب الحال لا يكون نكرة إلا بمسوغ -على قول الجمهور-.
والسؤال :
س1: في قوله تعالى: ﴿فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ﴾؟ لماذا أعربتم كلمة سواء حال مع أنها لا تفسر لنا هيئة هذه الأيام؟
س2: ما هو المسوغ في نحو قولنا جاء رجل راكبا؟
أفيدونا مأجورين جزاكم الله خيرا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله يا أخي.
ج1: بل فيها تفسير، وهو أن سواء بمعنى مستوية أي كاملة تامة.
ج2: و المثال الثاني لحن لا يتكلم بمثله إلا قليلا. يحفظ ولا يقاس عليه.
والله الموفق.
تفسير القرآن الكريم مع الفوائد الصوتية _حصري_
لأول مرة ينشر في الشابكة
للشيخ الفاضل أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
30 تفسير جزء عم
بدأ يوم 26 صفر 1440
سلسلة الفوائد اليومية:
243- ذكر عدد نداءات الرحمن لعباده أهل الإيمان
(**) وردت نداءات الرحمن-جل جلاله- لعباده أهل الإيمان في كتابه الكريم في نحو تسعين آية.
(**) أولها: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [سورة البقرة: 104]
(**) وآخرها: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [سورة التحريم: 8 ]
(**) وهذه النداءات للتشريف والتكريم من الرحمن الرحيم, ناداهم بأشرف الأَوصاف –وهو وصف الإيمان الذي يقتضي القبول والإذعان-
بعد تشريفهم بالخطاب.
(**) والغرض من هذه النداءات ما يذكر بعدها من الأوامر والنواهي التي تطهر القلوب وتزكي النفوس وتحسن الأخلاق؛ وتدل على كل معروف، حَسَنٍ نافعٍ طيب محبوب، وتنهى عن كل منكر قبيحٍ ضار خبيث مبغوض.
(**) فالله -جل في علاه- لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه مصالح العباد الدينة والدنيوية, الحسية والمعنوية, علم ذلك من علم وجهله من جهل.
(**) قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل].
(**) وقال تعالى في وصف نبيه: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
(**) قَالَ بعض السلف: إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 17 / 8 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
242- الرجوع إلى الحق توفيق وكمال ومنقبة, والعكس بالعكس
(**) قال الله تعالى في واصفا المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل عمران]
(**) وعن أنسٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال:”كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوابُونَ”.
[رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني]
(**) وفي كتاب (أحكام القرآن), لابن العربي (1/ 248)
(**) أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْعُثْمَانِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ: وَصَلْت الْفُسْطَاطَ مَرَّةً، فَجِئْت مَجْلِسَ الشَّيْخِ أَبِي الْفَضْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَحَضَرْت كَلَامَهُ عَلَى النَّاسِ، (**) فَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ جَلَسْت إلَيْهِ: إنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – طَلَّقَ وَظَاهَرَ وَآلَى،
(**) فَلَمَّا خَرَجَ تَبِعْته حَتَّى بَلَغْت مَعَهُ إلَى مَنْزِلِهِ فِي جَمَاعَةٍ، فَجَلَسَ مَعَنَا فِي الدِّهْلِيزِ، وَعَرَّفَهُمْ أَمْرِي، فَإِنَّهُ رَأَى إشَارَةَ الْغُرْبَةِ وَلَمْ يَعْرِفْ الشَّخْصَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْوَارِدِينَ عَلَيْهِ،
(**) فَلَمَّا انْفَضَّ عَنْهُ أَكْثَرُهُمْ قَالَ لِي: أَرَاك غَرِيبًا، هَلْ لَك مِنْ كَلَامٍ؟ (**) قُلْت: نَعَمْ.
(**) قَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَفْرِجُوا لَهُ عَنْ كَلَامِهِ. فَقَامُوا وَبَقِيت وَحْدِي مَعَهُ.
(**) فَقُلْت لَهُ: حَضَرْت الْمَجْلِسَ الْيَوْمَ، وَسَمِعْتُك تَقُولُ:
(آلَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَصَدَقْت، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَصَدَقْت.
(**) وَقُلْت: وَظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَهَذَا لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ؛ لِأَنَّ الظِّهَارَ مُنْكَرٌ مِنْ الْقَوْلِ وَزُورٌ؛ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(**) فَضَمَّنِي إلَى نَفْسِهِ وَقَبَّلَ رَأْسِي، وَقَالَ لِي: أَنَا تَائِبٌ مِنْ ذَلِكَ، جَزَاك اللَّهُ عَنِّي مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا.
(**) ثُمَّ انْقَلَبْت عَنْهُ، وَبَكَّرْت إلَى مَجْلِسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَأَلْفَيْته قَدْ سَبَقَنِي إلَى الْجَامِعِ،
(**) وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا دَخَلْت مِنْ بَابِ الْجَامِعِ وَرَآنِي نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: مَرْحَبًا بِمُعَلِّمِي؛ أَفْسِحُوا لِمُعَلِّمِي،
(**) فَتَطَاوَلَتْ الْأَعْنَاقُ إلَيَّ، وَحَدَّقَتْ الْأَبْصَارُ نَحْوِي، وَتَعْرِفنِي: يَا أَبَا بَكْرٍ يُشِيرُ إلَى عَظِيمِ حَيَائِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ فَاجَأَهُ خَجِلَ لِعَظِيمِ حَيَائِهِ، وَاحْمَرَّ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ طُلِيَ بِـ(جُلَّنَارٍ)
(**) قَالَ: وَتَبَادَرَ النَّاسُ إلَيَّ يَرْفَعُونَنِي عَلَى الْأَيْدِي وَيَتَدَافَعُونِي حَتَّى بَلَغْت الْمِنْبَرَ،
(**) وَأَنَا لِعَظْمِ الْحَيَاءِ لَا أَعْرِفُ فِي أَيْ بُقْعَةٍ أَنَا مِنْ الْأَرْضِ، وَالْجَامِعُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، وَأَسَالَ الْحَيَاءُ بَدَنِي عَرَقًا،
(**) وَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى الْخَلْقِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا مُعَلِّمُكُمْ، وَهَذَا مُعَلِّمِي؛ لَمَّا كَانَ بِالْأَمْسِ قُلْت لَكُمْ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَطَلَّقَ، وَظَاهَرَ؛ فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَقُهَ عَنِّي وَلَا رَدَّ عَلَيَّ، فَاتَّبَعَنِي إلَى مَنْزِلِي، وَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا؛ وَأَعَادَ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ،
(**) وَأَنَا تَائِبٌ عَنْ قَوْلِي بِالْأَمْسِ، وَرَاجِعٌ عَنْهُ إلَى الْحَقِّ؛
(**) فَمَنْ سَمِعَهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَلَا يُعَوِّلْ عَلَيْهِ. وَمَنْ غَابَ فَلْيُبَلِّغْهُ مَنْ حَضَرَ؛
(**) فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؛ وَجَعَلَ يَحْفُلُ فِي الدُّعَاءِ، وَالْخَلْقُ يُؤَمِّنُونَ.
(**) قالَ الإمام ابنُ العربيِّ المالكي – معلِّقًا على هذه القصة-:
(**) فَانْظُرُوا رَحِمَكُمْ اللَّهُ إلَى هَذَا الدِّينِ الْمَتِينِ، وَالِاعْتِرَافِ بِالْعِلْمِ لِأَهْلِهِ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَإِ مِنْ رَجُلٍ ظَهَرَتْ رِيَاسَتُهُ، وَاشْتُهِرَتْ نَفَاسَتُهُ، لِغَرِيبٍ مَجْهُولِ الْعَيْنِ لَا يُعْرَفُ مَنْ وَلَا مِنْ أَيْنَ، فَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا. اهـ بتصرف.
(**) قوله: (الجُلَّنار)
(**) قال الفيروزآبادى في القاموس المحيط (ص: 367)
(الجُلَّنارُ) -بضم الجيم وفتح اللامِ المُشَدَّدَةِ-: زَهْرُ الرُّمَّانِ. اهـ
(**) وفي كتاب (تاريخ بغداد), للخطيب البغدادي (3/ 400)
(**) حكى أبو الحسن الدارقطني: أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث، إما كان (حبان)، فقال: (حيان)، أو (حيان) فقال: (حبان).
(**) قَالَ أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم وهبته أن أوقفه على ذلك،
(**) فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت،
(**) ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر المستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية،
(**) ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا،
(**) وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قَالَ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 14 / 8 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
241- ذكر مراتب الوحي التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم
(**) قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه (زاد المعاد ), (1/ 77):
(**) وَكَمَّلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ مَرَاتِبَ الْوَحْيِ مَرَاتِبَ عَدِيدَةً:
(**) إِحْدَاهَا: الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ، وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ.
(**) الثَّانِيَةُ: مَا كَانَ يُلْقِيهِ الْمَلَكُ فِي رَوْعِهِ وَقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ لَا يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ»).
(**) الثَّالِثَةُ: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ لَهُ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُخَاطِبَهُ حَتَّى يَعِيَ عَنْهُ مَا يَقُولُ لَهُ، وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصَّحَابَةُ أَحْيَانًا.
(**) الرَّابِعَةُ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَكَانَ أَشَدَّهُ عَلَيْهِ، فَيَتَلَبَّسُ بِهِ الْمَلَكُ حَتَّى إِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، وَحَتَّى إِنَّ رَاحِلَتَهُ لِتَبْرُكُ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ إِذَا كَانَ رَاكِبَهَا. وَلَقَدْ جَاءَ الْوَحْيُ مَرَّةً كَذَلِكَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَتْ تَرُضُّهَا.
(**) الْخَامِسَةُ: أَنَّهُ يَرَى الْمَلَكَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا، فَيُوحِي إِلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُوحِيَهُ، وَهَذَا وَقَعَ لَهُ مَرَّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي [النَّجْمِ: 7، 13] .
(**) السَّادِسَةُ: مَا أَوْحَاهُ اللَّهُ وَهُوَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا.
(**) السَّابِعَةُ: كَلَامُ اللَّهِ لَهُ مِنْهُ إِلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةِ مَلَكٍ، كَمَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، وَهَذِهِ الْمَرْتَبَةُ هِيَ ثَابِتَةٌ لِمُوسَى قَطْعًا بِنَصِّ الْقُرْآنِ، وَثُبُوتُهَا لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ.
(**) وَقَدْ زَادَ بَعْضُهُمْ مَرْتَبَةً ثَامِنَةً، وَهِيَ تَكْلِيمُ اللَّهِ لَهُ كِفَاحًا مِنْ غَيْرِ حِجَابٍ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهِيَ مَسْأَلَةُ خِلَافٍ بَيْنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، وَإِنْ كَانَ جُمْهُورُ الصَّحَابَةِ بَلْ كُلُّهُمْ مَعَ عائشة كَمَا حَكَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ إِجْمَاعًا لِلصَّحَابَةِ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 24 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
8_ لا ذا ولا ذاك
(**) ومن الأسئلة النحوية التي كان شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قوله: (لا ذا ولا ذاك)
(**) كان شيخنا -رحمه الله- يقول هذه الجملة في دروسه وهو يتكلم عن الطلاب الذين تركوا طلب العلم بحثا عن الدنيا وحطامها الزائل, فبعضهم لم يحصل على كبير شيء, بل كثرت همومه وزادت ديونه.
(**) فكان يقول لطلابه ناصحا لهم: جدوا واجتهدوا في طلب العلم فإنه رفعة في الدنيا والآخرة.
(**) وطالب العلم لن يضعه الله.
وإياكم أن يسيل لعابكم للدنيا؛ فقد عرفنا أناسا كانوا طلاب علم, وعلى خير واستفادة, ثم تركوا طلب العلم وذهبوا بعد الدنيا, فلا العلم حصلوا ولا المال جمعوا, كما يقال: (لا ذا ولا ذاك), والله المستعان.
(**) ثم يقول: ما إعراب (لا ذا ولا ذاك), فيقوم بعض الطلاب ويعربها.
(**) وإعراب هذه الجملة:
(**) (لا) نافية للجنس مهملة بسبب دخولها على معرفة.
(**) و(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في رفع مبتدأ. وخبره محذوف تقديره: (حاصل, أو موجود, او نحو ذلك).
(**) و(الواو) عاطفة
(**) و(لا) نافية للجنس مهملة بسبب دخولها على معرفة.
(**) و(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في رفع مبتدأ. وخبره محذوف أيضا تقديره: (حاصل, أو موجود, او نحو ذلك).
(**) و(الكاف) حرف خطاب لا محل لها من الإعراب.
(**) والجملة الثانية معطوفة على الجملة الأولى.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجعمة 28 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
7_ ثوبي حجر
(**) ومن الأسئلة النحوية التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قول موسى –عليه السلام-: (ثَوْبِيَ حَجَرُ)
(**) وهو قطعة من حديث رواه الشيخان, ولفظه:
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ، إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ: إِمَّا بَرَصٌ, وَإِمَّا أُدْرَةٌ, وَإِمَّا آفَةٌ. وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى، فَخَلاَ يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِيَ حَجَرُ، ثَوْبِيَ حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ. وَقَامَ الحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ. فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلاَثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}.
(**) قوله: (بَرَصٌ), بقع بياض تكون على الجلد
(**) قوله: (أُدْرَةٌ), هي -بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الدَّالِ عَلَى الْمَشْهُورِ- مرض تنتفخ منه الخصيتان وتكبران جدا, ورجل آدر –بالمد- كآدم, به أُدْرَة.
(**) قوله: (آفَةٌ), عيب.
(**) قوله: (لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ), النَّدَبُ: فَهُوَ بِفَتْحِ النُّونِ وَالدَّالِ. وَأَصْلُهُ: أَثَرُ الْجُرْحِ إِذَا لَمْ يَرْتَفِعْ عَنِ الْجِلْدِ.
(**) وإعراب هذه الجملة:
(**) قوله: (ثَوْبِيَ) -بِفَتْحِ يَاءِ المتكلم- مفعول به منصوب بفعل محذوف جوازا تقديره: (أَعْطِنِي, أَوْ رُدَّ، أو اترك), فحذف الفعل لدلالة الحال
عليه.
(**) و(ثَوْب) مضاف.
(**) و(الياء المفتوحة) مضاف إليه, ضمير متصل مبني على الفتح في جر.
(**) و(حَجَرُ)- بِالضَّمِّ – منادى مفرد, حَذْفِ منه حَرْفِ النِّدَاءِ جوازا, مبني على الضم في محل نصب مفعول به بالفعل المحذوف الذي ناب
عنه حرف النداء, والتقدير: (أنادي حجرا).
(**) وحذف حرف النداء –هنا- استعجالًا للمنادى.
(**) وجملة: (ثَوْبِيَ حَجَرُ) توكيد للأولى.
(**) وجملة: (ثَوْبِيَ حَجَرُ ثَوْبِيَ حَجَرُ) في محل نصب مفعول به للفعل (يقول).
(**) وجاء في رواية للبخاريّ في “كتاب الغسل”: (ثوبي يا حجرُ) بذكر حرف النداء.
(**) وإنما نادى موسى ـ عليه السلام ـ الحجر نداء من يعقل، لأنَّه صدر عن الحجر فعل من يعقل.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم), (6/ 190)
لأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي (578 – 656 هـ)
وكتاب (شرح النووي على مسلم), (15/ 126)
لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
وكتاب (التوضيح لشرح الجامع الصحيح), (4/ 627)
لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي (المتوفى: 804هـ)
وكتاب (فتح الباري), (6/ 437)
لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
وكتاب (إعراب القرآن وبيانه), (8/ 59)
لمحيي الدين بن أحمد مصطفى درويش (المتوفى : 1403هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 26 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
6_ مكرهٌ أخاك لا بطل
(**) ومن الأمثلة المشهورة, التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله
تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قول بعض العرب: (مكره أخاك لا بطل)
(**) هذا مثل مسموع عن العرب, يضرب لمن يُحمل على ما ليس من
شأنه.
(**) وقصة هذا المثل: أن رجلا يدعى أبا حنش، قال له خاله، وقد بلغه أن ناسا من أشجع في غار يشربون، وهم قاتلون إخوته:
(**) هل لك في غار فيه ظباء لعلنا نصيب منها؟
(**) وانطلق به حتى أقامه على فم الغار، ثم دفعه في الغار فقال: ضربا أبا حنش, فقتلهم جميعا.
(**) فلما خرج من الغار قال بعضهم: إن أبا حنش لبطل!
(**) فقال أبو حنش: “مكره أخاك لا بطل”.
(**) فصار هذا مثلا يضرب لمن يحمل على ما ليس من شأنه.
(**) وقيل: إن أول من قاله عمرو بن العاص، لما عزم عليه معاوية ليخرجن إلى مبارزة علي رضي الله عنهم جميعا.
(**) فلما التقيا قال عمرو لعلي: مكره أخاك لا بطل، فأعرض عنه.
(**) وذكر “الأخ” للاستعطاف.
(**) وإعراب المثال:
(**) (مكره) خبر مقدم.
(**) و(أخا) مبتدأ مؤخر, وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف -على لغة من ألزم الأسماء الستة ألفا في جميع أحوالها.
(**) و(الكاف) مضاف إليه.
(**) و(لا) حرف عطف.
(**) و(بطل) معطوف على (مكره) مرفوع مثله.
(**) تنبيه:
(**) هذا المثل مذكور في كتب النحويين بالألف في: (أخاك),
(**) وأما في كتب الأمثال فمذكور بالواو هكذا: (مكره أخوك لا بطل), على اللغة المشهورة.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (أمثال العرب ), (ص: 112)
المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبي (المتوفى: نحو 168هـ)
(**) وكتاب (البيان والتبيين), (1/ 148)
عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)
(**) وكتاب (الأمثال للهاشمي), (1/ 247)
لأبي الخير زيد بن عبد الله، الهاشمي (المتوفى: بعد 400هـ)
(**) وكتاب (مجمع الأمثال), (1/ 153)
لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني (المتوفى: 518هـ)
(**) وكتاب (الدر الفريد وبيت القصيد), (4/ 64)
لمحمد بن أيدمر المستعصمي (639 هـ – 710) هـ
(**) وكتاب (شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك), (ص: 20)
لبدر الدين محمد ابن الإمام جمال الدين محمد بن مالك (ت 686 هـ)
(**) وكتاب (شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية),
(1/ 151)
لأبي إسحق إبراهيم بن موسى الشاطبي (المتوفى 790 هـ)
(**) وكتاب (شرح المكودي على الألفية), (ص: 14)
لأبي زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي (المتوفى: 807 هـ)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح), (1/ 63)
لخالد بن عبد الله بن أبي بكر الجرجاويّ الأزهري. (المتوفى: 905هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 25 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
5_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
(**) ومن الجمل النحوية أو الأمثلة المشهورة, التي كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- يسأل عنها طلابه بين الحين والآخر:
(**) قول العرب: (اخْبُرْ تَقْلَهُ)
(**) والقِلَى: البُغْضُ، تقول: (قليته), أي: أبغضته.
(**) وَفِي الْقُرْآن {إِنِّي لعملكم من القالين}, أي المبغضين.
(**) ومعنى المثل: جَرِّب الشخص تبغضْهُ لما ينكشف لك من بَاطِنِ سريرته خلاف ما يظهره.
(**) وهذا المثل: لفظه لفظ الأَمر ومعناه الخبر.
(**) أَي: من جرَّب غيره وخبره أَبغضه وتركه.
(**) والهاء في (تقله) للسكت، دَخَلَتْ لبَيَانِ الْحَرَكَة.
(**) مثلهَا فِي قَوْلهم: (يَا زيد امْشِهْ), و(يَا عَمْرُو استَوِهْ),
(**) ومثلهَا من التنزيل قَوْله تعالى:{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
(**) وفي كتاب (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين), للحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي (3/ 1278):
(**) 1935 – (قال أبو الدرداء) رضى الله عنه (أخبر تقله).
(**) (أُخبر) بضم الهمزة أمر من خبره إذا جربه.
(**) (تقله) بفتح اللام وكسرها معاً من: (قَلَاه يقلاه ويَقْلِيه قِلًى وقَلًى إذا أبْغَضَه.) إذا أبغضه.
(**) قال الجوهري إذا فتحت مددت, و(تقلي) لغة طيء.
(**) يقول: جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم.
(**) لفظه الأمر ومعناه الخبر, أي: من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم,
(**) و(الهاء) في تقله للسكت. اهـ
(**) وإعراب المثال:
(**) (اخْبُرْ): فعل أمر, مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
(**) وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: (أنت).
(**) (تَقْلَهُ): فعل مضارع مجزوم بأداة شرط محذوفة مع فعل الشرط دل عليهما الطلب, والتقدير: (اخْبُرْ, فإن تَخْبُرْ تَقْلَهُ),
(**) وعلامة جزمه حذف حرف العلة-وهو الألف, والفتحة قبله دليل عليه-, (والأصل: تقلاه),
(**) وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: (أنت).
(**) و(الهاء) للسكت, حرف لا محل له من الإعراب.
(**) تنبيهان:
(**) الأول: ذهب جمهور النحويين إلى أن الجازم للمضارع المسبوق هو بطلب أداة شرط محذوفة مع فعل الشرط, دل عليهما الطلب, لا بالطلب نفسه لأنه عامل معنوي ضعيف-وهذا هو الصحيح-.
(**) قال ابن هشام في كتابه (شرح شذور الذهب) (ص: 444)
(**) مسَائِل الْحَذف الْوَاقِع فِي بَاب الشَّرْط وَالْجَزَاء ثَلَاثَة:
(**) الْمَسْأَلَة الأولى: . . .
(**) الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: . . .
(**) الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة: حذف أَدَاة الشَّرْط وَفعل الشَّرْط.
(**) وَشَرطه أَن يتَقَدَّم عَلَيْهِمَا طلب بِلَفْظ الشَّرْط وَمَعْنَاهُ, أَو بِمَعْنَاهُ فَقَط.
(**) فَالْأول: نَحْو: (ائْتِنِي أكرمك), تَقْدِيره: (ائْتِنِي, فَإِن تأتني أكرمك),
فـ(أكرمك), مجزوم فِي جَوَاب شَرط مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ فعل الطّلب الْمَذْكُور
(**) هَذَا هُوَ الْمَذْهَب الصَّحِيح.
(**) وَالثَّانِي: نَحْو قَوْله تَعَالَى: {قل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم عَلَيْكُم}
أَي: (تَعَالَوْا, فَإِن تَأْتُوا أتل) وَلَا يجوز أَن يقدر (فان تَتَعَالَوْا)؛ لِأَن (تَعَالَ) فعل جامد, لَا مضارع لَهُ وَلَا ماضي حَتَّى توهم بَعضهم أَنه اسْم فعل. اهـ
(**) التنبيه الثاني:
(**) هذا المثال: (اخْبُرْ تَقْلُهُ), قد جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه, مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يثبت.
(**) راجع: (السلسلة الضعيفة والموضوعة), للشيخ الألباني
(5/ 128) برقم: (2110)
(**) من المراجع:
(**) كتاب (جمهرة الأمثال), (1/ 105)
أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
(**) وكتاب (الأمثال للهاشمي), (1/ 33)
لأبي الخير زيد بن عبد الله الهاشمي (المتوفى: بعد 400هـ)
(**) وكتاب (فصل المقال في شرح كتاب الأمثال), (ص: 391)
لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)
(**) وكتاب (مجمع الأمثال), (1/ 162)
لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (المتوفى: 518هـ)
(**) وكتاب (المستقصى في أمثال العرب), (1/ 93)
لأبي القاسم محمود بن عمرو، الزمخشري (المتوفى: 538هـ)
(**) وكتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 298)
لأبي محمد، جمال الدين، عبد الله بن يوسف، ابن هشام
(المتوفى: 761هـ)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح ), (2/ 382)
لخالد بن عبد الله الجرجاويّ الأزهري المصري، (المتوفى: 905هـ)
(**) وكتاب (شرح الأشمونى لألفية ابن مالك مع حاشية الصبان عليه),
(3/ 453)
لأبي الحسن، نور الدين علي بن محمد بن عيسى، الأُشْمُوني الشافعي
(المتوفى: 900هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 24 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
شرح كتاب الصرف في 15 درسا
تأليف أبي الوليد توفيق بن أحمد بن محمد الحالمي الردفاني
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
بدار الحديث في مسجد السنة بالحديدة
بدأ يوم 5 صفر 1442
ما كتاب الهمع والخلاصة؟
أجاب عنه الشيخ الفاضل
أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
24 رجب 1442هـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حفظك الله شيخنا،
كتاب (الهمع) السيوطي كيف ضبطه وما معناه؟
كتاب (الخلاصة) لابن مالك ما المراده به وهل استخلصه من كتاب؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(الهَمْعُ) -بفتح الهاء وسكون الميم- مصدر للفعل: (هَمَعَ)، وهو السَّيَلانُ،
ويكون للدّمع وللماء وللسحاب.
و(الهَوامِع), جَمع: (هامِعة).
وسمّى السيوطي كتابَه “همع الهوامع” لأنّه أراد أن يؤلِّفَ كِتابا في العربيّة مأخوذا من كتب العربيّة، يكون غنيّا بالعلمِ بلسان العرب،
فائضا بفوائدَ علمية لطالِبِ العربيّة، كما تفيض الأرض بسيلِ السَّحابِ و مائِه العذبِ.
وفي كتاب (المحكم والمحيط الأعظم), (1/ 129):
(هـ م ع)
هَمَع الدمع وَالْمَاء وَنَحْوهمَا يَهْمَع ويَهْمُع هَمْعا وهَمَعا وهُمُوعا، وهَمَعانا، وأهمع: سَالَ. قَالَ العجاج:
بادَرَ مِنْ لَيْلٍ وطلٍّ أهْمَعا
=================
وأما “الخلاصة” فهي “الألفية”؛ اختصرها ابن مالك في ألف بيت ، من كتابه (الشافية الكافية) المكونة من ثلاثة آلاف بيت،
فجعل هذه “الخلاصة” التي اشتهرت بين الناس ب”الألفية”؛ في أرجوزة لطيفة جمع فيها مقاصد العربية من نحو وصرف.
وأشار فيها إلى مذاهب العلماء وبيان ما يختاره من الآراء أحيانا،
وتسميت هذه المنظومة ب”الألفية”: لأن عددها ألفُ بيت من الرجز التام.
مأخوذة من قوله في أولها:
وأسْتَعِنُ الله في ألْفِيَّهْ * مَقَاصدُ النحْوِ بهَا مَحْوِيَّهْ
وتسميت ب(الخلاصة) : لأنه جمع فيها خلاصة ما في كتابه (الشافية الكافية)
من علمي النحو والتصريف،
كما قال في أخرها.
أحْصَى مِنَ الكافية الخلاصة *** كمَا اقتضَى غِنىً بِلاَ خَصَاصهْ.
والله الموفق.
دروس تفسير القرآن الكريم
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
رفع متجدد إن شاء الله
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 26 صفر 1440
الملفات تحوي في البداية الفوائد ثم التفسير
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
4_ ذكر بعض الجمل التي كان الشيخ -رحمه الله- يسأل عن إعرابها كثيرا
(**) كان شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- إذا درس أو حاضر يذكر بعض الجمل النحوية أو الأمثلة المشهورة, ثم يتوقف ويسأل بعض الطلاب عن معناها أو عن إعرابها أو إعراب جزء منها, حتى إن بعض الطلاب الذين ليسوا مشتغلين بالنحو قد حفظوا بعض الإعرابات لكثرة ما
يسئل عنها.
(**) فمن ذلك: قول العرب: (أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً (يُثَبْ) عَلَيْه).
(**) كان الشيخ –رحمه الله تعالى- يقيم الطالب فيسأله ويقول له: بماذا جزم (يُثَبْ)؟
(**) فيقول الطالب الفاهم الذي قد مر عليه هذا المثال أثناء دراسته شرح قطر الندى: جزم بالطلب.
فيقول الشيخ: أين الطلب؟
(**) فيقول الطالب: جملة (أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً) خبرية لفظا,
طلبية معنى؛ إذ معناها: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه).
فيقول الشيخ: أحسنت, بارك الله فيك؟.
(**) قال ابن هشام –رحمه الله- في كتابه (شرح قطر الندى),
(ص: 81):
(**) (… وَأما قَول الْعَرَب(أَتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ فَعَلَ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه) بِالْجَزْمِ فوجهه أَن: (أَتَّقَى اللَّهَ وفَعَلَ) وَإِن كَانَا فعلين ماضيين ظاهرهما الْخَبَر إِلَّا أَن المُرَاد بهما الطّلب وَالْمعْنَى: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً).
(**) وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم تؤمنون بِاللَّه وَرَسُوله وتجاهدون فِي سَبِيل الله بأموالكم وَأَنْفُسكُمْ ذَلِكُم خير لكم إِن كُنْتُم تعلمُونَ يغْفر لكم} فَجزم (يغْفر)؛ لِأَنَّهُ جَوَاب لقَوْله تَعَالَى: {تؤمنون بِاللَّه وَرَسُوله وتجاهدون} لكَونه فِي معنى: (آمنُوا وَجَاهدُوا). اهـ المراد
(**) وإعراب المثال:
(**) (أَتَّقَى): فعل ماض, مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر, لا محل له من الإعراب.
(**) والفعل -هنا- لفظه الخبر ومهناه الطلب, أي: (ليتق).
(**) ولفظ الجلالة (اللَّهَ): مفعول به مقدم
(**) و(امْرؤٌ): فاعل مؤخر.
(**) و(فَعَلَ): فعل ماض, وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: (هو)
(**) والفعل -هنا- لفظه الخبر ومعناه الطلب, أي: (ليفعل).
(**) و(خَيْراً): مفعول به للفعل: (فعل).
(**) وجملة (فَعَلَ خَيْراً) في محل رفع صفة لـ(امرؤ),
(**) و(يُثَبْ): فعل مضارع مغير الصيغة, مجزوم لوقوعه في جواب طلب مؤول, تقديره: (لِيَتَّقِ اللهَ اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً يُثَبْ عَلَيْه), وعلامة جزمه السكون.
(**) ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره: (هو).
(**) و(عَلَيْه): جار ومجرور متعلقان بالفعل: (يُثَبْ).
(**) تنبيه:
(**) هذا المثال كان أول جواب نحوي لي أجبت به الشيخ-رحمه الله- وأنا لا زلت أدرس في (التحفة السنية).
(**) وذلك أني كنت قد سمعته من الشيخ أكثر من مرة- حين يسأل عنه الطلاب-؛ فحفظته, ثم في ذات مرة سأل عنه, فرفعت يدي كي أجيبه, (**) فقال لي : قم, فقمت وأجبت, فاستغرب الشيخ من إجابتي.
(**) وقال لي: هذه الإجابة من عندك أو من عند غيرك؟
(**) فقلت له : من عندي!
(**) فقال لي: ما شاء الله ما شاء الله, أحسنت يا أخانا أحمد.
(**) ثم قال لي: اجلس-بارك الله فيك-, فجلست -وأنا فرح-, أكاد أطير من الفرح.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 22 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
نرجوا بيان إشكال قول الله عن نفسه (نحن) مع أنه سبحانه وتعالى واحد؟
أجاب عنه الشيخ الفاضل
أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
21 رجب 1442هـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كيف حالك يا شيخ أحمد، حفظك الله ممكن توضيح عن كلمة ( نحن )، هل هي للمفرد أو للجمع، ففي قوله تعالى: { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } { نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ }، وقوله تعالىٰ: { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}، وقوله تعالى: ﴿ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ﴾. وغيرها من الآيات، بما أن الخالق الله وحده، والرازق الله وحده لا شريك له، كيف تكون كلمة نحن في اللغة العربية، ممكن توضيح أو بيان لكي يتضح هذا الإشكال، وفقك الله وسددك؟
الجواب:
ووعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لفظة (نحن) تستعمل في كلام العرب للجماعة أو للواحد المعظم نفسه.
وهي في القرآن الكريم في حق الله تعالى للواحد المعظم نفسه.
ومثلها قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
والله الموفق.
شرح الأربعين النووية
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
رفع متجدد إن شاء الله
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 21 ربيع الأول 1440
نرجوا بيان الكتب ومؤلفيها التي نراها من مراجعكم؟
أجاب عنه فضيلة الشيخ أبي عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
18 رجب 1442هـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الكتب نحب منكم حفظكم الله بطاعته، أن تبينوا لنا أسماء مؤلفيها مختصرة، وهل بينها تناسب في الشروح، كما بين بعض الكتب عند مؤلفيها وما هو الأنفع منها في شراءها، لأن هذه الكتب نراها من مراجعكم في كتبكم:
١) التسهيل.
٢) الموضح.
٣) المصرح.
٤) حاشية عبادة.
٥) السجاعي.
٦) الصبان.
٧) الفاكهي.
٨) ياسين على الفاكهي.
جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
التعريف بهذه الكتب ومؤلفبها باختصار على النحو التالي :
1- ((التسهيل))
(شرح تسهيل الفوائد)
لابن مالك الطائي الجياني، صاحب الألفية.
2- ((الموضح))
هو (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)
للعلامة ابن هشام الأنصاري صاحب القطر
3- ((المصرح))
هو (شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)
للعلامة خالد بن عبد الله الأزهري
[وهو شرح على أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك]
4- ((حاشية عبادة))
هي حاشية مفيدة للعلامة محمد عبادة على شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، لابن هشام الأنصاري,
والكتاب ليس بموجود عندنا في اليمن حسب علمي.
وأنا صورته من بعض الإخوة الذين حصلوا عليه من مصر.
5- ((حاشية السجاعي))
حاشية السجاعي: هي مفيدة للعلامة السجاعي على شرح قطر الندا
6- ((الصبان))
حاشية الصبان:
هي حاشية للعلامة الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك.
7- (الفاكهي)
هو شرح للعلامة الفاكهي على متن القطر
8- (ياسين على الفاكهي)
هي حاشية للعلامة ياسين على شرح الفاكهي على متن القطر
وكل هذه الكتب مفيدة ونافعة, ومن أحسنها شرح التصريح على التوضيح للأزهري إذ كل من جاء بعده يستفيد منه وينقل عنه.
والله الموفق.
ما هي الكتب التي تكفي لإتقان النحو؟
أجاب عنه فضيلة الشيخ أبي عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
16 رجب 1442هـ
السؤال:
حفظكم الله بطاعته، هل ممكن يعرف طالب العلم الكتب التي بها تكن الكفاية في هذا العلم – النحو – من مختصر ومتوسط ومنتهى في بابه فيحصل بها على الغاية من تعلم علم النحو، أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
الذي يمشي عليه إخواننا في دور الحديث في اليمن: البداية بمتن الآجرومية وشرحه، ثم المتممة وشرحها أو شرح القطر بدلا عنها أبو بعدها، ثم شرح ابن عقيل.
وهذا القدر يكفي الطالب في معرفة النحو علما ونطقا وخطًا.
ثم بعد ذلك إن أحب أن يطلع على بعض الشروح الصغيرة والمتوسطة والكبيرة فعل.
والله الموفق.
سلسلة الفوائد اليومية:
240- الحث على تربية الأبناء وتأديبهم, والتحذير من إهمالهم
(**) قَالَ الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}, [التَّحْرِيمِ:6]
(**) وقَالَ تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} إلى قوله: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}, [سورة لُقْمَان: 13- 19]
(**) عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، . . .
(**) وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ،
(**) وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه
(**) وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضي الله عنهما-، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ،
(**) احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ،
(**) إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ،
(**) وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ،
(**) وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ،
(**) وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»
[رواه الترمذي وغيره, وصححه الشيخان]
(**) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ-رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(**) «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ،
(**) وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ
(**) وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخ الألباني]
(**) قال الإمام ابن عبد البر القرطبي في كتابه: (الاستذكار), (2/ 90):
(**) قول الله عز وجل: {يأيها الذين ءامنوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
(**) قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَمَعَانِيهِ: أَدِّبُوهُمْ وَعَلِّمُوهُمْ. اهـ
(**) قال العلامة السعدي-رحمه الله- في كتابه (بهجة قلوب الأبرار), (ص: 154):
(**) أولى الناس ببرِّك، وأحقهم بمعروفك: أولادُك؛
(**) فإنهم أمانات جعلهم الله عندك، ووصاك بتربيتهم تربية صالحة لأبدانهم وقلوبهم،
(**) وكل ما فعلته معهم من هذه الأمور، دقيقها وجليلها، فإنه من أداء الواجب عليك، ومن أفضل ما يقربك إلى الله، فاجتهد في ذلك، واحتسبه عند الله،
(**) فكما أنك إذا أطعمتهم وكسوتهم وقمت بتربية أبدانهم، فأنت قائم بالحق مأجور. فكذلك – بل أعظم من ذلك – إذا قمت بتربية قلوبهم وأرواحهم بالعلوم النافعة، والمعارف الصادقة، والتوجيه للأخلاق الحميدة، والتحذير من ضدها.
(**) . . . فالآداب الحسنة خير للأولاد حالاً ومآلاً من إعطائهم الذهب والفضة، وأنواع المتاع الدنيوي
(**) لأن بالآداب الحسنة، والأخلاق الجميلة، يرتفعون،
(**) وبها يسعدون،
(**) وبها يؤدون ما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد،
(**) وبها يجتنبون أنواع المضار، وبها يتم برهم لوالديهم.
(**) أما إهمال الأولاد: فضرره كبير، وخطره خطير.
(**) أرأيت لو كان لك بستان فَنمَّيته، حتى استتمت أشجاره، وأينعت ثماره، وتزخرفت زروعه وأزهاره. ثم أهملته فلم تحفظه، ولم تَسقِه ولم تُنَقِّه من الآفات، وتعده للنموِّ في كل الأوقات، أليس هذا من أعظم الجهل والحمق؟
(**) فكيف تهمل أولادك الذين هم فِلذة كبدك، وثمرة فؤادك، ونسخة روحك، والقائمون مقامك حياً وميتاً، الذين بسعادتهم تتم سعادتك، وبفلاحهم ونجاحهم تدرَك به خيراً كثيراً, {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة:269]. اهـ
(**) وقال ابن القيّم -رحمه الله- في كتابه: (تحفة المودود بأحكام المولود), (ص: 240):
(**) وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ الطِّفْل غَايَة الِاحْتِيَاج الاعتناء بِأَمْر خُلُقه؛
(**) فَإِنَّهُ ينشأ على مَا عوده المربي فِي صغره من حرد وَغَضب ولجاج وعجلة وخفة مَعَ هَوَاهُ وطيش وحدة وجشع.
(**) فيصعب عَلَيْهِ فِي كبره تلافي ذَلِك,
(**) وَتصير هَذِه الْأَخْلَاق صِفَات وهيئات راسخة لَهُ فَلَو تحرز مِنْهَا غَايَة التَّحَرُّز فضحته وَلَا بُد يَوْمًا مَا.
(**) وَلِهَذَا تَجِد أَكثر النَّاس منحرفة أَخْلَاقهم وَذَلِكَ من قبل التربية الَّتِي نَشأ عَلَيْهَا.
(**) وَكَذَلِكَ يجب أَن يتَجَنَّب الصَّبِي إِذا عقل مجَالِس اللَّهْو وَالْبَاطِل والغناء وَسَمَاع الْفُحْش والبدع ومنطق السوء؛
(**) فَإِنَّهُ إِذا علق بسمعه عسر عَلَيْهِ مُفَارقَته فِي الْكبر وَعز على وليه استنقاذه مِنْهُ فتغيير العوائد من أصعب الْأُمُور يحْتَاج صَاحبه إِلَى استجداد طبيعة ثَانِيَة وَالْخُرُوج عَن حكم الطبيعة عسر جدا.
(**) . . . وَكم مِمَّن أَشْقَى وَلَده وفلذة كبده فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بإهماله وَترك تأديبه وإعانته لَهُ على شهواته وَيَزْعُم أَنه يُكرمهُ وَقد أهانه
(**) وَأَنه يرحمه وَقد ظلمه وَحرمه
(**) ففاته انتفاعه بولده وفوت عَلَيْهِ حَظه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
(**) وَإِذا اعْتبرت الْفساد فِي الْأَوْلَاد رَأَيْت عامته من قبل الْآبَاء.الخ).اهـ
(**) قال الشاعر:
لَيْسَ الْيَتِيمُ الَّذِي قَدْ مَاتَ وَالِدُهُ *** إنَّ الْيَتِيمَ يَتِيمُ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ
(**) وقال آخر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوده أبوه
(**) وقال آخر:
يا حلة نسجت بالدر والذهب *** إلا وأحسن منها العلم والأدب
علم بنيك صغارا قبل كبرتهم *** فليس ينفع بعد الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولن تلين إذا قَوَّمتَهَا الخَشَبُ
(**) وقال آخر:
أدب بنيك إذا ما استوجبوا أدبًا *** فالضَّرْبُ أنفع أحيانًا من الضرب
(**) والضَّرْبُ: -بسكون الراء وتحريكها, والتَّحْرِيكُ أشْهَرُ: العَسَلُ الخالِصُ.
(**) وقال آخر:
لا تحزنن على الصيبان إن ضربوا *** فالضربُ يبرا ويبقى العلمُ والأدب
الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم *** لولا المخافة ماقرأوا ولا كتبوا
لولا المعلم كان الناس كلهم *** شبه البهائم لا علم ولا أَدَبُ
(**) وقال آخر:
عَلِّمْ بُنَيَّكَ إِنْ أردتَ صلاحَهُ *** لا خير في ولد إذا لم تَضْربِ
أو ما ترى الاقلام حين قصامها *** إن لم تقط رؤوسها لم تكتب؟
(**) وقال آخر:
منن الاله على العباد كثيرة *** وأجلهن نجابة الأولاد
فضع العصا أدبا لهم كي يسلكوا *** سبل الرشاد ومنهج الزهاد
(**) وقال آخر- وهو العلامة البيحاني, في كتابه: [رباعيات البيحاني: ص: ] :
عَلِّمْ بَنِيْكَ ولا تدعهم *** كالبهائم والوحوش
واصبر على تعب البنين *** واظهر الوجه البشوش
واضحك لهم إن أحسنوا *** واغضب لبعثرة القروش
وإذا الزمان عدا عليك *** فإنهم نعم الجيوش
(**) من المراجع:
(**) وكتاب (العين), (7/ 32)
لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (المتوفى: 170هـ)
(**) وكتاب (تفسير الطبري), (23/ 104)
لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري (المتوفى: 310هـ)
(**) وكتاب (الاستذكار), (2/ 90)
لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي (المتوفى: 463هـ)
(**) وكتاب (تفسير البغوي), (8/ 169)
لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى: 510هـ)
(**) وكتاب (تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر), (ص: 40)
أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي (المتوفى: 597هـ)
(**) وكتاب (الآداب الشرعية والمنح المرعية), (1/ 224)
لأبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي (المتوفى: 763هـ)
(**) وكتاب (القاموس المحيط), (ص: 107)
لمجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)
(**) وكتاب (علو الهمة), (ص: 366)
لمحمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 19 / 7 / 1442 هـ..
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
3_ تزوج باثنتين فأكثر إن كنت لذلك أهلا, ولا تلتفت إلى مقالة ذاك الأعرابي فإنه لم يوفق في تلك الزواجة, وإلا فاقتصر على واحدة
(**) ومن القصص التي كان يقصها علينا شيخنا الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر -وهو يضحك-: قصة الأعرابي الذي تزوج بامرأتين ثم ندم.
(**) وفي كتاب (أمالي القالي), (2/ 35) لأبي علي القالي، إسماعيل بن القاسم بن عيذون (المتوفى: 356هـ):
(**) حديث رجل من الأعراب تزوج اثنتين, وقد قيل له: من لم يتزوج اثنتين لم يذق حلاوة العيش.
(**) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، فقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ:
قيل لأعرابي: من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش، فتزوج امرأتين ثم ندم فأنشأ يقول:
تزوَّجْتُ اثنتَيْنِ لَفْرطِ جَهلي *** بِمَا يَشْقَى بِهِ زَوجُ اثنَتَيْنَ
فَقُلتُ أَصيرُ بَيْنَهُما خَروفاً *** أُنَعَّمُ بينَ أكْرمِ نَعَجَتَيْنِ
فَصِرتُ كَنَعْجَة تُضْحي وتُمسْي *** تُداوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئبَتَيْنِ
رِضا هّذي يُهَيِّجُ سُخْطَ هذي *** فَما أعْرى مِنِ أحدَى السَّخْطَتْينِ
وَألقى فِي الْمَعيشَة كُلّ ضرٍّ *** كذاكَ الضُّرُّ بينَ الضَّرِّتين
لَهذِى ليلةُ ولتلك أُخرْى *** عِتابٌ دائمٌ في الليلتينِ
فَإِن أحبَبْتَ أَن تبقى كَرِيمًا *** من الْخيرَات مَمْلُوء اليَدَيْنِ
وَتُدرِكَ مُلْكَ ذِي يزَنٍ وعَمْرٍو *** وَذي جَدَنٍ وَمُلْكَ الحارثَيْنِ
وُمُلْكَ المنذرَينِ وَذي نُواسٍ *** وتبَّعٍ القديِمَ وَذي رُعَيْنِ
فعشْ عَزَباً فإن لم تَسْتَطِعْهُ *** فَضَرْباً في عراضِ الجحْفَلينِ
انتهي.
(**) (عراض) : مصدر (عارض الجحفل الجحفل معارضة, وعراضا) إذا التقيا، يقول: تعرض للموت والشهادة كي تستريح،
(**) وقد رواه قوم (في عُراض الجحفلين) بضم العين،
(**) و(الجحفلان): كناية عن الشفرين مأخوذ من جحفلة الدابة، يريد فارجع إلى ما عزبت عنه وأقبل عليه واصبر على مكروهه،
(**) وقال آخرون: يقال: (تجحفل) إذا اجتمع وجحفلته, إذا جمعته، فهو كناية عن الخضخضة وهي: التدليك والأستمناء.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (العقد الفريد ), (4/ 60) لأبي عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
(**) وكتاب (بهجة المجالس وأنس المجالس), (ص: 182) لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)
(**) وكتاب (سمط اللآلي في شرح أمالي القالي), (1/ 669) لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)
نسخه وصححه ونقحه وحقق ما فيه واستخرجه من بطون دواوين العلم: عبد العزيز الميمني
(**) وكتاب (شرح ديوان الحماسة ), (2/ 23) ليحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، أبي زكريا (المتوفى: 502هـ)
(**) وكتاب (الحماسة المغربية), (2/ 1284) لأبي العباس أحمد بن عبد السلام الجرّاوي التادلي (المتوفى: 609هـ)
(**) وكتاب (حسن التنبه لما ورد في التشبه), (11/ 61) لنجم الدين الغزي، محمد بن محمد العامري القرشي الغزي الدمشقي الشافعي (المولود بدمشق سنة 977 هـ، والمتوفى بها سنة 1061 هـ)
(**) وكتاب (جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب), (2/ 349) لأحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي (المتوفى: 1362هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 18 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
2_ قصة مناظرة الجعابي للطبراني
(**) ومن القصص التي كان يقصها علينا شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر:
(**) قصة مناظرة الجعابي للإمام الطبراني.
(**) والطَّبَرَاني هو: الإِمام العلَّامة، الحافِظ الكبير، الثَّبْت، مُسْنِد الدُّنيا، أبو القاسم، سُلَيمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَير، اللَّخْمي، الشَّامي.
صاحب المعاجم الثلاثة في الحديث.
(**) والجِعَابي هو: الحافظ، البارع، فَريدُ عَصْره، قاضي المَوْصل، أبو بكر، محمدُ بنُ عمرَ بنِ محمد بن سَلْم ، التَّميمي، البَغْدادي، ابن الجِعَابي.
(**) قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى (المتوفى: 463هـ) في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع), (2/ 273):
(**) (الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الْأَقْرَانِ وَالْأَتْرَابِ)
(**) (1838) حَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأُرْمَوِيُّ، مُذَاكَرَةً قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ فَارِسٍ اللُّغَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ ابْنَ الْعَمِيدِ يَقُولُ:
(**) ” مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِيَ الدُّنْيَا حَلَاوَةً أَلَذَّ مِنَ الرِّئَاسَةِ وَالْوَزَارَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا حَتَّى شَاهَدْتُ مُذَاكَرَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الْجِعَابِيِّ بِحَضْرَتِي
(**) فَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يَغْلِبُ الْجِعَابِيَّ بِكَثْرَةِ حِفْظِهِ,
(**) وَكَانَ الْجِعَابِيُّ يَغْلِبُ الطَّبَرَانِيَّ بِفِطْنَتِهِ وَذَكَاءِ أَهْلِ بَغْدَادَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهَما وَلَا يَكَادُ أَحَدُهُمَا يَغْلِبُ صَاحِبَهُ.
(**) فَقَالَ الْجِعَابِيُّ: عِنْدِي حَدِيثٌ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عِنْدِي فَقَالَ: هَاتِهِ فَقَالَ: نَا أَبُو خَلِيفَةَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ وَحَدَّثَ بِالْحَدِيثِ.
(**) فَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ وَمِنِّي سَمِعَ أَبُو خَلِيفَةَ فَاسْمَعْ مِنِّي حَتَّى يَعْلُوَ إِسْنَادُكَ فَإِنَّكَ تَرْوِي عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ عَنِّي. فَخَجَلَ الْجِعَابِيُّ, وَغَلَبَهُ الطَّبَرَانِيُّ.
(**) قَالَ ابْنُ الْعَمِيدِ: فَوَدِدْتُ فِي مَكَانِي أَنَّ الْوَزَارَةَ وَالرِّئَاسَةَ لَيْتَهَا لَمْ تَكُنْ لِي وَكُنْتُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفَرَحْتُ مِثْلَ الْفَرَحِ الَّذِي فَرِحَ بِهِ الطَّبَرَانِيُّ لِأَجَلِ الْحَدِيثِ أَوْ كَمَا قَالَ. اهـ
(**) من المراجع:
(**) كتاب (علماء الحديث) (3/ 107) أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي (المتوفى: 744 هـ)
(**) وكتاب (التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد) (ص: 285) لمحمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع، أبي بكر، معين الدين، ابن نقطة الحنبلي البغدادي (المتوفى: 629هـ)
(**) وكتاب (تاريخ دمشق), (22/ 166) لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)
(**) وكتاب (جزء فيه ذكر أبى القاسم الطبراني), (ص: 344) ليحيى بن عبد الوهاب بن محمد ابن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي الأصبهاني، أبي زكريا، ابن منده (المتوفى: 511هـ)
(**) وكتاب (طبقات الحنابلة), (2/ 50) لأبي الحسين ابن أبي يعلى، محمد بن محمد (المتوفى: 526هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 15 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
سلسلة المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية:
1_ ذكر بعض القصص في تقلبات الزمان بأهله
(**) المسموعات الجعدية من الفوائد الوادعية.
(**) وهي سلسلة جديدة من فوائدي المسموعة من شيخي الوادعي – رحمه الله -:
(**) والمسموع لي من هذه الفوائد قسمان:
أحدهما: الفائدة بنصها, فهذا القسم أذكر فيه الفائدة كما سمعتها.
الثاني: أصل الفائدة, وهذا القسم يذكر شيخنا -رحمه الله-الفائدة بالمعنى مختصرة وأنا – من باب إتمام الفائدة- أنقلها بنصها من مصادرها,
– إن تيسر لي ذلك- وأحليها ببعض الآيات القرآنية والأبيات الشعرية.
(**) رقم الفائدة:(1)
(**) فائدة اليوم بعنوان:
[ذكر بعض القصص في تقلبات الزمان بأهله]
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
(**) من القصص المؤثرة التي كان يقصها علينا شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرحمن الوادعي – رحمه الله تعالى- بين الحين والآخر:
(**) قصة الملك المعتمد محمد بن المعتضد عبّاد اللخمي.
(**) قال المؤرخ ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية), (16/ 119):
(**) وَقَدْ كَانَ الْمُعْتَمِدُ هَذَا مَوْصُوفًا بِالْكَرَمِ وَالْأَدَبِ وَالْحِلْمِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ وَالْعِشْرَةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الرَّعِيَّةِ وَالرِّفْقِ بِهِمْ فَحَزِنَ النَّاسُ عَلَيْهِ,
(**) وَقَالَ فِي مُصَابِهِ الشُّعَرَاءُ فَأَكْثَرُوا. اهـ
(**) والمعتمد هو: أبو القاسم محمد بن المعتضد عبّاد اللخمي، صاحب الأندلس، من ذرية النعمان بن المنذر آخر ملوك الحيرة.
(**) كان المعتمد ملكا جليلا، وعالما ذكيا، وشاعرا محسنا، وبطلا شجاعا، وجوادا ممدحا، كان بابه محط الرحال، وكعبة الآمال.
(**) ملك من بلاد الأندلس؛ من المدائن والحصون والمعاقل مائةوثلاثين مسورا، وبقي في المملكة نيفا وعشرين سنة،
(**) ثم إن أمير المسلمين ابن تاشفين غلب على ممالكه، وقبض عليه، وسجنه بأغمات حتى مات بعد أربع سنين من زوال ملكه،
(**) وخلع عن ثمان مائة سرية ومائة وثلاثة وسبعين ولدا.
(**) قال الشيخ اليافعي: (أما كثرة الأولاد .. فقد نقل أن غيره كان أكثر أولادا منه،
(**) وأما السراري .. فما سمعت أحدا من الخلفاء بلغ في كثرتهن إلى هذا العدد المذكور، وكان راتبه في اليوم ثمان مائة رطل لحم.
(**) ومما قيل فيه لما قبض عليه: [من البسيط]
لكل شيء من الأشياء ميقات *** وللمنى من مناياهنّ غايات
(**) وقال آخر بعد لزومه وقتل ولديه: [من البسيط]
تبكي السماء بدمع رائح غاد *** على البهاليل من أبناء عباد
(**) ومما قيل فيه لما حبس: [من الطويل]
تنشق رياحين السلام فإنما *** أفضّ بها مسكا عليك مختّما
أفكر في عصر مضى لك مشرقا *** فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة إذ رأى *** كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما
(**) وشعره رحمه الله في الذروة العليا، . . .
(**) ومنه ما أنشده وقد دخلت عليه بناته السجن، وكان يوم عيد، وقد صرن يغزلن للناس بالأجرة وهن في أطمار: [من البسيط]
فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا *** فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا
تَرَى بَنَاتِكَ فِي الأَطْمَارِ جَائِعَةً *** يَغْزِلْنَ لِلنَّاسِ مَا يَمْلُكْنَ قِطْمِيْرَا
بَرَزْنَ نَحْوَكَ لِلتَّسْلِيمِ خَاشِعَةً *** أَبْصَارُهُنَّ حَسِيْرَاتٍ مَكَاسِيْرَا
يَطَأْنَ فِي الطِّيْنِ وَالأَقْدَامُ حَافِيَةٌ *** كَأَنَّهَا لَمْ تَطَأْ مِسْكاً وَكَافُوْرَا
قَدْ كَانَ دَهْرُكَ إِنْ تَأْمُرْهُ مُمْتَثِلًا *** فَرَدَّكَ الدَّهْرُ مَنْهِيًّا وَمَأْمُورَا
مَنْ بَاتَ بَعْدَكَ فِي مُلْكٍ يُسَرُّ بِهِ *** فَإِنَّمَا بَاتَ بِالْأَحْلَامِ مَسْرُورَا
(**) توفي في السجن بأغمات سنة ثمان وثمانين وأربع مائة.
(**) فسبحان من يعطي ويمنع، ويضر وينفع لا راد لما قضى، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويرفع ويضع،) {لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون}.
تنبيه: هذه الأبيات:
فِيمَا مَضَى كُنْتَ بِالأَعْيَادِ مَسْرُوْرا *** فَسَاءَكَ العِيْدُ فِي أَغْمَاتَ مَأْسُوْرَا
……………………………….
كانت من المحفوظات الشعرية التي حفظناها في حلقة شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى-, وكنا نقرؤها بين يديه بين الحين والآخر إذا طلب ذلك.
(**) ومن الأبيات الشعرية:
(**) قال الإمام الشافعي:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر *** والعيش عيشان ذا صفو و ذا كدر
(**) وقال النمر بن تولب:
فَيومٌ علينا وَيَوْمٌ لنا *** وَيَوْمٌ نسَاء وَيَوْمٌ نسر
(**) وقال محمد بن عبد الملك الزيات:
لا تجزعن رويدا إنها دول *** دنياً تنقل من قوم إلى قوم
(**) وقال أبو البقاء الرندي:
هي الأمور كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى على أحد *** ولا يدوم على حال لها شآن
(**) من المراجع:
(**) كتاب (قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر) (3/ 516) لأبي محمد الطيب بن عبد الله بن أحمد بن علي بامخرمة، الهِجراني الحضرمي الشافعي (870 – 947 هـ)
(**) وكتاب (تاريخ الإسلام ت بشار) (10/ 611) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
(**) وكتاب (سير أعلام النبلاء) ط الرسالة (19/ 64) لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
(**) وكتاب (الكامل في التاريخ) (8/ 394) لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)
(**) كتاب (الوافي بالوفيات) (3/ 151) لصلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى: 764هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 13 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/alfawayid/alfawayid_w
==============
الفوائد الرمضانية في أحكام الصيام لعام
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1441 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 2 رمضان 1441
ذكر بعض الأحكام في شوال
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1441 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 3 شوال 1441
شرح أحاديث الصيام 1441
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1441 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 1 رمضان 1441
كتاب مذكرة في أحكام الصيام
وفي صيام الست من شوال
لأبي إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي رحمه الله تعالى
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1441 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 9 رجب 1441
تم بحمد الله رفع جميع ملفات هذا الدرس بعد تنقيتها
الترغيب في صيام الست من شوال
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1440 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 5 شوال 1440
الترغيب في صيام الست من شوال
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1440 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 5 شوال 1440
إتحاف الأنام بأبجديات الصيام
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1440 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم 2 رمضان 1440
الدروس الرمضانية 1440
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1440 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ يوم السبت 29 شعبان 1440
شرح دروس الصيام من كتاب “الفقه الميسر”
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1440 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ به ليلة الأحد 16 شعبان 1440
سلسلة الفوائد اليومية:
239- شهر رجب أول نسائم الخيرات والبركات والطاعات, وهو كالمقدمة لشهر رمضان المبارك
(**) قال الحافظ ابن رجب –رحمه الله- في كتابه (لطائف المعارف), (ص: 121):
(**) شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة.
(**) قال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر للزرع, وشعبان شهر السقي للزرع, ورمضان شهر حصاد الزرع.
(**) وعنه قال: مثل شهر رجب مثل الريح, ومثل شعبان مثل الغيم, ومثل رمضان مثل القطر.
(**) وقال بعضهم: السنة مثل الشجرة, وشهر رجب أيام توريقها, وشعبان أيام تفريعها, ورمضان أيام قطفها, والمؤمنون قطافها.
(**) جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر, وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.
بيض صحيفتك السوداء في رجب *** بصالح العمل المنجي من اللهب
شهر حرام أتي من أشهر حرم *** إذا دعا الله داع فيه لم يخب
طوبى لعبد زكى فيه له عمل *** فكف فيه عن الفحشاء والريب
(**) انتهاز الفرصة بالعمل في هذا الشهر غنيمة واغتنام أوقاته بالطاعات له فضيلة عظيمة.
يا عبد أقبل منيبا واغتنم رجبا *** فإن عفوي عمن تاب قد وجبا
في هذه الأشهر الأبواب قد فتحت *** للتائبين فكل نحونا هربا
حطوا الركائب في أبواب رحمتنا *** بحسن ظن فكل نال ما طلبا
وقد نثرنا عليهم من تعطفنا *** نثار حسن قبول فاز من نهبا
انتهي.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 16 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
238- إرشاد المكروب إلى الأسباب التي تذهب عنه الكروب
(**) قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه (زاد المعاد), (4/ 180):
(**) [فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِلَاجِ الْكَرْبِ وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحَزَنِ]
(**) أَخْرَجَا فِي ” الصَّحِيحَيْنِ ” مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: ( «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ» ).
………………………………
(**) هَذِهِ الْأَدْوِيَةُ تَتَضَمَّنُ خَمْسَةَ عَشَرَ نَوْعًا مِنَ الدَّوَاءِ،
(**) فَإِنْ لَمْ تَقْوَ عَلَى إِذْهَابِ دَاءِ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحُزْنِ، فَهُوَ دَاءٌ قَدِ اسْتَحْكَمَ وَتَمَكَّنَتْ أَسْبَابُهُ، وَيَحْتَاجُ إِلَى اسْتِفْرَاغٍ كُلِّيٍّ.
(**) (الْأَوَّلُ): تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ.
(**) (الثَّانِي): تَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ.
(**) (الثَّالِثُ): التَّوْحِيدُ الْعِلْمِيُّ الِاعْتِقَادِيُّ.
(**) (الرَّابِعُ): تَنْزِيهُ الرَّبِّ تَعَالَى عَنْ أَنْ يَظْلِمَ عَبْدَهُ، أَوْ يَأْخُذَهُ بِلَا سَبَبٍ مِنَ الْعَبْدِ يُوجِبُ ذَلِكَ.
(**) (الْخَامِسُ): اعْتِرَافُ الْعَبْدِ بِأَنَّهُ هُوَ الظَّالِمُ.
(**) (السَّادِسُ): التَّوَسُّلُ إِلَى الرَّبِّ تَعَالَى بِأَحَبِّ الْأَشْيَاءِ، وَهُوَ أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ، وَمِنْ أَجْمَعِهَا لِمَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.
(**) (السَّابِعُ): الِاسْتِعَانَةُ بِهِ وَحْدَهُ.
(**) (الثَّامِنُ): إِقْرَارُ الْعَبْدِ لَهُ بِالرَّجَاءِ.
(**) (التَّاسِعُ): تَحْقِيقُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْهِ وَالِاعْتِرَافِ لَهُ بِأَنَّ نَاصِيَتَهُ فِي يَدِهِ، يَصْرِفُهُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَأَنَّهُ مَاضٍ فِيهِ حُكْمُهُ عَدْلٌ فِيهِ قَضَاؤُهُ.
(**) (الْعَاشِرُ): أَنْ يَرْتَعَ قَلْبُهُ فِي رِيَاضِ الْقُرْآنِ، وَيَجْعَلَهُ لِقَلْبِهِ كَالرَّبِيعِ لِلْحَيَوَانِ، وَأَنْ يَسْتَضِيءَ بِهِ فِي ظُلُمَاتِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، وَأَنْ يَتَسَلَّى بِهِ عَنْ كُلِّ فَائِتٍ، وَيَتَعَزَّى بِهِ عَنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَيَسْتَشْفِيَ بِهِ مِنْ أَدْوَاءِ صَدْرِهِ، فَيَكُونَ جَلَاءَ حُزْنِهِ، وَشِفَاءَ هَمِّهِ وَغَمِّهِ.
(**) (الْحَادِيَ عَشَرَ): الِاسْتِغْفَارُ. الثَّانِيَ عَشَرَ: التَّوْبَةُ.
(**) (الثَّالِثَ عَشَرَ): الْجِهَادُ.
(**) (الرَّابِعَ عَشَرَ): الصَّلَاةُ.
(**) (الْخَامِسَ عَشَرَ): الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ وَتَفْوِيضُهُمَا إِلَى مَنْ هُمَا بِيَدِهِ. اهـ
(**)قال الشاعر:
ما ضاق بالمرء أمر واستعد له *** عبادة الله إلا جاءه الفرج
ولا أناخ بباب الله ذو ألم *** إلا تزحزح عنه الهم والحرج
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 11 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
237- ذكر الْأُصُولِ السِّتَّةِ التي عليها مَدَارُ كل عِلَاجِ
(**) قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه (زاد المعاد), (4/ 130)
في معرض ذكره الْأُمُور التي يُرَاعِيهِا الطَّبِيبُ الْحَاذِقُ في عِلَاجِهِ:
(**) فصل: وَالطَّبِيبُ الْحَاذِقُ: هُوَ الَّذِي يُرَاعِي فِي عِلَاجِهِ عِشْرِينَ أَمْرًا:
(**) أَحَدُهَا: …
الثَّانِي: …
الثَّالِثُ: … … …
(**) فَصْلٌ: الْعِشْرُونَ: – وَهُوَ مِلَاكُ أَمْرِ الطَّبِيبِ – أَنْ يَجْعَلَ عِلَاجَهُ وَتَدْبِيرَهُ دَائِرًا عَلَى سِتَّةِ أَرْكَانٍ:
(1) حِفْظُ الصِّحَّةِ الْمَوْجُودَةِ.
(2) وَرَدُّ الصِّحَّةِ الْمَفْقُودَةِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.
(3-4) وَإِزَالَةُ الْعِلَّةِ,
أَوْ تَقْلِيلُهَا بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.
(5) وَاحْتِمَالُ أَدْنَى الْمَفْسَدَتَيْنِ لِإِزَالَةِ أَعْظَمِهِمَا.
(6) وَتَفْوِيتُ أَدْنَى الْمَصْلَحَتَيْنِ لِتَحْصِيلِ أَعْظَمِهِمَا.
(**) فَعَلَى هَذِهِ الْأُصُولِ السِّتَّةِ مَدَارُ الْعِلَاجِ.
(**) وَكُلُّ طَبِيبٍ لَا تَكُونُ هَذِهِ أَخِيَّتَهُ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا، فَلَيْسَ بِطَبِيبٍ.
(**) وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 11 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
236- سعادة العبد في ثلاثة أمور: شكر النعمة، والصبر على البلية، والتوبة من الخطيئة
(**) من أوضح علامات سعادة العبد وفلاحه في الدنياه والآخرة أنه:
(إذا أُنْعِمَ عليه شَكَرَ، وإذا ابْتُلِيَ صبر، وإذا أَذْنَبَ اسْتَغْفَرَ).
(**) فإن العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث, ولا ينفك عنها أبداً.
(**) وإنما كانت هذه الثلاثة علامة سعادته لأنها تدل على قوة إيمانه وقربه من ربه سبحانه وتعالى.
(**) الأمر الأول: شكر نعم الله الموجودة والمتجددة, سواء كانت دينية أو دنيوة, قليلة أو كثيرة, فيشكرها ظاهراً وباطناً, بلسانه وقلبه وجوارحه.
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [سورة إبراهيم]
(**) الأمر الثاني: الصبر على البلاء الذي يبتليه الله به, في نفسه أو ولده أو زوجه أو ماله أو قريبه أو صديقه.
(**) فيحبس نفسه عن التسخط بالمقدور، ويحبس لسانه عن الشكوى لغير الله، ويحبس جوارحه عن المعصية, كلطم الخدود, وشق الجيوب, ونتف الشعر, ونشره, والدعاء بالويل والثبور, ونحو ذلك.
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)} [سورة البقرة]
(**) وعَنْ صُهَيْبٍ،رضي الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» [رواه مسلم]
(**) الأمر الثالث: الاستغفار والتوبة والإنابة عند حصول الذنب.
(**) قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}
[سورة آل عمران]
(**) وقال سبحانه وتعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور]
(**) فمن احرز هذه الثلاثة سعد في دنياه وأخراه،
(**) ومن حُرم منها – أو من بعضها- فإنه يلحقه الشقاء بقدر تفريطه.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب), لابن القيم (ص: 5)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 6 / 7 / 1442 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
235- ذكر الفوائد والحكام المستفادة من قصة دواو وسليمان عليهما الصلاة والسلام
(**) قال الله تعالى: { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)} إلى قوله: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}[سورة: (ص)]
(**) قال العلامة السعدي -رحمه الله-, في تفسيره (ص: 712):
(**) لما أثنى تعالى على داود، وذكر ما جرى له ومنه، أثنى على ابنه سليمان عليهما السلام فقال: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} أي: أنعمنا به عليه، وأقررنا به عينه.
(**) {نِعْمَ الْعَبْدُ} سليمان عليه السلام، فإنه اتصف بما يوجب المدح،
(**) وهو {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: رجَّاع إلى الله في جميع أحواله، بالتأله والإنابة، والمحبة والذكر والدعاء والتضرع، والاجتهاد في مرضاة الله، وتقديمها على كل شيء. . . .
(**) فصل:
(**) فيما تبين لنا من الفوائد والحكم في قصة داود وسليمان عليهما السلام
(**) فـ(منها): أن الله تعالى يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أخبار من قبله، ليثبت فؤاده وتطمئن نفسه، ويذكر له من عباداتهم وشدة صبرهم وإنابتهم، ما يشوقه إلى منافستهم، والتقرب إلى الله الذي تقربوا له، والصبر على أذى قومه، ولهذا – في هذا الموضع – لما ذكر الله ما ذكر من أذية قومه وكلامهم فيه وفيما جاء به، أمره بالصبر، وأن يذكر عبده داود فيتسلى به.)
(**) و(منها): أن الله تعالى يمدح ويحب القوة في طاعته، قوة القلب والبدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها، ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها، وعدم الركون إلى الكسل والبطالة المخلة بالقوى المضعفة للنفس.
(**) و(منها): أن الرجوع إلى الله في جميع الأمور، من أوصاف أنبياء الله وخواص خلقه، كما أثنى الله على داود وسليمان بذلك، فليقتد بهما المقتدون، وليهتد بهداهم السالكون {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}
(**) و(منها): ما أكرم الله به نبيه داود عليه السلام، من حسن الصوت العظيم، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم، والطيور البهم، يجاوبنه إذا رجَّع صوته بالتسبيح، ويسبحن معه بالعشي والإشراق.
(**) و(منها): أن من أكبر نعم الله على عبده، أن يرزقه العلم النافع، ويعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله به على عبده داود عليه السلام.
(**) و(منها): اعتناء الله تعالى بأنبيائه وأصفيائه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته إياهم وابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور، ويعودون إلى أكمل من حالتهم الأولى، كما جرى لداود وسليمان عليهما السلام.
(**) و(منها): أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى، لأن مقصود الرسالة لا يحصل إلا بذلك، وأنه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي، ولكن الله يتداركهم ويبادرهم بلطفه.
(**) و(منها): أن داود عليه السلام، [كان] في أغلب أحواله ملازما محرابه لخدمة ربه، ولهذا تسور الخصمان عليه المحراب، لأنه كان إذا خلا في محرابه لا يأتيه أحد، فلم يجعل كل وقته للناس، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام، بل جعل له وقتا يخلو فيه بربه، وتقر عينه بعبادته، وتعينه على الإخلاص في جميع أموره.
(**) و(منها): أنه ينبغي استعمال الأدب في الدخول على الحكام وغيرهم، فإن الخصمين لما دخلا على داود في حالة غير معتادة ومن غير الباب المعهود، فزع منهم، واشتد عليه ذلك، ورآه غير لائق بالحال.
(**) و(منها): أنه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء أدب الخصم وفعله ما لا ينبغي.
(**) و(منها): كمال حلم داود عليه السلام، فإنه ما غضب عليهما حين جاءاه بغير استئذان، وهو الملك، ولا انتهرهما، ولا وبخهما.
(**) و(منها): جواز قول المظلوم لمن ظلمه “أنت ظلمتني” أو “يا ظالم” ونحو ذلك أو باغ علي لقولهما: {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}
(**) و(منها): أن الموعوظ والمنصوح، ولو كان كبير القدر، جليل العلم، إذا نصحه أحد، أو وعظه، لا يغضب، ولا يشمئز، بل يبادره بالقبول والشكر، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب ولم يثنه ذلك عن الحق، بل حكم بالحق الصرف.
(**) و(منها): أن المخالطة بين الأقارب والأصحاب، وكثرة التعلقات الدنيوية المالية، موجبة للتعادي بينهم، وبغي بعضهم على بعض، وأنه لا يرد عن ذلك إلا استعمال تقوى الله، والصبر على الأمور، بالإيمان والعمل الصالح، وأن هذا من أقل شيء في الناس.
(**) و(منها): أن الاستغفار والعبادة، خصوصا الصلاة، من مكفرات الذنوب، فإن الله، رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره وسجوده.
(**) و(منها): إكرام الله لعبده داود وسليمان، بالقرب منه، وحسن الثواب، وأن لا يظن أن ما جرى لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى، وهذا من تمام لطفه بعباده المخلصين، أنه إذا غفر لهم وأزال أثر ذنوبهم، أزال الآثار المترتبة عليه كلها، حتى ما يقع في [ص:714] قلوب الخلق، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم، وقع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى، فأزال الله تعالى هذه الآثار، وما ذاك بعزيز على الكريم الغفار.
(**) و(منها): أن الحكم بين الناس مرتبة دينية، تولاها رسل الله وخواص خلقه، وأن وظيفة القائم بها الحكم بالحق ومجانبة الهوى، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية إدخالها في الحكم الشرعي، فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم، ولا يحل له الإقدام عليه.
(**) و(منها): أنه ينبغي للحاكم أن يحذر الهوى، ويجعله منه على بال، فإن النفوس لا تخلو منه، بل يجاهد نفسه بأن يكون الحق مقصوده، وأن يلقي عنه وقت الحكم كل محبة أو بغض لأحد الخصمين.
(**) و(منها): أن سليمان عليه السلام من فضائل داود، ومن منن الله عليه حيث وهبه له، وأن من أكبر نعم الله على عبده، أن يهب له ولدا صالحا، فإن كان عالما، كان نورا على نور.
(**) و(منها): ثناء الله تعالى على سليمان ومدحه في قوله {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
(**) و(منها): كثرة خير الله وبره بعبيده، أن يمن عليهم بصالح الأعمال ومكارم الأخلاق، ثم يثني عليهم بها، وهو المتفضل الوهاب.
(**) و(منها): تقديم سليمان محبة الله تعالى على محبة كل شيء.
(**) و(منها): أن كل ما أشغل العبد عن الله، فإنه مشئوم مذموم، فَلْيُفَارِقْه ولْيُقْبِلْ على ما هو أنفع له.
(**) و(منها): القاعدة المشهورة “من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه” فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس، تقديما لمحبة الله، فعوضه الله خيرا من ذلك، بأن سخر له الريح الرخاء اللينة، التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصد، غدوها شهر، ورواحها شهر، وسخر له الشياطين، أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون.
(**) و(منها): أن تسخير الشياطين لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام.
(**) و(منها): أن سليمان عليه السلام، كان ملكا نبيا، يفعل ما أراد، ولكنه لا يريد إلا العدل، بخلاف النبي العبد، فإنه تكون إرادته تابعة لأمر الله، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الحال أكمل. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 1 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
محاضرة
الترغيب في الحرص على نفع العباد
ألقيت لمجموعة ستعلو السنة الغراء يوما
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مدينة إب
6 جمادى الآخرة 1442
محاضرة
نصيحة مفيدة في اسغلال الأوقات
ألقيت لمجموعة ملتقى المتحابين في الله
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مدينة إب
3 جمادى الآخرة 1442
سلسة الفوائد النحوية:
071 ذكر أسماء القبائل التي أخذ عنها العربية والتي لم يؤخذ عنها، وبيان سبب ذلك
(**) كلام العرب هو المصدر الثالث من مصادر السماع بعد القرآن الكريم والحديث الشريف عند من أجاز الاحتجاج به.
(**) وكلام العرب الذي يُحتج به هو: (كل نظم أو نثر ثبت عن الفصحاء الموثوق بعربيتهم قبل أن تفسد الألسنة) فليس كل كلام عربي يصحُّ الاحتجاج به،
(**) وإنما وضع العلماء ضوابط مكانيَّة وزمانية لما يجوز الاحتجاج به من كلام العربي، وما لا يجوز؛
(**) فقسموا قبائل العرب من حيث الاحتجاج بكلامها، وعدم الاحتجاج قسمين:
(**) الأول: القبائل التي لم يُؤخذ عنها ولم يُحتجّ بكلامها، وهي:
(**) (لخم, وجذام)؛ لمجاورتهم أهل مصر والقبط، وقضاعة وغسان وإياد؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام، أي: حيث يسكن الروم، فاختلطت ألسنتهم، وأكثرهم نصارى يقرءون في صلاتهم بغير العربية،
(**) و(تغلب والنمر)؛ فإنهم كانوا مجاورين لليونانية،
(**) و(بكر)؛ لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس،
(**) و(عبد القيس)؛ لأنهم كانوا سكّان البحرين مخالطين للهند والفرس،
(**) و(أزد عمان)؛ لأنهم كانوا أيضًا مجاورين للهند والفرس،
(**) و(اليمن) لمخالطتهم للهند والحبشة،
(**) و(بنو حنيفة، وسكان اليمامة، وثقيف والطائف)؛ لمخالطتهم تجار الأمم المقيمين عندهم، وحاضرة الحجاز؛ لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدءوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم، وفسدت ألسنتهم.
(**) فهذه القبائل لا يجوز الاحتجاج بكلامها لأنها قبائل لم تتوغَّل في البداوة، بل كانت تسكن أطراف البلاد المجاورة لغير العرب؛ فلم تسلم لغاتها من التأثر بغير العربية، إذ دخل هذه اللغات ما يُؤثّر في فصاحتها لفظًا بمخالفة القياس وتركيبًا بوقوع اللحن.
(**) وكما لم يُؤخذ عن هذه القبائل لم يُؤخذ كذلك عن حضري قط؛ لأن الحاضرة محلّ اجتماع الناس من كل جانب واختلاط اللغات واختلال الألسنة،
(**) وقد أفرد ابن جني في (الخصائص) بابًا في ترك الأخذ عن أهل المضر -أي: أهل المدن والقرى- بيَّن فيه علة امتناع الأخذ عنهم، وهي ما عرض للغات الحاضرة وأهل المضر من الاختلال والفساد والخطل.
(**) وفي ضوء ما ذكره ابن جني والسيوطي نقلًا عن الفارابي يمكن أن نقول: إن المعيار الذي وضعه العلماء لقبول لغة قبيلة ما هو سلامة لغة هذه القبيلة من الاختلاط بغير العرب؛ لأن الاختلاط بغير العرب من الأعاجم يؤدِّي إلى فساد اللغة وانحراف الألسنة عن الصواب، والألسنة تتأثر بما حولها فيلحقها اللحن، ويتسرب إليها الخطأ.
(**) الثاني: القبائل التي يُحتج بكلامها، وهي:
(**) (قيس، وتميم، وأسد، ثم هذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين)؛
(**) فهؤلاء هم الذين عنهم نُقلت اللغة العربية، وبهم اقتضي، وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب،
(**) والذي يجمع من بين هذه القبائل هو توغُّلها في البداوة، وبُعدها عن الاختلاط بغيرها من الأمم، واتصالها بالأعاجم، كما يجمع بينها قُربها من قريش؛ لأن قريشًا -كما علمنا- أفصح العرب، وأجودهم انتقادًا للأفصح من الألفاظ.
(**) وقد ذهب ابن خلدون إلى أن مقياس الفصاحة هو القرب أو البعد من (قريش) فقال في مقدمته: “كانت لغة (قريش) أفصح اللغات العربية وأصلحها؛ لبعدها عن بلاد العجم من جميع جهاتهم، ثم من اكتنفهم من (ثقيف، وهذيل، وخزاعة، وبني كنانة، وغطفان، وبني سعد، وبني تميم).
(**) وأما من بَعُد عنهم من ربيعة، ولخم، وجذامة، وغسان، وإياد، وقضاعة، وعرب اليمن المجاورين لأمم الفرس والروم والحبشة؛ فلم تكن لغتهم تامة الملكة بمخالطة الأعاجم، أي: بسبب مخالطة الأعاجم، وعلى نسبة بُعدهم من قريش كان الاحتجاج بلغاتهم في الصحة والفساد عند أهل الصناعة العربية” انتهى.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الخصائص) (2/ 7) لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ)
(**) وكتاب (تاريخ ابن خلدون), (1/ 765) لعبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبي زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (المتوفى: 808هـ)
(**) وكتاب (الاقتراح في أصول النحو) ط القلم (ص: 91) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) وكتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (1/ 167) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) وكتاب (أصول النحو 1 )- جامعة المدينة (ص: 83)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو) (ص: 4) لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) وكتاب (من تاريخ النحو العربي) (ص: 20) لسعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني (المتوفى: 1417هـ)
(**) وكتاب (بحوث في اللغة), (ص: 64) لـ (اتحاد كتاب العرب)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 5 / 7 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
070 أقسام الكلام المسموع عن العرب
(**) ينقسم الكلام المسموع عن العرب إلى: مطرد وشاذ.
(**) فالمطرد: مأخوذ من (طرد)، وأصل هذه المادة التتابع والاستمرار.
ويعرف -في الاصطلاح- بأنه: ما استمرّ من الكلام في الإعراب وغيره.
(**) والشّاذ مأخوذ من (شذذ)، وأصل هذه المادة التفرق والتفرد.
ويعرف -في الاصطلاح- بأنه: ما فارق ما عليه بابه، وانفرد عن ذلك إلى غيره.
(**) ثم الاطراد والشذوذ على أربعة أقسام:
(**) القسم الأول: مطرد في القياس والاستعمال معًا، وهذا هو الغاية المطلوبة والنهاية المرغوب فيها من علم العربية؛ لأنها توافق ما سُمع عن العرب، كما توافق قياس علماء العربية الذي بُني على السماع,
(**) كرفع الفاعل ونصب المفعول، وخفض المجرور، في قولك: ” قام زيدٌ “، و ” ضربتُ عمراً “، و ” مررتُ بسعيدٍ “, ونحو ذلك.
(**) فإن ورد في كلام العرب ما خالف القياس والسماع؛ حُكم بإهدار ذلك المسموع لضعفه كقول العرب: “خرق الثوب المسمار” برفع المفعول ونصب الفاعل.
(**) القسم الثاني: مطرد في القياس وشاذ في الاستعمال, وهو: ما كان موافقًا لمقاييس العربية، ولكن السماع لم يردْ به، أو وَرَد السماع به على قلة.
(**) ومن أمثلته: الفعلان: (وَذَر، وَوَدَع)، فإنهما ماضيان من: (يَذَر ويدع).
(**) والقياس لا يمنع منه؛ لأن كل مضارع يستعمل منه ماضٍ إلا هذين الفعلين؛ فقد شذَّا عن نظائرهما، وانفردا عن بابيهما,
(**) وغيرهما من الأفعال يأتي منه الماضي نحو: (يرث, ويزن) فالماضي منهما: (ورث ووزن)، ولكن العرب لم تستعمل الماضي من: (يذر ويدع)؛ استغناء عنه بالفعل (ترك).
(**) ولا يُخرجه عن شذوذه أنه ورد في قراءة: “ما وَدَعَكَ ربك وما قلى” (الضحى: 3) بالتخفيف؛ لأنها قراءة شاذة.
(**) القسم الثالث: مطرد في الاستعمال شاذ في القياس, وهو: ما استعمل كثيرًا في فصيح الكلام، وهو مخالف لأقيسة علماء العربية.
(**) ومن أمثلته: فتح العين من المضارع “يأبى” في نحو قوله تعالى: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} (التوبة: 32).
(**) فإن القياس كسر العين؛ لأن الماضي إذا كان يائيّ اللام كان مضارعه على زنة “يَفْعِل” بكسر العين، نحو: (جرى يجري)، و(أوى يأوي)، و(ثوى يثوي), ونحوها. هذا هو القياس، وقد جاء السماع المطرد بخلافه.
(**) وحكم هذا النوع وجوب اتباع السماع الوارد به فيه نفسه، لكنه لا يُتَّخذ أصلًا يقاس عليه غيره؛ فلا يتجاوز المتكلم ما ورد السماع به.
(**) القسم الرابع: شاذ في القياس والسماع معًا, وهو: ما كان مخالفًا للمسموع من أشباهه ونظائره، ومخالفًا لأقيسة علماء العربية.
(*) ومن أمثلته: تتميم ما عينه واو عند تميم في صيغة “مَفْعُول” كقولهم: (ثوب مَصْوُون)، و(فرس مَقْوُود)، و(رجل مَعْوُود من مرضه)، (*) فهذا شاذٌّ في القياس؛ إذ القياس حذف إحدى الواوين فيقال: (مَصْوُن و مَقْوُد)، كما قيل: (مَزُور ومَصُوغ)، وشاذّ في الاستعمال أيضًا؛ إذ لم يوجد في كلامهم إلا قليلًا.
(**) وحكم هذا النوع: أنه مجمع على رده؛ فلا يتكلم به, ولا يقاس عليه, وإنما يذكر على وجه الحكاية.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الخصائص) (1/ 98) لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ)
(**) وكتاب (الاقتراح في أصول النحو), ط القلم (ص: 96) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ).
(**) وكتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), للسيوطي (1/ 181)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو) (ص: 4) لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) وكتاب (أصول النحو 1 ),- جامعة المدينة (ص: 85)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 23 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
وقت المؤمن كله لله
فائدة لفضيلة الشيخ
أحمد بن ثابت الوصابي حفظه الله تعالى
ليلة الخامس من جمادى الآخرة لسنة 1442
سلسلة الفوائد اليومية:
234- أفضل الصلوات صلاة فجر يوم الجمعة في جماعة, وذكر ما يقرأ فيها, وبيان الحكمة في ذلك
(**) كَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْظِيمُ يوم الجمعة وَتَشْرِيفُهُ، وَتَخْصِيصُهُ بِعِبَادَاتٍ يَخْتَصُّ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ.
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا».
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخان]
(**) عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «أفْضَلُ الصَّلَواتِ عِنْدَ الله صلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي جَماعَةٍ»
[رواه أبو نعيم في الحلية والبيهَقي في شعب الإيمان, وصححه الألباني].
(**) قال الصنعاني في كتابه (التنوير شرح الجامع الصغير),
(2/ 567):
(**) (أفضل الصلوات عند الله) أكثرها أجرًا لديه.
(**) (صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)؛ لأنها أفضل الخمس, واليوم أفضل الأيام, والجماعة أفضل الصلوات.
(**) وهذه أفضلية مطلقة, فتفيد أنهما أفضل من كل فريضة؛ إذ هو أخص من حديث أفضل الصلاة الصلاة لأول وقتها.
(**) فإذا كانت في أول الوقت اجتمعت لها فضيلة الوقت والصفة واليوم. اهـ
(**) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: بِـ(الم تَنْزِيلُ) فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)”. متفق عليه
(**) وفي كتاب (الفتاوى الكبرى), لشيخ الإسلام (2/ 360)
(**) (297 – 213)- مَسْأَلَةٌ: فِي الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالسَّجْدَةِ:
(**) هَلْ تَجِبُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا أَمْ لَا؟
(**) الْجَوَابُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَيْسَتْ قِرَاءَةُ {الم تَنْزِيلُ} الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ وَلَا غَيْرُهَا مِنْ ذَوَاتِ السُّجُودِ وَاجِبَةً فِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ، وَمَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ وَاجِبًا أَوْ ذَمَّ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَالٌّ مُخْطِئٌ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ مِنْ ذَلِكَ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ.
(**) وَإِنَّمَا تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِي اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ وَكَرَاهِيَتِهِ.
(**) فَعِنْدَ مَالِكٍ يُكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِالسَّجْدَةِ فِي الْجَهْرِ.
(**) وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يُكْرَهُ، كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ {سَجَدَ فِي الْعِشَاءِ بِ {إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتَى}}.
(**) وَعِنْدَ مَالِكٍ يُكْرَهُ أَنْ يَقْصِدَ سُورَةً بِعَيْنِهَا.
(**) وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ فَيَسْتَحِبُّونَ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ، مِثْلَ: (الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ)، فِي الْجُمُعَةِ. (وَالذَّارِيَاتِ وَاقْتَرَبَتْ) فِي الْعِيدِ، و(الم تَنْزِيلُ, وَهَلْ أَتَى) فِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ.
(**) لَكِنْ هُنَا مَسْأَلَتَانِ نَافِعَتَانِ:
(**) إحْدَاهُمَا: أَنَّهُ لَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ بِسُورَةٍ فِيهَا سَجْدَةٌ أُخْرَى بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ، فَلَيْسَ الِاسْتِحْبَابُ لِأَجْلِ السَّجْدَةِ، بَلْ لِلسُّورَتَيْنِ، وَالسَّجْدَةُ جَاءَتْ اتِّفَاقًا، فَإِنَّ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فِيهِمَا ذِكْرُ مَا يَكُونُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ الْخَلْقِ وَالْبَعْثِ.
(**) الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا، بِحَيْثُ يَتَوَهَّمُ الْجُهَّالُ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ، وَأَنَّ تَارِكَهَا مُسِيءٌ، بَلْ يَنْبَغِي تَرْكُهَا أَحْيَانًا لِعَدَمِ وُجُوبِهَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ
(**) وقال ابن القيم في كتابه: (زاد المعاد), (1/ 202):
(**) وَكَانَ يُصَلِّيهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِ (الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ) وَسُورَةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} كَامِلَتَيْنِ.
(**) وَلَمْ يَفْعَلْ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الْيَوْمَ مِنْ قِرَاءَةِ بَعْضِ هَذِهِ وَبَعْضِ هَذِهِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، وَقِرَاءَةِ السَّجْدَةِ وَحْدَهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ خِلَافُ السُّنَّةِ.
(**) وَأَمَّا مَا يَظُنُّهُ كَثِيرٌ مِنَ الْجُهَّالِ أَنَّ صُبْحَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فُضِّلَ بِسَجْدَةٍ فَجَهْلٌ عَظِيمٌ،
(**) وَلِهَذَا كَرِهَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ قِرَاءَةَ سُورَةِ السَّجْدَةِ لِأَجْلِ هَذَا الظَّنِّ،
(**) وَإِنَّمَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنْ ذِكْرِ الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَخَلْقِ آدَمَ، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَذَلِكَ مِمَّا كَانَ وَيَكُونُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ،
(**) فَكَانَ يَقْرَأُ فِي فَجْرِهَا مَا كَانَ وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَذْكِيرًا لِلْأُمَّةِ بِحَوَادِثِ هَذَا الْيَوْمِ،
(**) كَمَا كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ الْعِظَامِ كَالْأَعْيَادِ وَالْجُمُعَةِ بِسُورَةِ (ق) وَ (اقْتَرَبَتْ) وَ (سَبِّحْ) وَ (الْغَاشِيَةِ). اهـ
(**) وقال رحمه الله في كتابه: (الزاد), (1/ 408):
(**) ( … شَرَعَ لَهُمْ فِي الْأُسْبُوعِ يَوْمًا يُذَكِّرُهُمْ فِيهِ بِذَلِكَ، وَحِكْمَةِ الْخَلْقِ وَمَا خُلِقُوا لَهُ، وَبِأَجَلِ الْعَالَمِ وَطَيِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَعَوْدِ الْأَمْرِ كَمَا بَدَأَهُ سُبْحَانَهُ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقَّا، وَقَوْلًا صِدْقًا،
(**) وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي فَجْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ سُورَتَيِ (الم تَنْزِيلُ) وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} لِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ هَاتَانِ السُّورَتَانِ مِمَّا كَانَ وَيَكُونُ مِنَ الْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَحَشْرِ الْخَلَائِقِ وَبَعْثِهِمْ مِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ،
(**) لَا لِأَجْلِ السَّجْدَةِ كَمَا يَظُنُّهُ مَنْ نَقَصَ عِلْمُهُ وَمَعْرِفَتُهُ، فَيَأْتِي بِسَجْدَةٍ مِنْ سُورَةٍ أُخْرَى، وَيَعْتَقِدُ أَنَّ فَجْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فُضِّلَ بِسَجْدَةٍ، وَيُنْكِرُ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْعَلْهَا.
(**) وَهَكَذَا كَانَتْ قِرَاءَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجَامِعِ الْكِبَارِ كَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِهَا بِالسُّورَةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَالْمَبْدَأِ وَالْمَعَادِ، وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مَعَ أُمَمِهِمْ، وَمَا عَامَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ كَذَّبَهُمْ وَكَفَرَ بِهِمْ مِنَ الْهَلَاكِ وَالشَّقَاءِ، وَمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَصَدَّقَهُمْ مِنَ النَّجَاةِ وَالْعَافِيَةِ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 30 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
شرح النفحة العطرية على المقدمة الآجرومية
لأول مرة ينشر في الشابكة
شرح الشيخ أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
شرح سنة 1442 هجري
بدار الحديث في مسجد النصيحة بالحديدة
بدأ به لية الأربعاء 17 ربيع الآخر 1442
هل هناك نظم لمتن متممة الآجرومية غير البهجة المرضية؟
أجاب عنه فضيلة الشيخ أبي عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
1442هـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل هناك نظم لمتن متممة الآجرومية غير البهجة المرضية؟
فإن كان الجواب بنعم فهل تتكرمون بنشره كي يحفظه الطالب؟ وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لا أعلم،
لكن نظم العمريطي على الآجرومية يصلح في الجملة أن يكون نظما للمتممة،
لأنه نظمها نظم شرح، فزاد فيها كما بين ذلك في مقدمة نظمه، فكأنه نظم على المتممة في الجملة.
والله الموفق.
متى يدرس الطالب كتاب موصل الطلاب؟
أجاب عنه فضيلة الشيخ أبي عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
1442هـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيكم، متى يدرس الطالب كتاب موصل الطلاب؟
هل يمكنه أن يدرسه في أول الطلب أم بعد إكماله لشرح المتممة وقبل قطر الندى؟
وهل تنصحون بحفظ المتن أو المنظومة التي نظمت على الأصل الموسومة بـالإعراب في نظم قواعد الإعراب؟ وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
يدرس الطالب موصل الطلاب إذا درس شرحا للآجرومية ثم درس شرح القطر أو شرح المتممة.
وحفظ النظم أسهل على النفس. والله الموفق.
والله الموفق.
إشكال في التقدير
أجاب عنه فضيلة الشيخ أبي عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
10 جمادى الآخرة 1442هـ
السؤال:
شيخنا بارك الله فيكم قلتم في شرح متممة الآجرومية (في باب المبتدأ والخبر):
أن المرفوع الذي يسد مسد الخبر قد يكون ظاهرا وقد يكون مضمرا نحو (أراغب أنت) وذكرتم أن الضمير (أنت) فاعل سد مسد الخبر.
الإشكال – عندي- أننا قلنا أن اسم الفاعل (أراغب) هو في قوة الفعل (ترغب) والتقدير: أترغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم؟
وقد ذكرنا في فصل الضمير أن المقدر في الفعل المضارع المبدوء بتاء خطاب الواحد المذكر أنه مستتر وجوبا.
وعليه في قولنا (أترغب أنت) نعرب أنت توكيدا.
فلماذا لا نعربه توكيدا في قولنا (أراغب أنت) ونقول أن الفاعل ضمير مستتر وجوبا سد مسد الخبر؟
أرجو أن توضحوا لي وتزيلوا عني الإشكال بارك الله فيكم، وجزاكم عني خيرا؟
الجواب:
أن التقدير لا يأخذ حكم الكلام الملفوظ من كل وجه، فرب تقدير لا يجوز التلفظ به، والتقدير إنما يؤتى به من أجل التقريب والتفهيم.
والله الموفق.
سلسة الفوائد النحوية:
069 جميع لغات العرب حجة على اختلافها, وذكر بعض وجوه الاختلاف بينها
(**) كانت قريش أجود العرب انتقاء للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعًا، وأبينها إبانة عما في النفس.
(**) قال ابن فارس في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها), (ص: 28):
(**) (باب القول فِي أفصح العرب):
(**) أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بِقَزْوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمدُ بن عباس الخشكي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عُبَيد الله قال:
(**) أجمَعَ علماؤنا بكلام العرب، والرُّواةُ لأشعارهم، والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومَحالّهم أن قُرَيشاً أفصحُ العرب ألْسنةً وأصْفاهم لغةً.
(**) وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً -صلى الله عَلَيْهِ وسلم- فجعل قُريشاً قُطَّان حَرَمِه، وجيران بيته الحرام، ووُلاتَهُ. فكانت وُفود العرب من حُجاجها وغيرهم يَفِدون إِلَى مكة للحج، ويتحاكمون إِلَى قريش فِي أُمورهم.
(**) وَكَانَتْ قريش تعلمهم مَناسكَهم وتحكُمُ بَيْنَهم.
(**) ولن تزل العرب تَعرِف لقريش فضلها عليهم وتسمّيها أهل الله لأنهم الصَّريح من ولد إسماعيل عَلَيْهِ السلام، لَمْ تَشُبْهم شائبة، وَلَمْ تنقُلْهم عن مناسبهم ناقِلَة، فضيلةً من الله -جلّ ثناؤه- لهم وتشريفاً. إذ جعلهم رَهط نبيّه الأذْنَيْنَ، وعِتْرته الصالحين.
(**) وَكَانَتْ قريش، مع فصاحتها وحُسن لغاتها ورِقَّة ألسنتها، إِذَا أتتهُم الوُفود من العرب تخيّروا من كلامهم وأشعارهم أحسنَ لغاتهم وأصفى كلامهم. فاجتمع مَا تخيّروا من تِلْكَ اللغات إِلَى نَحائرهم وسَلائقهم الَّتِي طُبعوا عَلَيْهَا. فصاروا بذلك أفصح العرب. اهـ
(**) وعلماء العربية لم يأخذوا عن جميع القبائل العربية، وإنما أخذوا عن القبائل التي سَلِمَ أهلها من الاختلاط بالأعاجم، وانحصرت هذه القبائل في ستّ وهي: قيس، وتميم، وأسد، وهذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين.
(**) وجميع هذه اللغات حجة على اختلافها، و يقاس عليها, ويستعمل الأقوى والشائع منها.
(**) وقد اختلفت لغات هذه القبائل وتعدَّدت أوجه الاختلاف بينها.
(**) فمنها: أن يكون الاختلاف في الحركات, وذلك نحو: “نَستعين” و “نِستعين” بفتح النون وكسرها.
(**) قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحركة و السكون, وذلك نحو: “معَكم” و “معْكم”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في إبدال الحروف, وذلك نحو: “أولئك” و “أُولالِكَ”. ومنها قولهم: “أنّ زيداً” و “عَنّ زيداً”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الهمز و التليين, وذلك نحو: “مستهزؤن” و “مستهزُوْن” .
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في التقديم و التأخير, وذلك نحو: “صاعقة” في لغة الحجاز, و”صاقعة” في لغة تميم.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحذف و الإثبات, وذلك نحو: “استحْيت” و”استحيَيْت”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحرف الصحيح يُبْدَل حرفاً معتلاً , وذلك نحو: “أما زيد” و “أَيْما زيد”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الإمالة والتفخيم, في مثل: “قضى ورمى” فبعضهم يفخم وبعضهم يُميل.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الحرف الساكن يستقبله مثله فمنهم من يكسر الأول، و منهم من يضمّ، وذلك نحو: “اشتَرَوُ الضلالة” و
“اشتَرَوِ الضلالة”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في التذكير و التأنيث , وذلك نحو: “هَذِهِ البقر” و “هَذَه النخيل”, ومنهم من يقول “هَذَا البقر” و “هَذَا النخيل”
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الإدغام , وذلك نحو: “مهتدون” و”مُهَدُّون”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الإعراب, وذلك نحو: “مَا زيدٌ قائماً” و “مَا زيدٌ قائم” و “إنّ هذين” و “إنّ هذان” وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في صورة الجمع, فبعضهم يجمع لفظ: (أسير) على (أسرى)، وبعضهم يجمعه على (أُسارى).
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في التحقيق و الاختلاس, وذلك نحو:
“يأمركم” بضم الراء وتسكينها ونحو “عفي له” بتسكين الفاء وكسرها.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في الوقف على هاء التأنيث, وذلك نحو: “شجرة”, فبعضهم يقف عليها بالهاء فيقول: “شجره”, فبعضهم يقف عليها بالتاء المفتوحة فيقول: “شجرت”.
(**) ومنها: أن يكون الاختلاف في زيادة حرف المدّ, وذلك نحو: (أَنْظُرُ) (أَنْظُورُ)، وفي (يَنْبعُ) (يَنباعُ).
(**) ومن اختلاف اللغات ما هو اختلاف تضادٍّ, وذلك نحو: “شرى” بمعنى “اشترى” وبمعنى “باع”, و(لمقت الشيء, ألمقه, لمقًا) إذا كتبته في لغة بني عقيل، وسائر قيس يقولون: (لمقته) بمعنى محوته”.
(**) وقد يكون في الكلمة لغتان، أو ثلاث، أو أربع، أو خمس، أو ست، و لا يكون أكثر من ذلك.
(**) قال ابن فارس في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها), (ص: 39):
(**) باب انتهاء الخلاف فِي اللغات:
(**) تقع فِي الكلمة الواحدة لُغتان. كقولهم: “الصِّرام”, و”الصَّرام”, و”الحِصاد”, و”الحَصاد”.
(**) وتقع فِي الكلمات ثلاث لُغات. نحو: “الزُّجاج” و”الزِّجاج” و”الزَّجاج”, و”وَشكان ذا”, و”وُشكان ذا”, و”وِشكان ذا”.
(**) وتقع فِي الكلمة أربع لُغات. نحو: “الصِّداق” و”الصَّداق” و”الصَّدقة” و”الصُّدْقة”.
(**) وتكون منها خمس لُغات. نحو: “الشَّمال” والشَّمِل” و”الشَّمَل” و”الشَّأمَل” و”الشَّمْل”.
(**) وتكون فِيهَا ست لُغات: “قُسْطاس” و”قِسْطاس” و”قُصْطاس” و”قُسْتاس” و”قُسَّاط” و”قِسَّاط”.
(**) ولا يكون أكثر من هَذَا. اهـ
(**) و(وشكان) بمعنى: سرع.
(**) و(القُسْطاس): الميزان.
(**) ومن أثر اختلاف اللهجات العربية وجود الترادف في اللغة العربية مثل القمح والحنطة والبُر.
(**) فـ(القمح) لغة شامية، و(الحنطة) لغة كوفية، و(البر) لغة حجازية”.
(**) ومثل مجيء أسماء متعددة لكل من: (السيف, والأسد, والفرس, والبعير), وغيرها.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها), (ص: 39)
لأبي الحسين أحمد بن فارس القزويني الرازي، (المتوفى: 395هـ)
(**) كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), (1/ 205)
لجلال الدين السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر، (المتوفى: 911هـ)
(**) كتاب (أصول النحو), 1 – جامعة المدينة (ص: 99)
(**) كتاب (النحو إلى أصول النحو), (ص: 4)
(**) كتاب (في تاريخ الأدب الجاهلي), (ص: 100)
لعلي الجندي
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 21 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
067 ذكر الأدلة التي تثبت بها المسائل النحوية
(**) أدلة النحو ثلاثة: (السماع, والإجماع, والقياس).
(*) فالدليل الأول: السماع:
(**) والمحتج به منه:
(1) (القرآن):
(**) فكلُّ ما ورد أنه قريء جاز الاحتجاج به في العربية سواءً كان:
(**) متواتراً وهو ما قرأ به السبعة.
(**) أو آحاداً وهو ما روي عن بعضهم و لم يتواتر.
(**) أو شاذاً: وهو ما كان عن غير السبعة, وقيل: عن غير العشرة, وهو الصحيح,.
(**) والإجماع على الاحتجاج بالقراءات الشاذة,.
(**) و ليس فيه لغة ضعيفة و لا شاذة و فيه لغات قليلة.
(**) و ليس فيه ما ليس من لغة العرب، و إنما يتوافق اللفظُ اللفظَ و يقاربه و معناهما واحد . و أحدهما بالعربية و الآخر بغيرها . و كل ما فيه فهو أفصح مما في غيره إجماعاً.
(**) وفي كتاب (الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع), للسيوطي
(ص: 5):
وأجمعوا أن الشواذ لم يبح … قراءة بها ولكن الأصح
كخبر في الاحتجاج يجري … وأنها التي وراء العشر
انتهى المراد.
(2) (الحديث):
(**) الصحيح الاحتجاج به، و هو أولى من غيره عدا القرآن.
(**) و يستدل منه بما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – نقله على اللفظ المروي به، و سواء فيه:
(**) المتواتر.
(**) الآحاد.
(3) (كلام العرب):
(**) و يحتج منه بما ثبت عن الفصحاء الموثوق بعربيتهم ، حتى و لو كانوا كفاراً.
(**) و يحتج بكلام قبائل قلب الجزيرة: قريش، قيس، تميم، أسد، ثم هذيل، و بعض كنانة، و بعض الطائيين.
(**) و لا يؤخذ عمن جاور غير العرب لفساد ألسنتهم.
و لا يحتج بكلام المولّدين و المُحدَثِيْن.
(**) و فرقٌ بين المولَّد و المصنوع، فإن المصنوع يورده صاحبه على أنه عربي فصيح، و المولَّد بخلافه.
(*) الدليل الثاني: الإجماع:
(**) وهو اتفاق علماء النحو و الصرف على مسألة أو حكم.
(**) و المراد بالعلماء أئمة البلدين -الكوفة و البصرة-، أو أكثر النحاة، لا كلّ العلماء في العصور.
(**) و إجماع العرب إن وقف عليه.
(**) و هو حجة إذا لم يخالف:
(**) المنصوص.
(**) المقيس على المنصوص.
(**) و يعمل بالمجمع عليه عند تعارضه مع المختلف فيه.
(**) و إحداث قولٍ من تركيب للمذاهب شبيه بتداخل اللغات.
مسألة : هل يعتبر الإجماع السكوتي؟
(**) التحقيق على اعتباره.
(*) الدليل الثالث: القياس:
(**) وهو حمل غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه .
(**) وهو معظم أدلة النحو، و التعويل عليه في أغلب المسائل النحوية.
(**) و لا يتحقق إنكاره لأنه أغلب النحو ، و إنكاره إنكار للنحو .
(**) وقد تجتمع الأدلة السابقة- السماع و الإجماع و القياس- دليلاً على مسألة.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (الاقتراح في أصول النحو) ط القلم (ص: 25)
لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو), (ص: 3)
لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 17 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
068 تعريف القراءات القرآنية, وذكر أنواعها وأحكامها
(**) وفي كتاب (درج الدرر في تفسير الآي والسور) ط الفكر (2/ 57),
لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: 471هـ)
(**) المطلب السادس: القراءات القرآنية.
(**) (القراءات): جمع قراءة، وهي في اللغة مصدر سماعي لقرأ.
وتدل في أصل معناها على الجمع والضم.
(**) أما في الاصطلاح: فقد عرفه ابن الجزري بأنها: «علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوّا للناقلة».
(**) والقراءات القرآنية هي جزء من الأحرف السبعة التي جاء بها الحديث الشريف عن النبي عليه السّلام: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف»،
فالأحرف السبع هي أعمّ من القراءات،
قال مكي بن طالب رحمه الله: «فإن سأل سائل فقال: هل القراءات السبعة التي يقرأ بها الناس اليوم، وتنسب إلى الأئمة، هي الأحرف السبعة التي أباح النبي صلّى الله عليه وسلّم القراءة بها. . . أو هي بعضها، أو هي واحدة منها؟
فالجواب أن هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان، الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما خالف خطه. .».
(**) والقراءات القرآنية على أنواع ستة هي:
(**) النوع الأول: القراءات المتواترة: وهي التي نقلت جمعا عن جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه.
(**) النوع الثاني: القراءات المشهورة: وهي ما صح سندها، ولم تبلغ درجة التواتر، ووافقت العربية والرسم العثماني، واشتهرت عند القرّاء، فلم يعدوها من الغلط، ولا من الشذوذ، ويقرأ به.
(**) النوع الثالث: القراءات الآحاد: وهي ما صح سندها، وخالفت
الرسم العثماني أو العربية، ولا يقرأ به.
(**) النوع الرابع: القراءات الشاذة، وهي ما لم يصح سنده.
(**) النوع الخامس: القراءات الموضوعة.
(**) النوع السادس: المدرج: وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير.
(**) وبناء على هذا التقسيم السداسي قسمت القراءة إلى قسمين:
(**) الأول: القراءة المقبولة، وتشمل: المتواترة والمشهورة.
(**) الثاني: القراءة غير المقبولة، وتشمل الأنواع الأخرى.
(**) فحكم القسم الأول هو جواز القراءة بها، وتجزئ في الصلاة،
أما القسم الثاني فلا يعدّ قرآنا، ولا تجوز القراءة بها في الصلاة ولا خارجها، لكن يحتج بها في اللغة والإعراب والتفسير. اهـ
(**) (تنبيه):
(**) لم يشترط بعضهم (التواتر) في القراءة الصحيحة التي يجب قبولها ويجوز القراءة بها, بل اكتفى بمجرد صحة الإسناد.
(**) قال الإمام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد ابن الجزري
(المتوفى: 833هـ) في: (متن «طيبة النشر» في القراءات العشر), (ص: 32):
14- فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْوِ
وَكَانَ ِللرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
15- وَصَحَّ إسْناداً هُوَ الْقُرآنُ
فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَرْكَانُ
16- وَحَيثُماَ يَخْتَلُّ رُكْنٌ أَثْبِتِ
شُذُوذَهُ لَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَةِ
(**) وقال في كتابه (النشر في القراءات العشر) (1/ 9):
(**) كُلُّ قِرَاءَةٍ وَافَقَتِ الْعَرَبِيَّةَ وَلَوْ بِوَجْهٍ، وَوَافَقَتْ أَحَدَ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ وَلَوِ احْتِمَالًا وَصَحَّ سَنَدُهَا، فَهِيَ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي لَا يَجُوزُ رَدُّهَا وَلَا يَحِلُّ إِنْكَارُهَا، بَلْ هِيَ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ قَبُولُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنِ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ، أَمْ عَنِ الْعَشْرَةِ، أَمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ،
(**) وَمَتَى اخْتَلَّ رُكْنٌ مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ أُطْلِقَ عَلَيْهَا ضَعِيفَةٌ أَوْ شَاذَّةٌ أَوْ بَاطِلَةٌ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنِ السَّبْعَةِ أَمْ عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمْ،
(**) هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَئِمَّةِ التَّحْقِيقِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ،
(**) صَرَّحَ بِذَلِكَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ،
(**) وَنَصَّ عَلَيْهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ،
(**) وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَهْدَوِيُّ،
(**) وَحَقَّقَهُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شَامَةَ،
(**) وَهُوَ مَذْهَبُ السَّلَفِ الَّذِي لَا يُعْرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خِلَافُهُ. اهـ
(**) من المراجع:
النشر في القراءات العشر (2/ 196)
لشمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ)
شرح طيبة النشر للنويري (1/ 3)
لمحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم، محب الدين النُّوَيْري (المتوفى: 857هـ)
الإتقان في علوم القرآن (1/ 258)
لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 412)
لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ)
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان (ص: 171)
لمناع بن خليل القطان (المتوفى: 1420هـ)
القراءات وأثرها في علوم العربية (1/ 9)
لمحمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ)
(**) الموسوعة القرآنية المتخصصة (1/ 306)
لمجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 19 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
066 تعريف الجملة, وذكر أقسامها
(**) الجملة: (كل قول مُؤلف من مُسنَدٍ ومُسندٍ إليه), أفاد نحو: (قام محمد, ومحمد قائم) أم لم يفد نحو: (إن قام محمد).
(**) فهي والمركَّبُ الإسناديُّ شيءٌ واحدٌ.
(**) فإن أفادت سميت كلاما وجملة, وإن لم تفد سميت جملة ومركبا إسناديا.
(**) ثم إن الجملةُ تنقسم –باعتبارات مختلفة- إلى عدة أَقسامٍ:
(**) فتنقسم –باعتبار التسمية- إلى قسمين: جملة اسمية, وجملة فعلية.
(**) فالجملة الاسمية: (ما تركبت من مبتدأ وخبر, أو من مبتدأ ومرفوع سد مسد الخبر ),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (العلمُ نافعٌ)
(**) والثاني, كقولك: ( أقائمٌ زيدٌ, وما مضروبٌ بكرٌ)
(**) والجملة الفعليّةٌ: (ما تركبت من فعل وفاعل, أو من فعل ونائب فاعل),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (نجح علي, ويسافر عمرو, وتصدقْ يا إبراهيمُ)
(**) والثاني, كقولك: (ضُرب الخائنُ ويُكرم الأمينُ)
(**) وتنقسم –باعتبار الخبر والإنشاء- إلى جملة خبرية وجملة إنشائية.
(**) فالجملة الخبرية هي التي: (تحتمل الصِّدق والكذِب لذاتها) أي بدون النَّظر إلى قائلها، كقولك: (مات زيد), وجميع الأمثلة المتقدمة.
(**) فهذا الكلام, (أعني الإخبار بموت زيد) قد يكون صدقا وقد يكون كذبا.
(**) والجملة الإنشائية هي التي: (لا تحتمل الصدق والكذب), وتشمل كلا من:
(**) الأمر، كقولك: (استقم)
(**) والنهي، كقولك: (لا تكذب)
(**) والدعاء كقولك: (رب اغفر لي)
(**) والاستفهام، كقولك: (هل سافر أبوك)
(**) والتمني, كقولك: (ليتني طالب علم)
(**) والترجي, كقولك: (لعل الله يرحمني)
(**) والعرض، كقولك: (ألا تزورنا فنكرمك)
(**) والتحضيض, كقولك: (هلا استقمت)
(**) وجملة التعجب, كقولك: (ما أحسن العلم)
(**) وجملة المدح أو الذم ب(نعم وبئس), كقولك: (نعم الرجل محمد, وبئس الرجل زيد), ونحو ذلك.
(**) وتنقسم –باعتبار الإعراب وعدمه- إلى جملة لها محلٌّ من
الإعراب، وجُملة ليس لها محلَّ من الإعراب.
(**) فالجملة التي لها محلٌّ من الإعراب هي التي تحل محل المفرد؛ فتكون في محل رفع أو نصب أو جر أو جزم, كإعراب المفرد الذي حلت محله وهي سبع جمل,.
(**) أولها: الجملة الواقعة خبرا, ومحلُّها الرفعُ، إن كانت خبراً
لمبتدأ،أو لـ(إن) وأخواتها نحو(قام أبوه), من قولك: (زيد قام أبوه), و(إن زيدا قام أبوه)
(**) والنصبُ إن كانت خبراً عن فعلِ ناقصِ، نحو(قام أبوه), من قولك: (كان زيد قام أبوه)
ثانيها: الجملة الواقعة مفعولا به, ومحلُّها النصب، نحو(يقرأ), من قولك:
(ظننت زيدا يقرأ)
(**) ثالثها: الجملة الواقعة حالا, ومحلها النصبُ أيضاً، نحو(يضحك), من قولك: (جاء علي يضحك)
(**) رابها: الجملة الواقعة مضافا إليه, ومحلُّها الجرُّ، نحو(حضر
محمد), من قولك: (سافرت يوم حضر محمد)
(**) خامسها: الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم إن اقترنت بالفاءِ أَو بإذا الفجائية. ومحلها الجزمُ, نحو(أنت ناجح) , من قولك: (إن تذاكر فأنت
ناجح), وقولهِ تعالى:{وإن تصِبهم سيِّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا همْ يَقنَطون}.
(**) سادسها: الجملة الواقعة صفة, ومحلُّها بحسَبِ الموصوفِ، إمّا
الرفعُ، نحو(يضحك), من قولك: (جاء رجل يضحك),
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (رأيت رجلا يضحك),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (مررت برجل يضحك).
(**) سابعها: الجملة التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب. ومحلُّها
بحسب المتبوع. إمّا الرَّفعُ، نحو: (محمد يقرأ ويكتب) ,
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (كان محمد يقرأ ويكتب),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (نظرت إلى محمد يقرأ ويكتب).
(**) والجُملة الَّتي ليس لَها مَحَلَّ مِنَ الإعراب هي التي لم تحل محل المفرد, وهي ثمان جمل.
(**) أولها: الجُملة الابتدائيةُ، وهي التي يفتتح بها الكلام، نحو: (قام محمد), و(محمد قائم),
(**) ثانيها: الجملة الاعتراضية, وهي التي تعترض بين شيئين
متلازمين كالمبتدأ وخبره، نحو: (زيد-أنا عالم- كريم)
(**) ثالثها: الجملة التَّعليليَّة، وهي التي تقعُ تعليلاً لِما قبلَها، نحو: (أحسن إلى عمرو, إنه فقير).
(**) رابعها: الجملة الواقعة صِلةً للموصولِ، نحو: (جاء الذي فاز أخوه)
(**) خامسها: الجملة التّفسيريةُ، وهي التي تفسر ما قبلَها، نحو: (نظر الفقير إليك نظر استعطاف أي: أعطني طعاما)
(**) سادسها: الجملة الواقعة جوابًا للقسم، نحو: (أقسم بالله لأجتهدن).
(**) سابعها: الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم, كـ(لو – لولا – إذا)، نحو: (لو أهمل زيد عاقبته).
(**) ثامنها: الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب، نحو: (قام
محمد وجلس علي).
(**) وتنقسم –باعتبار الوصفية- إلى جملة صغرى وجملة كبرى.
(**) فالْكُبْرَى: هِيَ الجملة الاسمية الَّتِي خَبَرهَا جملَة نَحْو (زيد قَامَ أَبوهُ), وَ(زيد أَبوهُ قَائِم)
(**) وَالصُّغْرَى: هِيَ الجملة الْمخبر بهَا عن مُبْتَدَأ كالمثالين السابقين.
(**) وَقد تكون الْجُمْلَة صغرى وكبرى باعتبارين نَحْو: (زيد أَبوهُ غُلَامه
منطلق)
(**) فمجموع هَذَا الْكَلَام جملَة كبرى لَا غير,
(**) وَ(غُلَامه منطلق) صغرى لَا غير؛ لِأَنَّهَا خبر,
(**) وَ(أَبوهُ غُلَامه منطلق) كبرى بِاعْتِبَار (غُلَامه منطلق)
(**) وصغرى بِاعْتِبَار جملَة الْكَلَام.
(**) وقد تكون الجملة لا كبرى ولا صغرى لفقدها الشرطين السابقين, نحو: (قام زيد), و(محمد جالس).
(**) (تنبيه) هذا بحث يسير لأقسام الجملة, حاولت اختصاره وتقريبه قدر الإمكان, وإلا فحقه أن يكون أطول من هذا بكثير.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), لابن هشام (ص: 497)
(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) (1/ 155)
(**) وكتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب), للأزهري (ص: 31)
(**) وكتاب (شرح كتاب الحدود في النحو), للفاكهي (ص: 64)
(**) وكتاب (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), للسيوطي
(1/ 57)
(**) وكتاب (شرح الأزهرية), للأزهري (ص: 52)
(**) وكتاب (جامع الدروس العربية) لمصطفى الغلايينى (1/ 13)
(**) وكتاب (النحو الوافي) لعباس حسن (1/ 374)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 9 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
خطبة
اتق الله حيثما كنت
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مسجد الرحمة بمدينة ذمار
10 جمادى الأولى 1442
محاضرة
الحساب والجزاء
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في مدينة إب
11 جمادى الأولى 1442
سلسة الفوائد النحوية:
66- تعريف الجملة, وذكر أقسامها
(**) الجملة: (كل قول مُؤلف من مُسنَدٍ ومُسندٍ إليه), أفاد نحو: (قام محمد, ومحمد قائم) أم لم يفد نحو: (إن قام محمد).
(**) فهي والمركَّبُ الإسناديُّ شيءٌ واحدٌ.
(**) فإن أفادت سميت كلاما وجملة, وإن لم تفد سميت جملة ومركبا إسناديا.
(**) ثم إن الجملةُ تنقسم –باعتبارات مختلفة- إلى عدة أَقسامٍ:
(**) فتنقسم –باعتبار التسمية- إلى قسمين: جملة اسمية, وجملة فعلية.
(**) فالجملة الاسمية: (ما تركبت من مبتدأ وخبر, أو من مبتدأ ومرفوع سد مسد الخبر ),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (العلمُ نافعٌ)
(**) والثاني, كقولك: ( أقائمٌ زيدٌ, وما مضروبٌ بكرٌ)
(**) والجملة الفعليّةٌ: (ما تركبت من فعل وفاعل, أو من فعل ونائب فاعل),
(**) فالأول –وهو الأكثر- كقولك: (نجح علي, ويسافر عمرو, وتصدقْ يا إبراهيمُ)
(**) والثاني, كقولك: (ضُرب الخائنُ ويُكرم الأمينُ)
(**) وتنقسم –باعتبار الخبر والإنشاء- إلى جملة خبرية وجملة إنشائية.
(**) فالجملة الخبرية هي التي: (تحتمل الصِّدق والكذِب لذاتها) أي بدون النَّظر إلى قائلها، كقولك: (مات زيد), وجميع الأمثلة المتقدمة.
(**) فهذا الكلام, (أعني الإخبار بموت زيد) قد يكون صدقا وقد يكون كذبا.
(**) والجملة الإنشائية هي التي: (لا تحتمل الصدق والكذب), وتشمل كلا من:
(**) الأمر، كقولك: (استقم)
(**) والنهي، كقولك: (لا تكذب)
(**) والدعاء كقولك: (رب اغفر لي)
(**) والاستفهام، كقولك: (هل سافر أبوك)
(**) والتمني, كقولك: (ليتني طالب علم)
(**) والترجي, كقولك: (لعل الله يرحمني)
(**) والعرض، كقولك: (ألا تزورنا فنكرمك)
(**) والتحضيض, كقولك: (هلا استقمت)
(**) وجملة التعجب, كقولك: (ما أحسن العلم)
(**) وجملة المدح أو الذم ب(نعم وبئس), كقولك: (نعم الرجل محمد, وبئس الرجل زيد), ونحو ذلك.
(**) وتنقسم –باعتبار الإعراب وعدمه- إلى جملة لها محلٌّ من
الإعراب، وجُملة ليس لها محلَّ من الإعراب.
(**) فالجملة التي لها محلٌّ من الإعراب هي التي تحل محل المفرد؛ فتكون في محل رفع أو نصب أو جر أو جزم, كإعراب المفرد الذي حلت محله وهي سبع جمل,.
(**) أولها: الجملة الواقعة خبرا, ومحلُّها الرفعُ، إن كانت خبراً
لمبتدأ،أو لـ(إن) وأخواتها نحو(قام أبوه), من قولك: (زيد قام أبوه), و(إن زيدا قام أبوه)
(**) والنصبُ إن كانت خبراً عن فعلِ ناقصِ، نحو(قام أبوه), من قولك: (كان زيد قام أبوه)
ثانيها: الجملة الواقعة مفعولا به, ومحلُّها النصب، نحو(يقرأ), من قولك:
(ظننت زيدا يقرأ)
(**) ثالثها: الجملة الواقعة حالا, ومحلها النصبُ أيضاً، نحو(يضحك), من قولك: (جاء علي يضحك)
(**) رابها: الجملة الواقعة مضافا إليه, ومحلُّها الجرُّ، نحو(حضر
محمد), من قولك: (سافرت يوم حضر محمد)
(**) خامسها: الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم إن اقترنت بالفاءِ أَو بإذا الفجائية. ومحلها الجزمُ, نحو(أنت ناجح) , من قولك: (إن تذاكر فأنت
ناجح), وقولهِ تعالى:{وإن تصِبهم سيِّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا همْ يَقنَطون}.
(**) سادسها: الجملة الواقعة صفة, ومحلُّها بحسَبِ الموصوفِ، إمّا
الرفعُ، نحو(يضحك), من قولك: (جاء رجل يضحك),
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (رأيت رجلا يضحك),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (مررت برجل يضحك).
(**) سابعها: الجملة التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب. ومحلُّها
بحسب المتبوع. إمّا الرَّفعُ، نحو: (محمد يقرأ ويكتب) ,
(**) وإمّا النصبُ، نحو: (كان محمد يقرأ ويكتب),
(**) وإمّا الجرُّ، نحو: (نظرت إلى محمد يقرأ ويكتب).
(**) والجُملة الَّتي ليس لَها مَحَلَّ مِنَ الإعراب هي التي لم تحل محل المفرد, وهي ثمان جمل.
(**) أولها: الجُملة الابتدائيةُ، وهي التي يفتتح بها الكلام، نحو: (قام محمد), و(محمد قائم),
(**) ثانيها: الجملة الاعتراضية, وهي التي تعترض بين شيئين
متلازمين كالمبتدأ وخبره، نحو: (زيد-أنا عالم- كريم)
(**) ثالثها: الجملة التَّعليليَّة، وهي التي تقعُ تعليلاً لِما قبلَها، نحو: (أحسن إلى عمرو, إنه فقير).
(**) رابعها: الجملة الواقعة صِلةً للموصولِ، نحو: (جاء الذي فاز أخوه)
(**) خامسها: الجملة التّفسيريةُ، وهي التي تفسر ما قبلَها، نحو: (نظر الفقير إليك نظر استعطاف أي: أعطني طعاما)
(**) سادسها: الجملة الواقعة جوابًا للقسم، نحو: (أقسم بالله لأجتهدن).
(**) سابعها: الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم, كـ(لو – لولا – إذا)، نحو: (لو أهمل زيد عاقبته).
(**) ثامنها: الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب، نحو: (قام
محمد وجلس علي).
(**) وتنقسم –باعتبار الوصفية- إلى جملة صغرى وجملة كبرى.
(**) فالْكُبْرَى: هِيَ الجملة الاسمية الَّتِي خَبَرهَا جملَة نَحْو (زيد قَامَ أَبوهُ), وَ(زيد أَبوهُ قَائِم)
(**) وَالصُّغْرَى: هِيَ الجملة الْمخبر بهَا عن مُبْتَدَأ كالمثالين السابقين.
(**) وَقد تكون الْجُمْلَة صغرى وكبرى باعتبارين نَحْو: (زيد أَبوهُ غُلَامه
منطلق)
(**) فمجموع هَذَا الْكَلَام جملَة كبرى لَا غير,
(**) وَ(غُلَامه منطلق) صغرى لَا غير؛ لِأَنَّهَا خبر,
(**) وَ(أَبوهُ غُلَامه منطلق) كبرى بِاعْتِبَار (غُلَامه منطلق)
(**) وصغرى بِاعْتِبَار جملَة الْكَلَام.
(**) وقد تكون الجملة لا كبرى ولا صغرى لفقدها الشرطين السابقين, نحو: (قام زيد), و(محمد جالس).
(**) (تنبيه) هذا بحث يسير لأقسام الجملة, حاولت اختصاره وتقريبه قدر الإمكان, وإلا فحقه أن يكون أطول من هذا بكثير.
(**) من المراجع:
(**) كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), لابن هشام (ص: 497)
(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) (1/ 155)
(**) وكتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب), للأزهري (ص: 31)
(**) وكتاب (شرح كتاب الحدود في النحو), للفاكهي (ص: 64)
(**) وكتاب (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), للسيوطي
(1/ 57)
(**) وكتاب (شرح الأزهرية), للأزهري (ص: 52)
(**) وكتاب (جامع الدروس العربية) لمصطفى الغلايينى (1/ 13)
(**) وكتاب (النحو الوافي) لعباس حسن (1/ 374)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 9 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
65- شرح المقدمة النحوية المسماة بـ”المبادئ العشرة”
(**) اعلم –وفقني الله وإياك لكل خير- أنه ينبغي لكل شارع في علم من العلوم أن يتصوره, ويعرفه قبل الشروع فيه؛ ليكون على بصيرة فيه, وغلا تخبط تخبطا كثيرا ولم يحصل على كبير فائدة.
(**) ويحصل هذا التصور بمعرفة عشرة أمور تسمى: بـ(المبادئ العشرة), وهي: معرفة اسمه وتعريفه وموضوعه وثمرته وفضله ونسبته وواضعه واسمداده وحكمه ومسائله.
(**) وقد نظمها العلامة أبو العرفان محمد بن علي الصبان المصري المتوفى سنة: ( 1206), فقال:
إِنَّ مَبادِئ كُلِّ فَنٍّ عَشَرَه * الحَدُّ وَالموضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَه
وَنِسْبَةٌ وَفَضْلُهُ وَالوَاضِعْ * وَالاِسْمُ الِاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
مَسَائِلٌ والبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى * وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَا
(**) (أولا): اسمه:
(**) اسم هذا الفن: علم النحو, ويسميه بعض العلماء: علم العربية.
(**) وسبب تسميته (نحوا): ما روي أن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه – لما أشار على أبي الأسود الدؤلي أن يضع علم النحو علِّمه الاسم والفعل والحرف وشيئاً من الإِعراب، وقال له: انح هذا النحو يا أبا الأسود؛ فسمي بذلك تبركا وتيمنا بلفظ الواضع.
انتهى من الفواكه الجنية (ص: 13)
(**) (ثانيا): تعريفه لغة واصطلاحا:
(**) النحو لغة: يطلق على معان كثيرة, تصل إلى نحو سبعة عشر معنى’ أشهرها ستة معان, وهي: القصد والمثل الجهةٌ والمقدارُ والقِسم
والبعض.
(**) وَأشهر هذه الستة هو المعنى الأول, وهو الْمُنَاسِب للمعنى
الاصطلاحي؛ إِذْ الْقَصْد: بِهِ إبانة الْمعَانِي الْمُخْتَلفَة.
(**) فأول هذه المعاني: القصد, كقولك: (نحوت بيت خالد), أي: قصدته.
(**) ثانيها: المثل, كقولك: (محمد نحو القمر), أي: مثل القمر.
(**) ثالثها: المقدار, كقولك: ( زارني نحو ألف), أي: مقدار ألف.
(**) رابعها: الناحية, كقولك: ( علي في نحو الدار), أي: في ناحية الدار
(**) خامسها: النوع, كقولك: ( العجوة نحو من التمر), أي: نوع منه.
(**) سادسها: البعض, كقولك: (أَكلْتُ نحو السمكة), أي: بعضها.
(**) سابعها: الحرف, بمعنى (الطرف)-بفتح الراء-, كقولك: ( وقفت على نحو بئر), أي: على طرفها.
(**) وقد نظم هذه السبعة المعاني الإمام الداودي, فقال:
لِلنَّحْوِ سَبْعُ مَعَانٍ قَدْ أَتَتْ لُغَةً جمَعْتُها ضِمْنَ بَيْتٍ مُفْرَدٍ كَمُلا
قَصْدٌ وَمِثْلٌ ومِقْدَارٌ وَنَاحِيَةٌ نَوْعٌ وبَعْضٌ وَحَرْفٌ فَاحْفَظِ المثَلا
(**) ثامنها: الجهة, كقولك: (سرت نحو زيد), أي: جهته.
(**) تاسعها: القسم, -بكسر القاف-, كقولك: (الاسم نحو من الكلمة), أي: قسم منها.
(**) عاشرها: القرب, كقولك: (بيتي نحو البيت الحرام), أي: قربه,(قريبا منه).
(**) حادي عشرها: جانب, كقولك: (صليت نحو الكعبة), أي: جانبها.
(**) ثاني عشرها: عند, كقولك: (جلست نحو العالم متأدبا), أي: عند العالم.
(**) ثالث عشرها: دون, كقولك: (محمد نحو بكر), أي: دونه في القدر.
(**) رابع عشرها: البيان, كقولك: (نحوت المسألة), أي: بينتها.
(**) خامس عشرها: التوجه, كقولك: (نحوت وجهي إليك), أي: وجتهه.
(**) سادس عشرها: اسم قبيلة, كقولك: (بنو نحو قبيلة من العرب), وهم بطن من الأزد.
(**) سابع عشرها: الإمالة, كقولك: (نحوت بصري) إذا أملته, وكذلك نحيته بمعنى أملته.
(**) وقد نظم بعضهم أكثر هذه المعاني, فقال:
قَصدٌ ومَثلٌ جهَةٌ مقدَارُ * * * قسمٌ وبَعضٌ قَالَه الأَخيَارُ
والنوعُ والقربُ وجانبٌ كذا * * * وعندَ دونَ والبيانَ فَخذَا
فَتَوجيهٌ وَاسمُ قَبيلَة أَتَى * * * جملتُهَا عَن العرب قَد ثَبَتَا
(**) واصطلاحا:
(**) هو علم بأصول مُسْتَنْبطةٍ من كلام العرب يعرف بها
أحوال أواخر الكلم حال تركيبها إعرابًا وبناءًا.
(**) (ثالثا) موضوعه:
(**) موضوع علم النحو: الكلمات العربية حيث يبحث عن حال آخرها من جهة الإعراب والبناء.
(**) (رابعا): ثمرته:
(**) ثمرة علم النحو هي: صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي، وفهم الكتاب والسنة النبوية ومخاطبة العرب بعضهم بعضا فهما صحيحا.
(**) (خامسا):نسبته:
(**) علم النحو من علوم اللغة العربية التي هي اثنا عشر علما,
(**) وهي مجموعة في قول بعضهم:
نحو وصرف عروض ثم قافية * * * وبعدها لغة قرض وإنشاء
خط بيانٌ معانٍ مع محاضرة * * * والاشتقاق لها الآداب أسماء
(**) وعلم النحو أشرف هذه العلوم.
(**) قال الأهدل في كتابه: (الكواكب الدرية, ص: 25):
(**) وهو أشرف العلوم؛ إذ به تدرك جميعا, ومن ثم قال السيوطي: إن العلوم كلها مفتقرة إليه. اهـ
(**) (سادسا):فضله:
(**) هو من أشرف العلوم وأنفعها وأرفعها؛ إذ به يصان اللسان ويعين على الفهم الصحيح للكتاب والسنة النبوية وكلام العرب.
(**) (سابعا) واضعه:
(**) المشهور أن أول واضع لعلم النحو أبو الأسود الدؤلي بأمر من أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه.
(**) قال الأزهري في شرح التصريح على التوضيح أو التصريح
بمضمون التوضيح في النحو (1/ 5):
(**) ( … وقد تضافرت الروايات على أن أول من وضع النحو أبو الأسود، وأنه أخذه أولا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، … ). اهـ المراد
(**) وأبو الأسود اختلف في اسمه اختلافا كثيرا, فقيل: ظالم بن عمرو, وقيل غير ذلك.
(**) وسبب وضعه: أنه لما فشا اللحن في الكلام العربي بسبب اختلاط العرب بالعجم في الأسواق والنكاح وغير ذلك وضع أمير المؤمنين بعض أبواب النحو كالاسم والفعل والحرف وشيء من الإِعراب، ثم قال لأبي الأسود قال له: انح على هذا النحو, ومنه سمي علم النحو كما تقدم.
(**) (ثامنا) استمداده:
(**) علم النحو مستمد, أي: مأخوذ من القرآن والسنة وكلام العرب الموثوق به نثرا وشعرا.
(**) (تاسعا):حكم تعلمه:
(**) تعلم النحو فرض من فروض الكفاية التي إذا قام به البعض الكافي سقط عن الباقي, وقد يتعين على بعض دون بعض, كمن أراد تفسير القران مثلا.
(**) قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم), (1/ 527):
(**) فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
(**) ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية. انتهى المراد
(**) (عاشرا) مسائله:
(**) وهي مباحثه وقواعده المذكورة في أبوابه, كقولهم: (الفاعل مرفوع, والمفعول منصوب, والمضاف إليه مخفوض), وغير ذلك.
(**) من المراجع:
(**) شروحات الألفية وحواشيها عند قول ابن مالك في بداية ألفيته:
(… مقاصد النحو بها محوية)
(**) وكتاب (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), للسوطي(1/ 59)
(**) وكتاب (الفتوحات القيومية في حل وفك معاني ومباني متن الآجرومية) للعلامة محمد أمين الهرري الأثيوبي رحمه الله (ص: 3)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 2 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
64- معنى (هلم جرا), وإعرابها
(**) قال الحافظ ابن حجر في كتابه (النكت على كتاب ابن الصلاح), (1/ 503):
(**) قوله (ص) : “وهلم جرا”.
(**) قرأت بخط أبي يعقوب النجيرمي: أن أصله مأخوذ من: سوق الإبل (يعني سيروا على هينتكم لا تجهدوا أنفسكم) أخذا من الجر في السوق وهو أن تترك الإبل ترعى في السير.
(**) وأما إعرابها فقال ابن الأنباري: في نصبه ثلاثة أوجه:
(**) الأول: هو مصدر في موضع الحال أي هلم جارين أي متأنين كقولهم: جاء عبد الله مشيا وأقبل ركضا.
(**) والثاني: هو مصدر على بابه لأن هلم جرا [بمعنى] جروا جرا.
(**) والثالث: أنه منصوب على التمييز.
(**) قال: ويقال للرجل: (هلم جرا), وللرجلين (هلما جرا), وللجمع (هلموا جر).
(**) والاختيار الإفراد في الجميع؛ لأن هلم ليست فعلا تتصرف، وبه جاء القرآن في قوله تبارك وتعالى: {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}. اهـ
(**) من المراجع:
(**) الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 371)
لأبي بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، الأنباري
(المتوفى: 328هـ)
(**) المحيط في اللغة (2/ 78)
لأبي القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس، الطالقاني، المشهور بالصاحب بن عباد (المتوفى: 385هـ)
(**) أمالي المرزوقي (ص: 14)
لأبي على أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني (المتوفى: 421هـ)
(**) المسائل السفرية (ص: 33)
لأبي محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ابن يوسف، جمال
الدين، ابن هشام (المتوفى: 761هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 28 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسلة الفوائد اليومية:
226- ذكر أعمام النبي صلى الله وعلى آله وسلم, وانقسامهم في مناصرته ومعاداته إلى ثلاثة أقسام
(**) قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد), (1/ 101)
(**) فَصْلٌ فِي أَعْمَامِهِ وَعَمَّاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(**) فَمِنْهُمْ: أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، والعباس، وأبو طالب واسمه عبد مناف، وأبو لهب واسمه: عبد العزى، والزبير، وعبد الكعبة، والمقوم، وضرار، وقثم، والمغيرة ولقبه حجل، والغيداق واسمه مصعب، وَقِيلَ: نوفل، وَزَادَ بَعْضُهُمُ: العوام.
وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ إِلَّا حمزة، والعباس.
(**) وَأَمَّا عَمَّاتُهُ، فصفية أُمُّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وعاتكة، وبرة، وأروى، وأميمة، وأم حكيم البيضاء.
(**) أَسْلَمَ مِنْهُنَّ صفية، وَاخْتُلِفَ فِي إِسْلَامِ عاتكة وأروى، وَصَحَّحَ بَعْضُهُمْ إِسْلَامَ أروى.
(**) وَأَسَنُّ أَعْمَامِهِ الحارث، وَأَصْغَرُهُمْ سِنًّا: العباس، وَعَقَبَ مِنْهُ حَتَّى مَلَأَ أَوْلَادُهُ الْأَرْضَ.
وَقِيلَ: أُحْصُوا فِي زَمَنِ الْمَأْمُونِ فَبَلَغُوا سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ، وَفِي ذَلِكَ بُعْدٌ لَا يَخْفَى،
وَكَذَلِكَ أَعْقَبَ أبو طالب وَأَكْثَرَ، والحارث، وأبو لهب، وَجَعَلَ بَعْضُهُمُ الحارث والمقوم وَاحِدًا، وَبَعْضُهُمُ الغيداق وحجلا وَاحِدًا. اهـ
(**) وفي (تفسير العثيمين: جزء عم), (ص: 344)
(**) وأعمام الرسول عليه الصلاة والسلام انقسموا في معاملته
ومعاملة ربه عز وجل إلى ثلاثة أقسام:
(**) قسم آمن به وجاهد معه، وأسلم لله رب العالمين.
(**) وقسم ساند وساعد، لكنه باق على الكفر.
(**) وقسم عاند وعارض، وهو كافر.
(*) فأما الأول: فالعباس بن عبد المطلب، وحمزة بن عبد المطلب. (*) والثاني: أفضل من الأول؛ لأن الثاني من أفضل الشهداء عند الله عز وجل، ووصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه أسد الله،
(**) أما الذي ساند وساعد مع بقائه على الكفر فهو أبو طالب، فأبو طالب قام مع النبي صلى الله عليه وسلّم خير قيام في الدفاع عنه ومساندته ولكنه ـ والعياذ بالله ـ قد سبقت له كلمة العذاب، لم يُسلم حتى في آخر حياته في آخر لحظة من الدنيا عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلّم أن يسلم لكنه أبى, بل ومات على قوله: إنه على ملة عبد المطلب، فشفع له النبي عليه الصلاة والسلام حتى كان في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه.
(**) أما الثالث: الذي عاند وعارض فهو أبو لهب.
(*) أنزل الله فيه سورة كاملة تُتلى في الصلوات فرضها ونفلها، في السر والعلن، يُثاب المرء على تلاوتها، على كل حرف عشر حسنات. (*) يقول الله عز وجل: {تبت يدا أبي لهب وتب} وهذا رد على أبي لهب حين جمعهم النبي صلى الله عليه وسلّم ليدعوهم إلى الله فبشر وأنذر، قال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟،
(**) قوله: «ألهذا جمعتنا» إشارة للتحقير، يعني هذا أمر حقير لا يحتاج أن يُجمع له زعماء قريش.
(**) وهذا كقوله: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} [الآنبياء: 36].
والمعنى تحقيره، فليس بشيء ولا يهتم به كما قالوا: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} [الزخرف: 31]. اهـ
(**) فائدة:
(**) في (فتح الباري), لابن حجر (7/ 196)
(**) تَكْمِلَةٌ:
(**) مِنْ عَجَائِبِ الِاتِّفَاقِ أَنَّ الَّذِينَ أَدْرَكَهُمُ الْإِسْلَامُ مِنْ أَعْمَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ لَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَأَسْلَمَ اثْنَانِ.
(**) وَكَانَ اسْمُ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ يُنَافِي أَسَامِيَ الْمُسْلِمَيْنِ وَهُمَا أَبُو طَالِبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ وَأَبُو لَهَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى, بِخِلَافِ مَنْ اسْلَمْ وهما حَمْزَة وَالْعَبَّاس. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 7 / 6 / 1442 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
محاضرة
الوقت أغلى من الذهب إن اغتنمته وإلا ذهب
للشيخ الفاضل
أحمد بن ثابت الوصابي
حفظه الله تعالى
ألقاها في دار الحديث بمسجد السلف الصالح بذمار
القائم عليها فضيلة الشيخ عثمان بن عبد الله السالمي
حفظه الله تعالى
9 جمادى الأولى 1442
سلسلة الفوائد اليومية:
220- تعريف الحديث القدسي, والفرق بينه وبين القرآن الكريم
(**) قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه (القول المفيد على كتاب التوحيد), (1/ 80):
والحديث القدسي: ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، وقد أدخله المحدثون في الأحاديث النبوية، لأنه منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تبليغا، وليس من القرآن بالإجماع، وإن كان كل واحد منهما قد بلغه النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن الله- عز وجل-.
(**) وقد اختلف العلماء رحمهم الله في لفظ الحديث القدسي هل هو كلام الله تعالى، أو أن الله تعالى أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم معناه واللفظ لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قولين:
1- القول الأول: أن الحديث القدسي من عند الله لفظه ومعناه; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله تعالى، ومن المعلوم أن الأصل في القول المضاف أن يكون بلفظ قائله لا ناقله، لا سيما والنبي صلى الله عليه وسلم أقوى الناس أمانة وأوثقهم رواية.
2- القول الثاني: أن الحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لوجهين:
أ- الوجه الأول: لو كان الحديث القدسي من عند الله لفظا ومعنى، لكان أعلى سندا من القرآن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى بدون واسطة، كما هو ظاهر السياق، أما القرآن، فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل، كما قال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} [النحل: 102].
وقال: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 193- 195].
ب- الوجه الثاني: أنه لو كان لفظ الحديث القدسي من عند الله، لم يكن بينه وبين القرآن فرق، لأن كليهما على هذا التقدير كلام الله تعالى، والحكمة تقتضي تساويهما في الحكم حين اتفقا في الأصل،
(**) ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسي فروقاً كثيرة:
* (منها): أن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، بمعنى أن الإنسان لا يتعبد لله تعالى بمجرد قراءته، فلا يثاب على كل حرف منه عشر حسنات، والقرآن يتعبد بتلاوته بكل حرف منه عشر حسنات.
* و(منها): أن الله تعالى تحدى أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه، ولم يرد مثل ذلك في الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن محفوظ من عند الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 1 [الحجر: 9]
والأحاديث القدسية بخلاف ذلك، ففيها الصحيح والحسن، بل أضيف إليها ما كان ضعيفا أو موضوعا، وهذا وإن لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص.
* و(منها): أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين،
وأما الأحاديث القدسية فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى والأكثرون على جوازه.
* و(منها): أن القرآن تشرع قراءته في الصلاة ومنه ما لا تصح الصلاة بدون قراءته، بخلاف الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن لا يمسه إلا طاهر على الأصح، بخلاف الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل على القول الراجح، بخلاف الأحاديث القدسية.
* و(منها): أن القرآن ثبت بالتواتر القطعي المفيد للعلم اليقيني، فلو أنكر منه حرفا أجمع القراء عليه، لكان كافرا، بخلاف الأحاديث القدسية فإنه لو أنكر شيئا منها مدعيا أنه لم يثبت، لم يكفر، أما لو أنكره مع علما أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، لكان كافرا لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم.
* وأجاب هؤلاء عن كون النبي صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله، والأصل في القول المضاف أن يكون لفظ قائله بالتسليم أن هذا هو الأصل، لكن قد يضاف إلى قائله معنى لا لفظا، كما في القرآن الكريم، فإن الله تعالى يضيف أقوالا إلى قائليها، ونحن نعلم أنها أضيفت معنى لا لفظا، كما في “قصص الأنبياء” وغيرهم، وكلام الهدهد والنملة; فإنه بغير هذا اللفظ قطعا.
(**) وبهذا يتبين رجحان هذا القول.
(**) وليس الخلاف في هذا كالخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة في كلام الله تعالى، لأن الخلاف بين هؤلاء في أصل كلام الله تعالى:
(**) فأهل السنة يقولون: كلام الله تعالى كلام حقيقي مسموع يتكلم سبحانه بصوت وحرف،
(**) والأشاعرة لا يثبتون ذلك، وإنما يقولون: كلام الله تعالى هو المعنى القائم بنفسه، وليس بحرف وصوت، ولكن الله تعالى يخلق صوتا يعبر به عن المعنى القائم بنفسه،
(**) ولا شك في بطلان قولهم، وهو في الحقيقة قول المعتزلة، لأن المعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، وهو كلام الله، وهؤلاء يقولون: القرآن مخلوق، وهو عبارة عن كلام الله،
(**) فقد اتفق الجميع على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق.
(**) ثم لو قيل في مسألتنا- الكلام في الحديث القدسي-: إن الأولى ترك الخوض في هذا، خوفا من أن يكون من التنطع الهالك فاعله، والاقتصار على القول بأن الحديث القدسي ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وكفى، لكان ذلك كافيا، ولعله أسلم والله أعلم. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 19 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
63- ذكر بعض الأحكام التي يكتسبها المضاف من المضاف إليه
قد يكتسب المضاف بعض الأحكام التي ليست له بسبب إضافته إلى غيره, نذكر بعضا منها:
1- الأول: التعريف, إن كان المضاف إليه معرفة, نحو: ( نجح غلام زيد).
2- الثاني: التخصيص, إن كان المضاف إليه نكرة, نحو: ( مسحت على رأس يتيم).
2- الثالث: التخفيف, إن كان المضاف اسم فاعل مضافا إلى معموله، نحو:
(جاء ضارب عمرو)؛ فإن الإضافة في مثل هذا أحسن من التنوين في قولك: (جاء ضاربٌ عمرًا)؛ لأنها أخف.
وقد جاء بالوجهين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}.
ومثل اسم فاعل في ذلك : اسم المفعول والصفة المشبة.
4- الرابع: التذكير والتأنيث, فقد يكتسب المضاف المذكر من المؤنث المضاف إليه التأنيث والعكس, بشرطين:
1- أحدهما: أن يكون المضاف جزءًا من المضاف إليه أو مثل جزئه.
2- الثاني: أن يكون المضاف صالحًا للحذف وإقامة المضاف إليه مقامه مع بقاء المعنى.
مثاله قولك: (قُطعتْ بعضُ أصابعه) فكلمة (بعض) المضاف مذكّرة، وكلمة (أصابع) المضاف إليه مؤنثة، فاكتسب (بعض) التأنيث من (أصابع) بدليل لحوق تاء التأنيث بآخر الفعل (قُطعتْ).
وصح ذلك لاجتماع الشرطين؛ فإن المضاف الذي هو (بعض) جزءٌ من المضاف إليه الذي هو (الأصابع)، ويجوز حذف (بعض) وقيام (الأصابع) مقامه مع صحة الجملة، فتقول: (قُطعتْ أصابعُهُ).
ومثال العكس – وهو تذكير المضاف المؤنث بسبب إضافته إلى المضاف إليه المذكر- قولهم: (مضغة اللسانِ جالبٌ للبلاء، ودافعٌ للنقم)، فذكّر (المضغة) لتذكير المضاف إليه وهو (اللسان) لتوفر الشرطين, فيصح أن تقول: (اللسانِ جالبٌ للبلاء، ودافعٌ للنقم).
5- الخامس: رفع القبح, إن كان المضاف صفة مشبهة مضافا إلى معموله، نحو: (مررت بالرجل الحسن الوجه)؛ فإن في رفع (الوجه) قبح خلو الصفة عن ضمير الموصوف، وفي نصبه -تشبيهاً بالمفعول به- قبح إجراء وصف القاصر مجرى المتعدي, وفي الجر تخلص منهما.
6- السادس: الظرفية؛ بشرط أن يكون المضاف دالا على كلية أو جزيئة؛ كلفظ “كل” و”بعض”، والمضاف إليه ظرفا؛ مثل قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}.
7- السابع: المصدرية, إذا كان المضاف إليه مصدرا والمضاف ليس بمصدر, كقوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِين ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} فكلمة “أي” مفعول مطلق منصوب بقوله “ينقلبون”.
8- الثامن: وجوب الصدارة؛ إذا كان المضاف إليه لفظا من الألفاظ التي تجب لها الصدارة في أول الكلام, كأسماء الاستفهام ونحوها؛ فإن وجوب الصدارة ينتقل إلى المضاف الذي ليس من ألفاظ الصدارة, نحو: (غلامَ مَنْ أكرمْتَ؟) فـ(غلامَ) مفعول به مقدما وجوبا لكونه مضافا إلى (من) الاستفهامية التي يجب لها الصدارة.
9- التاسع: الجمع, كقوله:
فما حُبُّ الدِّيارِ شَغَفْنَ قَلْبي ∴ ولكن حُبُّ مَنْ سكنَ الدِّيارَا
فـ(حُبُّ) اكتسب الجمع من إضافته إلى الجمع وهو (الديار)؛ ولهذا أعاد الضمير عليه جمعا في قوله: (شَغَفْنَ)
10- العاشر: البناء بسبب الإضافة إلى مبني, نحو: (فرحت بيومَ انتصرَ المسلمون) بفتح ( يوم) على البناء لأضافته إلى الجملة المصدرة بمبني وهو الفعل الماضي, ويجوز جره على الإعراب, والبناء أحسن.
وقد رُوِي قول الشاعر [من الطويل]:
على حينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبا ∴ وقلتُ: أَلمَّا أَصْحُ والشَّيْبُ وازعُ
بالوجهين في كلمة (حِينَ) بالكسر على الإعراب, والفتح على البناء -وهو الأحسن-.
(**) من المراجع:
1- كتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل), (2/ 37).
2- وكتاب (ضياء السالك إلى أوضح المسالك), لعبد العزيز النجار (2/ 324).
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 18 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
62- ذِكْرُ الْأُمُوْرِ الَّتِيْ تُعْرَفُ بِهَا عُجْمَةُ الْكَلِمَةِ
المُرَاد بالعجمة: كل مَا نقل إِلَى اللِّسَان الْعَرَبِيّ من لِسَان غَيرهَا سَوَاء كَانَ من لُغَة الْفرس, أَو الرّوم, أم الْحَبَشَة, أم الْهِنْد, أم البربر, أم الإفرنج أم غير ذَلِك.
وتعرف عجمة الِاسْم بِوُجُوه ذكرها أئمة اللغة:
1- أحدها: النقل: بأن ينقل ذلك أحد أئمة العربية كإيراد سيبويه في (الكتاب) في باب الأسماء الأعجمية بعض هذه الأسماء:
كاللجام، والديباج، واليرنج، والنيروز، والزنجبيل، والياسمين، وبعض الأعلام كإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وهرمز، وفيروز، وقارون، وفرعون.
2- والثاني: خروجه عن أوزان الأسماء العربية نحو: (إبريسم)، فإن مثل هذا الوزن، وهو “إفعيلَلْ” مفقود في أبنية الأسماء في اللسان العربي. و(الإبريسم): هو أحسن الحرير.
3- والثالث: أن يكون في أوله نون ثم راء نحو: (نرجس)، أو آخره زاي بعد دال نحو: (مهندز)، فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية.
ولما لم يوجد مثل هذا التَّتابُع في لِسانِ العَربِ قلَبوا الزَّايَ سيناً فقالُوا: (مُهَنْدِس).
و(النرجس): – بالكسر- اسم لنوع من الرياحين.
و(المهندز): الذي يقدر مجاري القني والأبنية.
4- والرابع: أن يجتَمِعَ فيه من الحُروفِ ما لا يجتمِعُ في كلامِ العَرَبِ مثْلُ:
(أ) اجتماعِ الجِيم والصَّادِ في نحو: (صَوْلَجان)، وهو المحجن أي: العصا المعوجَّة،
و(الجص) وهو -بفتح الجيم وكسرها-: ما يُبنى، أو يُطلى به البيت.
(ب) أو الجِيمِ والقافِ في نحوِ: (مَنْجَنِيق)، وهو آلة لرمي العدو بحجارة
كبيرة، وقد اختلف العلماء في ميمه بين الأصالة والزيادة، وهي عند سيبويه من نفس الكلمة.
(ج) أَو الكافِ والجِيمِ في نحوِ: (سُكُرُّجَةٍ), وهي – بِضَمِّ السِّينِ وَالْكَافِ وَالرَّاءِ الثَّقِيلَةِ بَعْدَهَا جِيمٌ مَفْتُوحَةٌ- إِنَاءٌ صَغِيرٌ يُؤْكَلُ فِيهِ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنَ الْأُدْمِ, وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ.
وفي صحيح البخاري (7/ 70):
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى (سُكْرُجَةٍ) قَطُّ، وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلاَ أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ». قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلاَمَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: «عَلَى السُّفَرِ».
5- والخامس: أَن يكون عَارِيا من حُرُوف الذلاقة وَهُوَ رباعي أَو خماسي.
وحروف الذلاقة: سِتَّة, وهي الميم والرّاء والباء الموحّدة والنون والفاء واللام- يجمعها قَوْلك: (مر بنفل).
وهذه الحروف أخفّ الحروف، ولا ينفكّ رباعي أو خماسي متى كان عربيًّا من حرف منها إلا شاذًّا كـ(العسجد)، وهو الذهب، وهو أيضًا: الجوهر كله كالدُّرّ والياقوت، ويقال كذلك: (بعير عسجد) إذا كان ضخمًا، وذلك لأن الرباعي والخماسي ثقيلان فلم يخليا من حرف سهل خفيف على اللسان.
(**) وقد نظم السيوطي بعض هذه الضوابط بقوله:
وتعرف العجمة بالنقل وأن ∴ يخرج عن وزن به الاسم اتزن
وإن تلا في الابتدا النون را ∴ والدال زاي أو رباعي عرا
عن الذلاقة وماذا تبعا ∴ والصاد أو قاف وجيم جمعا
(**) فائدة:
(**) قد صنّف أبو منصور الجواليقي في الأسماء الأعجمية المعربة كتابا حسنا سماه: «المعرّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم»
(**) من المراجع:
(**) كتاب (تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد), (8/ 4001)
لمحمد بن يوسف المعروف بناظر الجيش (المتوفى: 778 هـ)
(**) وكتاب (همع الهوامع), للسيوطي (1/ 119)
(**) وكتاب (الاقتراح في أصول النحو), للسيوطي (ص: 36)
(**) وكتاب (لسان العرب), لابن منظور (6/ 230)
(**) وكتاب (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري (2/ 334)
(**) وكتاب (حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك) (3/ 378)
(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) (3/ 34)
(**) وكتاب (النحو إلى أصول النحو), (ص: 3) لعبد الله بن سليمان العُتَيِّق
(**) وكتاب (أصول النحو 1 – جامعة المدينة) (ص: 60)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 17 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
61- ذكر بعض الأبيات التي قيل فيها: إنها أحسن شيء في بابها
(**) الحكم على بيت من الأبيات أنه (أحسن بيت, أو أعدله, أو أغزله) أو نحو ذلك فيه صعوبة شديدة؛ إذ أن الحكم بهذا يحتاج إلى إحاطة بكلام العرب وتمكن في فن الشعر علما وذوقا.
(**) ولهذا لما سئل بشَّار بن برد: أي بيت قَالته العرب أشعر؟ قَال إن تفضيل بيتٍ واحدٍ على الشعر كله لشديد، ولكن أحسنَ كلَّ الإحسان لبيدٌ في قوله:
*أكْذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثَتَهَا ∴ إنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِى بِالأَمَلِ.*
(**) أي: لا تُحَدِّثْ نفسَكَ بأنك لا تظفر، فإن ذلك يُثْبِّطُك.
(**) وأنا ذاكر لك بعضا مما قيل فيه ذلك.
*(1) [أَصْدَقُ بيت قالته العرب] قول لَبِيدٍ،-رضي الله عنه-*
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: [البحر الطويل] أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ … “.
متفق عليه, وهذا لفظ مسلم .
*(2) [أرثى قالته العرب] قول عبدة بن الطيب*
(**) رثى عبدة بن الطيب قيس بن عاصم التميمي بقصيدة يقول فيها:
*وما كان قيس هلكه هلك واحد ∴ ولكنه بنيان قوم تهدما*
(**) قال أبو عمرو بن العلاء: هذا أرثى بيت قالته العرب.
*(3-4-5) [أهجى بيت, وأمدح بيت, وأرق بيت, قالته العرب]*
(**) روى الكلبي أن رجلًا من بني عذرة دخل على عبد الملك بن مروان يمدحه، وعنده جرير والفرزدق والأخطل فلم يعرفهم الأعرابي،
(**) فقال له عبد الملك: هل تعرف أهجى بيت في الإسلام؟، قال: نعم، قول جرير:
*فَغُضِّ الطَّرفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ∴ فَلا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلا كِلابًا*
فقال: أحسنت،
(**) فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟ قال: نعم قول جرير:
*أَلَسْتُمْ خَيرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا ∴ وَأَنْدَى الْعَالمِينَ بُطُونَ رَاحِ*
فقال: أصبت وأحسنت،
(**) فهل تعرف أرق بيت قالته العرب في الإسلام؟ قال: نعم قول جرير:
*إِنَّ العُيُونَ التي في طَرْفِهَا حَوَرٌ ∴ قَتَلْنَنَا ثُمَّ لم يُحْيِينَ قَتْلانا*
*يصرعنَ ذا اللبِّ حتى لا حراكَ لهُ ∴ وهُنَّ أضعفُ خلقِ الله إنْسانَا*
فقال: أحسنت،
(**) فهل تعرف جريرًا؟ قال: لا والله، وإني لرؤيته مشتاق،
فقال: هذا جرير، وهذا الفرزدق، وهذا الأخطل،
(**) فأنشأ الأعرابي يقول:
*فحيَا الإله أبَا حَزْرَة ∴ و أرْغَمَ أنفك يا أخْطلُ.*
*و جد الفَرَزْدَقِ أتْعِسْ بِهِ ∴ و دق خياشيمَه الجَنْدَلُ.*
(**) وأبو حزرة: كنية جرير.
(**) فأنشد الفرزدق:
*يا أرغم الله أنفًا أنت حامله ∴ يا ذا الخنا ومقال الزور والخَطل*
*ما أنْتَ بِالحَكَم التُّرْضَى حُكُومَتُهُ ∴ ولا الأَصِيلِ ولا ذِي الرَّأيِ والجَدَلِ*
(**) ثم أنشد الأخطل:
*يا شَرَّ مَنْ حَمَلَتْ سَاقٌ عَلَى قَدَمٍ ∴ مَا مثلُ قَولكَ في الأقْوامِ يُحْتَمَلُ*
*إنَّ الحكُومَةَ لَيسَتْ فيِ أبِيكَ ولا ∴ فيِ مَعْشَرٍ أنتَ مِنهم إنَّهُمْ سُفُلُ*
(**) فقام جرير مغضبًا وهو يقول:
*شَتَمْتُمَا قَائِلًا بالحق مُهْتديًا ∴ عِنْدَ الخليفةِ والأقوالُ تَنْتضِلُ*
*أتشتمان شَفاهًا خَيْرَكُمْ حَسَبًا ∴ ففيكما الأوهيان الزورُ والخطل*
*شَتَمْتماهُ على رَفْعي وَوَضْعِكُما ∴ لا زِلْتُمَا في سِفَال أيُّها السُّفُلُ*
(**) ثم وثب فقبَّل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة عشر ألفًا،
(**) فقال عبد الملك: وله مثلها من مالي، فقبض ذلك كله.
(**) وفي كتاب (لسان العرب), لابن منظور (1/ 416)
(**) (ردب): الإِرْدَبُّ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ لأَهلِ مِصْر؛ قِيلَ: يَضُمُّ أَربعةً وَعِشْرِينَ صَاعًا؛ قَالَ الأَخطل:
*قَوْمٌ، إِذا اسْتَنْبَحَ الأَضْيافُ كَلْبَهُمُ ∴ قَالُوا لأُمِّهِم: بُولي عَلَى النَّارِ*
*والخُبزُ كالعَنْبرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ ∴ والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِينارِ*
(**) قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: البَيْتُ الأَوَّل مِنْ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ أَهْجَى بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ، لأَنه جَمَع ضُرُوباً مِنَ الهِجاءِ،
(**) لأَنه نَسَبَهم إِلى البُخْل، لِكَوْنِهِمْ يُطْفِئُون نارَهم مَخافةَ الضِّيفان،
(**) وكونِهم يَبْخَلُون بالماءِ فيُعَوِّضُونَ عَنْهُ البولَ،
(**) وكونِهم يَبْخَلُون بالحَطَبِ فنارُهُمْ ضَعِيفَةٌ يُطْفِئُها بَوْلَة،
(**) وكونِ تلكَ البَوْلَة بَوْلَة عَجُوزٍ، وَهِيَ أَقلُّ مِن بَوْلَةِ الشَّابَّةِ؛
(**) ووصَفَهم بامْتِهانِ أُمِّهم، وَذَلِكَ لِلُؤْمِهِم،
(**) وأَنهم لَا خَدَم لَهم. اهـ
*(6) [أفخر بيت قالته العرب] قول كعب بن مالك الأنصاري،-رضي الله عنه-:*
*وببئرِ بدرٍ إذ يردُ وجوهَكم ∴ جبريلُ تحتَ لوَائِنَا ومُحَمَّدُ*
(**) وفي بعض المصادر أن قائله: حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ،-رضي الله عنه-
*(7) [أبدع بيت قالته العرب] قول أبي ذؤيب الهذلي:*
*والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبْتَها ∴ وإِذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقْنَعُ*
(**) وفي بعض المصادر: [أشعر بيت, أبرع بيتٍ]
*(8) [أشْجَعُ بَيْتٍ قالته الْعَرَب] قول العباس بن مرداس، -رضي الله عنه-:*
*أشُدُّ على الكتيبةِ لا أبالي ∴ أحَتْفي كانَ فيها أمْ سِواها*
*(9) [أشوق بَيت قالته الْعَرَب] قَول يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فِي زوجه*
*إِذا سرت ميلًا أَو تغنت حمامة ∴ دعتني دواعي الشوق من أم خَالِد*
*(10- 11- 12)*
(**) وانظر من كتاب: طبقات النحويين واللغويين (ص: 58)
(**) [(أخلْبَ بيت قالته العرب),
بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي أسلبه وأجذبه للعقول.]
(**) [أنصف بيت قالت العرب]
(**) [أقنع بيت قالته العرب]
(**) من المراجع:
كتاب (معجم الشعراء), للمرزباني (ص: 342)
وكتاب (تاريخ بغداد) (19/ 138)
وكتاب (المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية) (1/ 176)
وكتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 25)
وكتاب (الأعلام للزركلي ), (4/ 172)
وكتاب (تصحيح لسان العرب ), (ص: 49)
وكتاب (العقد الفريد ), (6/ 122)
وكتاب (ديوان المعاني ), (1/ 81)
وكتاب (حلية المحاضرة ), (ص: 45)
وكتاب (عيون الأخبار ), (2/ 208)
وكتاب (الذخائر والعبقريات ), (2/ 215)
وكتاب (الحلة السيراء ), (1/ 94)
وكتاب (لباب الآداب للثعالبي ), (ص: 131)
وكتاب (تاج العروس ), (4/ 130)
وكتاب (أضواء البيان), للشنقيطي (3/ 332)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 16 / 5 / 1442 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13422
سلسة الفوائد النحوية:
60- أقسام الأسماء من حيث نعتها والنعت بها
(**) تنقسم الأسماء من حيث نعتها والنعت بها إلى أربعة أقسام:
(**) الأول: ما يُنْعَتُ ويُنْعَتُ به, كاسْمِ الإشارة نحو: (مَررتُ بِزيد هذا), و(مررتُ بِهذا العالمِ)
(**) ولا يُنْعَتُ اسْمُ الإشارة إلاّ بمصحوب (ألْ) خاصَّة, كما في هذا المثال ونحوه.
(**) فإن كان جامدًا محضًا نحو: (مررتُ بِهذا الرجلِ) فهو عطف بيان على الأصح، وإلاّ فهو نَعْتٌ.
(**) الثاني: ما لا يُنعتُ ولا ينعتُ به كالضمير مطلقاً,
(**) أما أنه (لا ينعت)؛ فلأنه غني عن الإيضاح؛ لكونه نصا في مسماه.
(**) وأما أنه (لا ينعت به)؛ فلأنه ليس مشتقا ولا مؤولا بالمشتق.
(**) وأجاز الكسائي نعت الضمير الغائب إذا كان النعت لمدح، أو ذم، أو ترحم لا مطلقًا نحو قولهم: (مررت بهِ المسكينِ)، ونحو: (صلى الله عليهِ الرءوفِ الرحيمِ)، وغيره يجعله بدلًا.
(**) الثالث: ما ينعت, ولا ينعت به, كالعلم.
(**) أما أنه (ينعت)؛ فلإزالة الاشتراك اللفظي.
(**) وأما أنه (لا ينعت به)؛ فلجموده, وعدم تأويله بالمشتق؛ إذ هو موضوع لمجرد الذات.
(**) الرابع: ما يُنْعَتُ به ولا يُنْعَتُ, كـ “أيّ” نحو “مررتُ بفارسٍ أيِّ فارسٍ” ولا يقال: (جاءني أيٌّ فارسٌ).
(**) من المراجع:
(**) كتاب (شرح التسهيل), (3/ 321) لأبي عبد الله، جمال الدين محمد بن عبد الله، ابن مالك الطائي الجياني، (المتوفى: 672هـ)
(**) وكتاب (ارتشاف الضرب من لسان العرب), (4/ 1931) لأبي حيان محمد بن يوسف أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745 هـ)
وكتاب (شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك), (3/ 106) لأبي الحسن علي بن محمد بن عيسى، ، نور الدين الأُشْمُوني الشافعي (المتوفى: 900هـ)
وكتاب (شرح الأزهرية), (ص: 31) لخالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاويّ الأزهري، زين الدين المصري، وكان يعرف بالوقاد (المتوفى: 905هـ)
وكتاب (حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك), (3/ 106) لأبي العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي (المتوفى: 1206هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 15 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
59- العامل في التابع هو العامل في المتبوع مطلقا على الصحيح
(**) وفي (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري (2/ 107):
(**) واختلف في عامل التابع:
(**) فأما (النعت, والتوكيد, والبيان) فقال الجمهور: العامل فيها هو العامل في المتبوع، ونسب إلى سيبويه.
(**) وقيل: العامل فيها تبعيتها لما جرت عليه، وهو قول الخليل والأخفش.
(**) وأما البدل فقيل: عامله محذوف، وهو قول الجمهور. ويدل لهم ظهوره جارًا جوازًا مع الظاهر ووجوبًا مع المضمر، نحو: (بزيد به).
(**) وقال قوم منهم المبرد: عامله عامل متبوعه. وهو ظاهر مذهب سيبويه، واختاره ابن مالك وابن خروف.
(**) وقال ابن عصفور: عامله عامل متبوعه على أنه نائب عن العامل المحذوف لا أنه عامل بالأصالة.
(**) وأما النسق فقال الجمهور: عامله عامل متبوعه بواسطة الحرف،
(**) وقيل: الحرف، وقيل: محذوف. اهـ
(**) وفي (شرح الأشمونى لألفية ابن مالك) (3/ 85):
(**) اختلف في العامل في التابع: فذهب الجمهور إلى أن العامل فيه هو العامل في المتبوع, واختاره الناظم, وهو ظاهر مذهب سيبويه. اهـ
(**) وفي (حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك) (3/ 85):
(**) قوله: “اختلف في العامل في التابع” أي: غير البدل بقرينة قوله فذهب إلخ؛ لأن مذهب الجمهور في البدل -كما في الهمع- أن عامله محذوف بدليل ظهوره جوازًا مع الظاهر ووجوبًا مع الضمير نحو: (مررت بزيد به) فإعادة عامل الجر في نحوه واجبة.
(**) وبهذا يعلم ما في كلام الإسقاطي من الخلل.
(**) وزيف الدماميني الدليل بجعل الجار والمجرور الثاني بدلًا من الجار والمجرور الأول والعامل ما قبل الجار الأول وهو غير معاد.
(**) وأما مذهب غيرهم فهو: أن العامل في البدل هو العامل في المبدل منه.
(**) قوله: “فذهب الجمهور” وقيل العامل في (النعت والبيان والتوكيد) التبعية,
(**) وقيل مقدر وفي النسق مقدر, وقيل: حرف العطف نيابة,
كذا في الدماميني والهمع. اهـ المراد
(**) وفي كتاب (النحو الوافي), لعباس حسن (3/ 437):
(**) والصحيح أن العامل في التابع هو العامل في المتبوع، ولا تختلف التوابع في هذا. اهـ المراد
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 14 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
58- تعريف التوابع, وكيفية ترتيبها عند اجتماعها
(**) التوابع: جمع تابع, والتابع هو: (المشارك لما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد غير خبر).
(**) والمراد بقولهم: (الحاصل) التركيب الموجود الذي بأيدينا.
(**) والمراد بقولهم: (المتجدد) تركيب آخر.
(**) فقولهم: (المشارك لما قبله في إعرابه) يشمل التوابع كلها, وخبر المبتدأ نحو: (زيدٌ قائمٌ), وحال المنصوب نحو: (رأيت زيدا ضاحكا), والمفعول الثاني نحو: (أعطيت زيدا درهما).
(**) وقولهم: (الحاصل والمتجدد), خرج به: خبر المبتدأ، وحال المنصوب، والمفعول الثاني؛ فإنها لا تشارك ما قبلها في إعرابه المتجدد.
(**) فإن المبتدأ إذا تغير إعرابه بسبب دخول (كان وإن) أو إحدى أخواتهما عليه، لم يتغير الخبر بنفس تغيره، كقولك: (كان زيدٌ قائما), و (إن زيدا قائمٌ)
(**) والحال المنصوب إذا تغير إعراب صاحبه بسبب دخول العوامل عليه لم يتغير بنفس تغيره، كقولك: (جاء زيدٌ ضاحكا), و(مررت بزيد ضاحكا)
(**) والمفعول الثاني إذا تغير إعراب المفعول الأول، بأن صار نائب فاعل؛ للفعل المغير الصيغة، لم يتغير المفعول الثاني بنفس تغيره، كقولك: (أعطي محمدٌ درهما)
(**) بخلاف التابع فإنه يشارك ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد نحو: (جاء زيدٌ الكريم, ورأيت زيدا الكريم, مررت بزيد الكريم)
(**) وقولهم: (غير خبر) خرج به الخبر الثاني “حامضٌ” من قولك: “الرمان حلوٌ حامضٌ”؛ فإنه يشارك ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدِّد بالنسخ وليس تابعاً. كقولك: (كان الرمان حلوا حامضا), و (إن الرمان حلوٌ حامضٌ)
(**) تنبيه:
(**) قال العلامة الصبان في حاشيته على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (3/ 83) بعد أن ذكر نحوا مما تقدم:
(**) (… ومقتضاه أن (حامضٌ) خبر بعد خبر, وهو الموافق لما سبق أن نحو: (الرمان حلوٌ حامضٌ) مما تعدد فيه الخبر لفظًا, ولا ينافيه قول بعضهم: أنه جزء خبر؛ لأنه ناظر إلى المعنى. اهـ
(**) وأصول التوابع أربعة، وهي: (النعت، والعطف والتوكيد، والبدل)
(**) إلا أنها باعتبار انقسام العطف إلى (بيان ونسق)، تصير خمسة,
(**) وباعتبار انقسام التوكيد إلى (لفظي ومعنوي)، تصير ستة.
(**) وفي (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري(2/ 107)
(**) الأشياء التي تتبع ما قبلها في الإعراب” لفظًا أو تقديرًا أو محلا”
خمسة: (النعت, والتوكيد, وعطف البيان, والنسق, والبدل).
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
(**) ودليل الحصر في الخمسة:
(**) أن التابع, إما أن يتبع بواسطة حرف أو لا، الأول عطف النسق،
(**) والثاني إما أن يكون على نية تكرار العامل أو لا, الأول البدل,
(**) والثاني: إما أن يكون بألفاظ مخصوصة أو لا، الأول التوكيد،
(**) والثاني إما أن يكون بالمشتق أول لا، الأول النعت، والثاني عطف البيان. اهـ
(**) وحكم التابع: أنه يتبع ما قبله في إعرابه؛ فلا يخالف متبوعه في الإعراب ولا يتقدم عليه.
(**) وإذا اجْتَمَعَتِ هذه التَّوابعُ قُدِّم منها النَّعتُ، ثم البَيَان، ثم التَّوكيد، ثم البَدَل، ثم النَّسقَ نحو “جَاءَ الرجُلُ العالمُ محمَّدٌ نَفْسُه أخوكَ وإبراهيمُ”.
(**) وفي (حاشية الخضري على ابن عقيل), (2/ 131):
(**) وإذا اجتمعت التوابع فأعمل بترتيب قوله:
قدِّم النَعتَ فالبيانَ فأكِّدْ
ثمَّ أبْدلْ واختمْ بعطفِ الحُروفِ.
انتهي
(**) ونظمها آخر فقال:
نعتُ البيان مؤكدٌ بدلٌ نسق
هذا هو الترتيبُ في القول الأحق
(**) من المرجع:
(*) شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك (ص: 350)
(*) لبدر الدين محمد ابن الإمام جمال الدين محمد بن مالك (ت: 686 هـ)
(*) توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (2/ 945)
(*) لأبي محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ)
(*) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (3/ 190)
(*) لابن عقيل ، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري
(ت: 769هـ)
(*) شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (2/ 315)
(*) لعلي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن، نور الدين الأُشْمُوني الشافعي (ت: 900هـ)
(**) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (3/ 83)
(*) لأبي العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي (ت: 1206هـ)
(*) حاشية الخضري على ابن عقيل (2/ 131- 132)
(*) لمحمد بن مصطفى الخضري الشافعي (ت: 1287 هـ )
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 13 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
57- العلوم أربعة
(**) قال بعض السلف: العلوم أربعة:
(**) الفقه للأديان،
(**) والطب للأبدان،
(**) والنجوم للأزمان،
(**) والنحو للسان. اهـ
(**) قال أبو عبد الله الجعدي وفقه الله:
(**) ويدخل في علم الفقه دخولا أوليا: علم التوحيد, وعلم العقيدة, كما دل عليه الحديث المتفق عليه عن مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
وفي كتاب (فتح الباري) لابن حجر (1/ 165)
(… وَمَفْهُومُ الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ أَيْ يَتَعَلَّمْ قَوَاعِدَ الْإِسْلَامِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا مِنَ الْفُرُوعِ فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ. اهـ المراد
(**) وفي كتاب (سبل السلام), للصنعاني (4 / 205)
(**) (… والفقه في الدين تعلم قواعد الإسلام ومعرفة الحلال والحرام.
(**) … وفي الحديث دليل ظاهر على شرف الفقه في الدين والمتفقهين فيه على سائر العلوم والعلماء والمراد به معرفة الكتاب والسنة. اهـ
(**) من المرجع:
(**) (البصائر والذخائر) (1/ 101)
(**) (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار), (4/ 17)
(**) (المستطرف في كل فن مستطرف), (ص: 27)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 9 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسلة الفوائد اليومية:
219- غيرة النساء على أزواجهن من الكتب, وربما وصلت بهن الغيرة إلى إحراقها
(**) في كتاب (وفيات الأعيان), لأبي العباس أحمد بن محمد ابن خلكان البرمكي (المتوفى: 681هـ), (4/ 177):
(**) أبو بكر الزهري: محمد بن مسلم بن عبيد الله …
(**) وكان إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوما: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر!. اهـ
(**) وفي كتاب (تاريخ بغداد) ت بشار (9/ 486)
(**) قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ: قَالَتْ بِنْتُ أُختِي لزوجتي: خَالِي خَيْرُ رَجُلٍ لأَهْلِهِ، لاَ يتَّخِذُ ضَرَّةً وَلا يشتري جارية.
(**) قَالَ: فقَالَتْ لها زوجتي: وَاللهِ لهَذِهِ الكُتُبُ أَشَدُّ عليَّ مِنْ ثَلاَثِ ضرَائِرٍ!. اهـ
(**) وفي كتاب (أخبار الظراف والمتماجنين), لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ), (ص: 147):
358 – قال أبو القاسم عبيد الله بن عمر البقال: تزوّج شيخنا أبو عبد الله ابن المحرّم،
(**) وقال لي: لمّا حملت إليّ المرأة جلست في بعض الأيّام أكتب شيئاً على العادة، والمحبرة بين يديّ، فجاءت أمّها، فأخذت المحبرة، فضربت بها الأرض، فكسرتها، فقلت لها في ذلك، فقالت: هذه شرّ على ابنتي من ثلاث مئة ضرّة!. اهـ
(**) وقال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها), (1/ 62):
(**) قال ابن المعتز: كان الخليلُ منقطعا إلى اللَّيْث فلما صنَّف كتابه العين خصَّه به فحظِيَ عنده جدا ووقع منه مَوْقِعاً عظيما ووهَبَ له مائة ألف وأقبل على حِفْظِه ومُلاَزَمَتِهِ فحفظ منه النصف.
(**) واتَّفَق أنه اشترى جارية نفيسة فَغَارَت ابنةُ عمه وقالت: والله لأغيظنَّه, وإن غِظْتُه في المال لا يُبَالي, ولكني أراهُ مُكِبّاً ليلَه ونهارَه على هذا الكتاب, والله لأفجَعَّنه به فأحْرَقتْهُ. اهـ
(**) وعاتبتْ أحد العلماء زوْجتُهُ على إنْفاق الأموال في شراء الكتب فقال لها:
وقائلةٍ أنفقت في الكتب ما حوتْ
يمينُك من مالٍ فقلتُ دعيني
لَعلّي أَرَى فيهَا كتَاباً يَدلُني
لأخذ كتَابي آمناً بيَميني
(**) قال أبو عبد الله الجعدي -وفقه الله وسدده-:
(**) وفي زماننا هذا وجد (الإنترنت), الذي غار منه الصالحون الناصحون على دينهم وأمتهم ومجتمعاتهم وكل أفراد أسرهم؛
(**) لأنه -في هذا الزمان- المصيبة الكبرى والمحنة العظمى على كثير من الناس,
(**) إذ اشتغل به أكثرهم شغلا جنونيا يفوق الوصف, فعكفوا عليه ليلهم ونهارهم,
(**) فسلب عقولهم وضيع أوقاتهم وفرق جمعهم وشتت شملهم وجلب لهم من أخلاق أعدائهم كل منكر وقبيح وسيء ورذيل, فغير أخلاقهم ودمر حياتهم, وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(**) نسأل الله جل وعلا – بمنه وكرمه, ولطفه ورحمته- أن يصرف عن المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن يصلح أحوالهم.
(**) من المراجع:
(**) تهذيب الكمال في أسماء الرجال (9/ 298)
(**) سير أعلام النبلاء ط الحديث (10/ 32)
(**) تاريخ بغداد ت بشار (9/ 486)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 5 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسلة الفوائد اليومية:
218- سنية النظر إلى المخطوبة – ولو بغير علمها -, وذكر شروط ذلك
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا» رواه مسلم
(**) وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا، فَلْيَفْعَلْ ”
(**) قَالَ: ” فَخَطَبْتُ جَارِيَةً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَكُنْتُ أَخْتَبِئُ لَهَا تَحْتَ الْكَرَبِ حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا بَعْضَ مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا، فَتَزَوَّجْتُهَا ”
[رواه أحمد وغيره, وحسنه الألباني]
و(الكَرَب)- بفتحتين-: أصول السَّعَف الغِلاظ العِراض.
(**) قال النووي في شرحه على مسلم (9/ 210):
(**) قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُتَزَوِّجِ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ: (أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شيئا).
(**) هكذا الرواية شيئا بالهمز وَهُوَ وَاحِدُ الْأَشْيَاءِ
(**) قِيلَ الْمُرَادُ: صِغَرٌ, وَقِيلَ: زُرْقَةٌ,
(**) وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ لِجَوَازِ ذِكْرِ مِثْلِ هَذَا لِلنَّصِيحَةِ,
(**) وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ مَنْ يُرِيدُ تَزَوُّجَهَا, وَهُوَ مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَسَائِرِ الْكُوفِيِّينَ وَأَحْمَدَ وَجَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ.
(**) وَحَكَى الْقَاضِي عَنْ قَوْمٍ كَرَاهَتَهُ, وَهَذَا خَطَأٌ مُخَالِفٌ لِصَرِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ, وَمُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ عَلَى جَوَازِ النَّظَرِ لِلْحَاجَةِ عِنْدَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَالشَّهَادَةِ وَنَحْوِهَا.
(**) ثُمَّ إِنَّهُ إِنَّمَا يُبَاحُ لَهُ النظر إلى وجهها وكفيها فقط؛ لأنهما ليسا بعورة؛
(**) ولأنه يُسْتَدَلُّ بِالْوَجْهِ عَلَى الْجَمَالِ أَوْ ضِدِّهِ, وَبِالْكَفَّيْنِ عَلَى خُصُوبَةِ الْبَدَنِ أَوْ عَدَمِهَا, هَذَا مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ الْأَكْثَرِينَ.
(**) وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: يَنْظُرُ إِلَى مَوَاضِعِ اللَّحْمِ, وَقَالَ دَاوُدُ: يَنْظُرُ إِلَى جَمِيعِ بَدَنِهَا, وَهَذَا خَطَأٌ ظَاهِرٌ مُنَابِذٌ لِأُصُولِ السُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ.
(**) ثُمَّ مَذْهَبُنَا وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَحْمَدَ وَالْجُمْهُورِ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ فِي جَوَازِ هَذَا النَّظَرِ رِضَاهَا, بَلْ لَهُ ذَلِكَ فِي غَفْلَتِهَا وَمِنْ غَيْرِ تَقَدُّمِ إِعْلَامٍ,
(**) لَكِنْ قَالَ مَالِكٌ: أَكْرَهُ نَظَرَهُ فِي غَفْلَتِهَا مَخَافَةً مِنْ وُقُوعِ نَظَرِهِ عَلَى عَوْرَةٍ,
(**) وَعَنْ مَالِكٍ رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ أَنَّهُ لَا ينظر إليها إلا بإذنها, وهذا ضعيف؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَذِنَ فِي ذَلِكَ مُطْلَقًا وَلَمْ يَشْتَرِطِ اسْتِئْذَانَهَا؛
(**) ولأنها تستحي غَالِبًا مِنَ الْإِذْنِ؛
(**) وَلِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَغْرِيرًا, فربما رآها فَلَمْ تُعْجِبْهُ فَيَتْرُكَهَا فَتَنْكَسِرَ وَتَتَأَذَّى,
(**) وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَابُنَا: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ نَظَرُهُ إِلَيْهَا قَبْلَ الْخِطْبَةِ حَتَّى إِنْ كَرِهَهَا تَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ إِيذَاءٍ بِخِلَافِ, مَا إِذَا تَرَكَهَا بَعْدَ الْخِطْبَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(**) قَالَ أَصْحَابُنَا وَإِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ النَّظَرُ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يَبْعَثَ امْرَأَةً يَثِقُ بِهَا تَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتُخْبِرُهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ قَبْلَ الْخِطْبَةِ لِمَا ذَكَرْنَاهُ. اهـ
(**) قال ابن حجر في (فتح الباري), (9/ 181):
(**) قَالَ الْغَزَالِيُّ فِي الْإِحْيَاءِ: اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ: (شَيْئًا).
(**) فَقِيلَ: عَمَشٌ، وَقِيلَ: صِغَرٌ.
(**) قُلْتُ: الثَّانِي وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ فِي مُسْتَخْرَجِهِ، فَهُوَ
الْمُعْتَمَدُ. اهـ
(**) وقال الصنعاني في (سبل السلام), (2/ 165):
(**) ( … وَيَثْبُتُ مِثْلُ هَذَا الْحُكْمِ لِلْمَرْأَةِ فَإِنَّهَا تَنْظُرُ إلَى خَاطِبِهَا فَإِنَّهُ يُعْجِبُهَا مِنْهُ مَا يُعْجِبُهُ مِنْهَا كَذَا قِيلَ: وَلَمْ يَرِدْ بِهِ حَدِيثٌ. اهـ
(**) وقال العثيمين في (الشرح الممتع على زاد المستقنع), (12/22):
(**) فشروط جواز النظر إلى المرأة ستة:
(**) الأول: أن يكون بلا خلوة.
(**) الثاني: أن يكون بلا شهوة، فإن نظر لشهوة فإنه يحرم؛ لأن المقصود بالنظر الاستعلام لا الاستمتاع.
(**) الثالث: أن يغلب على ظنه الإجابة.
(**) الرابع: أن ينظر إلى ما يظهر غالباً.
(**) الخامس: أن يكون عازماً على الخطبة، أي: أن يكون نظره نتيجة لعزمه على أن يتقدم لهؤلاء بخطبة ابنتهم، أما إذا كان يريد أن يجول في النساء، فهذا لا يجوز.
(**) السادس: ـ ويخاطب به المرأة ـ ألا تظهر متبرجة أو متطيبة، مكتحلة أو ما أشبه ذلك من التجميل؛ لأنه ليس المقصود أن يرغب الإنسان في جماعها حتى يقال: إنها تظهر متبرجة، فإن هذا تفعله المرأة مع زوجها حتى تدعوه إلى الجماع،
(**) ولأن في هذا فتنة، والأصل أنه حرام؛ لأنها أجنبية منه،
(**) ثم في ظهورها هكذا مفسدة عليها؛ لأنه إن تزوجها ووجدها على غير البهاء الذي كان عهده رغب عنها، وتغيرت نظرته إليها، لا سيما وأن الشيطان يبهي من لا تحل للإنسان أكثر مما يبهي زوجته،
(**) ولهذا تجد بعض الناس ـ والعياذ بالله ـ عنده امرأة من أجمل النساء، ثم ينظر إلى امرأة قبيحة شوهاء؛ لأن الشيطان يبهيها بعينه حيث إنها لا تحل له،
(**) فإذا اجتمع أن الشيطان يبهيها، وهي ـ أيضاً ـ تتبهى وتزيد من جمالها، وتحسينها، ثم بعد الزواج يجدها على غير ما تصورها، فسوف يكون هناك عاقبة سيئة.
(**) فإن قيل: كيف يغلب على ظنه الإجابة؟
(**) الجواب:
(**) الله ـ سبحانه وتعالى ـ جعل الناس طبقات، كما قال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}،
(**) فلو تقدم أحد الكنَّاسين إلى بنت وزير، فالغالب عدم إجابته،
(**) وكذلك إنسان كبير السن زمِن، أصم، يتقدم إلى بنت شابة جميلة، فهذا يغلب على ظنه عدم الإجابة.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 17 / 2 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============
سلسة الفوائد النحوية:
56- تأليف الكتب: أنواعه وأسبابه
(**) قال العلامة أبو الطيب محمد صديق خان الحسيني البخاري القِنَّوجي(المتوفى:1307هـ) في كتابه:(أبجد العلوم)(ص:107):
(**) اعلم أن كتب العلم كثيرة؛ لاختلاف أغراض المصنفين في الوضع والتأليف, ولكن تنحصر من جهة المعنى في قسمين:
(**) الأول: إما أخبار مرسلة, وهي كتب التواريخ, وإما أوصاف وأمثال ونحوها قيدها النظم, وهي دواوين الشعر.
(**) والثاني: قواعد علوم وهي تنحصر من جهة المقدار في ثلاثة
أصناف:
(**) الأول: مختصرات تجعل تذكرة لرؤوس المسائل ينتفع بها المنتهي
للاستحضار, وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء لسرعة هجومهم على المعاني من العبارات الدقيقة.
(**) والثاني: مبسوطات تقابل المختصرات, وهذه ينتفع بها للمطالعة.
(**) والثالث: متوسطات وهذه نفعها عام.
(**) ثم إن التأليف على سبعة أقسام: لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي:
(**) إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه.
(**) أو شيء ناقص يتممه.
(**) أو شيء مغلق يشرحه.
(**) أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
(**) أو شيء متفرق يجمعه.
(**) أو شيء مختلط يرتبه أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه.
انتهى المراد
(**) وفي كتاب:(أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض), (3/ 34)
لشهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبي العباس المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ):
(**) ورأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة:
شيء لم يسبق إليه فيؤلف، أو شيء ألف ناقصا فيكمل، أو خطأ فيصحح، أومشكل فيشرح، أو مطول فيختصر، أو مفترق فيجتمع، أو منثور فيرتب.
(**) وقد نظمها بعضهم فقال:
ألا فاعلمن أنّ التآليف سبعة
لكلّ لبيب في النّصيحة خالصِ
فشرحُ لإغلاق وتصحيح مُخطئ
وإبداعُ حِبْرٍ مُقْدِمٍ غير ناكصِ
وترتيب مَنثورٍ وجمع مُفَرَّقِ
وتقصير تطويلٍ وتتميم ناقصِ.
انتهى
(**) ونظمها بعضهم في بيت واحد فقال:
في سبعة حصروا مقاصد العقلا
من التآليف فاحـفظها تنل أمـلا
أبدع، تمام، بيان، لاختصارك في
جمع، ورتب، وأصلح يا أخي الخللا
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 8 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
55- ذكر بعض كنى الحيوانات الني كنتها بها العرب
(**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)
(1/ 394):
(**) النوع السادس والثلاثون
(**) (معرفة الآباء والأمهات …)
(**) أبو الحِسْل: الّضبِّ, والحِسل ولده.
(**) أبو الحصَيْن, وأبو الحِنْبِص, وأبو خالد: الثعلب.
(**) أبو جعدة, وأبو جعادة, وأبو عَسْلة, وأبو مَذْقَة, وأبو ثمامة: الذئب .
(**) أبو خَدْرة: طائر بالحجاز.
(**) أبو الحارث, وأبو فِراس, وأبو الأبطال, وأبو جرو, وأبو الأخياس,
وأبو التأمور, وأبو الجراء, وأبو حفص الخدر, وأبو رزاح, وأبو
الزَّعفران, وأبو شِبل, وأبو ليث, وأبو لبد, وأبو الغَريف, وأبو محراب, وأبو محطم, وأبو الخنحس, وأبو الوليد, وأبو الهَيْصم, وأبو العباس: كُنْية الأسد.
(**) وأبو الأبرد, وأبو الأسود, وأبو جَلْعَد, وأبو جَهْل, وأبو خطار,
وأبو رَقاش: النمر.
(**) أبو الأبَد: النسر.
(**) وأبو الأثقال, وأبو الأشحج: البَغْل.
(**) وأبو الأخبار, وأبو روح: الهُدْهُد.
(**) وأبو الأخذ: الباشق.
(**) وأبو الأخطل: البِرْذَون.
(**) وأبو الأشعث: البازي.
(**) وأبو الأشيم, وأبو حُسبان: العقاب.
(**) وأبو أيوب: الجَمَل.
(**) وأبو بحر: السَّرطان.
(**) وأبو بَحير: التَّيْس.
(**) وأبو البختري: الحية.
(**) وأبو برائل, وأبو حماد: الديك.
(**) وأبو بُريد: العَقعَق.
(**) وأبو ثقل: الضَّبُع.
(**) وأبو جاعرة: الغداف من الغِرْبان.
(**) وأبو الجَرّاح, وأبو حدر, وأبو زاجر: الغراب.
(**) وأبو الجلاح, وأبو جُهينة, وأبو حُميد: الدب.
(**) وأبو حاتم, وأبو خالد: الكلب.
(**) وأبو الحجاج: العُقاب والفِيل.
(**) وأبو الحرماز وأبو دَغْفَل: الفيل .
(**) وأبو الحُسن: الطَّاووس.
(**) وأبو الحسين: الغَزَال.
(**) وأبو حيان: الفَهْد.
(**) وأبو خبيب, وأبو راشد: القِرد.
(**) وأبو خداش: السِّنَّور, والأرنب.
(**) وأبو دُلَف: الخِنْزير.
(**) وأبو زُرعة: الخِنزير, والثور.
(**) وأبو زفير: الأوز.
(**) وأبو زِياد, وأبو صابِر: الحِمار.
(**) وأبو شُجاع وأبو طالِب: الفَرَس.
(**) وأبو طامِر وأبو عدي: البُرْغُوث.
(**) وأبو عاصِم: الزُّنبور.
(**) وأبو العرمض: الجاموس.
(**) وأبو عِكْرِمة: الحمام.
(**) وأبو العَوّام: السَّمَك.
(**) وأبو يعقوب: العُصْفور.
(**) وأم حِلْس وأم تَوْلَب, وأم الهِنْبِر: الأتان.
(**) والهِنْبِر: هو الجَحْش.
(**) أم عَوْف: الجَرَادة.
(**) أم الهِنْبِر في لغة فَزَارة: الضبع, وهي تكنى: أم رعال, بالراء, [وأم عامر].
(**) أم عِرْيَط: العقرب.
(**) أم رَاشِد: كنية الفأرة.
(**) وأم حَفْصة, وأم إحدى وعشرين: الدجاجة.
(**) وأم أدْرَاص: اليَرْبوع, وولد اليَرْبوع يقال له: الدِّرص, والجمع أدراص .
(**) أم قَشْعَم: العنكبوت.
(**) وأم الأشعث: الشاة.
(**) وأم الأسود: الخنفساء.
(**) وأم تَوْبة: النملة.
(**) وأم ثلاثين: النعامة.
(**) وأم حَفْصَة: الدجاجة والبطة والرَّخمة.
(**) وأم خِدَاش: الهِرَّة.
(**) وأم خِشَف: الظبية.
(**) وأم شِبل: اللبوة.
(**) وأم طِلْحَة: القملة.
(**) وأم عافية وأم عثمان: الحية.
(**) وأم عيسى: الزرافة.
(**) وأم يَعْفور: الكلْبة.
انتهى بتصرف.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 5 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
54- ذكر بعض الأقوال التي تذم تعلم النحو!
(**) قد ورد في ذم النحو بعض الأقوال الشاذة التي لم يوفق أصحابها للصواب, نذكر بعضا منها.
(**) فمن ذلك ما جاء في كتاب: (اقتضاء العلم العمل), للخطيب البغدادي (ص: 91):
(**) عن الْقَاسِم بْن مُخَيْمِرَةَ أنه قال: «تَعَلُّمُ النَّحْوِ أَوَّلُهُ شُغْلٌ وَآخِرُهُ
بَغِيٌ». اهـ
(**) وذكر الخطيب البغدادي أيضا في كتابه: (اقتضاء العلم العمل), (ص: 93): بسنده إلى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى السِّمْسَارُ، قَالَ:
” كُنَّا عِنْدَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعِنْدَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ،
فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ, أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ وَكَتَبْتَ الْحَدِيثَ، فَلِمَ لَا تَتَعَلَّمُ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ مَا تَعْرِفُ بِهِ اللَّحْنَ حَتَّى لَا تَلْحَنُ،
قَالَ: وَمَنْ يُعَلِّمُنِي يَا أَبَا الْفَضْلِ؟ قَالَ: أَنَا يَا أَبَا نَصْرٍ، قَالَ: فَافْعَلْ.
قَالَ: قُلْ: (ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا)، قَالَ: فَقَالَ لَهُ بِشْرٌ: يَا أَخِي وَلِمَ ضَرَبَهُ؟
قَالَ: يَا أَبَا نَصْرٍ مَا ضَرَبَهُ، وَإِنَّمَا هَذَا أَصْلٌ وُضِعَ،
فَقَالَ بِشْرٌ: هَذَا أَوَّلُهُ كَذِبٌ, لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ”. اهـ
(**) وقول الآخر- ولم أقف له على مصدر-:
لا إلى النَّحو جئتكم
لا ولا فيه أرغبُ
أَنَا مَالي وَلامريء
أَبَدَ الدَّهر يُضْربُ
دعُوا زَيْدًا وَشَأنه
أَينَمَا شَاء يَذهبُ
واستَمع قَولَ عَاشق
قَد شجاه التطربُ
هَمُّه الدَّهرَ طَفلَة
فَهوَ فيهَا يشببُ
(**) فرد عليه القائلُ فأَبْدعَ:
مَن جَفَا النَّحوَ مَا لَه
في دجَى الليل كَوكَبُ
كَيفَ يُدَعَى محَدثاً
أَو إلَى الفقه يُنسَبُ
فَهوَ شَخص مغَفَّلٌ
فيه جَهلٌ مرَكَّبُ
(**) وفي كتاب 🙁 عمدة الكتاب لأبي جعفر النحاس (ص: 35)
(**) قال أبو جعفرٍ: وقد صار أكثر من مضى يطعن على متعلمي العربية جهلاً وتعدياً، حتى إنهم يحتجون بما يزعمون أن القاسم بن مخيمرة قال: النحو أوله شغلٌ وآخره بغيٌ.
(**) . . . وأما قول القاسم بن مخيمرة، فإن صح فإنه مخالفٌ لقول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيه،
(**) وما كان كذلك لم يجز لمسلمٍ أن يحتج به.
(**) وأيضاً فقوله: ” أوله شغلٌ وآخره بغيٌ؛ ” كلامٌ لا معنى له؛ لأن أول الفقه شغلٌ، وأول الحساب شغلٌ، وآخره بغيٌ، وكذا أوائل العلوم، أفترى الناس تاركين العلوم من أجل أن أولها شغلٌ!؟
(**) وقوله: وآخره بغيٌ، إن كان يريد به أن صاحب النحو إذا حذقه صار فيه زهوٌ واستحقر من يلحن، فهذا موجودٌ في غيره من العلوم من الفقه وغيره في بعض الناس، وإن كان مكروهاً.
(**) وإن كان يريد بالبغي التجاوز في ما لا يحل فهذا كلامٌ محالٌ، لأن النحو إنما هو لتعلم اللغة التي نزل بها القرآن، وهي لغة النبي صلى الله عليه وكلام أهل الجنة وأهل السماء؛ كما قال مقاتل بن حيان: كلام أهل السماء العربية. …
(**) وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: أما بعد؛ فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية.
(**) وقال أبي بن كعبٍ: تعلموا العربية كما تعلمون حفظ القرآن.
**وقال مورقٌ: تعلموا النحو والفرائض، فإنه من دينكم.
(**) وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى: مر من قبلك بتعلم العربية فإنه يدل على صواب الكلام، ومرهم برواية الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق.
(**) ومر الحسن بقومٍ يتعلمون العربية، فقال: أحسنوا، يتعلمون
لغة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
(**) وإن الحسن قال: من لحن في القرآن فقد كذب على الله.
(**) وقال هشام بن عروة: خرج علينا أبي يوماً ومعلمنا يعلمنا النحو، فلما خرج أبي أسكتنا المعلم، فجلس أبي، فقال للمعلم: مرهم فليتعلموا، فما أحدث أحدٌ مروءةً هي أعجب إلي من النحو.
(**) وقال الزهري: ما أحدث الناس مروءةً هي أعجب إلي من الفصاحة.
(**) وقال الخليل بن أحمد: لحن أيوب [السختياني] ، فقال: أستغفر الله.
(**) وقال شعبة: تعلموا العربية، فإنها تزيد في العقل.
(**) وقال قتادة: لا أسأل عن عقل رجلٍ لم يدله عقله على أن يتعلم من العربية ما يصلح لسانه.
(**) وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة.
(**) وقال رضي الله عنه: تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه.
(**) قال أبو جعفر: وقد كان الكتاب فيما مضى أرغب الناس في علم النحو وأكثرهم تعظيماً لأهله، حتى دخل فيهم من لا يستحق هذا الاسم، فصعب عليه باب العدد، فعابوا من الإعراب الحساب… الخ. اهـ
تنبيه: هذه الأبيات: (لا إلى النَّحو جئتكم … ) حفظناها من شيخنا الألمعي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.
(**) من المراجع:
(**) كتاب: (تاريخ دمشق) لأبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ), (10/ 188),
ترجمة بشر بن الحارث برقم: (881)
(**) وكتاب: (حلية طالب العلم), لبكر بن عبد الله أبو زيد (المتوفى: 1429هـ),(ص: 201)
(**) أرشيف ملتقى أهل الحديث – 1 (71/ 377)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 1 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
53- النحو جمال وذوق وأدب
(**) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 123)
(**) قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
«يَا رَبِيعُ، رِضَى النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ، فَعَلَيْكَ بِمَا يُصْلِحُكَ فَالْزَمْهُ. فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ إِلَى رِضَاهُمْ.
(**) وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ جَلَّ فِي عُيونِ النَّاسِ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ النَّحْوَ هِيبَ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ رَقَّ طَبْعُهُ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْحِسَابَ جَزِلَ رَأْيُهُ،
(**) وَمَنْ تَعَلَّمَ الْفِقْهَ نَبُلَ قَدْرُهُ،
وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ,
(**) وَمِلَاكُ ذَلِكَ كُلِّهِ التَّقْوَى». اهـ بتصرف
(**) وفي كتاب: (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء),
(1/ 55), (مدح النحو):
(**) النحو نصاب العلم ونظامه وعموده وقوامه,
(**) ووشي الكلام وحلّته, وجماله وزينته.
(**) وقيل: النحو يرفع الوضيع ويخفض الرفيع.
(**) وكان معلم الرشيد يضرب على الخطأ واحدا وعلى اللحن سبعا. اهـ
(**) وقال الْقَاضِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الْكُوفِيُّ -رحمه الله تعالى -: (زين الرجال النحو وزين النساء الشحم). اهـ
[(رواه أبو نعيم في رياضة المتعلمين), كما في: أرشيف ملتقى أهل الحديث – 1 (14/ 306)].
(**) وقال الامام ابن الوردي في لاميته في الحكم(المتوفى: 749هـ):
جَمِّلِ الْمَنْطِقَ بِالنَّحْوِ فَمَنْ
يُحْرَمِ الإعْرَابَ فيِ اللَّفْظِ اخْتَبَلْ
(**) وقال آخر:
عليك بعلم النحو إن رمت زينة
تحلى بها شخص وليست تفارقه
به زينة الألفاظ في كل مجلس
في كل حال زينة المرء منطقه
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 28 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
52- ذكر الأحكام المتعلقة بعلم النحو
(**) قال السيوطي في كتابه (الاقتراح في أصول النحو), (ص: 47):
(**) المسألة السادسة:
(**) الحكم النحوي ينقسم إلى:
واجب, وممنوع, وحسن, وقبيح, وخلاف الأولى, وجائز على السواء.
(**) فالواجب: كرفع الفاعل, وتأخره عن الفعل, ونصب المفعول, وجر المضاف إليه, وتنكير الحال والتمييز, وغير ذلك.
(**) والممنوع كأضداد ذلك.
(**) والحسن: كرفع المضارع الواقع جزاء بعد شرط ماض.
(**) والقبيح: كرفعه بعد شرط مضارع.
(**) وخلاف الأولى: كتقديم الفاعل في نحو: (ضرب غلامُهُ زيدا).
(**) والجائز على السواء: كحذف المبتدأ, أو الخبر, أو إثباته حيث لا مانع من الحذف, ولا مقتضى له. اهـ المراد
(**) قوله: (والحسن: كرفع المضارع الواقع جزاء بعد شرط ماض).
(**) المراد بقوله: (ماض), الماضي لفظا, كقولك: (إن اجتهد زيد يفوزُ),
(**) والماضي معنى, وهو المضارع المقترن بـ(لم), كقولك: (إن لم يجتهد زيد يندمُ)
(**) قال زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان [من البسيط]:
وإِنْ أتاهُ خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ * يَقولُ لا غَائبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ
(**) فالجزم أحسن لأنه الأصل, والرفع حسن.
(**) وإنما حسن رفع الجواب؛ لأنه لمَّا لم يظهر لأداة الشرط تأثير في فعل الشرط لكونه ماضيًا ضعفت عن العمل في الجواب.
(**) واختلف النحويون في تخريج هذا الرفع على أقوال, أحسنها -في نظري القاصر- أنه على حذف الفاء والتقدير: (إن اجتهد زيد فهو يفوزُ), (إن لم يجتهد زيد فهو يندمُ)
(**) وقوله: (والقبيح: كرفعه بعد شرط مضارع).
(**) أي: كقولك: (إن يجتهد زيد يفوزُ), وقول الراجز:
يا أقرع بن حابس يا أقرعُ
إنك إن يُصرعْ أخوك تصرعُ
(**) وإنما قبح الرفع حينئذ؛ لأن فيه تهيئة العامل للعمل ثم قطعه عنه.
(**) وقوله: (وخلاف الأولى: كتقديم الفاعل في نحو: ضرب غلامُهُ زيدا).
(**) الجمهور على منعه؛ لئلا يعود الضمير من متقدم لفظا ورتبة على متأخر لفظا ورتبة, ويوجبون تأخيره؛ ليعود الضمير من متأخر على متقدم فتقول: (ضرب زيدا غلامُهُ), ومنه قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}
(**) وما جاء على خلاف ذلك كقوله:
جَزَى بَنُوهُ أَبَا الغَيلانِ عن كِبَرٍ
وَحُسْن فِعْلٍ كَمَا يُجْزَى سِنِمَّارُ
فمحمول على الضرورة الشعرية والشذوذ.
(**) وفي كتاب (الخصائص), لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ) (1/ 295)
(**) باب في نقض المراتب إذا عرض هناك عارض:
(**) من ذلك امتناعهم من تقديم الفاعل في نحو (ضرب غلامه زيدًا). فهذا لم يمتنع من حيث كان الفاعل ليس رتبته التقديم وإنما امتنع لقرينة انضمت إليه، وهي إضافة الفاعل إلى ضمير المفعول وفساد تقدم المضمر على مظهره لفظًا ومعنى.
فلهذا وجب إذا أردت تصحيح المسئلة أن تؤخر الفاعل فتقول: (ضرب زيدًا غلامه)، وعليه قول الله سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}
(**) وأجمعوا على أن ليس بجائز (ضرب غلامه زيدًا) لتقدم المضمر على مظهره لفظًا ومعنى. اهـ المراد
(**) من المراجع:
(**) (أمالي ابن الشجري) (1/ 153)
لأبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة، المعروف بابن الشجري (المتوفى: 542هـ)
(**) (شرح التسهيل) (1/ 161)
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله، ابن مالك الطائي (المتوفى: 672هـ)
(**) (شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك) (ص: 165)
لبدر الدين محمد ابن الإمام محمد بن مالك (ت 686 هـ)
(**) (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) (ص: 639)
لأبي محمد، عبد الله بن يوسف, ابن هشام (المتوفى: 761هـ)
(**) (شرح شذور الذهب), لابن هشام (ص: 175)
(**) (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك), لابن هشام (2/ 109)
(شرح التصريح على التوضيح) (1/ 416)
لخالد بن عبد الله الجرجاويّ الأزهري،(المتوفى: 905هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 28 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436
سلسة الفوائد النحوية:
51- ذكر الآيات والأبيات التي جمعت حروف الهجاء
(**) قد اجتمعت حروف الهجاء كلها في آيتين فقط من القرآن الكريم:
(**) الأولى: قوله تعالى: { ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
[آل عمران: آية (154)].
(**) الثانية: قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: آية (29)]
(**) وأما جمعها في الشعر فأول من جمعها في بيت واحد الْخَلِيل بن أَحمد الفراهيدي.
(**) ففي كتاب (بغية الوعاة), (1/ 557)
(**) أَبُو عبد الرَّحْمَن الْخَلِيل بن أَحْمد بن عَمْرو بن تَمِيم الفراهيدي الْبَصْرِيّ.
(**) … وأول من جمع حُرُوف المعجم فِي بَيت وَاحِد وَهُوَ:
صف خلق خود كَمثل الشَّمْس إِذْ بزغت
يحظى الضجيع بهَا نجلاء معطارُ
انتهى.
(**) ومثله قول الآخر:
هلاّ سكنت بذي ضغثٍ فقد زعموا
شخصتَ تطلبُ ظبياً راح مجتازا
(**) ومثله قول الآخر:
اصبرْ علَى حفظ خضرٍ واستشر فَطِناً
وزُجَّ همّك في بغداذ مُنثملا
(**) ومثله قول أحمد بن محمد اليزيديّ العدوي (مات قبل 260 هـ):
ولقد شَجَتني طفلةٌ برزت ضُحى
كالشمس خَثْماء العِظاِم بذي الغَضَى
(**) (شجتني), أحزنتني،
(**) (خثماء)’ عريضة الأنف أو الأذن، وقيل قصيرة الأنف.
(**) من المراجع:
(**) كتاب: (الزهرة)
لأبي بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني ثم البغدادي الظاهري (المتوفى: 297هـ)
(**) وكتاب: (عمدة الكتاب), (ص: 342)
لأبي جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد المرادي النحوي (المتوفى: 338هـ)
(**) وكتاب: (طبقات النحويين واللغويين)
لأبي بكر محمد بن الحسن الأندلسي الإشبيلي، (المتوفى: 379هـ)
(**) وكتاب: (معجم الأدباء)
لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (المتوفى: 626هـ)
(**) وكتاب: (تاج العروس من جواهر القاموس)
لأبي الفيض محمّد بن محمّد الحسيني، الملقّب بمرتضى،
الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ)
(**) وكتاب: (الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني)
لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 26 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
https://binthabt.al3ilm.net/13436